تعرف على محاولات حفر قناة السويس.. تفاصيل تاريخية مدهشة
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
تحل اليوم ذكرى منح الخديوي سعيد، حاكم مصر، الفرنسي فرديناند ديلسبس امتياز حفر قناة السويس في عام 1854. وبناءً على هذا الامتياز، تم بدء حفر القناة في السنوات التالية واكتمال أعمال الحفر في عام 1869.
يوجد سجل لمحاولات سابقة لحفر القناة قبل مشروع ديلسبس، والتي تم ذكرها في كتاب موسوعة مصر القديمة لسليم حسن.
في تلك الفترة، كان السفير الفرنسي سافاري دي لانكوزم يعرض على الملك هنري الثالث مشروعًا لإعادة حفر قناة تنطلق من القاهرة وتمتد إلى خليج البحر الأحمر. وفيما بعد، تقدم شخص غير معروف لوزير الخارجية الفرنسي ريشليو في عهد الملك لويس الثالث عشر بمشروع لحفر قناة تمتد من السويس إلى القاهرة، وكانت هذه القناة قد تم استخدامها في عهد الفراعنة وربما في عهد سليمان.
أيضًا، يعلم الجميع أن الوزير الفرنسي كولبير طلب من ملكه حرية إقامة مستودعات في السويس في مصر داخل البحر الأحمر، بالإضافة إلى ضمان نقل البضائع من السويس إلى البحر الأبيض المتوسط سواءً عبر العربات أو عبر النيل.
في المذكرة الشهيرة التي كتبها الفيلسوف الألماني ليبنتز لملك فرنسا لويس الرابع عشر، أكد أهمية برزخ السويس من الناحية السياسية والتجارية.
وفي نهاية القرن السابع عشر، درس سفاري مشروعات مختلفة لحفر قناة تربط بين البحرين في مصر، بما في ذلك مشروع بنوا دي ماليه الذي كان يعرف بآثار الأعمال التي تم العثور عليها في الصحاري المجاورة للسويس.
وتشير الحقائق إلى أن المركيز دارجنسون كان أول من فكر بمشروع قناة مباشرة للعالم، وكان يأمل أن تكون مخصصة للعالم المسيحي.
وعندما زار نابليون مصر في غارته المشهورة، فكر في إعادة توصيل البحرين بحفر ترعة بينهما، ولكنه تراجع عن تنفيذ المشروع بسبب اعتقاد لابيير، مهندس الحملة الفرنسيةعلى الرغم من هذه المحاولات السابقة، إلا أن حفر قناة السويس الفعلي تم تنفيذه بعدما حصل فرديناند ديلسبس على امتياز من الخديوي سعيد في عام 1854. وقد بدأ العمل في الحفر في عام 1859 بإشراف المهندس الفرنسي الشهير ليسيبس، واستغرق الأمر حوالي 10 سنوات لإكمال القناة.
تم افتتاح قناة السويس رسميًا في 17 نوفمبر 1869، وأصبحت ممرًا مائيًا حيويًا يربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. تعتبر قناة السويس إنجازًا هندسيًا هائلاً وتمثل طفرة في عالم النقل البحري والتجارة العالمية. وبفضل القناة، يمكن للسفن التجارية والبواخر العابرة للقناة تجاوز رحلاتها حول الرأس الجنوبي لأفريقيا، وبالتالي يتم توفير الوقت والجهد والتكاليف.
قناة السويس تعتبر مصدرًا هامًا للإيرادات لمصر، حيث تستفيد الحكومة المصرية من الرسوم والمصروفات التي يتم تحصيلها من السفن المارة. كما أنها تسهم في تعزيز التجارة البحرية وتوفير فرص عمل وتنمية اقتصادية في المنطقة المحيطة بالقناة.
تم توسيع قناة السويس في عدة مراحل خلال العقود الماضية لزيادة طاقتها وتحسين كفاءتها. في عام 2015، تم الانتهاء من مشروع توسيع القناة الذي أضاف مدارين جديدين وزاد من قدرتها على استيعاب المرور المزدوج للسفن. وهذا المشروع يهدف إلى تعزيز دور القناة كممر بحري رئيسي عالمي.
قناة السويس تعتبر إنجازًا هامًا في تاريخ الهندسة المدنية والنقل البحري، وتظل تلعب دورًا حيويًا في تسهيل التجارة العالمية وتوصيل السفن بين البحار والمحيطات المختلفة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السفير الفرنسي الوزير الفرنسي حفر قناة السويس خليج البحر الأحمر قناة السویس حفر قناة فی عام
إقرأ أيضاً:
قناة بريطانية تعتذر وتدفع تعويضات للإغاثة الإسلامية بعد اتهامات كاذبة
قدّمت القناة البريطانية "جي بي نيوز" اعتذاراً رسمياً ودفعت "تعويضات كبيرة" بعد بثها ادعاءات كاذبة أطلقها مؤثر إماراتي، زعَم فيها أن منظمة "الإغاثة الإسلامية" في بريطانيا قامت بتمويل "منظمات إرهابية"، وهو ما أقرت القناة بعدم صحته.
بعد أشهر من الاتهامات التي طالت الإغاثة الإسلامية بلا أدلة، اضطرت قناة "جي بي نيوز" للاعتذار على الهواء ودفع تعويضات كبيرة للمنظمة، عقب تأكيد المحكمة الملكية للعدل أن التصريحات التي بُثّت كانت “غير صحيحة بالكامل”. ويعكس هذا الاعتذار العلني حجم الضجة التي أثارتها مزاعم وُجهت دون تدقيق، وما تبعها من مطالبات بالمساءلة المهنية داخل الإعلام البريطاني.
وكانت هذه المزاعم قد وردت على لسان أمجد طه خلال ظهوره في برنامج "The Camilla Tominey Show" في 16 فبراير/شباط الماضي، حيث ادعى أن "الإغاثة الإسلامية ترسل أموالاً إلى جماعات إرهابية في الشرق الأوسط".
وفي سبتمبر / أيلول، أصدرت القناة توضيحاً رسمياً قالت فيه: "نقرّ بأن الادعاء بأن منظمة الإغاثة الإسلامية موّلت جماعات إرهابية هو ادعاء غير صحيح. وقد أكدت المنظمة أنها لا تروّج أو تدعم أي شكل من أشكال التطرف، وهي منظمة إنسانية بحتة".
كما أزالت القناة المقطع المخالف من منصاتها المختلفة وبثت رسالة اعتذار على الهواء.
من جهته، قال متحدث باسم منظمة الإغاثة الإسلامية: "نحن سعداء بإغلاق هذا الملف. لقد منحت "جي بي نيوز" منصة لادعاءات خطيرة ليست فقط غير صحيحة على الإطلاق، بل تتناقض مع المبادئ الأساسية التي نعمل وفقها".
وأضاف: "في ظل استشهاد عدد من عمالنا الإنسانيين على يد جماعات إرهابية، فإن هذه المزاعم تُعد مسيئة للغاية ومقلقة، إذ تساهم في نشر معلومات مضللة تهدد حياة زملائنا وكذلك حياة المستفيدين من مساعداتنا".
حملة إماراتية مستمرة
وتأتي هذه الحادثة في سياق حملة طويلة تشنها دولة الإمارات ضد منظمة الإغاثة الإسلامية، حيث تصنفها كجهة مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، التي حظرتها أبوظبي.
واستند طه في ادعاءاته إلى قرار حظر المنظمة في الإمارات والسعودية، كما سبق لإسرائيل أن منعتها من العمل في الضفة الغربية المحتلة.
وكانت مجلة "نيويوركر" قد كشفت في عام 2023 أن الإمارات موّلت حملة تشويه ضد المنظمة، وسعت إلى ربط مسؤوليها بجماعة الإخوان المسلمين وبجماعات متطرفة مسلحة.
ويُعد أمجد طه واحداً من مجموعة متزايدة من المؤثرين الخليجيين، ولا سيما الإماراتيين، الذين يروجون للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ويدافعون عن سياسات أبوظبي في الشرق الأوسط وأفريقيا.
كما قاد طه في مناسبات عدة حملات إعلامية تربط الجيش السوداني بجماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس في غزة، في حين تدعم الإمارات خصوم الجيش، وعلى رأسهم قوات "الدعم السريع"، في الحرب المستمرة داخل السودان.
ويُعرف طه أيضاً بدعمه العلني والمتواصل لإسرائيل في حربها على غزة، ومجاهرته بترديد الخطاب الإماراتي الرسمي في وسائل الإعلام الغربية.