نتنياهو يريد توريط أميركا.. وحزب الله قد يبادر!
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
اصبح السؤال الأساسي الذي يُطرح في المرحلة الراهنة في ظلّ استمرار الحرب على غزّة وجبهة الإسناد المشتعلة على الحدود الجنوبية للبنان هو حول ما إذا كان موقف الأطراف المعنية بشكل مباشر بالحرب سيبقى على ما هو عليه اليوم، بمعنى آخر هل يُمسك طرفا النزاع بموقفهما الرافض لتدحرج المعركة نحو اتجاه قد يُعرف من أين يبدأ ولا يُعرف من أين ينتهي؟!
في الوقت الحالي من الواضح أن رئيس وزراء العدوّ الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال يرغب باستمرار الحرب على قطاع غزّة إضافة إلى رغبته الضمنية بتوسيع الحرب مع الجبهة اللبنانية، الا أنه بحاجة قبل الذهاب الى هذا المستوى من التصعيد مع لبنان الى ضمان وقوف الولايات المتحدة الاميركية عملياً إلى جانبه في هذه الخطوة.
وترى مصادر عسكرية مطّلعة، أنه بالتوازي مع موقف نتنياهو الذي لا يزال على حاله، ثمة موقف لحزب الله، الذي لا يبدو أنه ثابت على الإطلاق، إذ إن "الحزب" ،الذي لم يكن يريد الدخول في حرب واسعة منذ أشهر فائتة وحتى أيام ماضية، بات اليوم لا يضع خطاً أحمر أمام فكرة الانزلاق اليها، بل غير مستعدٍّ لتحمّل تكلفة عدم تدحرج المعركة إلى حرب مفتوحة. وبمعنى آخر، يبدو أن ردود فعل "الحزب" تجاه تجاوزات "تل أبيب" لن تبقى محدودة، وقد يلجأ للمبادرة الى التصعيد من تلقاء نفسه من دون انتظار تصعيد اسرائيلي، وهذا الأمر يعني أن واشنطن ستُحشر في الزاوية بعد أن عجزت على الضغط على حكومة العدوّ لعدم تجاوز الخطوط الحمر مع "الحزب" وتجد نفسها في الوقت نفسه غير قادرة على دعم حليفها بالشكل ذاته الذي كان عليه مع بداية معركة طوفان الأقصى.
كلّ ذلك يؤكّد أن الأمور لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات، والأهم من هذا المشهد أنّ الولايات المتحدة الاميركية لا تملك خيارات في التصعيد لا من قريب ولا من بعيد مع اقترابها أكثر من الانتخابات الرئاسية، وفي هذه الحالة فإن الرّهان على الاستقرار في المنطقة لن يكون مؤاتياً للادارة الحالية إذ قد يؤدّي الى خسارتها المعركة وهذا ما حتماً لا تريده واشنطن على الاطلاق. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
صراع الحياد والولاء في ظل التصعيد الإسرائيلي الإيراني.. هل ينزلق لبنان لحرب جديدة؟
مع تصاعد عدوان الاحتلال الإسرائيلي على إيران، بات لبنان يجد نفسه أمام اختبار جديد لسياسته الخارجية القائمة على "النأي بالنفس"، وسط قلق متزايد من انزلاقه لمواجهة عسكرية جديدة بعد إعلان جماعة "حزب الله" انحيازها لإيران وعدم وقوفها على الحياد.
وبحسب وكالة "الأناضول" فإنّ: "هذا القلق يأتي بينما لم يطوِ لبنان بعد صفحة العدوان الإسرائيلي الذي اندلع في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، مخلفا أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح ودمار واسع".
وتابعت الوكالة، عبر تقرير لها: "رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، إلا أن إسرائيل ارتكبت آلاف الخروقات له، خلّفت ما لا يقل عن 216 قتيلا و508 جرحى، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية".
وأضافت: "ينقسم الموقف اللبناني بين تصريحات رسمية تتمسك بعدم التورط في حرب إسرائيل على إيران والتزام الحياد، وخطاب عسكري يفتح الباب أمام احتمال اندلاع مواجهة جديدة"؛ فيما تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، منذ 13 يونيو، عدوانا، على إيران، استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين.
من جهتها، ردّت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه عمق الاحتلال الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.
إلى ذلك، قال الصحفي طوني عيسى، في حديثه لـ"الأناضول"، إنّ: "بلاده تعيش حالة من الترقب إزاء تطور العدوان الإسرائيلي على طهران"، متابعا: "حتى الآن لم تظهر النتائج أو الترددات المحتملة على المنطقة ككل وعلى لبنان".
"لذلك يبقى هناك مجال للانتظار لأي سيناريوهات سوف يقبل عليها الوضع العسكري، والوضع السياسي بين إيران وإسرائيل وبين إيران والولايات المتحدة والغرب إذا دخلت قوات أخرى في مرحلة لاحقة" بحسب عيسى. وهو ما جعل المحلل السياسي اللبناني، توفيق شومان، يتّفق معه بالقول: "البلاد تعيش حالة ترقب ناجمة عن العدوان الإسرائيلي على إيران".
وأوضح شومان، في حديثه لـ"الأناضول" أنّ: "هذا الترقب ممتزج بمسار الحرب ونتائجها"، مشيرا إلى: "وجود مخاوف من توسيع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، خصوصا أن تل أبيب لم تلتزم بوقف إطلاق النار المعلن في 27 نوفمبر الماضي".
أما الصحفي والمحلل السياسي قاسم قاسم، فقال لـ"الأناضول" إنّ: "الحرب الإسرائيلية على إيران قد انعكست سلبا على القطاع الاقتصادي بلبنان، إذ أثرت على الموسم السياحي الذي كان ينتظره البلاد في هذا الصيف".
أيضا، أورد التقرير أنه: "على غرار الدول المحيطة، تأثرت حركة الملاحة الجوية في بيروت بسبب الصواريخ الإيرانية حيث ألغت العديد من شركات الطيران رحلاتها الجوية من وإلى مطار بيروت، كما أُعيد جدولة مواعيد رحلات أخرى لأسباب أمنية".
ومضى بالقول إنّه: "في لبنان، تتباين المواقف إزاء الانحياز إلى إيران من عدمه، حيث يؤكد الموقف الرسمي على سياسة "النأي بالنفس"، إلا أن "حزب الله" أعلن انحيازه لطهران. وصدر الموقف الرسمي من هذه الحرب عن كل من الرئيس اللبناني جوزاف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس البرلمان نبيه بري".
وأكّد عون في 16 حزيران/ يونيو الجاري، على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإبعاد لبنان عن الصراعات التي لا شأن له بها، معربا عن أمله في ألا يؤثر الوضع الإقليمي على الفرص المتاحة أمام لبنان. فيما دعا أيضا، المجتمع الدولي، إلى التحرك فوراً لمنع دولة الاحتلال الإسرائيلي من تحقيق أهدافها.
أما سلام فقد شدد على "ضرورة الحؤول دون توريط لبنان في أي شكل من الأشكال بالحرب الدائرة لما يترتب علينا من تداعيات لا علاقة لنا بها". بينما قال بري إن "لبنان لن يدخل الحرب 200 بالمئة وإيران ليست بحاجة لنا بل إسرائيل هي التي تحتاج دعماً".
وفي آخر تصريح لأمين عام "حزب الله" نعيم قاسم، قال إننا "لسنا على الحياد في حزب الله بين حقوق إيران المشروعة واستقلالها وبين باطل أميركا وعدوانها، ونتصرفُ بما نراه مناسبا في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأميركي على إيران".