سجلت شركة "ستاربكس"، خسائر قياسية لم تتكبدها منذ تاريخ إنشائها في عام 1992، حيث تراجع سعر السهم بنسبة تصل إلى 11%، خلال 12 جلسة، منذ 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وحتى 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

ووفق موقع "سي إن بي سي" الاقتصادي، فإن خسائر "ستاربكس"، التي تعد واحدة من أشهر العلامات التجارية في صناعة القهوة على مستوى العالم، تقدر بنحو 13.

3 مليار دولار في تلك الفترة فقط.

وأغلق سهم المجموعة الشهيرة الجمعة، عند 96.75 دولارا، متراجعا 1.1% على أساس يومي، لتكون بذلك الجلسة رقم 16 التي تخسر فيها الشركة، مقابل 4 جلسات باللون الأخضر التقطت فيها سلسلة المقاهي الأمريكية أنفاسها.

وعلى أساس شهري، خسر سهم شركة القهوة العالمية 9.7% منذ جلسة 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما سجل 107.21 دولارات، قبل أن يدخل في رحلة هبوط قاسية ويستقر قريبا من 96.8 دولارا.

ويعادل هذا الهبوط خسارة تزيد على 13 مليار دولار في رأس المال السوقي للشركة، الذي نزل من 123.2 مليار دولار قبل شهر، إلى 111.2 مليار دولار، بختام جلسة الجمعة.

اقرأ أيضاً

دعوات لمقاطعة زارا لاستغلالها مجازر غزة في التسويق

ودفعت الاعتداءات المستمرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى، شركة "ستاربكس" إلى مأزق لا تحسد عليه، إذ تعاني من مقاطعة "مزدوجة"، سواء من داعمي دولة الاحتلال، أو من مؤيدي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

فمع بداية عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ظهر موقف "ستاربكس" واضحاً وصريحاً بدعمها لدولة الاحتلال، مما جعل دعوات المقاطعة تجتاح العالم، بسبب دعمها لهذا الكيان.

إلا أنه مع استمرار العدوان، ظهرت تغريدة من نقابة اتحاد عمال "ستاربكس"، والتي تستخدم شعاراً يشبه الشعار الخاص بالشركة، تعلن أنها تدعم القضية الفلسطينية، ووضعت العلم الفلسطيني على صفحتها، مما أدى إلى تهديدات ومقاطعات من المتضامنين مع دولة الاحتلال.

وهذا دفع العلامة الشهيرة للقهوة إلى إقامة دعوة ضد النقابة العمالية، متهمة إياها باستخدام اسم الشركة وشعارها في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم الفلسطينيين.

ونقلت شبكة "الجزيرة"، عن الرئيس التنفيذي للإستراتيجيات والأسواق الناشئة بشركة فورتريس للاستثمار مصطفى فهمي، القول إن شركة "ستاربكس"، التي تواجه حملة مقاطعة واسعة، لم تستطع أن تغير نظرة المستهلك اتجاهها رغم العروض الترويجية، لأن المستهلك الآن ينظر إليها على أنها شريك في دعم الاحتلال.

اقرأ أيضاً

ستاربكس تخسر 11 مليار دولار بسبب المقاطعة والإضرابات

وأضاف أن "ستاربكس" ستواجه العديد من التحديات في المستقبل، وتوقع أن تكون نتائجها المالية للربع الرابع سيئة للغاية، وستنعكس على إجمالي النتائج السنوية لشركة القهوة الأمريكية الشهير.

ولم تتوقف خسائر الشركة عند هذا الحد، فقبل يوم واحد من هبوط سعر الأسهم، أضرب آلاف العاملين من عمال الشركة في المتاجر، احتجاجاً على عدم تعيينهم، واعتبروا أنهم تلقوا وعوداً وهمية من إدارة الشركة منذ عامين، بدون نتيجة.

ولاحقا، ذكرت وكالة العمل الأمريكية، أنها تسعى لإجبار الشركة على إعادة فتح 23 متجرًا يُعتقد أنها أغلقت العام الماضي، لتثبيط حملة نقابية على مستوى البلاد، في أحدث قضية لاتهام سلسلة المقاهي بأساليب العمل غير القانونية.

ونقلت "رويترز" عن شكوى لمدير إقليمي في المجلس الوطني الأميركي لعلاقات العمل "إن إل آر بي"، الأربعاء الماضي، أن 8 من المتاجر الأمريكية تضامنت بالفعل مع النقابات عندما أُغلقت الفروع.

وصوت العاملون في أكثر من 360 فرعًا أمريكيا من "ستاربكس" للانضمام إلى النقابات منذ عام 2021، وتواجه الشركة أكثر من 100 شكوى عمالية في المجلس الوطني الأمريكي لعلاقات العمل.

اقرأ أيضاً

المغرب.. متظاهرون يطالبون بمقاطعة الشركات الغربية الداعمة لإسرائيل

من جهتها، نفت "ستاربكس" ارتكاب أي مخالفات، وقالت إنها تحترم حقوق العمال في الانضمام إلى النقابات.

وأضافت في بيان، الخميس الماضي، أنها تجري مراجعات سنوية لمتاجرها وتقوم بإجراء تغييرات بشكل روتيني لمجموعة متنوعة من الأسباب المشروعة.

وتمتلك السلسلة أكثر من 35 ألف فرع حول العالم في 86 دولة، من بينها أكثر من 9 آلاف فرع في الولايات المتحدة، وما يقارب 1900 مقهى في 11 بلدا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعمل من خلالها أكثر من 19 ألف موظف.

وتواجه "ستاربكس" تحدي الحفاظ على سمعة علامتها التجارية في ظل هذه التأثيرات.

وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، لليوم 72 على خلفية عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في القطاع فجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ بدء هذه الحرب إلى 18 ألفا و787 شهيدا، و50 ألفا و897 جريحا، معظمهم من النساء والأطفال.

اقرأ أيضاً

أول ضحايا المقاطعة في مصر.. ستاربكس يبدأ تسريح موظفيه

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: ستاربكس خسائر المقاطعة حرب غزة إسرائيل إضراب القضية الفلسطينية ملیار دولار اقرأ أیضا أکثر من

إقرأ أيضاً:

أزمة مزدوجة في غزة: العطش يوازي الجوع والموت يحاصر الباحثين عن المساعدات

تتصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة في غزة، حيث يواجه السكان خطرًا مزدوجًا يتمثل في الجوع والجفاف، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية واشتداد الحصار على القطاع منذ أشهر. وفيما تنهار أنظمة المياه والصرف الصحي، تتزايد أعداد الضحايا بين المدنيين، خاصةً الذين يحاولون الوصول إلى المساعدات. اعلان

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، الجمعة، إن قطاع غزة يقترب من "مرحلة الموت عطشًا"، بعد تعطل نحو 60% من منشآت إنتاج مياه الشرب وخروج غالبية محطات الصرف والتحلية عن الخدمة. وصرّح المتحدث باسم المنظمة، جيمس إيلدر، من جنيف، أن "الأطفال سيبدؤون بالموت من العطش"، مضيفًا أن "الوقود اللازم لتشغيل المضخات ومحطات التحلية أوشك على النفاد".

 في مشهد متكرر يعكس حجم المأساة، قتل ما لا يقل عن 24 فلسطينيًا يوم الجمعة وسط قطاع غزة، بينما كانوا ينتظرون استلام مساعدات غذائية، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة في غزة. وقال مروان أبو ناصر، مدير مستشفى العودة في النصيرات، إن المستشفى استقبل 24 جثة و21 مصابًا، مؤكدًا أن "الإصابات كانت شديدة في الرأس والصدر، وبين الضحايا نساء وأطفال وشباب من مختلف الأعمار".

 ويأتي هذا الحادث ضمن سلسلة من الهجمات التي طالت مدنيين حاولوا الاقتراب من نقاط توزيع المساعدات، والتي تديرها مؤخرًا مؤسسة "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF)، وهي منظمة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل. وتشير تقارير وشهادات ميدانية إلى مقتل مئات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات خلال الأسابيع الماضية.

شهادات من الميدان

 خالد العجوري، أحد الناجين من مخيم جباليا، تحدث لـ"الغارديان" عن نجاته بأعجوبة: "ذهبت فجرًا على أمل الحصول على مساعدات، وبقيت على مسافة لأشعر بالأمان. فجأة سمعت انفجارات، وأُصبت في ساقي وصدري". وأضاف: "لم يكن هناك مسلحون. فقط مدنيون يريدون الطعام".

غارات ودمار وأرقام متصاعدة

 وفي سياق متصل، استهدفت غارات إسرائيلية منزلاً لعائلة عياش في دير البلح، ما أدى إلى مقتل 12 شخصًا. وأكد محمد المغير، مدير الإمدادات الطبية في الدفاع المدني لوكالة فرانس برس، أن "43 شخصاً سقطوا منذ فجر الجمعة، بينهم 26 كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية".

 وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفّذ نحو 300 غارة خلال الأسبوع الماضي، مستهدفًا "مواقع إرهابية" ومسلحين، من بينهم قيادي ساعد في دفن جثث رهينتين خطفتهما حماس خلال هجوم 7 أكتوبر 2023. كما بررت القوات إطلاقها النار على "مشتبه بهم" بالقول إنهم يشكلون تهديدًا مباشرًا.

أزمة المياه والوقود تهدد الحياة

 يعيش القطاع في شلل شبه كامل على صعيد البنية التحتية للمياه. فقد تم تدمير غالبية محطات المعالجة والخزانات والأنابيب، كما انقطعت الكهرباء عن محطات التحلية منذ مارس الماضي، ما أدى إلى تفاقم أزمة المياه. ومع استمرار منع دخول الوقود، لا تعمل سوى نسبة ضئيلة من المنشآت الحيوية.

ولم يُسمح بدخول أي وقود إلى غزة منذ انهيار وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في مارس/آذار. وحاولت الأمم المتحدة إدخال المساعدات، لكنها واجهت عقبات كبيرة، منها الطرق المزدحمة بالأنقاض، والقيود العسكرية الإسرائيلية، والغارات الجوية المستمرة، والفوضى المتزايدة. وقد أوقف فلسطينيون عاديون في غزة العديد من الشحنات وأفرغوها.

وتعتمد مؤسسة GHF في نشر معلوماتها حول توزيع المساعدات على صفحات فيسبوك، ما يصعب الوصول إليها في ظل انقطاع الإنترنت شبه الدائم في غزة، ما يفاقم من حالة الفوضى ويزيد من خطر سقوط الضحايا.

نظام بديل مثير للجدل

وتسعى إسرائيل إلى استبدال آلية توزيع المساعدات الأممية بنظام تديره مؤسسة GHF، متهمة الأمم المتحدة بالسماح لحماس بسرقة المساعدات وبيعها. غير أن وكالات الإغاثة الدولية رفضت هذا الطرح، واعتبرته "غير عملي وغير أخلاقي"، مؤكدة أن ادعاءات سرقة المساعدات لا تستند إلى وقائع موثقة.

رغم ذلك، قالت GHF في بيان إنها وزّعت أكثر من 30 مليون وجبة "بأمان ودون حوادث" منذ انطلاق عملها الشهر الماضي.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • أزمة مزدوجة في غزة: العطش يوازي الجوع والموت يحاصر الباحثين عن المساعدات
  • الاحتلال يواصل اقتحام مدينة طوباس منذ منتصف الليلة
  • فاكهة صغيرة بمفعول كبير.. ماذا يحدث لجسمك عند تناول البرقوق؟
  • تحذير خطير جدا من الأطباء قد يهدد حياتك.. ماذا يحدث عند الاستحمام بماء ساخن؟
  • جيش الاحتلال يقتل 12 صحافيا ويهجّر 250 في غزة الشهر الماضي
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول الذرة الصفراء؟
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول الشوكولاتة الداكنة؟
  • انتشار عاجل للجيش اللبناني في محيط مبني التليفزيون ببيروت ..ماذا يحدث؟
  • إيران تعلن أنها تسيطر على سماء تل أبيب بفضل صاروخ فتّاح الفرط صوتي.. ماذا نعرف عنه؟
  • إسرائيل تتكتم على خسائرها.. والمؤسسات الإعلامية والأفراد تحت مقصلة "الرقيب العسكري"