الحرة:
2025-05-27@23:40:38 GMT

هل تعيد الدوحة التفكير بعلاقتها مع حماس؟

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

هل تعيد الدوحة التفكير بعلاقتها مع حماس؟

منذ بدء الحرب في غزة، دخلت قطر في جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس، وأجرت مباحثات دبلوماسية للتوصل لصفقات إطلاق سراح الرهائن في غزة.

واستطاعت قطر خلال السنوات الماضية أن تحافظ على علاقات مع إسرائيل، بينما ظلت الداعم الأساسي لحماس، الأمر الذي قد يجعلها أمام خيارات للحفاظ على توازن سياساتها الخارجية التي اتبعتها خلال العقدين الماضيين، إذا استخدمت ثروتها الهائلة وعلاقاتها الوثيقة مع واشنطن للتحرك على الساحة العالمية.

وأشار تحليل نشرته مجلة فورين أفيرز إلى أنه حتى الآن "أتت مناورات قطر بثمارها" ما سمح لها بتعميق الشركات مع الجهات الفاعلة الرئيسية خاصة واشنطن، الأمر الذي منحها ميزة دبلوماسية للتوسط مع إيران وفنزويلا.

وتقول إسرائيل إن حماس قتلت 1200 شخص خلال هجم السابع من أكتوبر. ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن الرد العسكري الإسرائيلي أسفر عن مقتل 22600 شخص وحول مناطق كبيرة من القطاع الساحلي الفلسطيني إلى أنقاض.

ومع استمرار الحرب في غزة وتوسع نطاقها في المنطقة، قد "يتعين على الدوحة أن تقطع علاقاتها مع حماس، لكن يمكنها أولا أن تتوسط في صفقة الرهائن" المتواجدين لدى حماس، بحسب التحليل.

وأضاف التحليل أنه "من المحتمل أن قطر لعبت دورا في هجوم السابع من أكتوبر"، وإن لم يكن بشكل مباشر، خاصة وأنها دعمت حماس واستضافت قياداتهم في الدوحة لسنوات، ناهيك عن "تضخيم رسائل الحركة من خلال شبكاتها الإعلامية".

ونوه التحليل إلى أن "علاقة قطر مع حماس" منحتها "قدرة فريدة للتأثير على قادة الحركة وإحضارهم لطاولات المفاوضات للتوصل إلى صفقة للرهائن"، كما "لا تزال الولايات المتحدة وإسرائيل بحاجة إلى الاعتماد على الدوحة لتحقيق بعض المكاسب. حتى لو اضطرت قطر في نهاية المطاف إلى قطع علاقتها مع الحركة".

وزاد أن "واشنطن وإسرائيل عليهما التصرف بحذر بينما تعتمدان قطر.. حيث لا يستطيع أي منهما تحمل استعداء هذه الدولة الخليجية"، إذ لا يمكن تناسي أهمية قطر كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في منطقة ذات أهمية جيوسياسية وهي تستضيف القيادة المركزية الأميركية في المنطقة، والقاعدة الجوية الأميركية الأكبر خارج الولايات المتحدة.

عندما تسلم الرئيس الأميركي، جو بايدن، منصبه كان أمير قطر تميم بن حمد، أول زعيم خليجي يلتقيه، وأعلن بايدن الدوحة "حليفا رئيسيا من خارج الناتو"، ناهيك عن أنها "ثالث أكبر مشتر للمعدات العسكرية الأميركية".

ويؤكد التحليل أن واشنطن وإسرائيل عليهما إرسال رسالة لقطر "أنهما لن تتسامحا مع الدعم القطري لحركة حماس مستقبلا.. وينبغي لواشنطن الضغط على الدوحة ليس فقط لطرد قيادات حماس من أراضيها، بل توجيه أي مساعدات مستقبلية للفلسطينيين، وهو التمويل اللازم للمساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة، من خلال سلطة فلسطينية يتم تنشطيها".

وعلى المدى المتوسط يجب حث قطر على المضي قدما في "الضغط على حماس لحملها على الانضمام إلى صفقة رهائن أخرى".

وحذر التحليل من توجيه انتقادات علنية للدوحة أو اتخاذ إجراءات قوية ضدها، مثل التوجه لاغتيال قادة حماس المتواجدين على أراضيها، فالأولوية يجب أن تكون لإطلاق سراح المزيد من الرهائن.

ويصف التحليل قطر بأنها "براغماتية باحثة عن الفرص، أكثر من كونها أيديولوجية، وهي تتكيف مع التغييرات في بيئتها الجيوسياسية وتتكيف بسرعة بحثا عن النفوذ"، ولهذا يجب على المجتمع الدولي ربط مشاركة قطر في مرحلة ما بعد الحرب على غزة بتغيير سياستها تجاه حماس.

ويواصل الوسطاء الدوليون جهودهم للتوصل إلى وقف جديد للنار.

ونقل موقعا "أكسيوس" الإعلامي الأميركي و"واي نت" الإسرائيلي عن مصادر إسرائيلية لم يكشفا هويتها أواخر ديسمبر، أن قطر أبلغت إسرائيل بأن حماس وافقت على مبدأ استئناف المحادثات بهدف إطلاق سراح أكثر من 40 رهينة مقابل وقف النار، بحسب تقرير نشرته وكالة فرانس برس.

وتُفاقِم حرب غزة التوتر في المنطقة، ويستهدف الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن مرارا سفنا في البحر الأحمر بضربات أشاروا إلى أنها "نصرة" للفلسطينيين في غزة.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس تتعرض القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي المنتشرة في العراق وسوريا منذ العام 2014، لهجمات بشكل شبه يومي.

وتتبنى معظم تلك الهجمات "المقاومة الإسلامية في العراق" التي تجمع فصائل حليفة لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلحة باتت منضوية في القوات الرسمية العراقية. وتندد الفصائل بالدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد الحركة الفلسطينية.

كما تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية تبادل قصف يوميا بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

تصريحات الإسلاميين ضد واشنطن تعيد إنتاج العزلة الدولية

 

تصريحات الإسلاميين ضد واشنطن تعيد إنتاج العزلة الدولية
صلاح شعيب

جاء رد رئيس الوزراء الجديد لحكومة بورتسودان حول العقوبات الأميركية مدرعاً بالتحدي المتسرع، ومغالطاً لادعاء الولايات المتحدة. ومع ذلك يُفهم هذا الرد في سياق تأكيد د. كامل إظهار الولاء المطلق لمرؤوسيه الجدد. فبيانه من جهة أخرى عزز حديث كثير من المحللين بأنه لن يكون إلا “تمامة عدد”، وأنه لن يخالف نهج التفكير السياسي الحالي لدى المؤيدين لسلطة الجيش. ذلك في وقت كان يتوقع الآخرون أن كاملاً سيستخدم لهجة تصالحية مع المجتمع الدولي، ومن خلالها يستطيع دفع الاتهامات ضد بورتسودان بمزيد من التروي، والتعقل الدبلوماسي.
د. كامل ما أهمته مخاطبة الرأي العام السوداني منذ تعيينه ليطلع الناس على خطته، والتي كان من المتوقع أن قد يتوفر ضمنها الرد الهادئ على الاتهامات الأميركية بشيء من الحذر. ذلك حتى يستطيع الحفاظ عللى طريق سالكة مع إدارة ترمب تمهد لحوارات أعمق ليس فقط حول التهم الأميريكية، وإنما تتناول دور واشنطن المؤثر في إيقاف الحرب، وإعادة بناء السودان، هذا إذا كان الدكتور حريصاً على وضع حد لمعاناة شعبه جراء الحرب، أكثر من حرصه على مناوءة الرغبة الاميركية في الضغط على قيادة البرهان، وقاعدته المذهبية.
مع خروج د. كامل لأول مرة للعلن بذلك البيان بعد تعيينه رئيساً الوزراء لاحظنا وجود تصريح للمؤتمر الوطني مهره أحمد هارون حول الموضوع، وكذلك تصريحات غاضبة لقادة إسلاميين مؤيدين للحكومة، وبعض من جماعة البراء بن مالك. وعبر لغة التصريحات لمحنا تجاوز رد التهمة إلى استخدام لهجة أيديولوجية أعادتنا إلى أجواء التسعينات. إذ كانت حكومة الترابي من الوهلة الأولى قد أعلنت بأن أميركا، وروسيا، مرة واحدة، سيدنو عذابهما، واستوردت الخرطوم حينذاك كل المتطرفين العرب، والمسلمين، اليمينيين، واليساريين، الذي فجروا في عدائهم نحو واشنطن.
ولاحظنا أيضاً في تصريحات القادة الإسلاميين أنه بدلاً عن تقصير الغضب نحو الولايات المتحدة في الشأن المعني فقد شمل عدداً من الدول الأوروبية بوصفها وراء الحرب، كما قال أحد قيادات المؤتمر الوطني البارزين وسط هذه الحرب.
إذن فمن الواضح أن الاستراتيجية التي ستتبناها بورتسودان في التعامل مع مجمل الغرب الحضاري سوف تستند على موروث الحركة الإسلامية الذي كما نعلم يستند على حيثيات أيديولوجية تُستخدم في لحظات التوتر، وتنخفض في لحظات شبيهة بلحظة تهديد الرئيس بوش: “إما معنا أو ضدنا”. ونذكر أن النظام الإسلاموي المنحل وقتها قد ترك كل أدبياته العدائية الموجهة لأميركا “المستكبرة”، وانخرط طائعاً متذلفاً، في تعاون استخباراتي غير مسبوق مع إدارة بوش الابن.
الآن الوضع مختلف. فحكومة بورتسودان تكافح بالكاد للحصول على الشرعية القارية، والتي كان تعيين كامل يعني محاولة للتسوية مع الأفارقة، والعالم. ويبدو أن ترحيب الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، بتعيين د. أكمل سوف يتبخر أكثر فأكثر كلما ما واصلت بورتسودان، والإسلاميون، من خلفها في دفع العلاقة إلى مرحلة التصادم، والإصرار على مواصلة الحرب في حال فهمنا بأن الاتهام الاميركي موظف كعصا لإيقافها.
د.كامل تذاكى في بيانه حتى يعزز العلاقة بينه وبين دعاة الحرب بعربون موقفه الحكومي الذي يجرى مجرى الموقف الإخوانجي في منازلة الولايات المتحدة بالحدة الدبلوماسية في التصريحات. ولكنه في خاتم المطاف سوف ينتهي فعله في أحضان الحركة الإسلامية التي أعقبت قيادات منها تعيينه بتجريب ابتزازه. فكثير من الإسلاميين رفضوا منحه المنصب، ووصفوه بأنه فحاطي، وجمهوري، وعلماني، كما قال الجهادي الداعشي ناجي مصطفى.
هذا الموقف الدبلوماسي الصدامي المجرب تجاه الغرب أورث البلاد ما انتهت إليه من تدمير في وحدتها بانفصال الجنوب، ووصولها إلى طريق سياسي وعر أنتج الحرب كنتيجة لسياسات مسبقة عمقها نظام البشير.
ما نستطيع أن نقراه من بيان رئيس الوزراء، وتصريحات قادة الحركة الإسلامية إزاء الاتهام الأميركي لحكومة بورتسودان باستخدام السلاح الكيماوي، هو أن نهج الكيزان الدبلوماسي لم يتغير، وأنه ما يزال يحكم مناطق سيطرة الجيش.
فإذا وضعنا في الاعتبار تصريحات ياسر العطا السابقة ضد كينيا، والإمارات، وتشاد، فإن دبلوماسية البرهان ستجد نفسها في طريق مسدود في ظل ما يُلمح بوجود رغبة شعبية سودانية، ودولية، لإيقاف الحرب. ولعل المزيد في التوغل لاستعادة الموروث الدبلوماسي للمؤتمر الوطني سيدعم فرص تحجيم الجيش من الوصول إلى غاياته بإنهاء الحرب ميدانياً. بل إن هذا التصعيد غير المحسوب جيداً من جانب القادة الإسلاميين المؤيدين للحرب ضد الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، سوف يعزز من محاصرة فرص الجيش في التسليح متى ما عمقت بورتسودان رغبتها في معاكسة هذه التطلعات الدولية للتسوية السلمية للنزاع السوداني الذي يغذيه كوادر المؤتمر الوطني المنحل.
واشنطن بثقلها الدولي، وتاثيرها الحتمي على بعض حلفائها الداعمين للجيش، بحاجة إلى التعامل معها برشد دبلوماسي، وتواصل سياسي، لتفنيد اتهامها الجديد للجيش، إذا كانت بورتسودان حريصة على عدم مناكفة إدارة ترمب بلغة حادة. وبغير هذا الرشد الدبلوماسي فإن سلطة البرهان الباحثة عن شرعية قارية، ودولية، ستواجه تحديات جمة. أما مساعي د. كامل خارجياً فستحصد في هذه الحالة السراب، لا محالة.

الوسومالأمم المتحدة الإسلاميين الاتحاد الأفريقي حكومة بورتسودان صلاح شعيب

مقالات مشابهة

  • محافظ بنك إسرائيل: استمرار الحرب في غزة يهدد الاقتصاد ويرفع الدين
  • فلسطين والاتحاد الأوروبي يبحثان سبل وقف حرب إسرائيل على غزة
  • عاجل- اتفاق حماس وأمريكا في الدوحة: وقف دائم لإطلاق النار في غزة بضمان ترامب
  • هآرتس: إسرائيل رفضت مقترحا قدمته "حماس" يتضمن إنهاء الحرب
  • إعلام عبري: إسرائيل تخطط لاحتلال 75% من غزة خلال شهرين وحشر السكان في 3 مناطق ضيقة
  • منطقة عازلة بغطاء أمني .. روسيا تعيد رسم حدود الحرب الأوكرانية
  • خلال الأيام القليلة المقبلة - ترامب يقترب من إعلان وقف إطلاق النار في غزة
  • أمريكا تعيد إطلاق المفاوضات بشأن غزة وسط ضغوط لتأخير العملية البرية
  • تصريحات الإسلاميين ضد واشنطن تعيد إنتاج العزلة الدولية
  • مصدر يكشف أسباب تعثّر مفاوضات الدوحة الأخيرة بين “حماس” والاحتلال