بلومبيرغ: مساع أميركية لإقناع شركات الشحن بالملاحة في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
تعمل الولايات المتحدة على "إقناع" شركات الشحن بأن القوة متعددة الجنسيات التي دعت إليها واشنطن، تضمن أمن الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس، وذلك في ظل الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران، ضد سفن جنوبي البحر الأحمر.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، لوكالة بلومبرغ، الخميس، إن البنتاغون يعمل "بشكل شبه يومي" مع صناعة الشحن البحري "لمعرفة الاحتياجات وتقديم الضمانات بأن المجتمع الدولي موجود للمساعدة في توفير ممر آمن".
ويبدو أنه حتى الآن، بحسب بلومبرغ، "لا تعتبر محاولات البنتاغون كافية لمعظم خطوط الشحن، حتى تراهن على أن الطائرات بدون طيار أو الصواريخ (الحوثية) لن تتمكن من تجاوز الدفاعات وإصابة سفنها".
وصرح ضابط البحرية المتقاعد وكبير الاستشاريين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، مارك كانسيان، للوكالة: "سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتيقنوا (شركات الشحن) من الوضع الأمني. لو اتضح أن الولايات المتحدة والتحالف بإمكانهم الحفاظ على أمن الممر الملاحي، فستعود الشركات، لكن في الوقت الحالي لا يمكنهم التأكد حقًا".
وأضاف أن "بعض سفن الشحن ستكون أكثر استعدادا للمخاطرة من الأخرى، وستكون المرتبطة منها بإسرائيل أكثر حذرًا".
وكثفت حركة الحوثي المتحالفة مع إيران هجماتها على السفن في البحر الأحمر، في إطار دعمها لحركة "حماس" في قطاع غزة، التي تخوض حربا مع إسرائيل.
وتستهدف الهجمات ممرا مائيا (مضيق باب المندب) الذي يربط بين الشرق والغرب ويسمح للتجارة، لا سيما تجارة النفط، بالعبور من قناة السويس، بطريقة توفر الوقت والنفقات، بدلا من الدوران حول القارة الأفريقية.
ودفعت الهجمات الحوثية بعض شركات الشحن لتغيير مسار سفنها، في وقت سابق من ديسمبر، لتجنب المنطقة.
واتفقت عدة دول بقيادة الولايات المتحدة، في 19 ديسمبر، على تسيير دوريات في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، لحماية سفن الشحن التجارية من الهجمات التي تشنها حركة الحوثي، ضمن عملية تعرف باسم "حارس الازدهار".
وتقول الولايات المتحدة إن "حارس الازدهار" هو "تحالف دفاعي يضم أكثر من 20 دولة، لضمان تدفق تجارة بمليارات الدولارات بحرية عبر نقطة شحن حيوية في مياه البحر الأحمر قبالة اليمن".
والخميس، أسقطت البحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر مسيرة وصاروخا بالستيا مضادا للسفن، أطلقهما المتمردون الحوثيون في اليمن، حسبما أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط "سنتكوم".
ويقول الحوثيون إنهم سيواصلون ما يقومون به "حتى دخول ما يكفي من الغذاء والدواء إلى قطاع غزة"، الذي تقصفه إسرائيل وتحاصره بشكل كامل ردا على هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر على بلدات بغلاف غزة.
من جانبه، قال المحلل المختص في الشؤون الدفاعية، جيني موران، لبلومبرغ، إن الطريقة التي يتم التعامل بها "لا تعالج سبب التهديد"، مضيفًا: "يبدو أننا نتحرك بحذر شديد في وقت تتطلب فيه الظروف ردا أكثر قوة".
لكنه أوضح أن طبيعة التهديد "المختلطة"، التي تشمل هجمات محتملة من طائرات مسيرة وصواريخ وزوارق صغيرة، يجعل الرد "أكثر صعوبة، لأن السفن المشاركة في التحالف لن تكون بنفس قوة السفن الأميركية".
وتمتلك واشنطن ما لا يقل عن 3 مدمرات متمركزة في البحر الأحمر، بحسب تحليل نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية بوقت سابق هذا الشهر، فيما تشارك عدة دول بسفن حربية.
وتكرر الولايات المتحدة تصريحاتها بشأن عملها على عدم توسع نطاق الحرب الدائرة في غزة حاليا، والتي تسببت في قصف وهجمات متبادلة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، بجانب استهداف قواعد أميركية في العراق بواسطة مجموعات موالية لإيران.
ويواصل كانسيان: "لو بدأت الولايات المتحدة استهداف معسكرات الحوثيين، ربما يزيد ذلك من المخاطر ولن يقللها. لا أعتقد أن شركات الشحن خصوصا، ترغب في حدوث ذلك".
يذكر أنه في أعقاب الإعلان عن التحالف الجديد، قالت شركة "سي إم آ سي جي إم" الفرنسية، أن بعض سفنها عاودت عبور البحر الأحمر، في وقت تعتزم "ميرسك" الدنماركية القيام بالخطوة ذاتها، وذلك بعد تعليق رحلاتها بسبب هجمات الحوثيين.
ورأت شركة "ميرسك"، بحسب بيان الأربعاء، أن تشكيل هذا التحالف هو "نبأ جيد لكامل قطاع" النقل البحري، يتيح استئناف حركة الملاحة، إلا أنها شددت على أن "الخطر الإجمالي في هذه المنطقة لم يلغ بعد".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر شرکات الشحن
إقرأ أيضاً:
عائلة مليارديرات تدفع لإعادة صياغة السردية الأميركية دعما لإسرائيل
يكشف تحقيق في مجلة إسرائيلية عن ملامح مشروع إعلامي واسع يقوده الملياردير لاري إليسون وابنه ديفيد لإعادة تشكيل السردية الأميركية لجعلها تخدم إسرائيل.
ويبدأ تحقيق ويل ألدن في مجلة "+972" بقصة مسلسل "الإنذار الأحمر" الذي وُصف من قبل منتجيه بأنه عمل "دعائي" هدفه "تغيير السردية" بشأن أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رئيس مدغشقر الانتقالي: حاليا لا أنوي الترشح للرئاسيات المقبلةlist 2 of 2كتاب مثير لساركوزي: هكذا عشت بالزنزانة وعرفت أهمية الجذور المسيحية لفرنساend of listومع عزوف عالمي عن شراء المسلسل بسبب السياق السياسي والحملة الواسعة لمقاطعة المؤسسات الثقافية الإسرائيلية لم يجد العمل نافذة دولية إلا عندما قال ديفيد إليسون بعد مشاهدته "إنه لشرف لي أن أكون شريكا في مثل هذا العمل".
هذا الموقف -كما يوضح ألدن- ليس حادثة معزولة، بل تجسيد لاتجاه عام تتبناه العائلة في بناء ما يصفها التقرير بأنها "إمبراطورية معلوماتية مؤيدة لإسرائيل".
من هذا المدخل ينتقل ألدن إلى تفاصيل توسع آل إليسون، بدءا من استحواذهم على " بيرأماونت" و"سي بي إس"، ثم شراء منصة "ذا فري برس" وتعيين رئيستها باري وايس المعروفة بمواقفها الصريحة المؤيدة لإسرائيل رئيسة لـ"سي بي إس نيوز".
كما اتخذت "بيرأماونت سكاي دانس -وفقا للتقرير- "موقفا فريدا بين كبار أستوديوهات هوليود بإدانة حملة مقاطعة السينما الإسرائيلية، في حين أعدت تقارير عن "قوائم سوداء" لفنانين وُصفوا بأنهم "معادون للسامية".
ورغم أن ديفيد إليسون يصر على أن قراراته "غير سياسية" فإن التقرير يربط بين توجهاته وبين الرؤية الأوسع لوالده أحد أكبر داعمي إسرائيل في وادي السيليكون وصديق كبير للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ووفقا لمؤيديه، فإن فيلم "الإنذار الأحمر" هو في الأساس عمل دعائي إسرائيلي في وقت تنظر فيه أغلبية الأميركيين إلى الحكومة الإسرائيلية بشكل سلبي.
والكاتب ويل ألدن يعيش في لوس أنجلوس، ونُشرت أعماله في "جويش كارنتس" و"ذا نيشن" ونيويورك تايمز وغيرها، وحصل على جائزة لاري بيرغر للصحفيين الشباب في مجال الأعمال، ووصل إلى المرحلة النهائية في جوائز نون بروفيت نيوز أوورد.
إعلانوفي الوقت نفسه، تسعى أسرة إليسون إلى الاستحواذ على أصول من "وورنر بروس ديسكفري" والمشاركة في الصفقة الأميركية لشراء تيك توك، وهي صفقة وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية بأنها "أهم عملية شراء جارية حاليا"، لأنها تمنح فرصة للتحكم بما يشاهده 170 مليون مستخدم أميركي، وسط مخاوف إسرائيلية من أن تبقى المنصة مساحة تُظهر "مجازر غزة" للشباب كما توضح لارا فريدمان رئيسة مؤسسة السلام في الشرق الأوسط التي تتخذ من واشنطن مقرا لها.
وتقول سارة هورويتز -وهي كاتبة خطابات سابقة للرئيس الأسبق باراك أوباما– في مؤتمر للاتحادات اليهودية بأميركا الشمالية (جيه إف إن إيه) في نوفمبر/تشرين الثاني "تيك توك يدمر عقول شبابنا طوال اليوم بفيديوهات المذبحة في غزة".
وأعربت هورويتز عن أسفها لأنها عندما تحاول إقناع الشباب اليهود بمعتقداتها المؤيدة لإسرائيل "يرجعون في أذهانهم إلى المذبحة التي يشاهدونها، وأبدو أنا وكأني مفترية".
وفي مؤتمر نظمته هذا الأسبوع صحيفة "يسرائيل هيوم" وصفت هيلاري كلينتون -وهي وزيرة خارجية أميركية سابقة- ما يتعلمه الشباب عن أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول وما تلاها "من خلال وسائل التواصل الاجتماعي -خاصة تيك توك- بأنه "مشكلة خطيرة".
ويربط التقرير بين هذه التحركات وبين ضغوط مارستها مؤسسات يهودية أميركية منذ 2023 ضد تيك توك، إذ يقول مدير رابطة مكافحة التشهير في تسجيل مسرب "لدينا مشكلة تيك توك، ومشكلة الجيل زد، ويجب أن نتحرك بسرعة".
ثم يتناول التحقيق أثر الإمبراطورية الإعلامية الناشئة على غرف الأخبار، فبعد انتقال "سي بي إس" إلى قيادة وايس تمت إقالات طالت صحفيين غطوا غزة بحدة، بينهم المراسلة المخضرمة ديبورا باتا.
وتقول مصادر داخلية إن "الفأس وقع على من بدت تغطيتهم مناهضة لإسرائيل"، في حين بقي مراسل آخر كان في روما، وأعرب صراحة عن مواقف مؤيدة لإسرائيل، بل وطلب تغطية غزة.
ورغم تحذيرات محللين من المبالغة في تقدير النفوذ الجديد -خاصة مع وجود شركاء خليجيين محتملين في صفقة وورن- فإن كثيرين يرون أن أي توسع إضافي لعائلة إليسون سيمنحها تأثيرا غير مسبوق على الإعلام الأميركي، بما يشبه -كما تقول الصحفية تايلور لورينز- نماذج لدول "لا توجد فيها صحافة حرة".
وفي ظل هذا التحول تحتفي الأصوات المؤيدة لإسرائيل باللحظة، حتى إن إحدى الناشطات المؤيدات لإسرائيل علقت بعد عرض "الإنذار الأحمر" قائلة "لقد دخل الصهاينة إلى هوليود هذه الليلة".
وهكذا، يخلص التقرير إلى أن سلسلة الصفقات من بيرأماونت إلى "سي بي إس" إلى تيك توك تمهد لهيمنة إعلامية قد تمنح إسرائيل فرصة استثنائية لإعادة "صياغة القصة" أمام الجمهور الأميركي، تماما كما وعد إعلان مسلسل "الإنذار الأحمر" الذي قال إن "عشرات الملايين حول العالم سيرون قصتنا أخيرا"، كما يقول المروجون للسردية الإسرائيلية.