قالت وزيرة خارجية فرنسا كاثرين كولونا أن امكانية التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية على خلفية الصراع الأوكراني يشكل تهديدا لمصالح فرنسا الأمنية.

أشارت الوزيرة الفرنسية إلى أن بيونغ يانغ تؤجج الصراع في أوكرانيا بدعمها العسكري لروسيا، وانحيازها لجانب روسيا. وبالتالي فإن هذا يشكل «مصدر قلق لفرنسا».

وأكدت كولونا خلال مؤتمر صحفي عقدته قبيل اجتماعها مع نظيرها الصيني وانغ يي: أريد أن أؤكد أن ما يحدث يشكل تهديدا مباشرا لمصالحنا الأمنية الوطنية والأوروبية".

كما أعربت الوزيرة عن القلق من أن "المقترحات بشأن ما يمكن لموسكو أن تقدمه في المقابل لسلطات كوريا الشمالية يمكن أن يساهم في أنشطة بيونغ يانغ الهادفة لزعزعة استقرار المنطقة.

إقرأ المزيد بالفيديو.. وصول وفد حكومي روسي إلى كوريا الشمالية

وسيناقش وزيرا خارجية فرنسا والصين الصراع العسكري في أوكرانيا. حيث ترغب فرنسا في سماع موقف السلطات الصينية من هذه الأزمة.

وأكدت الوزيرة الفرنسية أن التعاون مع جمهورية الصين الشعبية مهم لإحلال سلام طويل الأمد قائم على مبادئ القانون الدولي، وعبرت عن امتنانها لاتصالات السلطات الصينية مع السلطات الأوكرانية، استمرارًا للمكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي والرئيس الصيني شي جين بينغ في أبريل.

وأضافت: نشجع الصين على مواصلة العمل بشأن خطة السلام الأوكرانية ونعول على يقظة السلطات الصينية لمنع تورط اي من المؤسسات والشركات الصينية في دعم الجهود العسكرية الروسية في أوكرانيا بشكل مباشر أو غير مباشر".

وفي وقت سابق، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا مرارا أن اتهامات الدول الغربية حول وجود تعاون عسكري تقني غير قانوني بين روسيا وكوريا الشمالية لا أساس لها.

وسبق أن وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مزاعم واشنطن بأن بيونغ يانغ تقدم مساعدة عسكرية لموسكو بأنها مجرد شائعات.

المصدر: تاس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو

إقرأ أيضاً:

خطة هروب جاهزة لكندا.. فرنسيون قلقون من حرب محتملة مع روسيا

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، تعيش الفرنسية ناداج تحت وطأة هاجس سيناريو كارثي، وهو أن تجد فرنسا نفسها منخرطة في صراع مسلح مع روسيا، وقد ازداد قلقها هذا الأسبوع عندما صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده "جاهزة للحرب" إذا "أرادها الأوروبيون وبدؤوها".

وناداج ذات الـ70 سنة مقتنعة بأن بوتين لن يحصر طموحاته في أوكرانيا، بل سيحاول يوما ما غزو دول أوروبية أخرى، خصوصا تلك التي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي سابقا بعد أن باتت 3 منها اليوم من أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) وهي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.

وهذه الدول محمية بالمادة 5 من معاهدة حلف شمال الأطلسي، التي تنص على أن أي هجوم على دولة عضو هو هجوم على الجميع، بما فيهم فرنسا.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) خلال لقاء مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في باريس (أسوشيتد برس)خطة هروب

وتقول ناداج إنه إذا اضطرت فرنسا للتدخل عسكريا لحماية أحد حلفاء الناتو، فإنها أعدت خطة هروب جاهزة: "أنوي أن آخذ أطفالي وأحفادي في طائرة إلى كندا، حيث يعيش أبناء العمومة الذين أستضيفهم كل عامين، وسيوافقون على استقبالنا"، وتضيف بجدية تامة: "كندا جيدة لأنها بعيدة بما يكفي عن روسيا، ولأن اللغة الفرنسية متداولة فيها".

واللافت أن ناداج ليست الوحيدة التي تشعر بهذا القلق حيال احتمال التهديد الروسي الوشيك، والتي ترى أن الحرب الأوكرانية الروسية أصبحت قضية أمنية أوروبية وفرنسية، فقد زادت حدة المخاوف بسبب توغل طائرات مسيرة في أجواء عدة دول أوروبية، وصولا إلى حدود فرنسا، ثم خطاب الجنرال فابيان ماندون رئيس أركان الجيوش، الذي جاء بنبرة مقلقة.

وتظهر هذه المخاوف أيضا في الأرقام إذ ارتفعت نسبة الفرنسيين الذين يرون روسيا "تهديدا لسيادة دول الاتحاد الأوروبي" من 72% إلى 80% في شهر واحد، وفق استطلاعين أُجري أحدهما في سبتمبر/أيلول والآخر في أكتوبر/تشرين الأول، وعلى مستوى أوروبا، يعتبر 79% من الأوروبيين أن روسيا تشكل تهديدا لدول الاتحاد، والبريطانيون هم الأكثر قلقا بنسبة 85%.

رئيس الأركان فابيان ماندون أدلى بتصريحات غير مطمئنة للفرنسيين (رويترز)تهيئة ذهنية

وداخل فرنسا، يشعر كثير من المواطنين بأن السلطات تعدّهم نفسيا لاحتمال اندلاع صراع مسلح، ويشيرون إلى أن هذا الوضع غير مسبوق.

إعلان

وكانت الفتاة بلانش مع والدتها عندما قرأت خطاب الجنرال ماندون الذي دعا فيه الفرنسيين إلى "قبول فقدان أبنائهم"، فتقول: "ظننا أولا أنه يقصد التعبئة واحتمال استدعاء المدنيين، فقالت لي أمي: سنخفي أخاك ونذهب إلى بلد آخر بعيد".

ورغم التوضيح أن الحديث يخص العسكريين فقط، فإن بلانش (26 عاما) بقيت قلقة، وتشرح ذلك بأنها "هذه أول مرة يتحدث فيها مسؤولون فرنسيون عن الحرب بهذه الطريقة.. لسنا معتادين على هذا الخطاب"، وتشير أيضا إلى زيادة ميزانية الجيوش، معتبرة أن "الدولة لن تقوم بكل هذه الإجراءات لو لم يكن هناك خطر حقيقي".

ورغم أن بلانش لا تعتبر نفسها شخصا قلقا بطبيعته، فإنها تعترف بأنها كثيرا ما تخشى اندلاع "حرب عالمية ثالثة" قد تشمل دولا أوروبية بينها فرنسا، وأن هذه المخاوف تؤثر في حياتها وخططها، وتقول إنها تفكر في أنه إذا أرادت السفر فعليها فعل ذلك الآن، لأنه ربما لن تتمكن لاحقا من ذلك لو اندلعت الحرب.

المسيرات المجهولة أصبحت هاجسا يقض مضاجع الأوروبيين (غيتي)هل القلق مبرر؟

هل تخطى الصراع مرحلة جديدة نحو التصعيد؟ وهل تصريحات بوتين فعلا مقلقة؟ جان دو غلينياستي، السفير الفرنسي السابق لدى موسكو، يريد طمأنة الفرنسيين، فيرى أنه "من غير الجدي تخيل دبابات روسية تتقدم في شارع الشانزليزيه"، لأن فرنسا قوة نووية.

لكنه يعترف -في المقابل- بأنه لم يسمع خطابا من السلطات الفرنسية بهذه النبرة "منذ الحرب الباردة"، كما يشير إلى توتر غير مسبوق بعد استهداف ناقلات نفط روسية في البحر الأسود وقرب سواحل السنغال الأيام الأخيرة.

ويضيف أن "هذه أول مرة تتعرض فيها بنى روسية للتدمير في المياه الدولية؛ تركيا أعربت عن قلقها، والكرملين حذر من أنه يحتفظ بحق استهداف السفن التجارية في الموانئ الأوكرانية"، ويحذر من أن الوضع قد يتطور إلى "تصعيد"، وهو احتمال "واقعي جدا".

دور الإعلام

ويعتقد الفرنسيون الذين استُطلعت آراؤهم أن وسائل الإعلام تزيد هذا الجو المتوتر، فالسيدة ماري -وهي أم (54 عاما) وابنتها تعمل في البحرية- تنتقد القنوات الإخبارية "التي تتحدث وكأن الحرب حتمية، وهذا يقلقها"، وترى أن هذا يختلف عما تسمعه من ابنتها وزملائها العسكريين الذين "لا يتوقعون صراعا مسلحا"، وتلوم الإعلام على تضخيم ما تعتبرها "أخطاء تواصل" حكومية.

وتضيف: "أفهم ما قصده الجنرال ماندون، لكنه خطاب غير مشجع. إذ كيف تريد تحفيز الناس حين تقول لهم إنهم سيموتون؟ الأفضل أن يرفع معنويات العسكريين ويؤكد أنهم شجعان". وتضيف: "طلبوا منا تجهيز حقيبة طوارئ، وأنا على وشك أن أحزم حقيبتي وأرحل"، وهو نفس الشعور الذي يعتري بلانش التي تقول أيضا إنها تصاب بالإحباط كلما قرأت الأخبار.

وما يقلق ماري أكثر من خطر الحرب هو قدرة فرنسا على مواجهة هجوم روسي، لأن "المجتمع منقسم جدا" حسب رأيها، كما أنها لا تثق في (الرئيس الفرنسي) إيمانويل ماكرون في حال اندلاع صراع، وتتهمه بأنه يريد "جر فرنسا إلى الحرب".

مقالات مشابهة

  • خطة هروب جاهزة لكندا.. فرنسيون قلقون من حرب محتملة مع روسيا
  • ماكرون يُروج لـصنع في أوروبا لمواجهة المنافسة الصينية في صناعة السيارات الكهربائية
  • فرنسا.. اعتراض 5 مسيرات فوق قاعدة غواصات نووية بالساحل الأطلسي الشمالي
  • الاتحاد الأوروبي يواصل الضغط على روسيا ودعم أوكرانيا حتى تحقيق السلام
  • بيسكوف: روسيا دعت للتسوية السلمية في أوكرانيا قبل اضطرارها للعمل العسكري
  • بوتين: التعاون العسكري التقني بين روسيا والهند قائم على الثقة
  • أوكرانيا: لا نريد تهدئة مع روسيا بل سلاما حقيقيا
  • أوروبا على أعتاب مرحلة ما قبل الحرب
  • روسيا: خطة أوروبا لاستخدام 105مليارات دولار من أصولنا المجمدة لصالح أوكرانيا بمثابة حرب
  • ماكرون يبحث مع شي أزمة أوكرانيا وقضايا التجارة