ذكرت وكالة الأنباء الصينية أن الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون اتفقا -في اتصال هاتفي- على ضرورة تجنب تدهور الأوضاع بقطاع غزة.

وأكد الرئيسان مخاوفهما من ظهور أزمة إنسانية أكثر خطورة بسبب الحرب في غزة، وأعلنا أنهما اتفقا على أن حل الدولتين هو السبيل الأساسي لوقف دائرة الصراع.

وفي السياق ذاته، قالت الخارجية الصينية إن أي ترتيب يتعلق بمستقبل ومصير فلسطين يجب أن يحصل على موافقة الشعب الفلسطيني.

وفي وقت سابق، قال التلفزيون الصيني إن الرئيس شي جين بينغ سيحضر قمة عبر الفيديو لقادة مجموعة بريكس اليوم الثلاثاء بشأن القضية الفلسطينية.


وفد عربي إسلامي

وقد دعا وفد يضم وزراء عربا ومسلمين أمس الاثنين إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال زيارة إلى بكين في المحطة الأولى من جولة تهدف للضغط من أجل إنهاء الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

وضم الوفد وزراء خارجية السعودية والأردن ومصر وإندونيسيا وفلسطين ومسؤولين من منظمة التعاون الإسلامي وآخرين.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في كلمته الافتتاحية إن ثمة كارثة إنسانية تتكشف في غزة، مشيرا إلى أن الوضع في القطاع يؤثر على كل البلدان في جميع أنحاء العالم ويعيد النظر في مبدأ الخير والشر والمبادئ الأساسية للإنسانية.

وشدد وانغ على أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بشكل عاجل ويتخذ إجراءات فعالة لمنع تفاقم هذه المأساة.

وأضاف أن الصين صديقة وشقيقة جيدة للدول العربية والإسلامية وتدافع بحزم عن الحقوق المشروعة، وتدعم دائما وبقوة جهود الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه ومصالحه الوطنية، وشدد على أن على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

وكانت الصين دعت في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى عقد مؤتمر دولي عاجل لحل القضية الفلسطينية، مجددة موقفها بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ومنذ بدء الحرب في غزة أحجمت وزارة الخارجية الصينية مرارا وتكرارا عن إدانة حركة حماس، ودعت بدلا من ذلك إلى وقف التصعيد، وطالبت إسرائيل والفلسطينيين بالسعي إلى تحقيق حل الدولتين من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الصين والدول العربية في السراء والضراء

 

 

تشو شيوان **

أحداث مُهمة شهدتها العاصمة الصينية بكين خلال الأيام الماضية؛ حيث أفتتح المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي يوم الخميس، وقد لقيت هذه الدورة اهتمامًا بالغًا من قبل المحللين والسياسيين وأصحاب الرأي ووسائل الإعلام لما تحمله هذه الدورة من تطورات بالغة الأهمية على صعيد الأجندة وحجم التمثيل والمشاركة؛ حيث شهدت هذه الدورة حضور 4 رؤساء من الدول العربية وهم؛ العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس التونسي قيس سعيد، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رغم أن المؤتمر على مستوى الوزراء، لكن لأهمية وإيمان جميع الأطراف بوجوب زيادة التعاون بين الدول العربية والصين كان لا بُد من استغلال هذه الفرصة للمضي قدمًا نحو عقد جديد من العلاقات الصينية العربية.

من أهم مخرجات المنتدى إعلان الرئيس الصيني شي جين بينغ أن الدورة الثانية من "القمة الصينية العربية" ستنعقد في الصين عام 2026، بعد تحقيق النتائج الأولية التي توصلت إليها خلال الدورة الأولى من القمة الصينية العربية في الرياض عام 2022، خصوصًا وأن الوقت الراهن قد دخل العالم فترة جديدة من الاضطراب والتغير، وتحدث تغيرات جديدة وعميقة في منطقة الشرق الأوسط، وفي ظل الوضع الجديد فإنَّ التعاون العملي بين الصين والدول العربية له أهمية إيجابية للمنطقة والعالم، واستمرار عقد منتدى التعاون العربي الصيني والقمة العربية الصينية.

لقد أعلنت الصين بناء "المعادلات الخمس للتعاون"، بغية تسريع وتيرة بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، وبالإضافة إلى التعاون في المجالات التقليدية مثل الطاقة والبنية التحتية والتجارة الاقتصادية، تم توسيع التعاون إلى مجالات الصناعات الناشئة، ومن أهمها معادلة أكثر حيوية للتعاون المدفوع بالابتكار؛ حيث تتعاون الصين مع الدول العربية في بناء 10 مختبرات مشتركة في مجالات الحياة والصحة والذكاء الاصطناعي والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون والزراعة الحديثة والمعلومات الفضائية، وذلك من أجل تعميق التعاون العملي في التطور المبتكر في مجالات التكنولوجيا العملية العالية.

كما إن الصين تسعى إلى معادلة أكثر توازنًا للتعاون الاقتصادي والتجاري المتبادل المنفعة، حيث تعمل مع الدول العربية على تنفيذ مشاريع التعاون الإنمائي التي تبلغ قيمتها 3 مليارات يوان صيني؛ وعلى تسريع وتيرة المفاوضات مع الدول العربية حول اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية والإقليمية، وتعزيز بناء آلية الحوار للتعاون في التجارة الإلكترونية، إضافة إلى زيادة استيراد المنتجات غير الطاقة وخاصة المنتجات الزراعية والغذائية من الدول العربية، وذلك من أجل تحقيق التكامل والتوازن بين الجانبين الصيني والعربي.

إضافة إلى معادلة أوسع أبعادًا للتواصل الثقافي والشعبي؛ حيث تحرص الصين على إنشاء "المركز الصيني العربي لمبادرة الحضارة العالمية"، وزيادة الحجم والتأثير لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، وتسريع وتيرة بناء منصات مثل "الرابطة الصينية العربية للمؤسسات الفكرية"، و"منتدى تنمية الشباب الصيني العربي"، و"الرابطة الصينية العربية للجامعات"، و"مركز الدراسات الصيني العربي للتعاون الثقافي والسياحي". وتدعو الصين 200 مسؤول من الأحزاب السياسية العربية لزيارة الصين كل عام، وتبذل جهودًا مع الجانب العربي في وصول العدد الإجمالي للسياح المتجهين إلى الطرف الآخر في غضون السنوات الخمس المقبلة إلى 10 ملايين سائح.

وأخيرًا.. أصدرت الصين والدول العربية بيانًا مشتركًا بشأن القضية الفلسطينية الإسرائيلية؛ حيث أعربت الصين عن دعمها لإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ودعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ودعم عقد مؤتمر سلام دولي بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وفاعلية أكبر. كما أعلن الرئيس شي عن تقديم مساعدة إضافية بقيمة 500 مليون يوان صيني، إضافة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة التي تم الإعلان عنها سابقًا بقيمة 100 مليون يوان صيني؛ بهدف دعم تخفيف الأزمة الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة؛ والتبرع بـ3 ملايين دولار أمريكي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"؛ بهدف دعم الوكالة لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة.

ومن هنا يمكننا القول إنَّ التعاون بين الصين والدول العربية قد أصبح نموذجًا للتعاون بين الدول النامية، والتعاون بين الجانبين في كافة المجالات والمستويات، ونثق بأن هناك مستقبلًا مُشرقًا للصين والدول العربية، وتقديم المساهمات أكثر في حفظ السلام والتنمية والاستقرار في العالم.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الصين والدول العربية في السراء والضراء
  • عوقب لرفع علم فلسطين بالبرلمان.. ديلوغو: الفرنسيون شكروني وفرنسا تدعم الإبادة بغزة
  • وزير الخارجية ونظيره الأمريكي يتفقان على استمرار التنسيق لإنهاء الحرب في غزة
  • وزير الخارجية ونظيره الأمريكي يتفقان على مواصلة التشاور لإنهاء الحرب في غزة
  • الصفدي وبلينكن يتباحثان تفاصيل المقترح الذي أعلنه بايدن لوقف إطلاق النار بغزة
  • الإمارات والصين.. تعاون ثري بين ثقافتين
  • سلطنة عمان تستعرض مستجدات الأوضاع في غزة مع قطر والصين
  • وزير الخارجية التركي يزور الصين في 3 يونيو
  • الصين وتونس تقيمان شراكة استراتيجية
  • كيف يدعم المنتدى العربي الصيني القضية الفلسطينية (شاهد)