حذر رئيس الوزراء القطري الأسبق الشيخ حمد بن جاسم، من تصاعد الصدام العسكري الذي وقع أخيرا بين باكستان وإيران، وقال إن "الثمن سيكون غاليا إن لم تعمل كل الجهات المعنية على تطويقه".

وقال الشيخ بن جاسم في تغريدة عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، السبت: "الصدام العسكري الذي وقع أخيرا بين باكستان وإيران هو تطور خطير آخر يهدد منطقتنا".

وأضاف: "سوف تدفع المنطقة ثمنه غاليا، إن لم تعمل كل الجهات المعنية على تطويقه قبل أن يتفاقم ويصبح طوقا آخر يخنق الجميع، ويخدم بلدانا أخرى خارجية تريد أن يقوم أحد البلدين بتدمير الآخر، وتوريطه في حرب خاسرة في كل الأحوال، تعزيزا وخدمة للمصالح الخارجية".

وتابع: "ينبغي على جميع الأطراف في المنطقة أن تنظر إلى إيران وباكستان في نهاية المطاف على أنهما بلدان مسلمان اتفق المرء مع أحدهما او اختلف معه، وأنه يجب عليهما أن يُحَكِّما العقل في تصرفاتهما كي يتوصلا إلى حلول دائمة لكل المشاكل، بما يجنب منطقتنا المزيد من قضايا التوتر والاقتتال".

وزاد بن جاسم: "أما إذا اتخذ البعض في منطقتنا موقفا غير مبال تجاه هذا الوضع، فإن ذلك سيكون بمثابة سياسة تكتيكية قصيرة النظر، كما تفعل بعض دولنا عندما لا تفكر بالوضع على المدى الطويل، فتهدر بذلك الفرص المتاحة للحلول والاستقرار في المنطقة"، حسب قوله.

الصدام العسكري الذي وقع أخيرا بين باكستان وإيران هو تطور خطير آخر يهدد منطقتنا، وسوف تدفع المنطقة ثمنه غاليا، إن لم تعمل كل الجهات المعنية على تطويقه، قبل أن يتفاقم ويصبح طوقا آخر يخنق الجميع، ويخدم بلدانا أخرى خارجية تريد أن يقوم أحد البلدين بتدمير الآخر، وتوريطه في حرب خاسرة في…

— حمد بن جاسم بن جبر (@hamadjjalthani) January 20, 2024

اقرأ أيضاً

باكستان تعلن إنهاء الأزمة مع إيران وإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما

والجمعة، أعلنت باكستان، إنهاء الأزمة مع إيران، وإعادة العلاقات الدبلوماسية معها، بعد التوتر الذي أثارته الضربات المتبادلة ضد جماعات مسلحة على جانبي الحدود.

ونقل تلفزيون "جيو" الباكستاني عن مصادر قولها، إن اجتماعا أمنيا ضم رئيس الوزراء المؤقت أنور الحق كاكر، وقائد الجيش ورئيس أجهزة الاستخبارات، أقر إجراء لإعادة العلاقات الدبلوماسية كاملة مع إيران.

ونقلت وكالة "رويترز"، عن مكتب كاكر، أن إسلام آباد وطهران ستتمكنان من التغلب على التوتر المحدود عبر الحوار.

وقصفت إيران بالصواريخ والطائرات المسيرة الأربعاء ما قالت طهران إنها مواقع لجماعة جيش العدل داخل إقليم بلوشستان الباكستاني على الحدود مع إيران.

وردت باكستان الخميس، بقصف مواقع مفترضة لجماعة جيش تحرير بلوشستان في إقليم سيستان-بلوشيستان الإيراني.

واحتجاجا على القصف الإيراني، استدعت إسلام آباد سفيرها من طهران، وأعلنت أن السفير الإيراني المتواجد في بلاده لن يسمح له بالعودة إلى باكستان.

وقبل ذلك، استدعت طهران القائم بالأعمال الباكستاني، كما قطع رئيس الحكومة الباكستانية المؤقت زيارته إلى دافوس بسويسرا، حيث كان يفترض أن يشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي.

وتعد الضربات المتبادلة بين البلدين الأكبر من نوعها في السنوات القليلة الماضية وأثارت قلقًا بشأن اتساع رقعة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، إلا أن الجانبين أشارا بالفعل إلى رغبتهما في تهدئة التوترات. على الرغم من أن لديهما تاريخًا من العلاقات المتقلبة.

اقرأ أيضاً

هل يتصاعد التوتر بين إيران وباكستان؟

وأدت العمليات العسكرية التي قلما تحدث في منطقة بلوشستان الحدودية السهلة الاختراق والمشتركة بين البلدين، إلى زيادة التوترات الإقليمية.

وسبق أن حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، البلدين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

كما دعت الولايات المتحدة لضبط النفس رغم أن الرئيس جو بايدن قال إن الاشتباكات أظهرت أن إيران لا تحظى بقبول في المنطقة.

وتُعد محافظة سيستان بلوشستان في جنوب شرق إيران، وإقليم بلوشستان في غرب باكستان، من أكثر المناطق فقرًا في البلدين، وهما منطقتان شاسعتان تكافحان الجفاف باستمرار، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة فيهما.

ويشكل بلوشستان موطنًا لمجموعة البلوش الذين يُقدّر عددهم الإجمالي بـ10 ملايين نسمة، تعيش غالبيتهم في باكستان بما في ذلك إقليم السند، مع وجود ملايين عدة في إيران وأقلية أصغر بكثير في أفغانستان.

وتتقاسم إيران وباكستان حدوداً يبلغ طولها حوالى ألف كيلومتر (620 ميلًا) تشهد عمليات تهريب كثيرة وخصوصًا للوقود، بسبب طبيعة الحدود التي يسهل اختراقها. البلوش من المسلمين السنة، مما يجعلهم في إيران أقلية دينية وعرقية.

اقرأ أيضاً

عقب ضربات باكستان.. إيران تطالب إسلام أباد بـ"توضيح فوري"

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: بن جاسم إيران باكستان توترات تصعيد عسكري إیران وباکستان مع إیران بن جاسم

إقرأ أيضاً:

هدنة تحت المجهر.. هل يصمد وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان؟

تُعد العلاقات بين الهند وباكستان من أكثر الملفات حساسية في السياسة الدولية، نظرًا للتاريخ الطويل من النزاعات المسلحة، والاتهامات المتبادلة، والتهديدات النووية التي تلقي بظلالها على منطقة جنوب آسيا بأكملها. 

ورغم إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين الجارتين النوويتين في وقت سابق، إلا أن التصعيدات الأخيرة، سواء على المستوى العسكري أو السياسي، أعادت إلى الواجهة تساؤلات قديمة جديدة: هل يصمد هذا الاتفاق في وجه التحديات، أم أن المنطقة مقبلة على موجة جديدة من الاشتباكات؟

وفي ظل هذا المناخ المتقلب، تزداد أهمية البحث في مدى استقرار اتفاق وقف إطلاق النار، وما إذا كانت هناك تخوفات حقيقية من فشله، خاصة بعد التوترات الكلامية والحدودية الأخيرة، وتزايد التحركات العسكرية في المناطق المتنازع عليها، وفي مقدمتها إقليم كشمير.

اتفاق وقف إطلاق النار بين باكستان والهند

ورغم بعض المناكفات الحدودية واستخدام الأسلحة الخفيفة بين الطرفين على طول الحدود، لا سيما في كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية، إلا أن باكستان تميل دائمًا إلى التفاؤل بشأن استمرار هذه الهدنة، واتفاق وقف إطلاق النار، على أمل أن تتحول هذه الاشتباكات المتقطعة إلى أمن وسلام دائمين في جنوب آسيا.

وقد عبّر رئيس الوزراء الباكستاني عن هذا التوجه بشكل واضح، مؤكدًا للمجتمع الدولي أن بلاده لن تخرق الهدنة، ولن تكون سببًا في تعطيل الجهود الدولية المبذولة لإحلال الاستقرار، وخصوصًا جهود الولايات المتحدة الأمريكية، التي لعبت دورًا محوريًا في الوصول إلى هذا الاتفاق، بحسب التصريحات الباكستانية.

أما من الجانب الهندي، فرغم التصعيد الإعلامي وردود الفعل الغاضبة في الشارع، لم تُسجّل خروقات جدية داخل العمق الباكستاني منذ إعلان وقف إطلاق النار وحتى الآن، ما يشير إلى وجود التزام نسبي من قبل الهند، أو على الأقل، رغبة في تجنب مواجهة مباشرة.

لكن في المقابل، يواجه رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، ضغوطًا داخلية متزايدة، مع اتهامات بالفشل في تنفيذ وعوده المتعلقة بـ"القضاء على بؤر الإرهاب"، وهي اتهامات أطلقتها قوى قومية متشددة داخل الهند، وصلت إلى حد مطالبة البعض بمقاضاته على خلفية "التراخي"، وفق تعبيرهم، تجاه ما يرونه تهديدًا أمنيًا من داخل الأراضي الباكستانية.

ورغم هذه التوترات، تبقى الأوضاع هادئة نسبيًا، وهناك تفاؤل حقيقي في الأوساط الدبلوماسية بإمكانية استمرار هذه التهدئة، لاسيما في ظل إدراك الطرفين أن الحرب ليست في صالح أي منهما، ولا في صالح المنطقة ككل، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية وتغير التوازنات الدولية.

ورغم أن الولايات المتحدة، وعلى رأسها الرئيس دونالد ترامب، كانت الأكثر حضورًا في المشهد الإعلامي والدبلوماسي المرتبط بوقف إطلاق النار، إلا أن جهود الوساطة لم تقتصر على واشنطن وحدها، بل شاركت فيها دول عديدة، بعضها لم يُعلن عن دورها رسميًا.

الصين: كان لها دور دبلوماسي بارز، وأشاد به المسؤولون الباكستانيون، خاصة في ظل علاقات التعاون العسكري والتقني بين بكين وإسلام آباد. وقد ساهمت الصين في تهدئة الموقف عبر قنوات الاتصال مع الطرفين، رغم حساسيتها في التعامل مع الهند.المملكة العربية السعودية: لعبت الرياض دورًا مهدئًا، بحسب ما أكده كل من رئيس الوزراء الباكستاني والناطق باسم الجيش، وإن لم تُعلن تفاصيل هذا الدور بشكل رسمي، إلا أن الدعم السعودي لجهود التهدئة كان محل تقدير في إسلام آباد.بريطانيا: استجابت الحكومة البريطانية لنداءات باكستان بشأن التدخل السياسي والدبلوماسي لمنع تدهور الأوضاع، وقدمت مساهمات ووساطات عبر القنوات الخلفية، وتلقت شكرًا رسميًا من الحكومة الباكستانية.إيران: فاجأت الأوساط السياسية الدولية بدور نشط وفعّال، حيث أرسل وزير خارجيتها مبكرًا إلى كل من نيودلهي وإسلام آباد في الساعات الأولى من تصاعد التوترات. وقد خصّها رئيس الوزراء الباكستاني بالشكر في خطابه أمام البرلمان، مشيدًا بما وصفه بـ"الدور الإيراني البناء" في احتواء الأزمة، مما يجعلها من أبرز الأطراف الإقليمية المساهمة في التهدئة بعد الولايات المتحدة.سلامٌ مؤقت أم استقرار دائم؟

لا يمكن الجزم بأن اتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان سيصمد إلى أجل غير مسمى، لكنه في الوقت الراهن يُمثل فرصة ثمينة لتحويل النزاع الطويل إلى حوار دائم، خصوصًا في ظل توافر الإرادة الدولية والإقليمية لمنع اندلاع حرب جديدة.

ورغم التحديات الداخلية في كلا البلدين، والتجاذبات السياسية، يبقى الأمل معقودًا على استمرار الهدوء الحذر، وتحويله إلى خطوات دبلوماسية أكثر عمقًا، بما يُعيد رسم ملامح العلاقة بين القوتين النوويتين، ويُجنب المنطقة والعالم خطر الانزلاق إلى مواجهة لا تُحمد عقباها.

طباعة شارك الهند باكستان الهند وباكستان باكستان والهند وقف إطلاق النار اتفاق وقف إطلاق النار

مقالات مشابهة

  • هدنة تحت المجهر.. هل يصمد وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان؟
  • لماذا ألغت شيماء سيف متابعة زوجها.. ومن هو النذل الذي تقصده في رسالتها؟
  • مسؤول عسكري هندي: وقف الاشتباكات مع باكستان لا يوجد تاريخ انتهاء له.. والتنسيق بين البلدين مستمر
  • حمد بن جاسم: ترامب أنجز في جميع الملفات وغزة لا تزال تنتظر
  • المفاوضات النووية متواصلة.. إيران ترفض شروط أمريكا وتتهمها بإشعال الحروب
  • رغم التوترات.. تركيا تصعد في طلبات شنغن والرفض يتراجع
  • انطلاق القمة العربية في بغداد وسط تصاعد حدة التوترات
  • عاجل- ترامب: اتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان منع حربًا نووية
  • مصر تدعو لضبط النفس في ليبيا وتحذّر رعاياها وسط تصاعد التوترات في طرابلس
  • الشيخ حمد بن جاسم يبرز موقفين لترامب في السعودية وقطر