سودانايل:
2025-06-25@15:55:07 GMT

عَلَم دار مساليت وأشياء أخرى ٢

تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT

mohkh69@gmail.com

مواصلةً لمقالنا السابق وفيما يتعلق بالتآمر على المساليت ودارمساليت، طالعنا في الأيام الفائتة ما ينم عن انشقاقٍ في لحمة المساليت ممثلةً في سعادة السلطان سعد عبدالرحمن بحرالدين سلطان دارمساليت. إذ انتشر في الميديا بيانٌ يقول بأن عائلة السلطان جلست، وقررت، وقدمت ترشيحاً لسلطانٍ آخر جديد بديلاً عن السلطان سعد عبدالرحمن.

علماً بأن اختيار السلطان شأنٌ يخص المساليت وحدهم ولا يخص سواهم، وهم ممثلون بالفرش والعمد والشيوخ والأعيان ومجلس السلطان، هذا إلى جانب السلطان نفسه. وقد تناقل النبأ الجاهلون والمتجاهلون ومن تبعهم، فدبّجوا الخطب والمقالات مؤيدين ومعارضين، وثار لغطٌ كثير، ولغ فيه من ولغ. ناسين أن الأمر جللٌ تحكمه موروثاتٌ تناقلها جيلٌ عن جيل، وتضبطه عاداتٌ وتقاليد راسخةٌ من مئات السنين. وما المقام المميز الذي تصدرته سلطنة دارمساليت دون رصيفاتها من الإدارات الأهلية الأخرى في السودان إلا نتاج مجاهداتٍ ودماءٍ غزيرةٍ، وتضحياتٍ جسامٍ، قُدمت مهراً للوطن العزيز السودان. فكانت محل تقديرٍ واحترامٍ من الحكومات التي تعاقبت على السودان، قبل وبعد الاستقلال، إلا أقلها. يكفي دليلاً على ذلك المقام والتقدير، استثناء رئيس الجمهورية المرحوم جعفر نميري سلطنة دارمساليت من قراره الذي حل بموجبه الإدارة الأهلية في عموم السودان سنة ١٩٧١م. وتحضرني طرفةٌ بمناسبة إنشاء الإدارات الأهلية جزافا دون الرجوع لأهل الحق في ذلك. ففي إحدى الولايات تدخلت الحكومة المركزية في شأن إحدى القبائل، وكان ذلك دأبها. فأوعزت لوالي الولاية إصدار قرارٍ يقضي بإعفاء ناظر القبيلة العريقة، وتعيين ناظرٍ آخر مكانه. فما كان من أفراد القبيلة إلا أن سكتوا مضمرين شيئاً في أنفسهم، فمكروا مكراً كُبَّارا. فأصبحوا إذا أرادوا قضاء شأنٍ لدى سلطات الحكومة يقولون : (نذهب إلى ناظر الحكومة)، فيقضي لهم هذا الأمر أسرع ما يستطيع وهو سعيدٌ به، كسباً لودهم ورضاهم. وإذا عرض لهم أمرٌ جدّيٌ وخطيرٌ فإنهم يقولون : (نذهب لناظرنا)، أي ناظرهم الذي عزلته الحكومة.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الجهود الدبلوماسية لجلالة السلطان

في يومٍ واحدٍ، أجرى واستقبل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- اتصالات مع الرئيس المصري والرئيس الفرنسي ورئيس وزراء المملكة المتحدة والرئيس الإماراتي وولي العهد السعودي، لبحث تطورات العدوان الأمريكي غير القانوني على الأراضي الإيرانية، وتزايد وتيرة الهجمات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، وتداعيات كل ذلك على أمن واستقرار دول المنطقة بأسرها.

وتأتي هذه الاتصالات المكثفة انطلاقًا من النهج العُماني الذي يقوده جلالة السلطان- أعزه الله- بضرورة تحكيم لغة الحوار لإنهاء الصراعات وحلحلة القضايا الخلافية، وضرورة إرساء دعائم الأمن والسلام، بعد أن باتت المنطقة على شفا انفجار ضخم قد لا يُمكن لأحد إيقافه.

ومن خلال هذه الاتصالات، يتجسَّد حرص المقام السامي- أعزه الله- على ضرورة الإسراع في تكثيف الجهود الإقليميّة والدوليّة لوقف هذه الحرب المدمّرة، مع رفض أي هجمات أمريكية على إيران؛ لأنَّ ذلك يمثل تصعيدًا يعوق جهود التهدئة ويزيد من حدّة التوتر.

إنَّنا نأمل أن تتكلل هذه الجهود الدبلوماسية بالنجاح في وقف هذه الحرب الدائرة، والتي أجَّج نيرانها العدوان الأمريكي فجر الأحد، كما نأمل أن يُحكِّم الجميع صوت العقل والحكمة حتى لا تنفجر كرة اللهب في وجه المنطقة والعالم بأسره، ويفوت أوان الدبلوماسية والحلول السياسية.

مقالات مشابهة

  • منذ أن حررت الخرطوم حصل سكون وانشغال بقضايا أخرى عن صلب المعركة الفي السودان
  • جلالة السلطان يهنئ أمير قطر
  • 4 أسئلة توضح أبرز معوقات تشكيل الحكومة في السودان
  • العدل و المساواة: الحركة متمسكة باستحقاقات سلام جوبا ومواقعها التنفيذية في الحكومة
  • جلالة السلطان يصدر مرسومين سلطانيين
  • جلالة السلطان وملك هولندا يرحبان بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
  • الخارجية: المتحدث باسم الحكومة الكينية أقرّ بدعم الإمارات للمليشيا الإرهابية
  • السودان.. فرص نجاح الحكومة الجديدة في ظل التحديات الماثلة
  • الشائعات تلاحق مناوي تارة أخرى
  • الجهود الدبلوماسية لجلالة السلطان