لجريدة عمان:
2025-11-07@02:21:26 GMT

هوامش ومتون :المقالح وأشجار أسئلته المعمّرة

تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT

حين أراد د.عبدالعزيز المقالح أن يكتب في منتصف عام 2021 عن صمود أهل غزّة في وجه آلة القتل والدمار، بعد الأحداث العنيفة التي وقعت صباح يوم 10 مايو2021م، عندما اقتحم أفراد الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى تساءل مع نفسه:

ماذا أكتُبُ؟!

صار الحِبرُ دَما

والماءُ دَما

والكلماتُ دَما

والعالَمُ غابَةَ قَتلٍ ومقابر.

.!

أين أوَاري وَجهِي

أدفِنُ كلماتي

خَجَلا مِن أطفالكِ يا غزَّة

يا أمَّ الأبطالِ المَنذورين لِتَحريرِ الأرضِ

وقَتلِ الوَحشِ الصّهيونيِّ

الغادر؟

لكنّ الشاعر اليمني الراحل الذي مرّت بنا سنويته الأولى يوم 28 نوفمبر الجاري، لم يستسلم لحيرته، فكيف يعجز قلم شاعرنا الكبير عن التعبير عن حالة الألم التي يعيشها، و(غزّة) تكتب في كلّ يوم (قصائدَ الدّم والانتصار)؟ كيف يستطيع أن يصمت ونوافير الدم في كلّ بيت من بيوت (غزّة)؟ تلك النوافير تتدفّق غزيرة وتتحوّل في دفاتر الشاعر إلى صرخة احتجاج على القتل والصمت، فكانت قصيدته (غَزَّةُ تكتب قصائدَ الدّم والانتصار) ففي حضرة الدم في غزّة يستردّ وجوده:

أيّها الحُزنُ خُذني إليها

إلى غزّةَ الدَّمِ والجُوعِ

كي أستَردَّ وُجُودي

وأخرجَ مكتملا صامدا مثلها

ويُطَهّرُني لهبُ الاشتعالْ.

أيّها الحُزنُ خُذني بعيدا

عن اليأسِ»

وكأنه في المقطع الأخير يحاول الفكاك من أسر اليأس الذي تلبّسه عندما كتب قصيدته الشهيرة (أعلنت اليأس) في أبريل 2018م حزنا على ما آلت إليه الأوضاع في اليمن، وقد رفض فكرة مغادرتها للخارج للعلاج، حين تفاقمت عليه الأمراض، ودبّ التعب في جسده، فقد توحّد مع اليمن، بعرى خفية لم يشأ أن يفصمها إلّا الموت، يقول د. علوي الهاشمي «لم يساورني الخوف على عبدالعزيز المقالح الصديق القديم وعلى باقي الأصدقاء الذين عرفتهم من شعراء اليمن وأدبائه، إلا حين ابتدأت الحرب تستعر وتزيد في اليمن السعيد عام 2016م وما بعده خلال السنوات الخمس المنصرمة، وزاد خوفي وقلقي على المقالح وجميع الشعراء الذين عرفتهم لما أعرف عنهم ارتباطهم الشديد باليمن الذي لا يفكر أحدهم في الابتعاد عنه ولا يستطيعون ذلك وبخاصة عبدالعزيز المقالح!»

في قصيدته (أعلنتُ اليأس) التي عدّها الدارسون والمتتبّعون لنتاج المقالح مرثية مبكّرة، لنفسه شأن مالك بن الريب في قصيدته:

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلةً

بوادي الغضا أزجي القلاص النواجيا

لكنّ المقالح كان ينظر إلى الأبعد من ذلك فرثى الأمّة التي شاخت عزيمتها واستسلمت للهلاك:

أنا هالكٌ حتما

فما الداعي إلى تأجيل موتي

جسدي يشيخُ

ومثله لغتي وصوتي

ذهبَ الذين أحبهم

وفقدتُ أسئلتي ووقتي»

فهل حقّا فقد المقالح أسئلته، وهو الذي زرع فينا أشجار الأسئلة المعمّرة؟ وفتّح أذهاننا على الكثير من القضايا، فهو في صنعاء كما وصفه د. الناقد جابر عصفور، (طه حسين اليمن)، في محاضرة ألقاها في كلية الآداب في جامعة صنعاء كما يقول د. علي جعفر العلّاق واصفا شعوره «أحسست بالقاعة كلها وقد هزتها نشوة الامتنان. فقد قال الرجل بالنيابة عنا ما هممنا، أو عجزنا عن قوله، في لحظة صدق طالما مررنا بها دون أن ننتبه، أو نفطن، أونحس. لا بفعل الغفلة، أوالنسيان، بل لأن عظمة الرجل البسيط، أو بساطته العظيمة، إن شئتم، كانت تشدهنا عن أنفسنا كل لحظة»

لقد أمطرنا بأسئلته المفتوحة كالسؤال الذي طرحه على روح صديقه الشاعر صلاح عبد الصبور، في ديوانه (كتاب الأصدقاء):

«يا صديقي:

لماذا تعجّلت موتك

واخترت أن تشرب الكأس

منفردا؟

أنت من كان يؤثر أصحابه

ويقاسمهم -في المودّة-

ورد الحياة»

وكما يقول أبو فراس الحمداني «وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر» نتذكّر اليوم المقالح الذي أحب فلسطين ورأى في مقال له أنها «ستحررنا وتوحد مساراتنا الوطنية والقومية» بل إن أول قصيدة نشرها في 1956 باسمه الصريح، وكان ينشر محاولاته الأولى باسم (ابن الشاطئ) حملت عنوان (من أجل فلسطين)، وألقاها من إذاعة صنعاء في العام الأول لافتتاحها ونقول: كم نحن بحاجة اليوم لشعراء كبار بحجم المقالح يرفعون أصوات احتجاج على ما يجري من جرائم في الجزء الغالي من وطننا الكبير!

ولو كان حيّا بيننا، ماذا سيكتب اليوم عن (غزّة)؟

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

دنيا عبدالعزيز تكشف تأثير والدتها وجدتها في شخصيتها

تحدثت الفنانة دنيا عبدالعزيز عن نشأتها، موضحة أنها تربت في بيت واحد مع والدتها وجدتها، مشيرة إلى أن هذا الجو العائلي أثر كثيرًا في شخصيتها وجعلها محبة للناس وللخير.

وِأضافت "عبدالعزيز"، خلال حوارها ببرنامج "ست ستات"، والمذاع عبر فضائية dmc أن والدتها وجدتها علمتاها معنى الحب والعطاء والتسامح، وأن تكون دائمًا إلى جانب من يحتاج المساندة، مؤكدة أن تلك القيم هي أهم ما اكتسبته منهما.

وقالت إنها كانت الابنة الوحيدة ولذلك كانت تحظى برعاية خاصة من والدتها وجدتها اللتين زرعتا فيها صفات الحنان والرحمة، مشيرة إلى أنها فخورة بما تعلمته منهما من دروس في الإنسانية والعطاء، موضحة أن هذه الصفات لم تعد موجودة كثيرًا في الناس اليوم.

سارة سحاب تطرح أغنيتها الجديدة «إحساس مختلف» ترامب: لا أعتقد أن وقف إطلاق النار في غزة هش أنوسة كوتة: "ابني كنز لسه ميعرفش إن والده توفى.. وخايفة أقوله" جاسمين طه زكي تفاجيء الفنانة دنيا عبد العزيز بالإحتفال بعيد ميلادها على الهواء وزير السياحة يلتقي مع رئيس هيئة قطر للسياحة لتعزيز التعاون المشترك احمد شلبى: الاسكان تؤسس لمدن كفؤة وذكية .. مبادرة البناء الأخضر خطوة جرئية ومدروسة القليوبية: بدء خطة إخلاء الأسواق العشوائية والإشغالات في بنها "في كل الأماكن".. عمر كمال يطرح ثاني أغاني ألبومه نتائج صادمة.. ارتفاع مقلق في صعوبات الذاكرة والتركيز بين البالغين| ما السبب؟ محافظ الدقهلية يتفقد عدد من منافذ بيع الخضار والفاكهة بالمنصورة

مقالات مشابهة

  • الكشف عن إقامة مهرجان المقالح الشعري السنوي نهاية نوفمبر الجاري
  • أبو خليل المؤيد.. حارس حدود اليمن والقائد الذي جمع بين الإيمان والخبرة القتالية في أشرس الجبهات
  • ويتكوف يقول إنه سيعلن مساء اليوم انضمام بلد جديد لاتفاقات إبراهيم
  • دنيا عبدالعزيز تكشف تأثير والدتها وجدتها في شخصيتها
  • البابا لاون يدعو للصلاة لأجل من يُصارعون اليأس
  • وزير الدفاع السوداني يقول إن الجيش سيواصل القتال
  • كمين مسلح يستهدف قيادياً حوثياً في إب وإصابة عدد من مرافقيه
  • ألوان الحب.. ماذا يقول لون فستانك عن مشاعرك في عيد الحب؟
  • ماذا كان يقول النبي في الصباح؟.. 19 دعاء يملأ يومك بالأرزاق
  • تعلن محكمة خدير والصلو وسامع أن على المدعى عليه عبدالعزيز الفقيه الحضور الى المحكمة