تحدث المسعف في طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني أحمد أبو فول عن استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمنزلهم شمالي قطاع غزة، وعدم قدرته حتى اللحظة على انتشال الشهداء من أبنائه ووالده وعائلة أخيه الذين ما زالوا تحت الأنقاض منذ 4 أيام.

وفي مقطع مصور خاص بالجزيرة وهو على رأس عمله لليوم الـ70 على التوالي، يقول أبو فول: "تم استهداف بيتنا وفيه تقريبا 80 شخصا بقصف مباشر من الطيران الحربي الإسرائيلي وكان هناك شهداء وإصابات، وحصيلة الشهداء عندي حتى اللحظة 28 شهيدا، من ضمنهم أبنائي الخمسة وأخي وأبناؤه ووالدي".

ويضيف الرجل المكلوم من داخل سيارة الإسعاف ودموعه تغلبه: "الأصعب من القصف واستشهاد أهلي، هو أن أولادي تحت الأنقاض حتى اللحظة منذ 4 أيام، وجيش الاحتلال أمام بيتنا حتى اللحظة وكل الشهداء تحت الأنقاض، ولا يوجد أي تنسيق لدخولنا لانتشالهم".

وأوضح المسعف أنه حاول الدخول أول يوم من القصف لانتشال الشهداء، لكنه تعرض لإطلاق النار المباشر من جيش الاحتلال وانسحب من المكان، وتمنى أن تتمكن الطواقم من انتشال الشهداء في أقرب وقت ممكن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: تحت الأنقاض حتى اللحظة

إقرأ أيضاً:

حوار بيني وبين جدران بيتنا

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

لست مجنونا حتى أخاطب جدران بيتي وأكلم الأبواب والنوافذ، لكنها عادة سومرية قديمة ورثناها عن جدنا (جلجامش) بطل ملحمة الطوفان. كان جدنا كلما تراكمت همومه يصعد فوق قمة الزقورة. يرفع عقيرته بالصياح قبل بزوغ الشمس، فيصيح:
يا جدار – يا جدار – اسمع يا كوخ القصب، وأفهم يا حائط. أيها الرجل الشروپاكي (ربما كان يقصدني أنا الشروگي)، يا ابن أوبارا توتو. . اهدم بيتك وابنِ قارباً، تخلّ عن ممتلكاتك وابحث عن الحكمة. .
أما أنا فأقف اليوم حائراً فوق قمة الزقورة نفسها، وسط المدينة التي شهدت ولادة اجدادي كلهم منذ العصور الغابرة. أتنقل بين الجدران المتشققة من هول التصدعات والانقلابات. أتحاور معها بعدما تعطلت لغة الكلام بيني وبين اهلي وعشيرتي. اشعر انها تسمعني وتفهمني وتتألم لآلامي. احيانا تتحاور الجدران مع بعضها البعض. .
قال الجدار للجدار: لقد بلغ السيل الزبى ولم يعد في القوس منزع. .
رد الجدار على الجدار: لا بأس عليك فكل من عليها فان. ألا تعلم أن ربك يهلك ملوكاً ويستخلف آخرين ؟. لكن القوم لم يتعلموا من دروس الماضي القريب، ولم يحذوا حذو جيرانهم. .
قال الجدار للجدار: لا أحد كامل نحن جميعاً على بعد خطوة واحدة من التوحش، وعلى بعد خطوة واحدة من الأُلفة. .
اما عن الانتخابات فقال الجدار للعمود الذي يدعم السقف: الانتخابات هي ان يمد المواطن يده في كيس مملوء بالثعابين السامة متأملاً أن يحصل على سمكة. .
وقال جدارٌ آخر: إن اتباع الانسان للقطيع قد يشعره بالأمان والاطمئنان، ولكن بات من المؤكد أن مسارات الماشية تؤدي إلى المسالخ وليس إلى التنوير والفهم. ثم اتفقت الجدران كلها على ان الحقائق لا يمكن تغطيتها بغربال. فالجواد الجريح العائد بعد مصرع فارسه اخبرنا بكل شيء من دون ان يقول شيئا. .
واخيراً قال لي الجدار: إنك لن تعيش على ضفاف شط العرب سوى سبعين سنة في أحسن أحوالك، وربما يخطفك الموت فجأة قبل أن تبلغ العمر المقرر. فلماذا تهلك نفسك بالحزن والألم والخوف من الناس والمستقبل، وبالسعي لإصلاح دولة لن تعيش فيها إلا سنوات معدودات. .

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • سرية وتنسيق روسي.. كواليس انتشال الاحتلال لرفات جندي من دمشق
  • الرائد بصل: مئات المفقودين لا يزالون تحت الأنقاض بغزة ولا نستطيع انتشالهم
  • حوار بيني وبين جدران بيتنا
  • قصف إسرائيلي عنيف على خيام النازحين بغزة يسفر عن عشرات الشهداء والجرحى
  • “الأورومتوسطي”.. الاحتلال يرتكب جريمة مركبة بإعاقة إنقاذ الجرحى والعالقين تحت الأنقاض
  • مئات الشهداء والجرحى في 3 أيام من حملة إبادة اسرائيلية ممنهجة
  • الإبادة مستمرة في غزة لليوم 589 .. قصف وحشي يوقع عشرات الشهداء / شاهد
  • مجزرة مروعة في مخيم جباليا.. وحصيلة الشهداء تواصل الارتفاع
  • مئات الشهداء والجرحى في غزة.. والجيش الإسرائيلي يتحدى العالم
  • عشرات الشهداء والجرحى في غزة منذ فجر اليوم