عربي21:
2025-05-20@12:00:55 GMT

الانتصار أو الموت

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

أكتب هذا المقال ومن المفترض أن تكون الهدنة في المرحلة الأخيرة بالاتفاق عليها.. لذا؛ فالحديث لا يشملها وغير معني بها حتى تصبح أمرًا واقعًا لا جدال فيه..!

أكثر سؤال يوجّه لي ولغيري بالتأكيد: أين ستنتهي الأمور؟ السائل لا يريد منك إجابة تحليلية وتفصيلية.. هو يريدك في الغالب أن تطمئنه أننا منتصرون.. يريدك أن تقول له أن المقاومة بألف خير وأن عدد قتلى العدو بالعشرات والمئات كل يوم.

. لأنه يقاطعك عند هذه الجملة بالذات ويصبح خبيرًا ويقول لك: الإسرائيليين بكذبوا و اللي انقتل منهم أضعاف مضاعفة بس ما بدهم يعترفوا..! وقد يكون في كلامهم كثير من الصحّة في هذه الحرب بالذات.. ولكن ذات الجملة بذات الحروف كانت تُقال في كلّ حروبنا السابقة التي ضيّعنا فيها العباد والبلاد ..!

من حقّ الناس أن تسأل.. ومن حقّها أن تبحث عن إجابات تطمئنها.. وفي الحرب تصبح بيئة الإشاعات خصبة وولّادة.. وغالبًا الخبر الكاذب (بخيره وشرّه) هو الذي يتصدّر الأحاديث والتصديق.. والمشكلة في هذا الخبر أن الناس تبني عليه.. وحين يثبت كذبه تنهار الحكاية وينهار معها الناس..!

المعركة مؤلمة على كل ما فيها من بطولة.. العدو ينتقم بشلالات دم.. والكلفة عالية وأعلى من المتوقّع.. ولكن؛ لا أحد يقبل بالتراجع والاستسلام..ويمكن أن يكون هناك مجرّد تفكير بإيجاد حلول إنهائية أو إقصائية للمقاومة بعد كل هذا.. وفي حالة المقاومة الفلسطينية الآن ينطبق عليها المقولة المنسوبة لعمر المختار: نحن قوم لا نستسلم؛ ننتصر أو نموت..!

ليس إلّا الانتصار أو الموت . خصوصًا بعد تأكيد أبناء الدولة اللقيطة أن جميع رجال المقاومة سيقتلون سواء الذي باللباس العسكري أو بالبدلة المدنية؛ وسواء الذي بداخل فلسطين أو في أي مكان خارجها..!

إني أسأل كما تسألون.. ولا أنجرف خلف الاشاعات.. وأمحّص الخبر من أكثر من مصدر.. ولا آخذ به حتى أراه قد استقرّ حقيقةً من فم قائله أو من شهود على قائله..!
المقاومة بخير.. وستنتصر ولن تموت.
(الدستور الأردنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية فلسطين غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الشائعات.. معاول هدم

 

 

د. أحمد بن علي العمري

 

يقول المولى عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأٍ فتبيّنوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" (الحجرات: 6).

الشائعاتُ مرضٌ اجتماعيٌّ مزمنٌ يصعبُ التغلبُ عليه أو علاجُه، ولم يُكتَشَفْ حتى الآن علاجٌ مناسبٌ له. إنها تنتشر كالنار في الهشيم، فلا تُبقي ولا تذر! 

كم دُمِّرَت مجتمعاتٌ، وتباعدَ الإخوةُ، وتفرَّق الأحبابُ، وتولَّدت العداواتُ بين الأصدقاء بسببها. 

يُطلقها البعضُ، إمّا بحسنِ نيّةٍ، أو في أغلب الأحيان بسوءِ نيةٍ، دون أن يُلقي لها بالًا أو يُدرك عواقبها، فإذا بها تحرِقُ الأخضرَ واليابس، وتُدمِّرُ وتُشتِّتُ، وتُفرِّقُ وتُبيد. 

وفي عصرنا الحالي، ومع تقدُّم التكنولوجيا وتوسُّع وسائل التواصل الاجتماعي، بلغت الشائعاتُ ذروتَها، وأصبحت القوةَ الضاربةَ التي تهدمُ هيكلَ المجتمعِ والأفرادِ على حدٍّ سواء. 

كم أطاحت بتنميةٍ مجتمعيّةٍ! وكم هدمت أسرًا! وكم فرَّقت بين الأحباب! وكم حوّلت الصداقاتِ إلى عداوات! 

إنها لا تحتاج إلى رمزِ فتحٍ معقّدٍ أو مُشفَّر، بل رمزُها بسيطٌ وسهلٌ ومتداولٌ بين الجميع، وهو: "سمعت...".

بمجرد أن ينشر أحدُهم عبر "واتساب" أو يغردَ أو حتى يُرسلَ رسالةً صوتيةً دون التحقُّق من مصدرها، قائلًا: "سمعتُ أنَّه حدثَ كذا وكذا...".

يبدأ الخبرُ بالانتشار، ويُصدِّقه المتلقُّون؛ بل إنّ بعضَهم يتبنّاهُ وينشرُه أكثر، ليتحوّل إلى "حقيقةٍ" يتعاملُ معها الجميعُ وكأنها أمرٌ مُسلّمٌ به، ويتدحرجُ ككرةِ الثلجِ التي تكبُرُ كلّما تدحرجت، حتى يصبحَ من الصعبِ السيطرةُ عليها أو تفنيدُها... رغم أنَّها قد تكون مجرّدَ كذبةٍ أو حتى دعابة! 

ما هو ذنب المجتمعِ والأفرادِ أمام هذه الكارثة؟

لقد أمرنا اللهُ تعالى بعدمِ التسرُّعِ في تصديق الأخبارِ، وعدمِ الإيمانِ بمن يُلقي بالإشاعات، فقد يكون كاذبًا، أو مُبالغًا، أو حتى صاحبَ أجندةٍ خفيّةٍ لا نعلمُها! فإنَّ عدمَ التحقُّقِ قد يُؤدِّي إلى عواقبَ وخيمةٍ. 

يجب التأكُّدُ من عدمِ إيذاءِ الأبرياءِ بسبب التصديقِ السريعِ للشائعاتِ، حيثُ إنَّ كثيرًا من الأضرارِ الاجتماعيةِ تنشأُ من نشرِ أخبارٍ كاذبةٍ، حتى لو بدا ناقلُ الخبرِ صالحًا أو حسنَ النيّةِ. فالشائعاتُ قد تأتي من مصادرَ خادعةٍ ومضلِّلة، كما أنَّ دينَنا الحنيفَ يُحذِّرُنا من سوءِ الظنِّ، إذ قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" (الحجرات: 12).

لذلك، علينا ألّا نُشارِكَ في نشرِ الأخبارِ المشبوهةِ عبر وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ دونَ التأكُّدِ من مصادرِها، بل يجب أن نتريّثَ ونسألَ أنفسَنا: 

- هل هذا الخبرُ صحيحٌ؟ 

- هل سيضرُّ المجتمعَ أو الأفرادَ؟ 

وقد قال النبيُّ ﷺ: "كفى بالمرءِ كذبًا أن يُحدِّثَ بكلِّ ما يسمعُ" (رواه مسلم). 

 

نحنُ في سلطنةِ عُمان، هذا البلدُ الآمنُ المستقرُّ المتسامحُ المتعايشُ المتعاضدُ، الذي تتلاحمُ فيه القلوبُ كالبنيانِ المرصوصِ، أدعو وأتمنّى وأطلبُ من كلِّ فردٍ من أبناءِ هذهِ الأرضِ الطيّبةِ، ذاتِ الجذورِ العريقةِ الضاربةِ في عمقِ التاريخ، أن ننبذَ أيَّ إشاعةٍ، ونرفضَها، ونحاربَها. 

كما أُهيبُ بأهلِ الوطنِ، من روّادٍ ومشاهيرَ ومدوِّنينَ وصُنّاعِ محتوى، أن يتحرَّوا الدقَّةَ وألّا ينشروا أيَّ معلومةٍ إلّا بعدَ التأكُّدِ والتثبُّتِ من مصدرِها الرسميِّ. 

لقد سمعنا فيما مضى إشاعاتٍ مختلفةً، سواءً كانتْ تتعلّقُ بالشأنِ الاجتماعيِّ أو الأمنيِّ أو السياديِّ أو الاقتصاديِّ أو حتّى التوظيفِ وبيعِ الأصولِ، أو عن الأرباحِ والخسائرِ، أو حتى ما يخصُّ رؤية "عُمان 2040"، وهي بالنسبةِ لنا الأملُ والطموحُ والمبتغى. 

وقد أثارت العديدُ من هذه الشائعاتِ الرأيَ العامَ، وأحدثتْ بلبلةً في المجتمعِ، وأطاحتْ علينا برياحِ الفتنِ والقلقِ. 

فلنحافظْ على أمنِنا وأمانِنا، فهناكَ من يتساءلُ من حينٍ لآخر: "ماذا استفدنا من الأمنِ والأمان؟"، وهنا نهمسُ في أذنهِ ونقولُ له: بلادُنا لديها الرقمُ صفرُ في الإرهابِ.. بلادُنا لديها الرقمُ صفرُ في الحروبِ.. أليسَ هذا إنجازًا لا يُقدّرُ بثمنٍ؟!

فإنَّ نعمةَ الأمنِ والأمانِ لا يُدركُ قيمتَها إلا من فقدَها. 

وعليه.. يجب أن نكونَ متّحدين، ملتفّينَ حولَ قائدِ نهضتِنا المتجدِّدةِ المباركة، **مولانا حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السلطانِ هيثم بن طارق المعظّم- حفظه اللهُ ورعاهُ- مُحبّينَ لبلدِنا الغاليةِ سلطنةِ عُمان، مُتّحدينَ في التوجّهِ والهدفِ كعادتِنا.

حفظَ اللهُ عُمانَ وسلطانَها وشعبَها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • تحيةً للشيخ المعمم الذي نعى الشاعر موفق محمد عبر المنبر الحسيني الشريف ..
  • الحرب على غزة كنقطة تحول تاريخية
  • مهرجان عامل.. محاولة لاستعادة الحياة في كفررمان الجنوبية
  • وقائعُ موتٍ حُليٍّ جديدْ
  • ريال مدريد يعبر إشبيلية بثنائية متأخرة
  • ما وراء الخبر.. إلى متى تتحمل إسرائيل هجمات اليمن؟
  • الشائعات.. معاول هدم
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين .. نتنياهو هو “ملاك الموت” الذي يقبض أرواح الأسرى
  • مرضى غزة على شفا الموت بسبب الجوع