بوابة الوفد:
2025-05-04@14:09:41 GMT

الإسرائيلى الذى يستحق تقديرنا

تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT

لا الضباب مُطلق، ولا القبح شامل، لذا ينظر المرء بإكبار وتقدير إلى الذين ينحازون للحق، على حساب المال، والنفوذ، والرضا السلطوى أو الشعبى.

فهؤلاء هُم مَن صدقوا مع ذواتهم، وأرضوا ضمائرهم، وتحملوا مخاطر وآلامًا، وهم فلتات استثنائية على مر التاريخ.

ومنهم أكاديمى إسرائيلى، يستحق أن ننتبه له، ونقرأه، ونُحلله، وهو المؤرخ إيلان بابيه، أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة إكستر ببريطانيا.

فهذا الرجل الذى ولد فى حيفا بعد إعلان دولة إسرائيل بست سنوات هو الفاضح الأعظم للصهيونية وجرائمها، وهو الموثق الفذ لمجازرها البشعة.

ويعتبر كتابه الأبرز «التطهير العرقى فى فلسطين» والذى نشره فى لندن سنة 2006، وترجمته لاحقا مؤسسة الدراسات الفلسطينية، أهم وثيقة تفضح سلسلة الجرائم التى قامت عليها إسرائيل. والكتاب ينطلق من تصحيح الرؤية الإسرائيلية لحرب 1948 من كونها حرب استقلال إلى إبرازها على حقيقتها كواحدة من أكبر جرائم التاريخ الحديث. ففى هذه الحرب تحديدا، طرد أكثر من مليون فلسطينى من ديارهم، وارتكبت مجازر بحق المدنيين، ودمرت مئات القرى وُطمست الحقائق.

لكن إيلان بابيه، العالم المُنصف، ينزع رداء انتمائه لدولة عنصرية دموية، ليُشير إلى أن أبطال التاريخ الصهيونى مثل بن جوريون، وشاريت، ورابين، وغيرهم، ليسوا سوى مجرمين تجب محاكمتهم بتهمة التطهير العرقى.

يعود المؤرخ إلى وثائق تاريخية محفوظة، ليكشف لنا كيف اجتمع يوم 10 مارس 1948 فى مبنى منظمة «الهاجاناه» بتل أبيب أحد عشر رجلا، ووضعوا خطة لتطهير فلسطين عرقيا من العرب، سميت بالخطة «دالت»، وكيف اعتمدت هذه الخطة وسائل التطهير لتشمل قتل المقاومين، وإثارة الفزع، وحرق المنازل والأملاك وزرع الألغام وطرد السكان. نُفذت الخطة على مدى ستة شهور، وأسفرت عن طرد 800 ألف فلسطينى من ديارهم، وتدمير 531 قرية، و11 حيا حضريا.

يقول «بابيه» إننا نعرف أسماء القتلة، ونعرف أسماء الضباط الكبار الذين نفذوا الأوامر على الأرض، وجميعهم وصفوا بالأبطال، وعلى رأسهم «بن جوريون» نفسه الذى قال «أؤيد التطهير العرقى، ولا أرى فيه شيئا غير أخلاقي».

ويكشف الكتاب دور الضابط البريطانى أورن وينغيرت الذى خدم بالجيش البريطانى، وأرسل إلى فلسطين سنة 1936، وافتتن بالحلم الصهيونى، وكيف أقنع المنظمات الصهيونية بضرورة التحول إلى العمل الإرهابى العنيف، لقد كانت منظمة الهاجاناه الصهيونية منشأة لحماية المستعمرات داخل فلسطين، فاسمها بالعبرية يعنى «الدفاع» لكنها تحولت للهجوم على العرب وإرهابهم بعد انضمام «وينغيرت»، إذ نفذ أول هجوم واحتلال لقرية عربية سنة 1938.

وبعد تنفيذ خطة «دالت» تعرضت قرية دير ياسين لمذبحة مروعة، وبحسب بابيه كان الإسرائيليون يطلقون الرصاص على النساء للتسلية. وبعدها انتقل القتلة إلى أربع قرى هى قالونيا، سارس، بيت سوريك، وبدو، ولم تستغرق كل قرية سوى ساعة واحدة للقضاء على أهلها، ثم يعرض الكاتب تفاصيل ما تم تنفيذه فى كل مكان: حيفا، يافا، صفد، بيسان، وغيرها. ففى عين الزيتون، جرى تقييد أكثر من سبعين شخصا، وإلقاؤهم على الأرض، وصرخ القائد فى جنوده «اذهبوا واقتلوهم جميعا»، ثم قال «هكذا حلت المشكلة».

يقول المؤلف «لم تكن المذابح التى ترتكبها الهاجاناه نوعا من العقاب على صفاقة ما فحسب، وإنما أيضا لأن الهاجاناه لم يكن لديها معسكرات اعتقال لأسرى الحرب تستوعب العدد الكبير من الأسرى».

ولم يكتف «بابيه» ببحثه العظيم عن التطهير العرقى الإسرائيلى، وإنما قدم لنا كتابا لا يقل روعة بعنوان «سبع خرافات عن إسرائيل»، وهو ما جعل وجوده داخل الدولة الصهيونية موضع خطر دائم، فهاجر إلى بريطانيا للعمل فى المجال الأكاديمى.

لقد انتصر الإسرائيلى المولود فى حيفا لضميره الإنسانى فأحق الحق، واستحق احترامنا.

والله أعلم.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: استثنائية مر التاريخ

إقرأ أيضاً:

لوسي تكشف تفاصيل إصابتها أثناء تصوير مسلسل فهد البطل

كشفت الفنانة لوسي تفاصيل تعرضها لـ إصابة أثناء تصوير مسلسل فهد البطل الذى عرض فى رمضان والذى شاركت فى بطولته مع الفنان أحمد العوضي. 

وقالت لوسي فى تصريح لـ صدى البلد : تعرضت الى ازمة صحية اثناء تصوير دوري فايزة الشيح فى مسلسل فهد البطل ودخلت المستشفى ومكثت بها فترة وبعدها عدت الى تصوير العمل بشكل طبيعي وفضلت عدم الحديث فى هذا الأمر عبر السوشيال ميديا او وسائل الإعلام.

طرح البرومو الرسمي لفيلم "درويش".. فيديومروة ناجي تكشف عن موهبة أولادها.. خاصلوسي تتعاون مع أحمد العوضي

كشفت الفنانة لوسي عن كواليس تعاونها مع أحمد العوضى فى مسلسل “فهد البطل” الذى عرض فى رمضان الماضي.

وقالت لوسي: “أحمد العوضى فنان موهوب ولديه جماهيرية كبيرة ويستطيع تقديم كل الألوان الفنية وليس الشعبى فقط، خاصة أنه يمتلك قدرات فنية عالية”.

وأضافت: “ربنا وهب العوضي حب الجمهور وهو يستحقها لأنه قبل أن يكون ممثلا فهو إنسان حقيقى مليء بالطيبة والجدعنة".

من ناحية أخرى، كشفت الفنانة لوسي عن أنها فى أى عمل فنى تشارك فيه تعطي كل أحاسيسها وجوارحها للعمل الفني، وهو ما تحقق فى مسلسل فهد البطل.

وقالت لوسي: “أنا شخصية حامية وأحب عملى بشدة وأن أقدم الشخصية كما يراها المخرج وأتصورها وغيورة على عملى كثيرا”.

وأضافت: “هذا ما واجهته فى مسلسل “فهد البطل” الذى يعد من الأعمال المهمة والتى قدمت دراما مختلفة ولاقت إعجاب الجمهور، لكن هذا أيضا لم يخل من بعض الانتقادات، وأرى أن كل منهم له رؤيته فى أى عمل فني”.

مسلسل لام شمسية

من ناحية أخرى، كشفت الفنانة لوسى عن رأيها فى مسلسل “لام شمسية” الذى عرض فى رمضان الماضى وقام ببطولته الفنانة أمينة خليل ومحمد شاهين وأحمد السعدنى.

وقالت لوسى: “إن هذا الأمر يشير إلى قضية فى غاية الأهمية، وهنا لا بد أن أؤكد أن دور الفن أيضا أن يناقش قضايا اجتماعية شائكة ومهمة لا بد أن نلقي الضوء عليها، وأتمنى أن نشاهد عددا أكبر من الأعمال الفنية المهمة”.

وأضافت: “مسلسل “لام شمسية” تعمق فى قضية التحرش بالأطفال وهذا يساهم فى توعية المشاهد والأسر المصرية التى يجب أن تربى أولادها على ما طرحه العمل وتوعيهم، وهذا كنت أفعله مع ابنى، حيث حذرته كثيرا من التفاصيل”.

طباعة شارك لوسي أخبار لوسي أعمال لوسي الفنانة لوسي فهد البطل

مقالات مشابهة

  • لوسي تكشف تفاصيل إصابتها أثناء تصوير مسلسل فهد البطل
  • التقابل بين الصهيونية والعروبة
  • محافظ أسوان يشهد فعاليات مشروع تحويشة
  • حماس تثمن دور الإعلام في نقل الحقيقة ومواجهة الدعاية الصهيونية
  • عبدالرحمن بن مساعد: موسم الهلال للنسيان.. لكن فهد بن نافل يستحق الإنصاف
  • العراق يجدد رفضه القاطع لكل الاعتداءات الصهيونية المتكررة على سوريا
  • فرديناند: لامين يامال يستحق الكرة الذهبية
  • مخاطر توجه الحركة الصهيونية اليهودية لاستهداف الأمة من منظور خطاب السيد القائد
  • بيسيرو: الزمالك كان يستحق الفوز.. وسعيد بأداء اللاعبين
  • هل مثل هذا المكروب يستحق أن يهنئه الملك…بنكيران يهين المؤسسة الملكية بكلام سوقي ومنحط في عيد العمال