الحكومة التونسية على وشك التخلص من بقايا حركة النهضة الإرهابية.. اقتراب إعلان عملية تدقيق في الانتدابات التي تمت خلال فترة صعود الحركة الإخوانية.. وخبراء: الشارع لم يعد يتقبل وجودهم بعد ما اقترفوه
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
خطوة جديدة، على وشك أن تتخذها السلطات التونسية على طريق فك سيطرة تنظيم الإخوان على مفاصل الدولة. فالرئيس التونسي قيس سعيّد، أكد أن النتائج الأولى لعملية التدقيق في الانتدابات والتعيينات في المؤسسات الحكومية التي جرت خلال العشر سنوات الماضية زمن حكم الإخوان، أظهرت العديد من التجاوزات.
ودعا الرئيس سعيد خلال لقائه الأربعاء الماضي رئيس الحكومة التونسي أحمد الحشاني إلى ضرورة الإسراع في عملية التدقيق في الانتدابات التي انطلقت في سبتمبر الماضي، وهي عملية تدقيق في الانتدابات التي تمت في الفترة من منذ صعود حركة النهضة عقب سقوط نظام زين العابدين بن علي في ١٤ يناير ٢٠١١ وحتي سقوط الإخوان في ٢٥ يوليو ٢٠٢١.
ومن المنتظر الإعلان عن النتائج في الأيام القليلة المقبلة بعد أن استمرت التدقيقات لمدة نحو شهرين.
وعمدت حركة النهضة الإخوانية منذ ٢٠١٢ إلى تعيين أتباعها والمنتفعين بالعفو التشريعي العام في مفاصل الدولة حسب الولاء، وليس على أساس الكفاءة والتجربة، في مختلف الوزارات والدوائر الحكومية.
الرئيس قيس سعيد أكد خلال لقائه بالحشاني ضرورة تحمل المسئولين لمسئولياتهم، وقال: "من لا يريد أن يتحمل المسئولية أو يبطئ في إنجاز المشاريع المكلف بالإشراف عليها بناء على حسابات سياسية صارت مفضوحة لدى الشعب التونسي فليس جديرا بتحمل هذه المسئولية".
من جهة أخرى، أصدر سعيد تعليماته بضرورة الإسراع في إنجاز عدد من المشاريع التي تم تعطيل تنفيذها منذ سنوات بحجج واهية.
وسبق أن انتقد الرئيس التونسي في مناسبات عدة، وجود أطراف تعمل على تعطيل المشاريع رغم أن الأموال مرصودة بسبب التعيينات داخل الدولة التي تعمل لصالح لوبيات معينة، في إشارة للإخوان وحلفائهم.
من جانبه؛ قال عماد بن صالح أمين عام حزب حركة الشباب الإصلاحي بتونس، إن حركة النهضة حزب تورط في العديد من الجرائم المالية، مضفيا، أنه بالنسبة للمنتمين لحركة النهضة فالواقع أثبت بعد ٢٥ يوليو ٢٠٢١ أن الانتماء لهذه الحركة هو انتماء لمصالح شخصية لأن النهضة كانت في السلطة.
وأضاف "بن صالح" في تصريحات لـ"البوابة": أما الجرائم الإرهابية فهي أمام القضاء التونسي الذي ما زال يتلكأ لأن الفترة التي كانت النهضة في السلطة تم السيطرة على السلطة القضايية وتم التلاعب بملفات عديدة وهناك العديد من القضاة تورطوا مع النهضة.
وأشار إلى أن النتائج الأولية التي تم التوصل إليها من قبل لجنة التثبت والتدقيق في عمليات الانتداب والإدماج التي تم إحداثها في شهر سبتمبر الماضي تُثبت حجم التلاعب بالمال العام، ففي إحدى الوزارات فقط تم الوصول إلى عدم وجود ١٥ ألف ملف انتداب أو إدماج، هذا إلى جانب عدم توفر بعض الشروط القانونية في عدد من الذين تم انتدابهم خاصة في مؤسسات ومنشآت عمومية.
وأكد"صالح"، أنه واقعيا لا وجود لحزب سياسي تونسي قادر أن يحكم تونس لأن الشارع اليوم أصبح يرفض كل تنظيم سياسي كلاسيكي لأن التوجه الديني أحدث شرخا في المجتمع التونسي الذي آمن بأن الحركة كان حركة إسلامية مع استدعاء المخيال الإسلامي بانتصاراته واستعمال الدين كخطاب يستطيع الوصول إلى جميع شرائح المجتمع.
وبعد عشر سنوات من الحكم أثبتت هذه الجماعة أنها جماعة لا علاقة لها بالدين الإسلامي وأن خطابها متناقض مع طريقة حكمها، وتورطها في جرائم مالية واتهامها بالإرهاب هذا يجعل من هذا الحزب غير قادر على العودة إلى الساحة السياسية على الأقل في العشرية القادمة وخاصة بنفس القيادات.
بينما قال هشام النجار، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إن هناك عملا دؤوبا في تونس لتحقيق جملة أهداف لإصلاح جزء كبير مما جرى إفساده أثناء سيطرة ومشاركة حركة النهصة الإخوانية في السلطة؛ أهمها تطهير المؤسسات من النفوذ الإخواني حيث عملت الجماعة طوال عشر سنوات على زرع عناصرها غير المؤهلين وغير المستحقين للتصعيد إلا من جهة ولائهم للجماعة داخل المؤسسات الحكومية.
وأضاف "النجار"، في تصريحات لـ"البوابة"، أن مراجعة ملف القضاء الخاص بحركة مهم جدا لأن الجماعة عملت على أن تكون مؤسسة القضاء مسيسة وبها عدد معتبر من عناصرها للتعمية والتغطية على جرائم تنظيمها السرية وعدم معاقبة قادتها في مختلف القضايا المتعلقة بملف تسفير الشباب والاغتيالات السياسية والفساد والاختلاس والخيانة الوطنية ورهن مصالح وثروات البلد لقوى إقليمية.
وأشار الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن تطهير الأجهزة الأمنية وتدشين مرحلة خالية إلى الحد الأدني من الإخوان واستغلال مؤسسات الدولة لتحقيق مصالح التنظيم الدولي للإخوان ورعايته الإقليميين
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تونس جماعة الإخوان فی الانتدابات حرکة النهضة التی تم
إقرأ أيضاً:
وفد من الإدارة الكردية في طريقه الى دمشق لبحث تطبيق الاتفاق مع السلطة
دمشق- يتّجه وفد من الإدارة الذاتية الكردية السبت 31 مايو 2025، الى دمشق للتفاوض مع السلطة السورية حول تطبيق بنود اتفاق وقعه الطرفان قبل نحو ثلاثة أشهر، وفق ما أفاد مصدر كردي وكالة فرانس برس، وسط تباين في الآراء إزاء نظام الحكم.
وتضمن اتفاق وقعه الرئيس أحمد الشرع مع قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي في 10 آذار/مارس، برعاية اميركية، بنودا عدة نصّ أبرزها على "دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز".
لكن الإدارة الذاتية وجهت لاحقا انتقادات الى السلطة على خلفية الاعلان الدستوري ثم تشكيل حكومة قالت انها لا تعكس التنوع. وطالبت القوى الكردية الشهر الماضي بدولة "ديموقراطية لامركزية"، ردت عليها دمشق بتأكيد رفضها "محاولات فرض واقع تقسيمي" في البلاد.
وقال مصدر كردي في عداد الوفد، من دون الكشف عن هويته، إن "وفدا من الادارة الذاتية في طريقه الى دمشق لبحث بنود الاتفاق الموقع بين الجانبين".
ونص الاتفاق على أن المكون الكردي "مجتمع أصيل في الدولة السورية" التي "تضمن حقه في المواطنة وكافة حقوقه الدستورية"، في موازاة "رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية".
وحذّر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في وقت سابق من أن "المماطلة" في تنفيذ بنود الاتفاق "ستطيل أمد الفوضى" في البلاد.
وفي مقابلة بثتها قناة "شمس" التلفزيونية، ومقرها اربيل، قال عبدي ليل الجمعة "نحن ملتزمون بما اتفقنا عليه مع دمشق ونعمل حاليا على تنفيذ هذه الاتفاقية من خلال لجان تطبيقية".
لكنه شدد على التمسك بـ "سوريا لامركزية وتعيش فيها جميع المكونات بكامل حقوقها وألا يتم إقصاء أحد"، معتبرا أن "من يتسلم الحكم الآن يريد سوريا المركزية وغير جاهز لأن يعيش الجميع في سوريا".
وينتقد الأكراد الذين عانوا لعقود قبل اندلاع النزاع من التهميش والإقصاء، سعي السلطة الجديدة الى تكريس مركزية القرار وإقصاء مكونات رئيسة من إدارة المرحلة الانتقالية.
وتسيطر الإدارة الذاتية على مساحات واسعة في شمال وشرق سوريا، تضم أبرز حقول النفط والغاز التي تحتاج دمشق الى مواردها. كما تمتلك قوة عسكرية منظمة أثبتت فاعلية في قتال تنظيم الدولة الاسلامية حتى دحره من آخر معاقله عام 2019.
وقال عبدي إن النفط "لكل السوريين وللجميع الحق في الاستفادة" منه، في اشارة ضمنية الى استعداد الإدارة الذاتية لوضعه تحت سلطة دمشق. لكنّه جدد التمسك بأن "يكون هناك إدارة ذاتية لحكم محلي وأن يدير شعب المنطقة المؤسسات أمنيا وسياسيا".
ويشكل حفاظ الشرع على وحدة سوريا وبسط الأمن على كامل التراب السوري، أحد أبزر التحديات التي تواجهه في المرحلة الانتقالية، خصوصا بعد أعمال عنف ذات طابع طائفي طالت خصوصا الأقلية العلوية وأثارت مخاوف على مصير الأقليات في البلاد.