وقف القروض.. هل عاقبت الجزائر دولا انضمت إلى مبادرة مغربية؟
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
قررت الجزائر وقف قروض تمنح لدول أغلبها أفريقية، وفق ما أعلن في العدد الأخير من الجريدة الرسمية للدولة، وإرجاع الأموال المخصصة إلى خزينة الدولة دون تقديم مزيد من التفاصيل أو توضيح أسباب القرار.
وشملت القائمة التي نشرت دولا أغلبها تقربت من المغرب في الفترة الأخيرة وحضر ممثلوها اجتماعا تحضيريا لمبادرة اقتصادية أعلن عنها ملك المغرب في نوفمبر الماضي.
وأثار القرار الجزائري قراءات متباينة بين من يرى فيها عقابا لهذه الدول على تقربها من الرباط، ومن يرى أن الأمر لا يعدو كونه قرارا سياديا للجزائر في ظل التجاذبات الدبلوماسية في القارة الأفريقية.
وجاء في الجريدة الرسمية أن غلق حسابات قروض الدول الأجنبية يشمل "موريتانيا، ومالي، وغينيا، والنيجر، والكونغو الشعبية، ثم تانزانيا، وبنين".
وتزامن القرار مع انضمام دول الساحل إلى المبادرة الأطلسية التي أطلقها المغرب لتسهيل وصول بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، وهي مبادرة اقتصادية تسعى المملكة من خلالها إلى تعزيز حضورها الاقتصادي في المنطقة.
يقول أستاذ العلوم الدستورية المغربي، رشيد لزرق، إن الخطوة الجزائرية هي محاولة لعرقلة المشروع المغربي وتنم عن "ضيق أفق" للسلطات في الجزائر، حسب تعبيره.
وديسمبر الماضي، حضر وزراء خارجية دول مالي والنيجر والتشاد وبوركينافاسو وبلدان أفريقية أخرى اجتماعا تحضيريا بمراكش للمبادرة.
وتحسب هذه البلدان على منطقة الساحل الأفريقي وهي محط تنافس دبلوماسي بين الجزائر والمغرب، ما أثار تكهنات أن القرار الجزائري مرتبط بمسار المبادرة المغربية.
ويرى الناشط الجزائري المعارض، وليد كبير، أن القرار هو رد فعل على مواقف هذه الدول من المبادرة المغربية وحتى مواقف هذه البلدان من قضية الصحراء الغربية.
وفي حديث لموقع "الحرة" يقول كبير إن هناك حربا دبلوماسية بين البلدين في هذه المنطقة، ويشير إلى أن هناك تغيرات تشهدها هذه البلدان، كما حدث بين النيجر والجزائر وتردد الأولى تجاه مبادرة السلام الجزائرية.
وكانت الجزائر أعلنت أنها قررت إرجاء المشاورات في شأن تنفيذ مبادرة الوساطة لحل الأزمة في النيجر عبر فترة انتقالية تستمر ستة أشهر، بعد إعلان النظام العسكري الحاكم أنه يرفض هذا الشرط.
ويرى كبير أن الجزائر تحاول أن تلوح بورقة القروض لكي تدفع هذه الدول إلى التراجع عن المبادرة المغربية.
وعن حضور موريتانيا في القائمة يرى كبير أن هناك توترا في العلاقات بين الجزائر وموريتانيا بسبب عودة التقارب بين نواكشوط والرباط في الفترة الأخيرة.
قرار سيادييستبعد المحلل الجزائري، حكيم بوغرارة، أن يكون القرار الجزائري مرتبطا بالمبادرة المغربية، ويقول في حديث لموقع "الحرة" إن "الأمر اقتصادي ومالي وخاضع لسيادة الدول، وظروفها المالية والاقتصادية"، مستدلا بتقديم الجزائر مليار دولار لصالح التنمية في عديد دول الساحل عبر الوكالة الدولية التعاون الدولي بكل سيادة ودون أن تطالب بأي شيء،أو تتراجع عن وعودها".
لكن لزرق يرى في حديثه للحرة أن إعلان الجزائر العام الماضي عن مليار دولار لمساعدة الدول الأفريقية، واليوم تلجأ لسياسية قفل حسابات القروض لهاته الدول يجعلها في موقف "تناقض" ويجعل منها دولة غير موثوقة بالنسبة لهذه البلدان، بحسب تعبيره.
واستغرب بوغرارة في حديثه ربط الخطوة الجزائرية بالمبادرة الأطلسية، مشيرا إلى أن موريتانيا في القائمة رغم أنها لم تحضر اجتماع المبادرة في مراكش.
ويتابع المحلل أن الدول والمؤسسات المالية الإقليمية والدولية تمنح قروضها وفقا لشروط، وتوقف وتمنع وفقا لقرارات سيادية، وهو ما قامت به الجزائر.
وتشهد العلاقات الدبلوماسية بين البلدَين المتجاورَين المتوترة منذ عقود بسبب النزاع حول الصحراء الغربية، وقطعت الجزائر علاقاتها مع الرباط منذ صيف العام 2021.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المبادرة المغربیة هذه البلدان
إقرأ أيضاً:
نائب محافظ الأقصر يشارك فى حفل ختام مبادرة تعلم
شهد الدكتور هشام أبو زيد نائب محافظ الأقصر فعاليات اليوم الرياضى الثقافي وحفل ختام مبادرة " تعلم"، الذى تنظمه جمعية اللؤلؤ المكنون للتنمية ضمن مشروع تعزيز قدرات المجتمع المدنى المحلى والحوكمة في التنمية وتمكين المرأة، والممول من الاتحاد الأوروبى ضمن برنامج دعم المجتمع المدنى في مصر.
وأوضح الدكتور أحمد عبدالفتاح رئيس مجلس إدارة جمعية اللؤلؤ المكنون، أنه تم تنفيذ عدد ٤ تدريبات داخل المبادرة (تدريب الحكومة، تدريب الإدارة المالية، تدريب دليل السياسات الداخلية للجمعيات، تدريب النوع الإجتماعى )، وتم تنفيذ يوم رياضى ثقافى وهو عبارة عن أنشطة وألعاب تنموية تناولت كل ما سبق شرحه فالتدريبات السابقة.
من جانبه أكد الدكتور هشام أبوزيد نائب محافظ الأقصر على أهمية تكاتف جهود الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني لدعم وتعزيز فئات المجتمع المختلفة والمساهمة فى تعزيز قضايا تنمية وتمكين المرأة.
وتضمنت الاحتفالية السلام الجمهورى و تلاوة القرآن الكريم و عرض فيديو حول المبادرة من بدايتها وأهم النقاط التى تناولتها المبادرة وتسليم دروع الشكر لكل من نائب محافظ الأقصر الدكتور هشام أبوزيد ووكيل وزارة التضامن الإجتماعى و مؤسسة كير مصر، وأخيراً تسليم شهادات للمتدربين المشاركين فى التدريبات.
جاء ذلك بحضور محمد حسين وكيل وزارة التضامن الإجتماعى، ومدير إدارة الجمعيات بوزارة التضامن الإجتماعى ومدير إدارة الأقصر للتضامن الإجتماعى وممثلي مؤسسة كير مصر.