الشباب يفقدون الثقة في الديمقراطية
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
نحن في مرحلة لا ينبغي أن نستغرب من عدم انزعاج أنصار دونالد ترامب من أي شيء يصدر منه، بغض النظر عن مدى فظاظة ما يقول.
تحدثت زميلتي ماريان ليفين إلى الجمهور في إحدى فعاليات ترامب في ولاية (آيوا) يوم الأربعاء الماضي حول وعود الرئيس السابق بأنه سيعود للحكم، وسيكون استبداديًا يسعى للانتقام إذا عاد إلى البيت الأبيض.
وبالنسبة للبعض، كان هذا مجرد أسلوب ترامب المعتاد. وإن تعهده المتكرر بالحكم «كديكتاتور ليوم واحد» كان مجرد مزحة أو أمرا يهدف منه أن يسبب حالة من الذعر في وسائل الإعلام الرئيسية، وهو ما حدث بالفعل، بينما ردد آخرون ادعاء ترامب بأن الرئيس بايدن هو التهديد الحقيقي للديمقراطية.
وكما عبّرت عضوة الكونجرس السابقة (ليز تشيني)، في انتخابات عام 2024.ومن المشكوك فيه إلى أي مدى قد يكون صدى التحذيرات العاجلة مؤثرا من أن البلاد قد «تسير نائمة نحو الدكتاتورية»
يقول (مات بينيت) من مركز أبحاث يسار الوسط المسمى (الطريق الثالث) إنه «من غير المرجح أن يكون هذا النقاش ذا تأثير، وسيكون مجرد جزء من الخطة التي يستعملها فريق بايدن لإيجاد خيار آخر، بدلا من السماح بأن تصبح الانتخابات استفتاء على الرئيس الحالي، الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أن الأمريكيين غير متحمسين له».
ولكن دعونا نغيّر السؤال المعتاد حول مدى أهمية كل هذا في نوفمبر المقبل، ونفكر في سؤال مختلف: ما مدى اهتمام الأمريكيين حقا بالديمقراطية؟
الجواب المزعج هو أن اهتمامهم يتضاءل أكثر فأكثر، خاصة بين الشباب، الذين تعدّ مشاركتهم حاسمة لإعادة انتخاب بايدن.
يقول (إريك بلوتزر) الذي يدير مركز «مزاج الأمة» التابع لمعهد (ماكورتني) للديمقراطية بجامعة ولاية بنسلفانيا: «على مدى العقود القليلة الماضية، كان هناك تآكل ضئيل ولكنه مستمر في دعم نموذج الديمقراطية، ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن أيضًا في جميع أنحاء العالم».
ووجد الاستطلاع الأخير، الذي أُجري في نوفمبر 2022 ونُشر في يناير أن 78% ممن شملهم الاستطلاع قالوا: إن الديمقراطية هي «أفضل نظام سياسي في جميع الظروف». ولكن من بين مجموع ما يسموا بجيل الإنترنت (وهم الذين ولدوا ما بين 1990 إلى 2010)، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 25 عامًا، أجاب نصفهم تقريبًا إما أنه «لا فرق» عندهم سواء كانوا يعيشون في ظل ديمقراطية أو دكتاتورية وهؤلاء يشكلون 28 بالمائة، أو أن «الدكتاتورية يمكن أن تكون جيدة في ظروف معينة وهؤلاء يشكلون 19% بالمائة. وقد وافق أكثر من ثلث جيل الألفية، الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و41 عامًا، على إحدى هذه العبارات.
ويشير (بلوتزر) إلى أن هذا يتوافق مع استطلاعات الرأي التي طرحت أسئلة مماثلة في التسعينيات. وقال: «كان الشباب دائما أقل حماسا بشأن الديمقراطية. لكن الفجوة بين الأجيال اتسعت بالفعل».
ويعود جزء من التفسير إلى أن الناخبين الأصغر سنا لم يعيشوا الحرب العالمية الثانية أو الحرب الباردة، عندما كان الاستبداد على وشك أن يهدد بقاء الكوكب. وبدلا من ذلك، واجهوا نظامًا سياسيًا عاجزا غير قادر على تقديم حلول للمشاكل التي تؤثر بشكل كبير على حياتهم، سواء كانت تغير المناخ أو إطلاق النار في المدارس أو عدم قدرة الكثيرين على شراء منزل بالسهولة التي اشترى بها آباؤهم منازلهم.
صحيح أن هجوم أنصار ترامب على مبنى الكابيتول الأمريكي في السادس من يناير 2021 لإلغاء الانتخابات الرئاسية الأخيرة قد أوضح ما سيحدث عندما يتم تقويض العمليات الأساسية للديمقراطية. لكن بالنسبة للأميركيين، بما في ذلك الشباب، الأقل مشاركة في النظام السياسي وأكثرهم من أصابه خيبة الأمل فيه، فإن العواقب المترتبة على ما يتحدث عنه ترامب، مثل تسليح وزارة العدل ضد أعدائه والأمر بالفصل الجماعي لموظفي الخدمة المدنية، تبدو افتراضية ومجردة.
ومع ذلك، فقد رأينا مؤخرًا كيف يمكن للقضايا الملموسة أن تدفع الناخبين الشباب إلى الواجهة. ففي انتخابات نوفمبر التي جرت في ولاية أوهايو، أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي إن إن» أن الشباب قدموا دعماً أقوى بكثير من كبار السن لجعل الإجهاض حقا محميا في دستور ولايتهم ولتشريع الاستخدام الترفيهي للماريجوانا.
وقال مسؤول في حملة بايدن: إن فريق الرئيس يعلم أن الديمقراطية تصبح قوية فقط عندما يشعر الناخبون أنها ستسهم في انتزاع حقوقهم، كما حدث مع قضيّة الإجهاض، وذلك بفضل القضاة الذين عينهم ترامب في المحكمة العليا.
وأضاف قائلا: إن المأساة في قضية الإجهاض هي أن هناك بالفعل الكثير من القصص الحزينة التي يمكن روايتها، وقضية الإجهاض ما هي إلا تدريب على رواية القصص الأخرى.
إنّ ترامب يروي قصة أيضًا، فمن الصعب توقع ما سيحاول القيام به إذا أتيحت له الفرصة. إنّ الديمقراطية قد تبدو ممزقة إلى حد كبير هذه الأيام، ولكن يتعين على الأمريكيين أن يكونوا جادين في تحمّل مسؤوليّة الحفاظ على ما تبقى منها.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الجبهة الديمقراطية: شهر على قرار وقف الحرب وإسرائيل تواصل عدوانها على غزة
الثورة نت/
أكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اليوم الثلاثاء، أن “إسرائيل” ما تزال تمارس يومياً القتل والتدمير والحصار الجائر على قطاع غزة، على مرأى ومسمع الأطراف الضامنة لـ”خطة شرم الشيخ”، ورغم مرور شهر على الإعلان عن وقف الحرب في القطاع.
وقالت الجبهة الديمقراطية، في بيان اطلعت عليه وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن ذلك يأتي في الوقت الذي تؤكد فيه المقاومة الفلسطينية إلتزامها الصارم بالخطة، خاصة وقف النار وتسليم جثث الأسرى الأموات، بما يؤكد إنعدام صدقية الجانب “الإسرائيلي” في الالتزام، وغياب الضغط الأميركي الكافي لوضع النقاط على الحروف.
وأضافت: “إنه في الوقت الذي تدور فيه المشاورات حول الانتقال إلى المرحلة الثانية من “خطة شرم الشيخ”، بما في ذلك الدخول في مرحلة التعافي والشروع بإعادة الإعمار، ما زالت دولة العدو الإسرائيلي تعتاش على سلسلة من التصريحات الحربية، كالادعاء بأن تدمير الأنفاق في قطاع غزة، شرط للانتقال إلى المرحلة الثانية”.
واعتبرت ذلك تأكيداً بأن أهداف العدو الإسرائيلي بشأن قطاع غزة والشعب الفلسطيني ومستقبله، ما زالت على ما هي عليه، وأن الحديث عن الالتزام بالاتفاق وبوقف إطلاق النار، ما هو إلا ذر للرماد في العيون، وحملة أكاذيب تعبر عنها بوضوح الأعمال الإجرامية اليومية في القطاع.
وأشارت إلى أنه ومنذ لحظة الاتفاق على وقف النار، قتل جيش العدو الإسرائيلي أكثر من 250 فلسطينياً كلهم من المدنيين الآمنين، إما في منازل لم تدمر بعد، أو على أنقاض دورهم المنكوبة، أو في الطريق إلى البحث عن شربة ماء أو رغيف خبز.
ودعت الجبهة الديمقراطية الأطراف الضامنة للاتفاق، بمن فيها الولايات المتحدة، إلى التحرك لتأكيد المعايير الكفيلة بوقف الحرب حقاً وفعلاً، لا في الإعلام فقط، بل بما في ذلك وقف القتل والتدمير والنسف، وفتح المعابر، وتوفير الكميات الكافية من الغذاء والدواء، والمستلزمات الطبية، والصرف الصحي، والآلات الضرورية لاستعادة الشهداء تحت الأنقاض، والسماح لأكثر من 18 ألف مريض وجريح، جلهم من الشباب، لتلقي العلاج في الخارج، بعد أن دمر الكيان الصهيوني المنظومة الصحية في قطاع غزة.
وحذرت من خطورة أن ينجح الكيان الصهيوني في تفجير الوضع والعودة إلى الوراء، لأن في ذلك تداعيات ونتائج شديدة الخطورة، لن يكون الكيان نفسه بمنأى عنها.