أمريكا والبحر الأحمر وبيان الإفك..!!
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
أصدرت واشنطن بيانا قالت إنه صادر عن 12 دولة، حملت فيه تهديدات لصنعاء حول مواقفها في البحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب وخليج عدن، واعتبرت في بيانها أن العمليات البحرية اليمنية تهدد التجارة الدولية وتؤدي إلى (زهق أرواح الأبرياء)، وهذه العبارة لوحدها التي أوردتها واشنطن في بيانها المزعوم تجعلنا نضع أمامها أكثر من علامة استفهام وتعجب خاصة وأن واشنطن تتحدث عن (زهق أرواح الأبرياء).
عبارة زائفة لكنها توحي وكأن أمريكا مفعمة بالمشاعر الإنسانية والقيم الأخلاقية وأن ما يجري بحق أبناء فلسطين في قطاع غزة فعل لا علاقة لواشنطن به..!!
هذا من ناحية ومن الأخرى تعجز واشنطن عن مواجهة الإجراءات اليمنية ليس لأن صنعاء تملك من عوامل وممكنات القوة ما يفوق قوة أمريكا، بل لأن لصنعاء إرادة وشرعية أخلاقية تجعل مواقفها تتفوق أخلاقيا عن مواقف أمريكا التي تحاول استغفال الرأي العام الدولي وتتحدث عن تأثير التجارة الدولية والاقتصاد الدولي وصنعاء لا تتعرض للاقتصاد الدولي ولا الملاحة الدولية ولا التجارة الدولية، وقد تحدثت وأعلنت للعالم أجمع بأنها تستهدف السفن الصهيونية وتلك المتجهة للموانئ في الأراضي المحتلة أي السفن المتعاونة مع كيان الاحتلال ورهنت صنعاء موقفها بوقف العدوان علي الشعب العربي في فلسطين وبإدخال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر من قبل أمريكا والصهاينة..!!
أمريكا وهي تسوق خطاب الاستغفال والتضليل وتزييف الحقائق وتظهر الاقتصاد الصهيوني وكأنه هو الاقتصاد الدولي زورا والهدف الأمريكي هو حماية الاقتصاد الصهيوني من الانهيار وهذا فعل يقلق أمريكا التي ستتحمل تبعات هذا الانهيار وستعوض الكيان الصهيوني من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، وهذا ما دفعها إلى محاولة أولا تشكيل تحالف دولي بزعم حماية الملاحة البحرية، وقد فشلت هذه المحاولة وارتدت بصورة فضيحة على أمريكا وإدارتها بعد أن أعلنت العديد من الدول التي ذكرها وزير الدفاع الأمريكي حين أعلن عن تشكيل ( تحالف الازدهار) الذي أعلن عن انهياره بعد دقائق من إعلانه من قبل واشنطن، بإعلان الدول التي ذكرتها أمريكا عدم المشاركة في التحالف الذي أعلنته أمريكا، والتي حضرت بمفردها للبحر الأحمر لتقوم بمهمة حماية التجارة الصهيونية والسفن الصهيونية.. وبعد العدوان الهمجي الذي أقدمت عليه القوات الأمريكية في البحر الأحمر باستهداف زوارق البحرية اليمنية التي تقف في وجه السفن الصهيونية، وفي محاولة أمريكية لتجنب التصعيد اليمني والإحراجات التي تواجهها أمريكا على الصعيدين الإقليمي والدولي فاتخذت من (بيان الإفك) الذي زعمت أنه صادر عن 12 دولة لم يحدد البيان الدول التي أصدرت البيان باستثناء أمريكا، لكن البيان جاء من باب الترهيب ليس إلا، ومحاولة أمريكية للحفاظ على مكانتها المهزوزة أو المهدورة في المنطقة والعالم حتى لا يطغى عجز واشنطن في لحظة تريد فيها أن تثبت مكانتها حتى تحط الحرب أوزارها في المنطقة، حيث يتمحور هم أمريكا والغرب بأن لا تتوسع هذه الحرب وتتحول إلى حرب إقليمية واسعة النطاق خاصة بعد التطورات الدرامية التي حدثت وزادت من تعقيدات المهام الأمريكية خلال الساعات الماضية، وما قد يترتب عليها من تداعيات في قادم الوقت وأبرز هذه التداعيات تتمثل في اغتيال نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله والمقاومة الإسلامية، وتفجيرات مدينة كرمان الإيرانية المتزامنة مع ذكرى استشهاد قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني، وأيضا مع مواصلة اليمن تمسكها بمواقفها المعلنة في منع السفن الصهيونية وتوعدها برد فعل على جريمة أمريكا باستهداف القوات البحرية وإغراق ثلاثة زوارق واستشهاد 10 من منتسبي القوات البحرية اليمنية، كل هذه العوامل مضاف إليها دخول المدمرة الإيرانية البحر الأحمر وما يترتب على هذا الحضور الإيراني من تبعات ترى فيها واشنطن مؤشرات خطيرة تداعياتها لا تقف في نطاق المصالح الصهيونية بل تمتد لتطال مصالح أمريكا الجيوسياسية..!!
على خلفية كل هذه المعطيات جاء البيان الأمريكي الذي قالت واشنطن إنه صادر عن 12 دولة، ولم تعرف بعد هوية هذه الدول المشاركة في البيان..!!
غير أن اللافت في البيان هو حرص أمريكا علي عدم ( إزهاق الأرواح البريئة) وكأن أطفال ونساء غزة الذين أرتقوا بآلة الحرب الصهيونية وبمشاركة أمريكا والذين لأجلهم أقدمت صنعاء على اتخاذ موقفها في منع السفن الصهيونية بعد أن أوغلت أمريكا في تشجيع جرائم الحرب التي يرتكبها الصهاينة وبعد أن وصل ضحايا هذا العدوان إلى قرابة مائة الف بين شهيد وجريح وقرابة مليوني مشرد بلا مأوى بعد أن تدمرت كل أحياء ومساكن القطاع وسويت بالأرض وليس هذا وحسب بل مع كل هذه الجرائم فرض حصار جائر على قطاع غزة أدى إلى حرمان مواطنيه من أبسط مقومات الحياة مثل الأدوية والأغذية والمياه وتحدي أمريكا لكل القرارات والقوانين والشرائع الدولية وقيامها بمنع المنظمات الدولية من القيام بمهامها تجاه سكان القطاع وتجاوز كل القرارات الدولية بما فيها قرارات الجمعية العمومية التي أوصت بوقف إطلاق النار في غزة ووقفت أمريكا بوجه كل هذه القرارات، ثم وقفت في وجه اليمن لأنها قررت مساندة مظلومية شعب يباد ظلما في حرب تجرد من شنها ومن يسانده عن كل القيم والأخلاقيات الإنسانية والقانونية.
والمؤسف أن ضعف أمريكا جعلها تسقط أخلاقيا كدولة عظمى حين تمتهن الكذب لتبرير مخططها التأمزي القذر على شعب مظلوم وتزعم أنها تحمي التجارة الدولية ولم تجرؤ أن تقول أنها تحمي التجارة الصهيونية..؟!
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
وزارة الاستثمار: مركز تدريب التجارة الخارجية يحصد شهادة المواصفة القياسية الدولية
تسلم المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، شهادة المواصفة القياسية الدولية لنظام إدارة المؤسسات التدريبية ISO 21001:2018 عن مركز تدريب التجارة الخارجية التابع للوزارة، والمقدمة من المجلس الوطني للتدريب والتعليم، وقد قام بتسليم الشهادة الدكتور صفوت النحاس رئيس مجلس أمناء المجلس الوطني للتدريب والتعليم، وذلك بحضور الدكتور مدحت عبد الوهاب الأمين العام للمجلس والسيدة ماري كامل المدير التنفيذي لمركز تدريب التجارة الخارجية.
وأكد الخطيب، أن حصول المركز على هذه الشهادة يأتي في إطار توجهات الدولة المصرية وتماشياً مع أهداف التنمية المستدامة لرؤية مصر 2030 فيما يخص توافق مراكز التدريب والمؤسسات التعليمية مع المعايير الدولية.
كما أشاد «الخطيب» بالدور البارز الذي يضطلع به مركز تدريب التجارة الخارجية في مجال بناء القدرات وتنمية المهارات التصديرية، مؤكداً أن ما يقدمه المركز من برامج تدريبية متخصصة يسهم بشكل فعال في إعداد جيل من المصدرين القادرين على المنافسة في الأسواق الدولية.
من جانبه أوضح الدكتور صفوت النحاس، رئيس مجلس أمناء المجلس الوطني للتدريب والتعليم، أن تجديد منح الشهادة للمركز يمثل تتويجًا لجهود تطوير نظم العمل داخل المركز والارتقاء بجودة الخدمات التدريبية المقدّمة، وذلك من خلال تحديث المناهج، وتطوير آليات المتابعة والتقييم، وتطبيق معايير الجودة العالمية.
وبدورها أكدت ماري كامل، المدير التنفيذي لمركز تدريب التجارة الخارجية، إن تجديد حصول المركز على شهادة المواصفة القياسية الدولية لنظام إدارة المؤسسات التدريبية ISO 21001:2018، يعكس التزامه المستمر بتطبيق نظم الجودة والتميز المؤسسي، مشيرة إلى أن هذا النهج يدعم تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمركز، وعلى رأسها إعداد كوادر تصديرية مؤهلة قادرة على النفاذ إلى الأسواق العالمية وفتح أسواق جديدة أمام المنتجات المصرية.