أكلنا العلف ولا نعرف أين سنبيت.. أهالي غزة صامدون رغم الظروف الكارثية (شاهد)
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
يستمر أهالي المناطق الشمالية في قطاع غزة المحتل، بالصمود ومواجهة كافة مخططات التهجير، مع دخول حرب الإبادة التي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي في شنّها، للشهر الرابع على التوالي، وأدّت لاستشهاد أكثر من 25 ألف فلسطيني، مع تدمير واسع للأحياء والمناطق السكنية.
وتقدر الأمم المتحدة نزوح 85 في المئة من سكان قطاع، البالغ عددهم 2.
ورصدت "عربي21" الظروف القاسية والصعبة، التي بات يعيشها السكان في شمال القطاع المحاصر.
يقول سيف، ذو 33 عاما، الذي يسكن في حي الدرج، إنه لم يغادر غزة رفضا لمخططات التهجير، مردفا: "طول عمرنا بنسمع عن النكبة وقصصها، وبدناش تصير ثاني فينا.. لو الموضوع عليا ما بطلع من باب بيتي، لكن نزحت لبيوت أقاربي في نفس الحي علشان النساء والأطفال".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Asharq News الشرق للأخبار (@asharqnews)
ويضيف سيف في حديثه لـ"عربي21" أنه ترك بيته الذي تضرر بشكل كبير بعدما تم قصف البيت الملاصق له، موضحا: "كان ذلك بعد أسابيع من بدء الحرب، وذهبت إلى بيت جدي من أمي، وكنت أتردد على البيت باستمرار لأخذ بعض الحاجيات، حتى أني نمت فيه، فوق الحجارة والركام في بعض الأحيان".
ويكشف: "كل ذلك في الشهور الأولى من الحرب، عندما كنا نعرف نعيش وكيف هي تفاصيل الحياة، لكن بعد ذلك تغيرت الأمور، وأصبحنا مثل البدو نتنقل بحثا عن الماء والطعام".
وفي السياق نفسه، يسترسل: "مرة تركنا بيتا لأحد أقاربنا في ساعة متأخرة من الليل بسبب زيادة عدد القذائف، ووصلنا إلى بيت آخر في نفس الليلة، ثم غادرنا في الصباح إلى بيت لأحد الأصدقاء، آه يمكن ننتقل لأكثر من بيت في نفس اليوم".
ويضيف سيف مازحا: "فكرت في مشروع تجاري بعد الحرب، حيث يمكن أن ينجح كثيرا في الخارج واسمه "دايت الحرب"، لأنني خسرت أكثر من 20 كيلو غراما من وزني، بسبب شح الطعام.. الدايت ليس غنيا بالبروتين ومنزوع الكربوهيدرات، هو دايت منزوع الأكل أصلا".
بدوره، يقول محمد، ذو 40 عاما، وهو الذي كان يعمل ممرضا في مجمع الشفاء الطبي: "عشت كل نزوح ومحاصرة المستشفيات من الشفاء إلى المعمداني إلى الشفاء مرة أخرى".
ويضيف محمد في حديثه لـ"عربي21": "أنا الآن في مستشفى أصدقاء المريض، وتمكنا بجهود بعض العاملين في الجهاز الطبي من إعادة تشغيله على نظام للطاقة الشمسية، مع إعادة بعض غرف العمليات إلى الخدمة".
ويكشف: "كنت لا أرى زوجتي وابنتي لأسابيع طويلة، ومرة في منتصف الحرب، ذهبت لزيارتهم في بين عائلتها حيث تقيم حاليا، كانوا لم يذوقوا الأرز أو الخبز لأكثر من أسبوعين، نجوا على صنف واحد وهو المهلبية التي يقومون بتحضيرها من الحليب والنشا".
ويردف: "عرفت أن ابنتي تناولت خلال فترة شهر فقط أكثر من شريطين من دواء "فلاجيل" وهو مطهر للمعدة بسبب النزلات المعوية المتكررة والمياه الملوثة".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Al Hadath الحدث (@alhadath)
من ناحيته، يقول عبد الرحيم، ذو 37 عاما، إنه يقيم حاليا في سيارته الشخصية مع أخيه وأخته الذين نجوا فقط من القصف، بعدما فقد والده ووالدته وزوجته وابنيه وبعض إخوانه.
ويضيف عبد الرحيم في حديثه لـ"عربي21": "أنتقل بالسيارة للضرورة فقط، للهروب من القصف، والاستهداف الإسرائيلي، وأعيش فيها مع إخوتي في ظروف كارثية، لا يوجد طعام، والطحين والأرز إذا توفر يكون ثمنه خياليا".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة شبكة قدس | Quds network (@qudsn)
ويكشف: "اشتريت شوال علف وهو قمح مخلوط ببعض المواد التي لا أعرفها، المخصصة لإطعام الأرانب، وطحنته وأعددنا منه خبزا لنا وللعائلة التي نصفّ سيارتنا أمام بيتهم، ونستخدم حمامهم وبيتهم أحيانا من أجل تبديل الملابس، وخلاف ذلك".
ويشير: "أنا لا أعيش في بيت ولا في خيمة ولا في بيت لمعارفي.. أنا أعيش في السيارة، ولا أعرف ماذا سأفعل غدا سوى محاولة شحن بطارية السيارة من أجل الاستمتاع للراديو وتشغيلها بسهولة حل اضطررت للهرب".
ويقول: "سآكل العلف دون خجل وأشرب المياه الملوثة دون خجل أو حرج، ولن أجعل موتي سهلا لهذا العالم معدوم الضمير".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة فلسطيني فلسطين غزة قطاع غزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أکثر من
إقرأ أيضاً:
طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء الحرب
"يبدو الأمر كما لو أن زلزالا دمّر مدينة غزة، هناك الكثير من الأنقاض التي تملأ الشوارع بحيث يصعب المشي، من المستحيل أن تمر سيارة بسهولة"، بهذه الكلمات لخص جراح العيون محمد مسلّم لصحيفة لوموند الفرنسية الأوضاع في غزة بعد انتهاء الحرب التي استمرت لعامين كاملين.
وقالت لوموند إن الدكتور مسلّم (40 عاما) كان في حالة من الذهول عند دخوله غزة، وهي صدمة عاشها كل من دخل المدينة من جيرانه وأصدقائه، كما أكد للصحيفة في حوار عبر الهاتف.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الدويري يحذر العائدين لشمال غزة من مخلفات جيش الاحتلالlist 2 of 2نصف مليون يعودون إلى غزة وأرقام صادمة عن الدمار الهائلend of listوأضاف الطبيب "حيثما وليت وجهك ترى أنقاضا في كل مكان".
وتابعت أن الدكتور مسلّم اضطر الشهر الماضي لمغادرة منزله بغزة رفقة زوجته وأطفاله الـ3 بسبب القصف الإسرائيلي الذي لم ينقطع، ولجأت الأسرة إلى منطقة قريبة، لكن شدة القصف دفعتهم إلى المغادرة "بقلوب مكسورة، وشعور بأننا لن نرى مدينتنا مرة أخرى".
وانتهى به الأمر باستئجار شقة باهظة الثمن في دير البلح، في وسط القطاع، مع عائلته وبينهم والداه المسنّان اللذان يحتاجان إلى رعاية طبية.
عاد الدكتور مسلّم -تتابع لوموند- إلى غزة مشيا على الأقدام مع آلاف النازحين بعد بدء اتفاق وقف إطلاق النار، ليفاجأ بالوضع الكارثي للمدينة، وتساءل في حديثه للصحيفة "كيف سنقوم بالإصلاح في غياب الأسمنت؟ في أي ظروف سنعيش في ديارنا؟ أين سيعود أولئك الذين لم يعد لديهم منازل؟".
وندد مسلّم بسياسة العقاب الجماعي والتطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تعرض لها الفلسطينيون في غزة خلال عامين من الحرب التي شنتها إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 67 ألف شخص، بحسب ما صرح به للوموند.
لم يسلم القطاع الصحي نفسه من القصف والاعتقال، فهناك 1590 شهيدا من الكوادر الصحية، بينهم 157 طبيبا.
وتساءل "ماذا فعل سكان غزة ليُعرضوا للتشريد والدمار والقصف على هذا النطاق؟".
من بين القتلى، يفكر محمد مسلّم في الطاقم الطبي الذي قُتل في الغارات الإسرائيلية، كما لا تغيب عن باله صور الجرحى في غزة الذين عالجهم.
إعلانوصرح للوموند قائلا "في أحاديثنا بين الأصدقاء، نقول غالبا إن معركة جديدة تنتظرنا بعد انتهاء هذه الحرب، هذه المعركة هي التي يجب خوضها للتغلب على المعاناة الهائلة التي عانيناها، وعلى الحزن على أحبائنا الذين قُتلوا، ولإعادة بناء غزة، وللحصول على حقوقنا مثل عدم العيش تحت الحصار، ولإعادة حياتنا إلى مسارها الطبيعي".
استهداف الأطر الطبيةوإلى حدود أغسطس/آب الماضي ذكرت الإحصائيات الفلسطينية أن ثلثي المستشفيات باتا خارج الخدمة، وتقلصت أجهزة التشخيص والعمليات بشكل كبير، في حين اختفت الأدوية الضرورية من رفوف الصيدليات، تاركة أكثر من 300 ألف من ذوي الأمراض المزمنة في مواجهة مباشرة مع الجوع والمرض.
وأضافت وزارة الصحة في غزة وقتها أن 6 آلاف و758 من ذوي الأمراض المزمنة توفوا منذ بداية الحرب، نتيجة انقطاع العلاج أو منعهم من السفر لتلقيه.
كما سجلت المراكز الصحية 28 ألف حالة سوء تغذية خلال العام الجاري، ويدخل يوميا نحو 500 شخص المستشفيات بسبب مضاعفات الجوع.
ولم يسلم القطاع الصحي نفسه من القصف والاعتقال، فهناك 1590 شهيدا من الكوادر الصحية، بينهم 157 طبيبا. كما اعتُقل 361 من الطواقم الطبية، ولا يزال 150 منهم رهن الاعتقال، بينهم 88 طبيبا.