نبض السودان:
2025-07-04@11:41:19 GMT

شيخ الامين يحسم أمر المسيد

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

شيخ الامين يحسم أمر المسيد

رصد – نبض السودان

نداء إلى كل العالم حكومات منظمات شعوب مختلفة يا ويح قلبي على هؤلاء الجوعى والعطشى والجرحى والجثث الملقاة على الطرقات.

ظللنا ومنذ الأيام الأولى لإندلاع الحرب اللعينة وبمشاركة كاملة من الحواريين من المريدين والاتباع نساء ورجال شابات وشباب ، نقدم الدعم الممكن من توفير للأكل والشراب ثلاث وجبات في اليوم ، لكل من يصلنا في المسيد ، وشيئاً فشيئا نجحنا وبمساعدة رب العرش الكريم ان نرسل الوجبات والمياه لبعض العجزة وكبار السن إلى داخل مساكنهم حتى لايتعرضون الى أي مكروه في الشوارع الغير آمنه.

تجمع شبابنا العاملين في الحقل الصحي وقرروا فتح عيادة داخل المسيد ظلت ابوابها مفتوحة وعلى مدار الساعة تستقبل كل الحالات وتقدم كل انواع الأدويه المتوفرة عندنا وبالمجان.

وبعد أن نجحنا في توفير عدد من المواتر ( التُك تُك) شرعنا في توصيل المياه الى داخل المنازل في كل المناطق الممكنة داخل أحياء أم درمان القديمة ولازلنا حتى الآن نقوم بذلك.

ظلت عيادتنا هي المكان الوحيد الذي يستقبل المصابين والجرحى والمرضى في كل ام درمان، يأتينا المرضى يحملون روشتات الدواء ومن مناطق بعيدة ونعطيهم ماهو ممكن.

وبما أن مسيدنا مفتوح أمام الجميع وسوف يظل حتى آخر ثانيه في حياتنا يزورونا المسلم والمسيحي واللاديني ، ولن نمنع أحد بسبب إنتماء ديني أو عرقي أو جهوي ، طالما أنه أتانا طائعاً وبمحض إرادته.

نفكر يومياً في تطوير وتوسعة عملنا وبفضل من المولى الكريم والذي من علينا بشيء من المال قررنا أن نسخره لما فيه خير البشريه والحمد لله وحتى اللحظه ، لم يصلنا شخص ورجع منا مكسور الخاطر.

فهل الاحسان الى الناس عارٌ او مسبة تجعل البعض يحرض الناس الى تعطيلنا أو قتلنا بتدمير مسيدنا وهو بيت من بيوت الله ويعج بالأرواح البريئة ..؟

بكل أسف تعرضنا يوم١٣ نوفمبرإلى الضرب ٤ مرات وعن طريق دانات وكلها كانت أهدافاً مصوبة وبدقة نحونا بدوافع القتل لكن العلي القدير حفظنا منها لان آجالنا لم تكتمل، لكننا نتساءل ولانتهم أحداً، هل اذا أوقفنا الاكل والشراب والعلاج الى المحتاجين هل سترتاح ضمائر هؤلاء الذين يريدون للناس الجوع والعطش والمرض؟ هل هؤلاء من أصحاب الضمائر الحيه؟ هل سيكونون سعداء عندما يشاهدون الناس الذين كان يوفر لهم المسيد الاكل وهم جوعى أو عطشى أو مرضى..؟

وهل سيكونون سعداء اذا تركنا جثةً في العراء لم نتمكن من غسلها والصلاة عليها وسترها؟

هل سيكونون سعداء اذا ما قامت الكلاب الضاله بنهش الجثث الملقاة على الطرقات؟

من يمتلك أي دليلاً إلى أننا نماري أحداً من أطراف الحرب لماذا لا يكشف ذلك؟

وكما يعلم الناس أبوابنا مشرعة أمام الجميع وكل صاحب حوجة مرحبٌ به وحتى من أتانا زائراً نضعه في حدقات أعيننا منذ لحظة قدومه وحتى مغادرته ونقدم له واجب الضيافة على أكمل وجه. وإذا زارنا البعض هل نوصد أبواب مسيدنا أمامه ، هل لم ولن نفعله وكل من يزورنا نضعه فوق أهداب أعيننا.

هل تحتاج أي قوة تمتلك المال والسلاح لمساحة صغيرة مثل مساحة مسيدنا الصغير لتنطلق منها أو تحتاج لمقر صغير مثله لتحمي قواتها ،؟ هل هناك صواريخاً منصوبة فوق مسيدنا البسيط المتواضع؟ وإذا قبلنا هذا الحديث الفج الفطير فهل نمتلك كل ام درمان او كل الخرطوم بل وكل السودان لنساعد طرفاً من أطراف الحرب على الآخر؟

يرمينا البعض وهي أصوات مشروخة ملفوظة بأننا نأوى مرضى وجرحى الدعم السريع؟ السؤال هل الدعم السريع بكل قوته وجبروته يحتاج لاعداد محدودة من الأسِرة لمرضاه أو جرحاه ؟ وهل الذين يسكنون ود البنا وأبوروف وبيت المال وود أرو ومكي وماجاورهم هم من الدعم السريع ، وهل لايعرف سكان هذه المناطق بعضهم البعض؟

نحن ليست لدينا أقبية أو منازل وغرف سريه نأوى فيها الناس.

الذين يبخسون الناس اشياءهم من المرضى ليس لدينا وقت لعلاجهم فالاحوج بالعالج هم الجرحى والمصابين إصابات خطيرة.

وصلتنا أصوات الشكر والثناء والشهادات التقديرية إحداها من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أم درمان ، فهل ذلك سبباً للبعض ليقول أننا غيرنا ديننا. ووصلتنا شهادة شكر من هيئة شئون الانصار ومن أسرة دكتور جورج عزيز ، ومن سعادة السفير اليوناني لمساهمتنا في إجلاء أعضاء السفارة اليونانية.

نسمع أصواتاً نشاذ أصحابها ذهبت عقولهم بأفعال يقومون بها من تعاطٍ للمخدرات ومعاقرة للخمور ونتمنى لهم من المولى عاجل الشفاء ، ولو أتونا طالبين علاجاً لوفرناه لهم او ساهمنا فيه، لكننا لن ندفع لهم في سبيل شهواتهم او مايذهب العقل.

نحن على ثقة بأن العقلاء في الدولة يثمنون مانقوم به لانه واجب ديني واخلاقي ووطني ، وإن أتى أجلنا فالرايه شامخه سيتقدم وبثبات من يحملها عنا ويؤدي رسالته على أكمل وجه وهي رسالة لن تسقط بموت شخص أو شخصين، ولو مات شيخ الأمين فهذا لابعني نهاية المطاف.

الوطن مستهدف من جهات عديدة والاسلحة التي يتم توجيهها نحوي وتلاميذي يجب نصوبها نحو الاعداء ، حتى لايدخلوا في قتل النفس التي حرمها الله لاننا مسلمون موحدون.

نقوم وسوف نواصل مسيرتنا في العطاء في أي بقعه من بقاع السودان حال ان تم تدمير مسيدنا الشامخ هذا وقد أوكلنا أمرنا الى الله الذي نستظل به ويحمينا.

الأمر الذي لا يخفى على أحد ان الله قد منحنا سعة في الرزق ونريد ان نتقاسمها مع الاخرين من شعبنا، ونمتلك المنازل في عدد من الدول الاوروبية والعربيه وغيرها وفي مقدورنا الاقامة في أي دولة منها لكننا رفضنا ذلك وبشكل قاطع، هو وطننا نريد أن نقيم فيه ونساهم في نهضته مع الجميع، وهو شعبنا ونريد مساندته وتقديم كلما هو ممكن له.

أوصلنا رسالتنا ولازلنا نوصلها عبر وسائط التواصل الاجتماعي وهي التي ساهمت في أن يعرف الناس الطريق الينا وفي الخدمات التي وفرناها ولازلنا نوفرها، ولو لا ذلك لما وصلنا الناس الذين نجحنا في توفير ماوفرناه ونشكر الله على ذلك، ونحن من نحدد كيف ندير رسالتنا الاعلامية والتي وصلت كل العالم.

كبرى الفضائيات والمجالات والصحف العالمية ومنظمات الغوث المختلفة وعبر القارات تترصد وتتابع بدقه مانقوم به ، ولو لا الخطورة التي ستواجه العاملين معهم لأتونا ونقلوا للعالم مانقوم به كما أخبرونا بذلك ولكن سيأتي ذلك اليوم وقريباً بإذنه تعالى.

عندما بث بعض ضعاف الضمائر نبأ وفاة قيثارة الشعب القابض على جمر البقاء في داره الفنان الاستاذ ابوعركي البخيت ذهبنا للاطمئنان عليه ووجدناه صامداً متمسكاً بالبقاء وزادنا صموده وإصرارة بالبقاء داخل الوطن ولابوعركي التحايا التي يستحقها رمزاً ووعداً.

وعشمنا الاكبر أن تتوصل اطراف القتال الى وقف دائم للحرب وينعم السودان بالأمن ويحفظ الله الشعب والوطن.

نحن حسمنا أمر لن نغلق المسيد ولا العيادة ولا مطبخ الأكل وكل من يعملون معنا أوكلوا أمرهم لله وهو الحافظ الحفيظ وآخر شخص في المسيد سيقدم ما نقوم به الان حتى يختاره الله إلى جواره، خلافاً لذلك فموجودون بإذنه تعالى وهو حارسنا ومغطينا.

نرفع أيادينا بالدعاء أن يغفر الله ذنوب من يكيدون لنا وان يصفي قلوبهم وهو الغفور الرحيم، وأن يمد في أيامنا ويبسط في أرزاقنا جميعاً

الأمين عمر الأمين

أم درمان ودالبنا

٢٦ نوفمبر ٢٠٢٣

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: أمرنا الامين المسيد شيخ لن نغلق

إقرأ أيضاً:

الحب في زمن التوباكو (15)

 

مُزنة المسافر

 

جوليتا: وَضعتُ شوكة وملعقتين وسكينًا صغيرًا على طاولة التقديم، وشرعتُ بوضع المعكرونة في وعاء كبير.. بدت ساخنة في شكلها ولذيذة في طعمها، لكن عمَّتي شعرت بالسأم من أطباقي المتكررة، وأظهرت استيائها بشكل واضح.

ماتيلدا: من جديد المعكرونة يا ابنة أخي، تعلمي طبقًا جديدًا.

جوليتا: لا تحبين الفاصوليا الخضراء، ولا تحبين أيًا من تلك الأشياء المعلبة، هاتي صحنكِ بعد الحساء، سأضع لك المعكرونة جربيها.

ماتيلدا: تبدو ساخنة، كانت تغلي كثيرًا.

جوليتا: قلبك فقط يغلي هنا، ويغلي القصص الجيدة يا عمتي.

ماتيلدا: نعم لأن ألبيرتو وضع قلبي يغلي كما تغلي المعكرونة في مياه غليان غير مناسبة، سريعًا كان يخرجني من الحزن الذي كنتُ أعيشه دونه أيامًا طويلة، فأردد له أغنياتي وأخبر آهاتي، وأشرح أمنياتي في اللحن، وبينما كنتُ أريد أن أخبره عن خططي، أننا سنغادر المدينة لمدة طويلة، لأن خورخيه منتج الأسطوانات المطولة يرغب أن نزور بلدانًا بعيدة، وأن نكون حاضرين في المهرجانات الموسيقية لنحصد الجوائز، وأن اكتب شيئًا أكثر سلاسة وأكون أكثر براعة في كتابة الأغنيات.

ردَّدتُ له أغنيتي: "قل لحبيبي ألّا يغيب"، وقلت له إن الناس أحبت اللحن، وأحبت الكلمات التي وجهتها في خاطري العميق لك يا ألبيرتو.

لم يتكلم، بقى صامتًا ينظر إليّ، قال لي: الحياة باتت صعبة يا عزيزتي.

علينا أن نكون معًا في أحلام اليقظة أكثر من الواقع، لكن من سيأبه لأحلام اليقظة التي لا تكتمل وسط نهارٍ طويل هكذا كان جوابي، إن سراباته لا تزعجني، وأنني سأسافر وارتحل واستقل أي مركبة لأذهب لأي مسرح يستقبل نجمة عظيمة مثلي.

من أنت يا ألبيرتو؟ أنت شيء صغير في عين الناس، إنك لا تعرف الإحساس.

بينما أنا يُميِّزُني الناس في المتاجر وفي العروض وحتى في المسارح المهملة فما بالك بالمهمة منها، وأنا أتمايل وأردد مع الجمهور الأغنيات، بينما أنت رجل هارب من واقع جميل.

مرتحل إلى أقصى يمين، وأنا في يسار الحياة امضي في يقين أن حب الآخرين قد وصلني بصدق كبير.

ألبيرتو: إذن خذيني معكِ، سألغي ذهابي إلى العالم المتقدم.

ماتيلدا: ماذا يا ألبيرتو؟ ماذا تعتقد أن الناس ستصفق لكلامك هذا.

سأذهب لوحدي، وأجعل وجدي يتحرك أمام أنهار وتلال وعيني سترى المجهول والغير معلوم، وسأمضي بعيدًا عن اليقظة، لقد صار لي نهوض آخر، ووقوف مغاير، فلن تكون معي سائر.

لم ينطق شيئًا، حين علم أنني كتبت شيئًا أعظم من "قل لحبيبي ألّا يغيب"، كتبت "سأغيب أنا خلف الجبال، وسأضيع في وميض نهار ساطعٍ للغاية، وسأعود فقط حين يناديك قلبي، وسأكون هناك، هناك في البعيد، ولن أجيد إلا حب اللحن، وليكن لشِعري هذا عمر مديد".

انبهر خورخيه المنتج حين تلوتُ عليه الكلمات، بدا عليه التركيز، تدبر قليلًا، وقال لي مازحًا: حين ينكسر قلبك يا ماتيلدا تكتبين شيئًا عظيمًا.

ماتيلدا: لقد انكسر كثيرًا أمام وجع الحياة يا خورخيه، لقد ذاب وانحسر، لقد راح واستراح في تابوت عهد قديم، لقد صار بين الرماد، لقد كان يعيش بالطبع الكساد، إنه قد ينبض من جديد فقط حين يرى الدنيا وما بها من أمور أخرى غير هذا العذاب، غير ذاك السراب.

خورخيه: لقد أصبحتِ شاعرة بكل شيء يا ماتيدا، ستكون الأيام القادمة صاخبة، وراغبة أن تنجحي وتحصدي الجوائز، وأن تنالي نيلًا مختلفًا.

ماتيلدا: فلنذهب بالأمتعة لأول محطة قطار سائر إلى البلدات الجارة، إلى الناس المارة نحو قرب المسارح والصالات والمقاهي، إلى العيون الفضولية نحو لحننا يا خورخيه، فلنذهب، فلنغادر، ولنهاجر بعقولنا باتجاه الحرية، باتجاه سعادة أبدية، باتجاه ما ينتظرنا.

خورخيه: فليكن لك ما تريدين هذه المرة يا ماتيلدا فأنتِ نجمة!

ماتيلدا: صار خورخيه أخيرًا يعترف بوجود لمعانٍ خاص يخص حضوري ووجودي، وكل ما كان يهمني في تلك الأيام أن أغادر وأجول الدنيا، وإن كانت لهوًا وعبثًا أو كان غيابًا مؤكدًا عن طقسٍ يعني بأُناسٍ من ماضٍ عَفِن، وقلت لخورخيه: سنذهب إلى كل الدنيا.

مقالات مشابهة

  • مالك عقار: الأرض أرض الله، ولا كأننا سمعنا حاجة
  • عوض بابكر : رحيل من لا يُعوَّض
  • صلاح عبد الله: اعتزال شيكابالا صدمة لمحبي كرة القدم المصرية
  • توقيف سوريين في الكرك - زحلة... والعثور على مفاجأة داخل هواتفهما
  • مصدر يكشف موقف جون إدوارد من تجديد عقد عبد الله السعيد في الزمالك
  • اعترافات فيلسوف جهادي
  • الحب في زمن التوباكو (15)
  • هل ورد ذكر يوم عاشوراء في القرآن الكريم؟.. تعرف الآيات التي أشارت له
  • أيمن الرمادي يشيد بعبد الله السعيد: "مثال حقيقي للاعب المحترف"
  • الراية لم تسقط