صحيفة الاتحاد:
2025-12-14@06:33:01 GMT

الكرة «صديقة البيئة».. حلم يتحقق

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

عمرو عبيد (القاهرة)
تبحث أغلب دول العالم مؤخراً عن أفكار جديدة تخص الاستدامة والحفاظ على البيئة، على خلفية الأنشطة والألعاب الرياضية المُختلفة، إذ إن أغلبها يستخدم كرات وأدوات وملابس، وغيرها من الوسائل المساعدة لإقامة تلك الألعاب، وبجانب المُبادرات الإنسانية والأنشطة الصحية «الخضراء»، فإن الاهتمام بتقليل مخاطر الإبقاء على تلك الأدوات بعد استخدامها فترات طويلة أو استهلاكها بصورة كاملة وتحولها إلى «نفايات» يجب التخلص منها، خاصة الكرات متنوعة الأحجام والأشكال والطبيعة حسب نوع اللعبة، التي قد يستغرق بعضها عشرات أو مئات السنين لكي تهلك تماماً، ويختفي تأثيرها في البيئة والأرض!
وخطف اهتمام الإمارات بكرات الجولف «الضائعة» أو «الغارقة» الأضواء، بعدما استقدم نادي جميرا للجولف في دبي، الهولندي نيكي دورفيل، المعروف باسم «صائد الكرات الغارقة»، ليغوص في بحيرات جميرا، ويستعيد الآلاف من كرات الجولف، حيث جمع ما يقارب 30 ألف كرة مؤخراً، في الوقت الذي أشارت بعض التقارير أن هناك ما يقرب من 250 ألف كرة طاحت داخل البحيرات خلال السنوات القليلة الماضية.


وبدأ دورفيل جمع كرات الجولف في سن مبكرة، بعد مشاهدته أحد الغواصين عبر التلفاز  يقوم بذلك في ولاية فلوريدا الأميركية قبل سنوات طويلة، ليقوم هو الآخر بإنشاء شركة متخصصة في هذا الأمر منذ 12 عاماً، متجاوزاً حدود الهواية والتسلية، ويُقدر عدد الكرات التي يجمعها دورفيل وفريقه من البرك والبحيرات الموجودة حول ملاعب الجولف العالمية بما يتجاوز مليون كرة سنوياً، وبدأ نيكي مسيرته المهنية بالطبع في هولندا قبل أن يتسع نطاق عمله ليشمل بلجيكا وألمانيا وفرنسا والإمارات.
ويفيد عمل دورفيل مجال الاستدامة بصورة مباشرة، إما عبر إعادة تدوير الكرات غير الصالحة لاستخدامها في اللعب، أو بيع بعضها إلى الأفراد العاديين للعب بها بعيداً عن البطولات الاحترافية، وكذلك التبرّع بها إلى مراكز التدريب الفقيرة خاصة فيما يتعلق بتعليم الأطفال، ومن ثم المساهمة في نشر اللعبة وتطويرها على المستوى الشعبي، وهو ما تدعمه فكرة حاوية موانئ دبي العالمية تحت اسم «الحياة الثانية»، المتعلقة بمنح الكرات المُستخرجة الفرصة للعودة إلى الحياة، وتجنيب البيئة المحيطة مخاطر تحللها وترك الجزيئات البلاستيكية الضارة في المياه!

أخبار ذات صلة «أسرار الحياة البرية».. رسالة استدامة كيف نعيش «السعادة المستدامة»؟ مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

وتكشف الألعاب الرياضية الأخرى المعتمدة على الكرات عن أفكار حديثة ومتجددة، لتصبح الكرات «صديقة للبيئة» بالمعنى الحرفي، حيث كشف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، عن الكرة الرسمية لبطولة «يورو 2024»، التي أطلقت عليها اسم «فوسباليبي» أي «حب كرة القدم»، ويبدو أن حب تلك الكرة لن يقتصر على اللعبة، بل يشمل محبة البيئة أيضاً، لأن «يويفا» أشار إلى أنه بجانب استخدام البوليستر المعاد تصنيعه والحبر المائي، فإن الكرة مصنوعة أيضاً من مواد بيولوجية أكثر استدامة من الكرات السابقة في هذه المسابقة، وتشتمل كل طبقة من طبقاتها على مواد مثل ألياف الذرة وقصب السكر ولب الخشب والمطاط.
وفي ذات السياق، بدأت محاولة إنتاج كرات «صديقة للبيئة» منذ سنوات، حيث تحمل اسم «الكرات الخضراء»، المصنوعة من زجاجات المياه البلاستيكية المُعاد تدويرها، بجانب اللاتكس الطبيعي الذي يأتي من أشجار المطاط، كما ظهرت بعض الكرات المصنوعة من مادة «TPU»، وهي مادة نباتية قابلة للتحليل وإعادة التدوير، وهناك الكثير من المبادرات التي تطرح التبرع بالكرات القديمة إلى الأطفال الفقراء والأفراد العاديين، وكذلك إعادة استخدامها بطرق مُبتكرة مثل تحويلها إلى أصيص للزهور أو قبعة أو محافظ بدائية داخل المنزل، كما يُمكن تمزيقها إلى قطع واستخدام الأجزاء في صناعة الأمتعة والأحزمة والأحذية وما شابه، بجانب إرسالها إلى مصانع إعادة التدوير التقليدية بالطبع!
في لعبة التنس، تبدو الأزمات الناجمة عن استخدام تلك الكرات الصغيرة أكبر من أي تصور، حيث تتكون من مواد بلاستيكية ومطاطية لا يسهل إعادة تدويرها أو تحللها، ومن ثم تتسبب في مشاكل بيئية خطيرة، إذ يُقال إنها تحتاج إلى قرون لتتحلل ويختفي تأثيرها السلبي على الأرض والمسطحات المائية كذلك حال التخلص منها فيها، وظهرت بعض الحلول خلال السنوات الأخيرة وأهمها محاولة تقليل «البصمة الكربونية» لكرة التنس، عن طريق تصنيعها من مواد مُعاد تدويرها وقلب مطاطي حديث يُمكنه المحافظة على الكرة لمدة تصل إلى 4 مرات عُمرها التقليدي، كما تسعى المبادرات لجمع الكرات التالفة وإعادة تدويرها في بناء ملاعب التنس والملابس وأرضيات ساحات الفروسية.
كما قامت إحدى الشركات الهولندية باختراع كرة حديثة يسهل إعادة تدويرها المواد المكونة لغلافها الخارجي، بينما يُعاد استخدام قلبها المطاطي في صناعة كرات تنس أخرى، وتوجد الكثير من المبادرات حول العالم للتبرع بمضارب التنس القديمة إلى المؤسسات الخيرية، أو إرسالها إلى المصانع المتخصصة في إعادة تدويرها، وهو أمر ليس سهلاً، حيث تقوم بتحطيمها وفصل مكوناتها واستخدام كل جزء في صناعة ما، وظهر مؤخراً في مجال لعبة كرة السلة، ما يُعرف باسم «الكرة النباتية» الصديقة للبيئة، المصنوعة من مواد طبيعية وصبغات نباتية لاستخدامها في التدريب وتعليم الأطفال، والمُتوقع تطويرها خلال السنوات المقبلة لتدخل عالم اللعبة الاحترافي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الاستدامة الرياضة كوب 28 المناخ التغير المناخي مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ إعادة تدویرها من مواد

إقرأ أيضاً:

الكرة المصرية في مفترق طرق.. والجبلاية تحتاج ثورة تصحيح

لم يكن خروج المنتخب المصري من كأس العرب الأخيرة مجرد تعثر رياضي عابر، بل جاء ليضيف حلقة جديدة إلى سلسلة الإخفاقات التي تضرب كرة القدم المصرية منذ سنوات، بدءا من السقوط المدوي لمنتخب الشباب في كأس العالم، وصولا إلى الأداء المرتبك والنتائج المخزيه للمنتخبات الوطنية بمختلف فئاته، وآخرها فضيحة المنتخب الثاني بقيادة حلمي طولان فى كأس العرب.

الإقصاء من كأس العرب ليس مجرد نتيجة مخيبة، بل مؤشر إضافي على أزمة شاملة تطال المنظومة بأكملها من دون استثناء، بأداء باهت، غياب استقرار فني، تراجع مستوى الدوري المحلي، وضعف في إنتاج المواهب الشابة.

وازدادت حالة الإحباط بعد المشهد المقلق الذي فرضه خروج منتخب الشباب قبل أشهر، ما فجر موجة انتقادات واسعة تجاه أداء المنتخبات الوطنية وبرامج التطوير التي باتت شبه غائبة.

فالمنافسة لم تصبح فقط مع القارة الإفريقية، بل مع كرة عربية تتطور بسرعة فائقه، ومصر لم تعد تحتمل إخفاقا جديدا، فالمشهد العام يوحي بأن الكرة المصرية تقف اليوم في مفترق طرق وسط مخاوف جماهيرية متصاعدة من تكرار الصدمات في الاستحقاق القاري المقبل “كأس الأمم الإفريقية”، في ظل حالة عدم الثقة بقدرة المنتخب الحالي على استعادة أمجاد بطولات 2006 و2008 و2010 حين كان الفراعنة رقما صعبا في القارة السمراء.

ولا يخفى على القائمين على كرة القدم أو الجماهير أن المنتخب الأول تحت قيادة حسام حسن لم يصل بعد إلى مستوى الجاهزية الفنية أو الإدارية للمنافسة على اللقب القاري.

ورغم أن النقاش العام يتركز غالبا على اللاعبين والمدربين، إلا أن جوهر الأزمة يتجاوز ذلك بكثير، فالمنظومة الرياضية لم تعد قادرة على مواكبة التطور العالمي في كرة القدم، فيما تراجع الدوري المصري بفعل اضطراب جدول المباريات فى الدوري الممتاز ودروي الدرجة الثانية، والضعف البدني الواضح، وغياب التخطيط طويل المدى.

في الوقت الذي تعاني فيه الكرة المصرية من التراجع، تعيش الكرة المغربية طفرة مبهره، سواء في كأس العالم أو تتويجات قارية متتالية لأنديتها، بجانب صعود لافت للمستوى الفني في السعودية وقطر والإمارات.

النجاح المغربي لا يعود فقط إلى وفرة المحترفين في أوروبا، بل نتيجة مشروع بدأ قبل أكثر من عشر سنوات يعتمد على بنية تحتية حديثة، وأكاديميات لرعاية الموهوبين، واستقرار فني وإداري، بينما لا تزال الكرة المصرية عالقة في دائرة الأخطاء المتكررة.

النهضة المغربية أصبحت نموذجا يحتذى به بعد أن اقترنت بالتخطيط الطويل ومحاربة الفساد، وهو ما تفتقده الرياضة المصرية التي لا تزال بحاجة إلى إصلاحات جذرية تعيدها إلى موقع الريادة.

فالأزمة باتت هيكلية بسبب التغيرات المستمر في الأجهزة الفنية، وغياب رؤية طويلة المدى، المسئول عنها اتحاد الكرة الذى يدير المشهد بشكل غير احترافي بقرارات ارتجالية تربك المنتخبات في مختلف الأعمار، بجانب عدم الاهتمام ببرامج تطوير الناشئين وتراجع إنتاج المواهب القادرة على المنافسة الدولية.

وفي ظل هذا المناخ المضطرب يصبح من الصعب بناء مشروع كروي حقيقي، بينما يزداد الضغط على المنتخبات قبل الظهور في بطولات عالمية وقاريه، لينتهي بنا المطاف بالخروج صفر اليديدن من معظم البطولات طوال السنوات الماضية.

يؤكد خبراء الإعداد البدني أن الفارق بين اللاعب المصري ونظيره الإفريقي أو العربي لم يعد مهاريا بقدر ما هو بدني، فمع توقف الأندية عن الاستثمار في برامج اللياقة الحديثة تراجع الأداء البدني للاعبين بشكل واضح، وهو ما يظهر عند مواجهة منتخبات شمال إفريقيا الأكثر جاهزية وقوة.

بينما يرى خبراء التدريب أن الأزمة الأكبر تكمن في تراجع منظومة الناشئين، إذ تعتمد أغلب الأندية الكبرى على شراء اللاعبين بدل صناعة جيل جديد، وفي وقت تبني فيه الدول العربية وعلى رأسها المغرب مراكز تكوين تضاهي الأكاديميات الأوروبية، ما زالت قطاعات الناشئين المصرية تدار بأساليب تقليدية تفتقد للرؤية.

أكبر نجاحات الكرة المصرية في تاريخها جاءت حين كان هناك مشروع واضح واتحاد مستقر وأهداف طويلة المدى، أما اليوم فالمشهد مختلف تماما: لا رؤية، ولا تخطيط، ولا استمرارية، بل قرارات متلاحقة معظمها وفقا للأهواء والانتماء، وهو ما يعمق الفوضى داخل المنتخبات والأندية.

الأزمة الحالية أعمق من مجرد خروج من بطولة، فهي نتيجة غياب مشروع حقيقي يربط بين المنتخبات والأندية، وتبني معايير واضحة للتطوير الفني والبدني والإداري، وإذا أرادت الكرة المصرية أن تستعيد موقعها الطبيعي فعليها التخلي عن الحلول المؤقتة والبدء في بناء المنظومة من القاعدة إلى القمة.

مقالات مشابهة

  • نيران صديقة .. آرسنال يهزم وولفرهامبتون ويعزز صدارته للدوري الإنجليزي
  • الزواج من 6 شهور| صديقة عروسي فيديو الصلاة تكشف لـ صدى البلد تفاصيل مثيرة.. والمصور: لن أحذفه
  • مهارة مدرب المغرب بترويض الكرة بطريقة فنية في مباراة سوريا تثير تفاعلا
  • انطلاق النسخة الثالثة من مسابقة إحسان صديقة للبيئة بالداخلية
  • اتحاد الكرة يعلن موعد ولينك سحب تذاكر مونديال 2026
  • الكرة المصرية في مفترق طرق.. والجبلاية تحتاج ثورة تصحيح
  • أوميجا 3 صديقة القلب والدماغ .. احرص عليها للحفاظ على صحتك
  • ‫أوميغا 3.. صديقة قلبك
  • وزارة البيئة: إعادة تمساح الزوامل إلى موطنه الطبيعي ببحيرة ناصر
  • تكنولوجيا روسية صديقة للبيئة تعيد تدوير نفايات الرخويات لتنقية المياه