الأسبوع:
2025-10-16@02:21:32 GMT

جيل سيذكره التاريخ!!

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

جيل سيذكره التاريخ!!

بداية القصة (١).. .في بدايات الألفية الثالثة لم يكُن أهل مصر وهم يستقبلون مواليدهم الجُدد حينها يتخيلون أن هؤلاء الصغار الذين وُلدوا في أقصى سنوات الهدوء سيعيشون كل هذا الزخم، وستمر بهم كل تلك الأحداث وهم مازالوا في ريعان صِباهم ومهد شبابهم. عن مواليد ٢٠٠٠ وما بعدها أتساءل: «ماذا فعلتم بالحياة، وماذا فعلتِ الحياة بكم؟».

يومًا سيحكي علماء الاجتماع عن هذا الجيل الذى لم يصل معظمه لسن الرشد بعدُ وقد عاصر في طفولته ما لم يعاصره السابقون طوال قرن من الزمان: تغيرات حادة طرأت على المجتمع في تتالٍ شديد السرعة بدأت برواج عصر الإنترنت ودخول هؤلاء الصغار إلى مصيدة مواقع التواصل وبرامج الهواتف الذكية لنبدأ في مرحلة انسلاخ تلك الأجيال تدريجيًّا عن البيت والمدرسة ودور العبادة، لتتحول حياتهم إلى الشكل المميكن فكريًّا وسلوكيًّا حتى صاروا أكثر حدةً وتعصُّبًا، ولكن أيضًا أكثر ذكاءً وتطلعًا وانفتاحًا على العالم ممَّن سبقوهم بعقود.ثورات تقوم فتشعل الأرض حراكًا، وربيع عربي يتوهج ثم يخمد، ودساتير تُكتَب، وحكومات تذهب وتأتي غيرها، سكون مميت دام عقودًا ينشط فجأة ليقلب كل الموازين والأوضاع، سياسيًّا واقتصاديًّا وفكريًّا. وفي منتصف كل هذا يولد جيل جديد ينمو ويترعرع وتتكون شخصيته وهو يتابع على الشاشات ما يحدث مرغمًا، فكل البيوت وكل العيون متعلقة دومًا بأخبارٍ تأتي كل يومٍ عبر النشرات عن الجديد والجديد الذى لا ينتهي ولا يتوقف. فجأة يسقط كثيرٌ من ثوابت المجتمع، تتغير الأفكار وتهتز الركائز، قيم وأنماط وحياة كانت مستقرة تُصبح في مهب الريح. لا يجد هؤلاء في زحام الأحداث مَن يُثبِّت هويتهم ويمنحهم الثقه ليضربوا جذورهم الناشئة جيدًا في باطن الأرض الطيبة، تقتلع الرياح كثيرًا منهم ولا ينجو إلا مَن تمسك سريعًا بالأصول فلم يُغْرِه بريق المستحدثات الزائف. حتى حين جاءت جائحة كورونا وأجبرت هؤلاء الصغار على ملازمة المنازل لعامين، لم يكن أمامهم سوى الهروب نحو التيك توك وما يشابهه من برامج خبيثة ماكرة أضاعت كثيرًا من الهوية والقيم، بل وغيَّرتِ اللغة والشكل والهيئة. أي جيل هذا الذى عاصر في ٢٠ عامًا ما لم يحدث طوال ٢٠٠ عام في السرعة والتتابع والقسوة، وكأنهم (حقل تجارب) تم استخدامه لاختبار كل ما هو جديد خلال فترة زمنية قصيرة جدًّا في عالم مختلف يتجه نحو شكل لم يألفه السابقون؟!!.. عُذرًا أبناءَ هذا الجيل، لكم كل العذر إن أصابكم بعضُ الشطط وفقدان الاتزان، فما مر بكم وأنتم مازلتم في البدايات لم يكن سهلًا أبدًا. لكُم الله، وعقولكم الذكية، وهويتكم المحفورة في چينات أرواحكم تثبِّتكم في الأرض مهما اشتدت رياح الفتن.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

التحفظ هو الرد!

ليس هناك إنسان على وجه الأرض لديه قدر ولو بسيطًا من المشاعر والضمير يمكنه أن يرفض الاتفاق الذى تم التوصل إليه بشأن وقف أو إنهاء الحرب فى غزة. يمكنك أن تقدم من التحفظات ما تشاء، ولكن وقف تلك «المقتلة» أو المجزرة أو عملية الإبادة التى كانت تجرى للفلسطينيين فى غزة أمر لا ينبغى بأى حال سوى تشجيعه والقبول به وتمريره حتى لو صاحب ذلك مذاق الحنظل!

صحيح أن مستقبل الاتفاق غامض، وقد لا يكون له مستقبل من الأصل، وصحيح أن السلاسة التى صادفت تطبيق مرحلته الأولى قد لا تصادف الثانية أو حتى الثالثة إن وصلنا إلى تلك الأخيرة، ولكن الرد على كل ذلك هو تلك الحالة التى يشيح فيها البعض بيده قائلاً وفى نبرة صوته شىء من الحسرة: ما باليد حيلة!

ولذلك أضم صوتى إلى صوت أستاذى الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية حين راح يقول دون خجل وهو المحلل الحصيف والعالم السياسى الذى له باع أنه يتحفظ على إبداء الرأى فى هذا الذى يجرى، معربًا عن سعادته – كبنى آدم وإنسان من لحم ودم – أن يستريح مواطنو غزة من الإبادة الجماعية، وأن يبدأ حصولهم على ما يقيم أودهم.

نفس هذه النبرة وإن فى صورة أخرى راحت تعبر عنها الكاتبة الكبيرة التى تفيض كتاباتها وأعمالها بروح إنسانية بعيدا عن أى انغماس فى السياسة الأستاذة فاطمة المعدول حين راحت تعلق على الاتفاق قائلة: لم أعرف هل أفرح لأن أطفال غزة سوف ينامون فى هدوء ويشربون اللبن مرة أخرى ويأكلون وجبة ساخنة أم أتوجس وأخاف مما هو آت؟

ولأن الاتفاق تم على أرض مصر ورغم أنه اتفاق إشكالى بكل المعانى، إلا أن الكثيرين، ولديهم الكثير من الحق، لم يملكوا سوى أن يعبروا عن سعادتهم، بأن ينطلق ذلك من أرضنا، رغم أن تعقيدات المشهد الدولى ربما كان يمكن أن تجرفنا فى سكة أخرى مختلفة تمامًا.

مصدر الأسى أن الاتفاق ربما يضع القضية الفلسطينية فى الطريق الذى فشلت عملية الإبادة فى غزة فى وضعها فيه ألا وهو طريق التصفية، وليصبح الأمر بيدنا لا بيدى عمرو! مصدر الأسى أن الحرب التى عجز العالم كله عن وقفها على مدار عامين، ينجح شخص واحد هو الرئيس الأمريكى ترامب فى فرض عملية وقفها على الجميع لغرض فى نفسه ولرؤية تنطلق من تصورات للأسف تصب أغلبها إن لم تكن كلها فى غير صالح الفلسطينيين أو حتى الدول العربية! رغم كل الضجيج الذى نتابعه، وهو فى جانب منه صحيح، عن تراجع واضمحلال الهيمنة الأمريكية!

من حق الفلسطينيين فى غزة أن يشعروا بالراحة بعد طول عناء، وأن يشعروا بالاستقرار بعد رحلة شقاء وإبادة ومساع لفرض الهجرة القسرية، لقد كانوا على مدار عامين كاملين كالقابضين على الجمر، وعاشوا وأكثر الحروب كارثية فى القرن الحادى والعشرين، على الأقل حتى اللحظة. ذلك هو المبرر الرئيسى الذى يجعل اتفاق شرم الشيخ مستساغًا، وتبدو منطقية هذا الطرح فى ظل وجود تحديات عديدة ستواجه مستقبل بقاء الفلسطينيين سواء فى غزة أو الضفة ومدى نجاح مساعيهم فى دولتهم المستقلة والتى راح ترامب يحاول التعمية على موقف بلاده بشأن إقامتها على أرض الواقع.

ربما تنطلق هذه السطور من رؤية متشائمة يجد معها المرء صعوبة فى رؤية ضوء فى نهاية النفق، لكن منطقها أنه ليس فى المواقف العربية الداعم الرئيسى المفترض للحقوق الفلسطينية ما يوحى بغير ذلك!

 

[email protected]

مقالات مشابهة

  • التحفظ هو الرد!
  • بركاتك يا شيخ العرب.. سيدة تلد فجأة داخل الساحة الأحمدية والإسعاف ينقلها لطوارىء طنطا الجامعي
  • جهد كبير
  • "سيذكره التاريخ".. أحمد العوضي يحيي جهود الرئيس السيسي في وقف حرب غزة
  • فولفو تودع أشهر سياراتها فجأة.. ما السبب؟
  • بنية ووعي كثير من منسوبي القوات المشتركة لا يستوعب ولا يتماشى مع المدينة
  • مصر تصنع السلام
  • المستشار الفني للسباحة بالزعانف: سعيد بالحفاظ على لقب بطولة العالم واللاعبون الصغار أثبتوا جدارتهم
  • ترامب: أردوغان رائع وساعد كثيرًا في خطة السلام بقطاع غزة
  • ماكرون لدى وصوله شرم الشيخ: مصر دولة عظيمة وسعت كثيرًا لإرساء السلام