جهود قطرية مصرية لتمديد هدنة غزة.. وبايدن: هناك فرصة حقيقة
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
كثّفت مصر وقطر جهودهما السبت، لبحث إمكانية تمديد الهدنة الإنسانية القصيرة بين حركة "حماس" وإسرائيل، والتي بدأ سريانها الجمعة ولمدة 4 أيام، إضافة إلى ضمان استمرارها وإطلاق سراح الأسرى دون عوائق.
يأتي ذلك في الوقت الذي قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن "هناك فرصة حقيقة لتمديد الهدنة في غزة".
ودخلت الهدنة الإنسانية بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، حيز التنفيذ، الجمعة، لتوقف حرباً إسرائيلية استمرت نحو 50 يوماً على القطاع، استشهد خلالها قرابة 15 ألف شخص، وأصيب أكثر من 30 ألف آخرين.
وقال رئيس هيئة الاستعلامات المصرية (حكومية) ضياء رشوان، السبت، إن اتصالات مكثفة تجريها القاهرة حالياً مع كافة الأطراف، لتمديد فترة الهدنة، لمدة يوم أو يومين إضافيين، بما يعني الإفراج عن مزيد من الأسرى.
وأوضح أن القاهرة تلقت حتى الآن "مؤشرات إيجابية" من كافة الأطراف.
اقرأ أيضاً
هل بدأ التخطيط للهدنة المقبلة؟
فيما أكد مسؤول مطّلع إن وفداً قطرياً زار إسرائيل السبت، لبحث إمكانية تمديد الهدنة، مشيراً إلى أن فريق العمليات القطري نسّق أيضاً مع مسؤولين إسرائيليين لضمان استمرار الهدنة وإطلاق سراح المحتجزين دون عوائق.
بينما قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري لشبكة "سي إن إن"، إن هناك تقدم إيجابي بصفة عامة بشأن الهدنة في غزة في يومها الثاني.
وأضاف الأنصاري "ما نأمله هو أن الزخم الذي نتج عن إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين في هذين اليومين ومن اتفاق الأيام الأربعة، سيسمح لنا بتمديد الهدنة والدخول في مناقشات أكثر جدية حول بقية الأيام".
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، أن مسؤولين قطريين وإسرائيليين بحثوا التوصل إلى صفقات مستقبلية بين "حماس" وإسرائيل في الأيام المقبلة، ولم تذكر الهيئة مزيداً من التفاصيل.
وفي الإطار ذاته، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، السبت، إن الأمن لن يتحقق إلا بحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.
وفيما يتعلق بالهدنة الجارية في قطاع غزة، قال الصفدي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه البرتغالي جواو غوميش كرافينيو والسلوفينية تانيا فايون: "نحن كلنا نريد لهذه الهدنة أن تتحول إلى وقف دائم لإطلاق النار ونهاية كاملة لهذا العدوان".
اقرأ أيضاً
تنتهي الإثنين.. مصر: تلقينا مؤشرات إيجابية من كل الأطراف لتمديد هدنة غزة
من جانبه، توقع بايدن، إطلاق سراح المزيد من الأسرى خلال الأيام المقبلة، وتمديد الهدنة في غزة، لافتا إلى أن "الإفراج عن أسرى الجمعة هو البداية".
وفي خطاب ألقاه خلال تمضيته عطلة عيد الشكر في نانتاكت بولاية ماساتشوستس، قال بايدن: "على مدى الأسابيع القليلة الماضية، تحدثت مرارًا وتكرارًا مع أمير قطر والرئيس المصري السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للمساعدة في تأمين هذه الصفقة وإبرامها".
وأضاف: "هناك فرص حقيقية لتمديد هدنة الأيام الأربعة التي دخلت حيز التنفيذ في غزة الجمعة، مشددا على أهمية "إنهاء دائرة العنف في الشرق الأوسط".
وبموجب شروط الهدنة المؤقتة، سيُفرج عن 50 من النساء والأطفال من الأسرى على مدى 4 أيام، مقابل 150 من النساء والأطفال الفلسطينيين من بين آلاف المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
وتقول إسرائيل إن الهدنة، ربما يجري تمديدها، إذا أُفرج عن مزيد من الرهائن بمعدل 10 رهائن يومياً.
اقرأ أيضاً
هدوء هش وترقب لإطلاق سراح المزيد من الأسرى.. هدنة غزة تدخل يومها الثاني
إلا أن صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، نقلت عن مسؤول مشارك في المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، قوله إن التقارير المتعلقة بتمديد الهدنة القصيرة بين الطرفين بـ"غير صحيحة".
وأضافت الصحيفة أنه "من غير المرجح إلى حد كبير أن يتم الانتهاء من أي اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار المؤقت، قبل يوم أو حتى ساعات من انتهاء الهدنة".
وتعهد كلا الطرفين بالعودة إلى القتال، وقال أبوعبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الجناح المسلح لحماس في رسالة مصورة، إن هذه "هدنة مؤقتة" ودعا إلى"تصعيد المواجهة... على كل جبهات المقاومة" بما في ذلك الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
فيما تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، باللهجة نفسها، قائلاً: "ستكون هذه فترة توقف قصيرة، وفي نهايتها ستستمر الحرب والقتال بقوة كبيرة".
وعلى مدى 48 يوما، شن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت 14 ألفا و854 شهيدا فلسطينيا، بينهم 6 آلاف و150 طفلا، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، فيما تجاوز عدد المصابين 36 ألفا، بينهم أكثر من 75 بالمئة أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
اقرأ أيضاً
توقع تمديد الهدنة في غزة.. بايدن: حان الوقت للعمل على حل الدولتين
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: هدنة غزة تمديد الهدنة إسرائيل المقاومة بايدن مصر قطر وساطة الهدنة فی غزة من الأسرى اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
تخوف إسرائيلي: إطلاق سراح الأسرى ضمن صفقة تبادل يعني تجدد المقاومة في الضفة
لا تخفي أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي إحباطها من استمرار المقاومة المسلحة في الضفة الغربية، بحيث أن كل هجوم مسلح ضد الجيش والمستوطنين يوفّر إلهاماً أيديولوجياً وعملياً لبنى تحتية إضافية قد تنشأ فيها، مما يشكل تحدياً كبيراً للجيش والشاباك، ويتطلب نشر قوات خاصة، وزيادة الكمائن، وتفعيل القدرات الاستخباراتية، واستخدام التكنولوجيات المتقدمة.
أكد أريك باربينغ، المسؤول الكبير السابق في جهاز الأمن العام- الشاباك، ورئيس قسم الأمن السيبراني فيه، أن "معظم عمليات إطلاق النار في الأشهر الأخيرة، أسفرت عن إصابة ومقتل إسرائيليين، على طرق نابلس وطولكرم وشمال الضفة، تتضمن شن حربا على الوعي ضد الدولة٬ رغم حيازته لقدرات عملياتية واستخباراتية وتكنولوجية استثنائية، بجانب الكادر البشري والتصميم، ومع ذلك، فإنه يواجه عدوًا مصممًا، ومتطورًا، ومتطرفًا، لا ينبغي الاستهانة به، أو التقليل من شأنه، لأنه يتعلم من كل إحباط، ويطور أساليب جديدة، ويتأكد من العمل في الظلام، وفي عزلة شديدة، ويبحث باستمرار عن ثغرات تسمح له بتجاوز إجراءات المخابرات الإسرائيلية".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "ما تشهده مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حماس، وتتضمن بالضرورة إطلاق سراح مئات الفلسطينيين يتطلب استعدادا كبيرا من قبل المؤسسة الأمنية في الضفة الغربية، والتحدي الكبير هو التعامل مع مراكز المعرفة والاتصالات التي تم إنشاؤها في السجون بين الأسرى الذين قدموا من مناطق مختلفة في الضفة، حيث تشكل السجون البنية التحتية الأكثر ملاءمة وسهولة للتجمع معًا، دون القيام بأي شيء، لتعزيز المكونات الدينية والروابط بين المنظمات المسلحة، وبهذا المعنى فهي أفضل مدرسة للمقاومة، حيث لا تستطيع الدولة دائماً منع ما يحدث هناك".
وأوضح أن "هذا الوضع الجديد الذي سينشأ في حال إقرار صفقة تبادل مع حماس يستدعي من إسرائيل التعامل مع كل ناشط يتم اعتقاله مرة أخرى بصرامة شديدة بهدف ردع الآخرين، لأن نشاط المقاومة المسلحة لا يتوقف، ولو للحظة واحدة، وبالتالي فإن ذلك يتطلب السيطرة على الأرض في الضفة، للحفاظ على التفوق الأمني والاستخباراتي القائم منذ نيسان/ أبريل 2002، عندما عاد الجيش للسيطرة الكاملة عليها بعد عملية السور الواقي، ومنذ ذلك الحين، يتمتع بحرية عمل كاملة في جميع أنحائها".
وأشار أن "عودة المقاومين الفلسطينيين المفرج عنهم ستؤدي لتكثيف التحدّي أمام إسرائيل٬ رغم قيام الشاباك والجيش بسلسلة عمليات في الضفة منذ فترة طويلة لكشف المنطقة، وتدمير المباني التي يختبئون فيها، وأخرجوا السكان من مخيمات اللاجئين إلى مناطق حضرية، خاصة في شمال الضفة ومنطقة جنين، حيث يتم خلق واقع جديد في بعض القرى والبلدات، وتتعرض المجموعات المسلحة للاستهداف بشكل يومي تقريبًا، بالاعتقالات أو الاغتيالات المستهدفة، ضمن حملة طويلة ومعقدة، شهدت نجاحات وإخفاقات".
وأوضح أن "المسلحين الفلسطينيين يعرفون التضاريس جيداً، وأماكن الاختباء، وتخزين الأسلحة، ويتابعون تحركات الجيش، ويحاولون التعرف على أساليب عمله، مع تحدي آخر يتمثل بتهريب الأسلحة من الحدود الأردنية، صحيح أن الآونة الأخيرة شهدت انخفاضاً في حجم الظاهرة، لكن هذا لا يزال بعيداً عن تقديم استجابة فعالة لوقف التهريب".
وأشار أن "ظهور حماس في غزة بمظهر "الصمود"، يدفع لمزيد من تشكيل الخلايا المسلحة في الضفة، لكنها تسعى لتكثيف حملتها الدعائية، وكتابة فصل جديد ومهم في الصراع، جوهره تقويض قوة الدولة٬ وتآكل قدرته على التعامل مع المقاومة، ورغم تعرضها لضربات قاسية، وفقدانها لمعظم قياداتها العليا، فإن الحركة لا تزال تتمتع بنجاح كبير في ترسيخ روايتها في الوعي الفلسطيني، مع العلم أن إطلاقها مؤخرا لسراح الجندي عيدان ألكساندر "ملأ بطارياتها" بطاقة متجددة".
وأوضح أن "حماس تشعر أنها حصلت على الوقت الكافي للتعافي في غزة، وتجنيد العناصر، وإعادة تأهيل صفوفها، ورغم الضرر الذي لحق بكبار قادتها، لكن من غير الصحيح الاعتقاد بأنه ستلوح بالراية البيضاء، فهناك من سيملأ الصفوف، حتى لو لم يكونوا من ذوي الخبرة التي يتمتع بها القادة الذين تم اغتيالهم، ويدرك البدلاء أن العمق والمبادرة والتطور والمفاجأة وكسر الروتين من جانب إسرائيل هي مكونات أساسية في التعامل مع الحركة".
وأكد أن "عناصر حماس في غزة يعرفون المنطقة جيداً، يقومون بتغيير تشكيلات القتال والمواقع، والعمل بين السكان، والبحث عن القوة المتحركة، أو الفخ الذي سيجلب قوات الإنقاذ وراءها، مما يجعلها مهمة صعبة أمام إسرائيل".