عربي21:
2025-05-23@21:15:19 GMT

غزة مفتاح التطورات الإقليمية في المنطقة

تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT

تشتد المعارك في غزة بين قوات الاحتلال الغازية وبين رجال المقاومة الفلسطينية، كما تزداد وتيرة الهجمات الإسرائيلية من الجو والبر والبحر، لقتل مزيد من المدنيين العزل في القطاع الذي يخضع أيضاً للحصار في ظل الهجوم الإسرائيلي عليه.

وتتصاعد التوترات على الجبهة الجنوبية اللبنانية، وترتفع حدة الصدامات، بشكل يخرج معادلة الردع الموجودة على هذه الجبهة عن السياق المحسوب تدريجياً.



وأعلنت أميركا عن حشد تحالف دولي لمواجهة هجمات الحوثيين ضد السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة لإسرائيل في البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب، في تطور جديد، قد  يفتح جبهة قتال إضافية في المنطقة.

كما واجهت إيران هجوما سيبرانياً إسرائيلياً على محطات الوقود، ضمن ذات البعد الزماني، ليذكر ذلك بحروب الظل بين إيران وإسرائيل التي بدأت قبل سنوات، كما تعيد التطورات في البحر الأحمر إلى الذاكرة ذات الأسباب التي أشعلت حرب العام ١٩٦٧.

كل هذا في ظل اشتداد الأزمة في الشرق الأوسط وتمددها لأبعاد لم تكن مرغوبة، فبالإضافة إلى الجبهة المشتعلة في غزة، وزيادة اشتعال الجبهة على الحدود الجنوبية اللبنانية، وتصاعد احتمال المواجهة على الجبهة اليمنية، بالإضافة إلى الهجمات الإسرائيلية السيبرانية على إيران، فإلى أين تتجه المنطقة، في ظل معطيات جديدة جعلت من غزة مفتاحاً لأي تطورات قادمة؟

بعد شهرين ونصف الشهر من الهجوم الإسرائيلي الكاسح على غزة، الذي تتبناه الولايات المتحدة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وأسقط معه أكثر من مائة ألف فلسطيني، ما بين شهيد ومفقود وجريح، من بين مليوني نسمة يشكلون عدد سكان هذا القطاع، لم تحقق إسرائيل أهدافها المعلنة من هذا الهجوم.

ويمكن رصد تراجع وتخبط التصريحات الأميركية والإسرائيلية حول مدى إمكانية تحقيق تلك الأهداف، وضبابية المشهد لدى الطرفين لمستقبله، في ظل تصاعد مكانة القضية الفلسطينية، وحشدها تعاطفاً رسمياً وشعبياً منقطع النظير.

وعكست نتائج التصويت على قرار اعتمدته الجمعية العامة قبل يومين ذلك بوضوح، حيث واجهت إسرائيل والولايات المتحدة، تأييد ١٧٢ دولة، منهم معظم دول القارة الأوروبية، أكدت جميعاً على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ في العام ١٩٦٧.

في ظل زيارات مكوكية متكررة ومستمرة لمسؤولين أميركيين زادت وتيرتها بكثافة خلال الأيام القليلة الماضية، سواء توجهت لإسرائيل، أو لجهات تتدخل في مفاوضات وقف إطلاق النار مع حركة حماس، يبدو أن هناك معالم صفقة تتحدد ملامحها في الأفق.

وتشير التصريحات الإسرائيلية الأخيرة إلى تطورات مهمة في ملامح تلك الصفقة، فأشار السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة إلى أن إسرائيل مستعدة لوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن المحتجزين، وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية نقلاً عن مصادر مطّلعة استعداد اسرائيل لدفع أثمانٍ باهظة في صفقة تبادل الأسرى، كما اعتبر رئيس أركان الحرب في دولة الاحتلال أن تفكيك حركة حماس لا يعني تدمير جميع الأنفاق وقتل نشطاء الحركة.

كما تركزت المطالب الأميركية الأخيرة على ضرورة تخفيض وتيرة الهجوم الإسرائيلي على غزة، والتوصل لصفقة لتبادل الأسرى، والتأكيد على عدم توسع نطاق الصراع في الشمال مع لبنان.
وحاربت الولايات المتحدة على مدار سنوات الرغبة الإسرائيلية بشن حرب على إيران.

يأتي ذلك في ظل تورط الولايات المتحدة بحرب مفتوحة على الجبهة الأوروبية، ودخول إدارة بايدن إلى عام انتخابي فاصل، سبقه تراجع شعبية الرئيس بايدن بشكل كبير بسبب سياساته تجاه تطورات الصراع في الشرق الأوسط.

وفي نطاق تطورات الصراع مع الجبهة اللبنانية، أكد وزير الدفاع الأميركي خلال زيارته قبل أيام للمنطقة على ضرورة حل أزمة الحدود مع لبنان بطرق دبلوماسية، وهو في الواقع التوجه الذي تبنته واشنطن منذ اليوم الأول من الهجوم الإسرائيلي على غزة، الذي أنتج التوتر على هذه الجبهة.

وتتصاعد التوترات على الجبهة اللبنانية في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، حيث حشدت حكومة الاحتلال ٢٠٠ ألف جندي على الجبهة الشمالية، وأخلت أكثر من ٦٠ ألف مستوطن منها.
وتصر إسرائيل من خلال تصريحاتها ومناوراتها العسكرية على إبعاد حزب الله عن الحدود الشمالية، خصوصاً بعد تطورات هجوم حركة حماس على منطقة غلاف غزة.

ودفعت هذه التطورات باريس لإرسال وزيرة خارجيتها للمنطقة لتؤكد على عدم نضوج أي حلّ قريب لتسوية دبلوماسية، في ظل الحاجة إلى تفاهم بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي على نقاط تتعلق باحتلال إسرائيل أراضي لبنانية، وليس فقط خلق مناطق عازلة بين الحدود المشتعلة.

وتأتي التصريحات الأميركية الرنانة التي اعتادت المنطقة عليها، بتشكيل تحالف لتعزيز الأمن والازدهار الإقليمي لردع هجمات الحوثيين، لصالح إسرائيل، في ظل توقيت واعتبارات شديدة الحساسية والخطورة.

فقد أعلن الحوثي، في تطور جديد على إجراءاته التي اتخذها دعماً لغزة، استهداف السفن الإسرائيلية أو تلك التي تتوجه لإسرائيل، والعابرة من خلال مضيق باب المندب للبحر الأحمر.

وأكدت مصادر مصرية مطلعة، أن ٥٥ سفينة قررت بالفعل تغيير مسارها من بين أكثر من ٢٠٠٠ سفينة تعبر قناة السويس، في أعقاب ذلك التطور.

استطاعت الولايات المتحدة ضم تسع دول فقط من حلفائها لذلك التحالف ضد الحوثيين، من بين ٤٠ دولة عرضت عليها المشاركة، ولم تكن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية شركاء في ذلك التحالف.

وأوقف هجوم إسرائيل على غزة مفاوضات التطبيع التي تقودها الولايات المتحدة بين السعودية وإسرائيل، وتتبنى السعودية وقف إطلاق النار في غزة، وتقود مع عدد من الدول العربية والإسلامية حراكاً سياسياً ودبلوماسياً لأجل ذلك، في تناقض مع توجهات واشنطن، وتستمر بالتفاوض مع الحوثيين لإنهاء الحرب في اليمن، في ظل تطبيع علاقاتها مع إيران. ويبدو أن سيناريوهات قصف الحوثيين من السماء، لردع هجماتهم على السفن الإسرائيلية، لن ينجح في إيقافها، وسيزيد من التوترات في المنطقة، خصوصاً مع إيران، التي لا ترغب الولايات المتحدة بامتداد المواجهة معها.

كما أن حرب المواجهة البحرية من شأنها أن توتر المجرى البحري أكثر، وتقوض الأمن بشكل كبير فيه.

ليس هناك من يرغب في حرب إقليمية واسعة باستثناء إسرائيل، التي أثبت هجومها على غزة أنها لا تقوى على تحمل مسؤولية هجومها على غزة وحدها. فالجسور الجوية للأسلحة الأميركية، والقوات الأميركية التي تقيم في مراكز صنع القرار في إسرائيل، والرحلات المكوكية المحملة بالتوجيهات السياسية لم تعد خافية عن أنظار العالم.

وليس هناك شك في الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل، لكن إلى أي مدى تكمن مصلحة الولايات المتحدة اليوم في الانخراط في حرب إقليمية متعددة الجبهات، ستتحمل التكلفة الأهم فيها، كما أثبت هجوم إسرائيل على غزة.

تدخلت الولايات المتحدة خلال تطورات الهجوم الإسرائيلي الحالي على غزة لحماية إسرائيل من نفسها أكثر من مرة، وتمتلك وحدها القدرة على ردع توجهات وسياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية كما أثبتت الوقائع والتجارب التاريخية أيضاً.

ويبدو أن غزة هي المفتاح الآن، فالتوصل لاتفاق في غزة يوقف إطلاق النار، وينجز صفقة تبادل أسرى، سيجمد الوضع في جنوب لبنان، ويوقف هجمات الحوثي في البحر الأحمر، ويبعد شبح حرب إقليمية ستكون صعبة على الجميع.

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الحوثيين امريكا غزة الحوثي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهجوم الإسرائیلی الولایات المتحدة إطلاق النار على الجبهة أکثر من على غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

بسبب غزة وأوكرانيا.. بريطانيا تبتعد عن مسار الولايات المتحدة

ذكر تقرير في صحيفة "واشنطن بوست" لمدير مكتبها في لندن، ستيف هندريكس، أن حكومة حزب العمال البريطانية تقوم، بهدوء، بفصل أجزاء من دبلوماسيتها، إلى جانب سياساتها التجارية والأمنية، عن إدارة ترامب.

وأضاف، أنه، بعد ساعات قليلة من تلميح الرئيس دونالد ترامب إلى أنه لن يفرض المزيد من العقوبات على روسيا هذا الأسبوع، انضمت بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي في فرض المزيد من العقوبات على روسيا.

وفي اليوم نفسه، اتخذت بريطانيا خطوة أخرى انحرفت عن مسار لندن الموحد التقليدي مع السياسة الأمريكية. علق وزير الخارجية ديفيد لامي المحادثات التجارية مع إسرائيل يوم الثلاثاء، واستدعى سفيرتها، وأدان سلوك إسرائيل في غزة بعبارات أشد قسوة - "مقززة"، "وحشية"، "غير مبررة أخلاقيا" - من أي عبارات صادرة عن واشنطن.

وأوضح التقرير، أنه في كلتا الحالتين، كانت لندن تتصرف بشكل أكثر انسجاما مع الكتلة الأوروبية، التي فرضت أيضا عقوبات على "أسطول الظل" الروسي من ناقلات النفط في البحر الأسود هذا الأسبوع بينما تحاول أيضا الضغط على إسرائيل بشأن حصارها لغزة. وبينما تتحركان جنبا إلى جنب، تتصرف بريطانيا وأوروبا بشكل مستقل عن واشنطن بطرق كان من الصعب تصورها قبل عام.

وأشار إلى أن هذه التحركات تعكس محاولات حكومة حزب العمال في المملكة المتحدة لفصل أجزاء من دبلوماسيتها بهدوء - كما فعلت في أجزاء من سياساتها التجارية والأمنية - عن إدارة ترامب التي تواصل قلب المعايير عبر الأطلسي رأسا على عقب.

وقالت أوليفيا أوسوليفان، رئيسة برنامج المملكة المتحدة في العالم في تشاتام هاوس، وهو مركز أبحاث في لندن: "هذه إشارة أخرى على أن المملكة المتحدة أكثر استعدادا لاتخاذ مواقف منفصلة عن الولايات المتحدة وأقرب إلى حلفاء آخرين. إنهم أكثر استعدادا للتحدث والتصرف بشكل أكثر استقلالية مع معايرة العلاقة مع الولايات المتحدة بعناية".

ولا تتوقع أي من الحكومتين حدوث انقطاع حاد. بريطانيا والولايات المتحدة حليفتان تتعاونان وتنسقان في أغلب الأحيان في مواجهة الأزمات الدولية.

وقد حظي رئيس الوزراء كير ستارمر بإشادة لنجاحه في إدارة الأشهر الأولى المضطربة من ولاية ترامب الثانية دون إثارة موجة من الاستهجان الرئاسي، وتجنبه أسوأ الرسوم الجمركية في الحرب التجارية العالمية التي يشنها الزعيم الأمريكي.

وأوضح تقرير الصحيفة، أن بريطانيا تجد طريقها الخاص في كثير من الأحيان، حيث تتفكك المصالح المشتركة مع الولايات المتحدة، التي كانت متزامنة كأسنان السحّاب لعقود، بسبب انفصال ترامب عن عقيدة التجارة والأمن للتحالف الغربي.

وقد يكون تراجع التزام الرئيس تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو) وميله نحو روسيا بعد غزوها لأوكرانيا أبرز الأمثلة على ذلك. تتطلع بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى بعضهما البعض لتعميق العلاقات الدفاعية ورسم مسارهما الخاص في الدفاع عن أوكرانيا. أعلن الجانبان هذا الأسبوع عن تكامل جديد في التمويل والمشتريات العسكرية.

وقبل يوم الاثنين، ألمح ترامب إلى أن الولايات المتحدة ستنضم إلى حملة ضغط تقودها تلك الدول لدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نحو وقف إطلاق النار، لكن بعد مكالمة هاتفية "ممتازة" استمرت ساعتين مع بوتين، أبلغ ترامب القادة الآخرين أنه يتراجع، قائلا إن الأمر متروك لكييف وموسكو للتوصل إلى عملية سلام، وفقا للصحيفة.

ومضت بريطانيا قدما في فرض 100 عقوبة جديدة تستهدف سلاسل الشحن والبنوك والإمدادات العسكرية الروسية، كما فرض الاتحاد الأوروبي أيضا عقوبات واسعة النطاق.

وأصبح التباين بين الحلفاء واضحا عندما وصف وزير الخارجية ماركو روبيو مثل هذه الإجراءات بأنها غير مجدية في هذا الوقت.

وقال روبيو في ظهور له في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء: "الآن، إذا بدأت بالتهديد بفرض عقوبات، فسيتوقف الروس عن التفاوض".

وضغط بعض الأوروبيين، بمن فيهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على ترامب لإعادة النظر.

وقال وزير الخارجية الألماني يوهان وادفول لرويترز يوم الثلاثاء: "نتوقع أيضا من حلفائنا الأمريكيين ألا يتسامحوا مع [تباطؤ بوتين]".

وأوضح التقرير، أن حكومة ستارمر التزمت الصمت، واستمرت في تكتيك إدارة ترامب المتمثل في عدم الترويج أبدا لاتفاقياتها مع البيت الأبيض بأي شيء قد يبدو بمثابة انتقاد.

داخليا، قالت أوسوليفان إن المسؤولين البريطانيين "يتحدثون عن استراتيجية عدم إثارة المشاكل. ولكن نظرا لتقلب إدارة [ترامب] وعدم القدرة على التنبؤ بها، هناك مجال لاتخاذ مواقف مختلفة دون تهريج".

كما أبرمت بريطانيا والاتحاد الأوروبي اتفاقيات أمنية جديدة يوم الاثنين، بما في ذلك اتفاقية دفاع مستقلة عن حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتقاسم الوصول إلى تمويل وشراء الأسلحة. كانت هذه الصفقات جزءا من اتفاقيات واسعة النطاق تُمثل أوثق علاقات بريطانيا بالقارة منذ تصويتها على مغادرة الاتحاد الأوروبي قبل ما يقرب من عقد من الزمان.

وسعى ستارمر وفق التقرير، إلى روابط أوروبية أوثق؛ فقد خاض حزب العمال الذي ينتمي إليه حملته الانتخابية على أساس إيجاد "إعادة ضبط" للعلاقات مع أوروبا. لكن إعادة الترابط السريع في العلاقات عبر الأمن والتجارة والدبلوماسية يمثل تأثيرا مفاجئا لترامب، نظرا لدعم الرئيس الصريح لبريكزت وكراهيته المعروفة للكتلة الأوروبية.

وكانت هناك إشارة إلى ضرورة منع بريطانيا من الانزلاق "مرة أخرى إلى فلك الاتحاد الأوروبي". في مشروع 2025، قائمة أمنيات السياسة المحافظة التي يُنظر إليها على أنها دليل لولاية ترامب الثانية، كما أشارت أوسوليفان. "لا أعتقد أن هذه هي الطريقة التي توقعوا أن تسير بها الأمور".

كما اتخذت بريطانيا خطوة بعيدا عن واشنطن، واقتربت من العديد من الحكومات الأوروبية، في تقديم أقوى توبيخ لها حتى الآن لسلوك إسرائيل في غزة. أعرب ترامب عن قلقه بشأن الأزمة الإنسانية، لكنه تعرض لانتقادات لعدم ممارسته المزيد من الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ولكن وسط تحذيرات شديدة من المجاعة الجماعية، انضم ستارمر يوم الاثنين إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني في المطالبة بأن توقف إسرائيل توسيع العمليات العسكرية والسماح بتدفق المساعدات الطارئة إلى غزة وإلا "سنتخذ المزيد من الإجراءات الملموسة ردا على ذلك".

وعلقت لندن المفاوضات التجارية مع إسرائيل. تم استدعاء السفيرة الإسرائيلية تسيبي هوتوفلي إلى وزارة الخارجية وأُبلغت رسميا أن الحكومة البريطانية تعتبر الحصار الغذائي الإسرائيلي على غزة لمدة 11 أسبوعا "قاسيا ولا يمكن الدفاع عنه".

كما فرضت المملكة المتحدة عقوبات وحظر سفر على العديد من المستوطنين الإسرائيليين والمنظمات الاستيطانية في الضفة الغربية.

وظهر لامي لاحقا أمام مجلس العموم لمدة 90 دقيقة اتسمت بالغضب، حيث قوبل بتصفيق من أعضاء حزبي المحافظين والعمال على حد سواء، حيث أدان سلوك إسرائيل الأخير في غزة ووصفه بأنه "غير مبرر أخلاقيا، وغير متناسب تماما، ويؤدي إلى نتائج عكسية تماما".

وقال إن رفض السماح بدخول مساعدات كافية يُعد "إهانة لقيم الشعب البريطاني".

وتحدث لامي وسط صيحات "إبادة جماعية"، وهي كلمة رفض استخدامها، حتى عندما طلب منه ذلك أكثر من نائب، كما أنه لن يُلزم حكومته بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في اجتماع للأمم المتحدة في حزيران/ يونيو، على الرغم من أنه قال إنه يتشاور مع حلفاء مقربين. ويُقال إن فرنسا وكندا تدرسان مثل هذه الخطوة.

وقال نائب من حزب العمال إن الكثيرين في الحزب سعداء برؤية الحكومة تنأى بنفسها، ولو قليلا، عن واشنطن بشأن قضية غزة.

وقال العضو، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة ديناميكيات الحزب: "لقد تمسك حزب العمال بدعم إسرائيل، لكن هذا لن يدوم طويلا إذا استمر [نتنياهو] في تدمير تحالفات إسرائيل الأمنية وسلطتها الأخلاقية"، وفقا للتقرير.

وقال مسؤولو الإغاثة في وقت متأخر من يوم الأربعاء إن 90 شاحنة محملة بالمساعدات دخلت غزة، وهي أول شحنات من المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات منذ أكثر من شهرين.

وبحسب مصدر دبلوماسي مطلع على مداولات السياسة البريطانية، فإن هذا التحول كان مدفوعا بـ "غضب حقيقي" من الكارثة التي تختمر في غزة من جانب ستارمر ولامي. لكنه عكس أيضا سهولة الحكومة المتزايدة في رسم مسارها الخاص في بعض الأحيان، حتى عندما يعني ذلك عدم التوافق مع واشنطن.
وقال هذا الشخص، الذي لم يكن مخولا بالتحدث علنا: "يبدو أن الصبر ينفد تجاه [نتنياهو]. ولكن أيضا هناك شيء من الثقة تعود [للسياسيين البريطانيين]".

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة غير مؤهلة أخلاقياً لتجريم الآخرين
  • بسبب غزة وأوكرانيا.. بريطانيا تبتعد عن مسار الولايات المتحدة
  • ترامب يهدد بفرض رسم جمركي 25% على آبل ما لم تصنع هواتف آيفون في الولايات المتحدة
  • أبرز الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثيين على إسرائيل عام 2025
  • الكشف عن خطة تستهدف تركيا وأذربيجان.. والدول التي تقف وراءها
  • الرئيس المصري يبحث التطورات الإقليمية مع رئيس الوزراء البريطاني
  • نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تقبل رسميا طائرة فاخرة أهدتها قطر لترمب
  • الرئيس المصري يناقش التطورات الإقليمية مع نظيره السنغالي
  • تحذير أميركي من صواريخ مدارية نووية صينية قد تضرب الولايات المتحدة من الفضاء
  • سلطنة عُمان تؤكد على دعم أمن وسلامة الملاحة البحرية الإقليمية والدولية