استهداف سفينة شحن يونانية بصاروخ في البحر الأحمر.

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: البحر الأحمر هجمات الحوثيين

إقرأ أيضاً:

تحركات أمريكية لدفع التحالف السعودي نحو تصعيد جديد

 

 

تشهد الساحة الإقليمية تصاعدًا غير مسبوق في التحركات الأمريكية الإسرائيلية الرامية إلى جرّ التحالف السعودي الإماراتي إلى جولة جديدة من التصعيد في اليمن، في لحظة إقليمية شديدة الحساسية تترافق مع توسع رقعة المواجهة في غزة، وتصاعد المخاوف لدى واشنطن وتل أبيب من تنامي الدور اليمني الداعم للمقاومة.
وإن الإدارة الأمريكية تمارس ضغطًا مباشرًا على الرياض وأبوظبي لإعادة تشغيل ماكينة الحرب، تحت مبررات تتعلق بـ”حماية الملاحة” و”ضبط النفوذ الإيراني”، بينما الواقع يكشف أن الهدف الأول هو تقويض الدور اليمني المتقدم في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
إن دراسة هذه التحركات وتحليل تداعياتها تتطلب النظر إلى اليمن كقوة استراتيجيا قادرة على فرض التوازنات وتغيير معادلات القوة، وهو ما يجعل أي عدوان محتمل محفوفًا بالمخاطر، وغير مضمون النتائج.
فمنذ انطلاق عمليات الدعم اليمني لغزة سياسيًا، عسكريًا، وإعلاميًا، نجحت صنعاء في فرض معادلة ردع جديدة في البحر الأحمر، وأثبتت أن حضورها كان فاعلًا ومؤثرًا في سياق المواجهة المفتوحة مع المشروع الصهيوني.
لقد أدى هذا الدعم النوعي إلى خلق توازن إقليمي جديد أعاد رسم خطوط الصراع، وأجبر الولايات المتحدة على إعادة حساباتها، بعدما وجدت نفسها أمام قوة قادرة على تهديد أهم المصالح الحيوية الأمريكية-الإسرائيلية في الممرات الدولية.
وإن الإرباك الأمريكي الصهيوني جعل من واشنطن إعادة تقييم جميع أوراقها في المنطقة، وخلصت إلى أن تحييد اليمن أصبح أولوية، ليس فقط بصفته طرفًا داعمًا لغزة، بل كقوة أحدثت شرخًا في الهيمنة الأمريكية على مسرح البحر الأحمر.
وتشير المعطيات إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية والعدو الإسرائيلي تحاولان استغلال حالة الاضطراب الإقليمي لإعادة دمج السعودية والإمارات في مشروع التصعيد، رغم أن الرياض وأبوظبي تدركان أكثر من أي طرف آخر ثقل الكلفة واحتمال فشل أي حرب جديدة.
إلا أن واشنطن تمارس ضغوطًا مركّبة، دبلوماسية عبر حشد المواقف الدولية ضد اليمن تحت عنوان “تهديد الملاحة”، وعسكرية عبر تكثيف المناورات والوجود البحري في البحر الأحمر وخليج عدن، واقتصادية من خلال التلويح بعقوبات واستهداف أسواق الطاقة، واستخباراتية عبر تبادل المعلومات ومحاولة تحريك شبكات مرتبطة بالتحالف داخل اليمن، والغاية من هذا هو إعادة تطويق اليمن وإضعاف دوره الإقليمي الذي تجاوز الخطوط الحمراء الأمريكية-الصهيونية.
ورغم حجم الضغوط، يدرك التحالف السعودي الإماراتي أن أي حرب جديدة على اليمن ستكون مكلفة جدًا، مغامرة خاسرة ونتائجها غير مضمونة لأسباب عديدة، وتطور القدرات اليمنية دفاعيًا وهجوميًا خلال السنوات العشر الماضية، وتضاعف قوة الردع الصاروخي والجوي والبحري، وتوحد الشعب اليمني الذي أصبح أكثر تماسكا خلف خيار الصمود ودعم المقاومة الفلسطينية، وتراكم الخبرة العسكرية التي اكتسبتها القوات اليمنية في إدارة جبهات واسعة ومتعددة، واتساع دائرة المواجهة الإقليمية التي تجعل فتح جبهة اليمن مجددًا مخاطرة واسعة التأثير، وفشل الحملات العسكرية السابقة رغم الإمكانات الضخمة للتحالف، وعليه فإن احتمالات نجاح أي عدوان جديد تكاد تكون معدومة، بل قد تفضي إلى تفاقم التهديدات على دول التحالف وتوسّع المواجهة إلى مستويات لم تشهدها المنطقة من قبل.
وأثبتت التجربة خلال عامين من الحرب على غزة أن الدعم اليمني كان دعمًا نوعيًا ومؤثرًا، وخَلق واقعًا جديدًا في المعادلة الإقليمية.
فمن خلال استهداف السفن المرتبطة بالعدو، وإعادة تعريف أمن البحر الأحمر، وفرض قواعد اشتباك جديدة، أسهم اليمن في: رفع كلفة العدوان الإسرائيلي، وتقييد الحركة الأمريكية في البحر الأحمر، وتعزيز موقع المقاومة الفلسطينية سياسيًا وعسكريًا، إعادة الاعتبار لقضية فلسطين في ضمير الأمة، وهو ما تخشاه واشنطن وتل أبيب اليوم، وتسعيان لكسره عبر أي محاولة لإعادة إشعال الحرب.
إن التحركات الأمريكية الصهيونية الراهنة هي محاولة أخيرة لاستعادة السيطرة على مشهد خرج عن قبضة واشنطن، بعد أن أبرز اليمن نفسه لاعبًا مركزيًا في مشروع المقاومة على المستوى الإقليمي.
لكن أي خطوة باتجاه التصعيد ستكون أشبه بالانتحار السياسي والعسكري للتحالف، لأن اليمن اليوم أكثر قوة، وأكثر تماسكًا، وأكثر قدرة على قلب مسارات الصراع.
وعليه، فإن مآلات العدوان إن حدث ستكون فاشلة ومدمرة، وستفضي إلى تعزيز مكانة اليمن، لا إضعافه، وتوسيع دائرة المواجهة ضد الهيمنة الأمريكية الصهيونية، وليس الحد منها.

مقالات مشابهة

  • تحركات أمريكية لدفع التحالف السعودي نحو تصعيد جديد
  • جدة تجهّز أسطول الفورمولا 1 فوق شواطئ البحر الأحمر لأول مرة
  • البحر الأحمر تحذر المواطنين من سيول وأمطار غدا الخميس
  • الهلال الأحمر يستقبل وفد خريجي سفينة شباب العالم من 30 دولة لتوصيل المساعدات لغزة
  • إطلاق «منطقة الجماهير» في مهرجان البحر الأحمر السينمائي
  • عسكرة البحر الأحمر خطر يهدد الدول المطلة عليه
  • رئيس «علوم الأرض»: البراكين لها دور باتساع البحر الأحمر من جهة إثيوبيا
  • كبرى شركات الشحن بالعالم تستعد للعودة إلى خط الملاحة في البحر الأحمر
  • رماد بركان إثيوبيا يعبر البحر الأحمر نحو اليمن ويهدد عُمان والهند وباكستان
  • ما دوافع تصريحات الرئيس الإرتيري بشأن عسكرة جنوب البحر الأحمر؟