لا تخفي أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي إحباطها من استمرار المقاومة المسلحة في الضفة الغربية، بحيث أن كل هجوم مسلح ضد الجيش والمستوطنين يوفّر إلهاماً أيديولوجياً وعملياً لبنى تحتية إضافية قد تنشأ فيها، مما يشكل تحدياً كبيراً للجيش والشاباك، ويتطلب نشر قوات خاصة، وزيادة الكمائن، وتفعيل القدرات الاستخباراتية، واستخدام التكنولوجيات المتقدمة.



أكد أريك باربينغ، المسؤول الكبير السابق في جهاز الأمن العام- الشاباك، ورئيس قسم الأمن السيبراني فيه، أن "معظم عمليات إطلاق النار في الأشهر الأخيرة، أسفرت عن إصابة ومقتل إسرائيليين، على طرق نابلس وطولكرم وشمال الضفة، تتضمن شن حربا على الوعي ضد الدولة٬ رغم حيازته لقدرات عملياتية واستخباراتية وتكنولوجية استثنائية، بجانب الكادر البشري والتصميم، ومع ذلك، فإنه يواجه عدوًا مصممًا، ومتطورًا، ومتطرفًا، لا ينبغي الاستهانة به، أو التقليل من شأنه، لأنه يتعلم من كل إحباط، ويطور أساليب جديدة، ويتأكد من العمل في الظلام، وفي عزلة شديدة، ويبحث باستمرار عن ثغرات تسمح له بتجاوز إجراءات المخابرات الإسرائيلية".

وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "ما تشهده مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حماس، وتتضمن بالضرورة إطلاق سراح مئات الفلسطينيين يتطلب استعدادا كبيرا من قبل المؤسسة الأمنية في الضفة الغربية، والتحدي الكبير هو التعامل مع مراكز المعرفة والاتصالات التي تم إنشاؤها في السجون بين الأسرى الذين قدموا من مناطق مختلفة في الضفة، حيث تشكل السجون البنية التحتية الأكثر ملاءمة وسهولة للتجمع معًا، دون القيام بأي شيء، لتعزيز المكونات الدينية والروابط بين المنظمات المسلحة، وبهذا المعنى فهي أفضل مدرسة للمقاومة، حيث لا تستطيع الدولة دائماً منع ما يحدث هناك".


وأوضح أن "هذا الوضع الجديد الذي سينشأ في حال إقرار صفقة تبادل مع حماس يستدعي من إسرائيل التعامل مع كل ناشط يتم اعتقاله مرة أخرى بصرامة شديدة بهدف ردع الآخرين، لأن نشاط المقاومة المسلحة لا يتوقف، ولو للحظة واحدة، وبالتالي فإن ذلك يتطلب السيطرة على الأرض في الضفة، للحفاظ على التفوق الأمني والاستخباراتي القائم منذ نيسان/ أبريل 2002، عندما عاد الجيش للسيطرة الكاملة عليها بعد عملية السور الواقي، ومنذ ذلك الحين، يتمتع بحرية عمل كاملة في جميع أنحائها".

وأشار أن "عودة المقاومين الفلسطينيين المفرج عنهم ستؤدي لتكثيف التحدّي أمام إسرائيل٬ رغم قيام الشاباك والجيش بسلسلة عمليات في الضفة منذ فترة طويلة لكشف المنطقة، وتدمير المباني التي يختبئون فيها، وأخرجوا السكان من مخيمات اللاجئين إلى مناطق حضرية، خاصة في شمال الضفة ومنطقة جنين، حيث يتم خلق واقع جديد في بعض القرى والبلدات، وتتعرض المجموعات المسلحة للاستهداف بشكل يومي تقريبًا، بالاعتقالات أو الاغتيالات المستهدفة، ضمن حملة طويلة ومعقدة، شهدت نجاحات وإخفاقات".

وأوضح أن "المسلحين الفلسطينيين يعرفون التضاريس جيداً، وأماكن الاختباء، وتخزين الأسلحة، ويتابعون تحركات الجيش، ويحاولون التعرف على أساليب عمله،  مع تحدي آخر يتمثل بتهريب الأسلحة من الحدود الأردنية، صحيح أن الآونة الأخيرة شهدت انخفاضاً في حجم الظاهرة، لكن هذا لا يزال بعيداً عن تقديم استجابة فعالة لوقف التهريب".

وأشار أن "ظهور حماس في غزة بمظهر "الصمود"، يدفع لمزيد من تشكيل الخلايا المسلحة في الضفة، لكنها تسعى لتكثيف حملتها الدعائية، وكتابة فصل جديد ومهم في الصراع، جوهره تقويض قوة الدولة٬ وتآكل قدرته على التعامل مع المقاومة، ورغم تعرضها لضربات قاسية، وفقدانها لمعظم قياداتها العليا، فإن الحركة لا تزال تتمتع بنجاح كبير في ترسيخ روايتها في الوعي الفلسطيني، مع العلم أن إطلاقها مؤخرا لسراح الجندي عيدان ألكساندر "ملأ بطارياتها" بطاقة متجددة".


وأوضح أن "حماس تشعر أنها حصلت على الوقت الكافي للتعافي في غزة، وتجنيد العناصر، وإعادة تأهيل صفوفها، ورغم الضرر الذي لحق بكبار قادتها، لكن من غير الصحيح الاعتقاد بأنه ستلوح بالراية البيضاء، فهناك من سيملأ الصفوف، حتى لو لم يكونوا من ذوي الخبرة التي يتمتع بها القادة الذين تم اغتيالهم، ويدرك البدلاء أن العمق والمبادرة والتطور والمفاجأة وكسر الروتين من جانب إسرائيل هي مكونات أساسية في التعامل مع الحركة".

وأكد أن "عناصر حماس في غزة يعرفون المنطقة جيداً، يقومون بتغيير تشكيلات القتال والمواقع، والعمل بين السكان، والبحث عن القوة المتحركة، أو الفخ الذي سيجلب قوات الإنقاذ وراءها، مما يجعلها مهمة صعبة أمام إسرائيل".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية المقاومة الضفة الأسرى حماس الفلسطينيين فلسطين حماس الأسرى المقاومة الضفة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التعامل مع فی الضفة

إقرأ أيضاً:

مسؤول إسرائيلي رفيع يتحدث عن حرب “ستُدار بدون إطلاق رصاصة واحدة” وأساليب استخدمتها إيران ضد إسرائيل

إسرائيل – كشف رئيس هيئة السايبر الوطنية في إسرائيل يوسي كارادي عن أساليب الهجوم والتأثير التي تستخدمها إيران ضد إسرائيل في مجال السايبر خلال الأشهر الستة الماضية، وضمنها الموجهة بين الطرفين.

وفي أول خطاب علني له في مؤتمر أسبوع السايبر بجامعة تل أبيب، عرض رئيس الهيئة اللواء (احتياط) يوسي كارادي، حالة الهجوم السيبراني الذي تم إحباطه على مستشفى شمير في “يوم الغفران” الماضي، حيث استُخدمت مجموعة “الفدية” (Ransomware) المسماة “Qilin” كغطاء “اختبأت خلفه مجموعة هجوم إيرانية لطمس آثارها واستغلال أدوات وقدرات مجموعة الجريمة”، وفق الرواية الإسرائيلية.

وقال كارادي إن الحادث يوضح “إلى أي مدى أصبحت الحدود بين الجريمة والعمل العدائي الذي ترعاه دولة ضبابية”، حسب تعبيره.

وعرض رئيس الهيئة مفهوم “حرب السايبر الأولى”، وهي “حرب تُدار بدون إطلاق رصاصة واحدة”، حيث يمكن أن تتعرض دولة للهجوم في الفضاء السيبراني فقط لدرجة تشل الأنظمة الحيوية، مما قد يؤدي إلى “حصار رقمي”: “نحن في طريقنا إلى عصر ستبدأ فيه الحرب وتنتهي في الفضاء الرقمي، دون تحرك دبابة واحدة أو إقلاع طائرة واحدة”.

وتابع: “تخيلوا حصارا رقميا تتعطل فيه محطات الطاقة، وتُقطع الاتصالات، ويتوقف النقل، وتتلوث المياه. هذا ليس سيناريو مستقبليا خياليا، بل اتجاه تنموي حقيقي.”

وأضاف: “في هذه الحرب، خط الجبهة هو كل بنية تحتية رقمية، وكل مواطن مستهدف، ونحن نقترب بسرعة من مرحلة سيحل فيها السايبر مكان ساحة المعركة المادية بالكامل”.

ووفقا لما ذكره كارادي ، خلال المواجهة الأخيرة مع إيران، حددت هيئة السايبر الوطنية 1,200 حملة تأثير تستهدف المواطنين. ويعني هذا أن ملايين المواطنين تلقوا أو تعرضوا مرة واحدة على الأقل لرسائل أو مقاطع فيديو مؤثرة على مدى أسبوعين. وشملت الاتجاهات الأخرى التي لوحظت أثناء العملية ما يلي:

دمج منسق بين الهجوم المادي والهجوم السيبراني.

حملات تأثير واسعة النطاق تهدف إلى تضليل الجمهور في لحظات الطوارئ.

جمع معلومات مركزة عن أهداف إسرائيلية في المجال العسكري، والحكومي، والأكاديمي لأغراض التهديد المادي.

انتقال مجموعات الهجوم الإيرانية من أنشطة التجسس وجمع المعلومات إلى هجمات تهدف إلى التعطيل والتدمير.

كما عرض حالة استهداف معهد وايزمان بالصواريخ، والتي ترافقت مع نشاط سيبراني وتأثير، حيث اخترق الإيرانيون كاميرات المراقبة الأمنية لغرض توثيق الضربة، بل وأرسلوا رسائل بريد إلكتروني تحمل رسائل تخويف لأعضاء هيئة التدريس ونشروا تسريبا للمعلومات. وتوضح هذه الحالة دمج الضربات المادية مع الهجمات في الفضاء السيبراني.

وأشار رئيس الهيئة في خطابه إلى أن إسرائيل تحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث تعرضها للهجمات وفقا لبيانات “مايكروسوفت”، وأن 3.5% من إجمالي الهجمات العالمية استهدفت إسرائيل في العام الماضي.

وأوضح كارادي قائلا: “تجد إسرائيل نفسها عمليا في جبهة عالمية لا تتوقف. هذا يعني أن التهديدات ليست أحداثا معزولة بل واقع يومي يتطلب دفاعاً مستمرا”.

وختم بقوله: “الاعتماد المطلق على الرقمنة، مع الانفجار الكبير للذكاء الاصطناعي في كل مجال من مجالات الحياة، يجلب فرصاً مذهلة ولكنه يجلب أيضاً تهديدات جديدة ويمنح مهاجمي السايبر مساحة لا نهائية [للعمل]”.

المصدر: “معاريف”

مقالات مشابهة

  • مسؤول إسرائيلي رفيع يتحدث عن حرب “ستُدار بدون إطلاق رصاصة واحدة” وأساليب استخدمتها إيران ضد إسرائيل
  • مفاوض إسرائيلي سابق: “إسرائيل” قتلت معظم الأسرى الإسرائيليين في غزة
  • قصف إسرائيلي وعمليات نسف متواصلة في غزة رغم اتفاق وقف إطلاق النار
  • مسئول بحماس: لا مرحلة ثانية من التهدئة في ظل استمرار انتهاكات إسرائيل
  • مسؤول استخباري إسرائيلي يكشف تفاصيل محاولة الوصول للأسرى في غزة
  • مسئول إستخباري إسرائيلي يكشف تفاصيل محاولة الوصول للأسرى في غزة
  • مسئول إستخباري إسرائيلي يقرّ : خشيت من انهيار الجيش والدولة صبيحة 7 أكتوبر
  • حماس منفتحة على مناقشة تجميد السلاح.. إسرائيل تضع حدوداً جديدة لغزة بـ«خط أصفر»
  • خلاف أمريكي إسرائيلي حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بغزة
  • إسرائيل: قريبون من الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة