صنعاء- باتت الضربات الأميركية والبريطانية على العاصمة اليمنية صنعاء، وعلى محافظات أخرى تقع تحت سيطرة جماعة أنصار الله الحوثيين، تثير مزيدا من القلق في الأوساط الشعبية، وتبعث على المخاوف من تداعياتها الاقتصادية ومخاطرها الأمنية على حياة المدنيين، رغم أنها حتى الآن تستهدف مواقع عسكرية.

ومع ساعات فجر اليوم الثلاثاء، شن الطيران الأميركي والبريطاني 18 غارة جوية، منها 12 غارة استهدفت صنعاء، خاصة في شمالها، وطالت قاعدة الديلمي الجوية الملاصقة لمطار صنعاء الدولي، إلى جانب قصف معسكري السواد والحفا جنوب العاصمة.

وبحسب الناطق العسكري لجماعة أنصار الله الحوثيين العميد يحيى سريع، فإن "طيران العدوان الأميركي البريطاني شن 12 غارة على العاصمة صنعاء، و3 غارات على محافظة الحديدة، وغارتين على محافظة تعز، وغارة على محافظة البيضاء"، وأكد أن "هذه الاعتداءات لن تمر دون رد وعقاب".

الهدف "إضعاف الحوثيين"

قالت القيادة المركزية الأميركية إن قواتها وقوات المملكة المتحدة، وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، شنوا ضربات جوية على 8 أهداف في المناطق التي يسيطر عليها من أسمتهم "الإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن"، والتي تستخدم لمهاجمة السفن التجارية الدولية، والسفن البحرية الأميركية في المنطقة.

وذكرت القيادة المركزية الأميركية -في بيان لها- أن الضربات شملت أنظمة صواريخ، وقاذفات، وأنظمة دفاع جوي، وأجهزة رادار، ومنشآت تخزين، وأشارت إلى أن "هذه الضربات تهدف إلى إضعاف قدرة الحوثيين على مواصلة هجماتهم المتهورة وغير القانونية، على ممرات الشحن التجاري الدولي والسفن الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن".

وكانت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا قد نفذت في 12 يناير/كانون الثاني الجاري أولى ضرباتها الجوية على صنعاء، وعلى محافظات صعدة وحجة وتعز والحديدة وذمار، كما أطلقت صواريخ توماهوك من غواصات وبوارج حربية، وبلغ عدد الغارات 100 غارة بالطيران والصواريخ، وطالت أكثر من 60 هدفا لمواقع عسكرية تحت سيطرة الحوثيين.

"حارس الدمار"

وفي تصريحات صحفية له حول ضربات اليوم الثلاثاء، قال القيادي البارز في جماعة أنصار الله محمد علي الحوثي "نقول للأميركي: لست حارسا للازدهار، بل حارسا للدمار، وجرائمك التي ترتكبينها في اليمن هي من أجل أن يستمر القتل والدمار في غزة".

وأضاف الحوثي أن "الأميركيين والبريطانيين هم من اعتدوا على بلدنا، ونحن سنستمر في الرد على الاعتداءات مهما كانت قوتهم، ونحن بالله أقوى، ولا نخشى الهزيمة".

وأكد قائلا "هدفنا واضح، هو إيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة وفك الحصار، وإيصال الغذاء والدواء للشعب الفلسطيني في القطاع، بينما هدف أميركا وبريطانيا هو دعم الكيان الصهيوني وتدمير غزة وتهجير سكانها".

مدى تأثير الضربات

ورأى رئيس مركز أبعاد للدراسات عبد السلام محمد أن "المرحلة الأولى من الضربات الأميركية والبريطانية كانت تستهدف المنصات المعدة للإطلاق، مثل الصواريخ الباليستية والمجنحة والمسيرات، لكن اليوم انتقلت الضربات إلى استهداف مخازن الصواريخ والمسيرات.

وبشأن تأكيد الحوثيين أن "هذه الضربات غير مؤثرة، وتقصف المقصوف في المواقع التي استهدفها تحالف السعودية والإمارات خلال السنوات الماضية" قال الباحث "هم يقولون ذلك من باب التقليل من أهمية الضربات، لكنها مؤثرة، وستتواصل الضربات بشكل مستمر حتى تؤتي أكلها وتخضع الحوثيين".

وأضاف عبد السلام محمد في حديثه للجزيرة نت أن "قرار وقف تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر قد اتخذ على المستوى الدولي، وقد يمتد لسنوات، ويبدو أن قرار الاتحاد الأوروبي تشكيل قوة لحماية الملاحة التي تمر من باب المندب يأتي في هذا الاتجاه، وربما تكون هناك عملية عسكرية لإبعاد الحوثيين عن سواحل البحر الأحمر".

واعتبر الباحث أن "مواجهة الحوثيين لقوى دولية عظمى وضعتهم في خانة الجماعات الإرهابية، وهو ما يعني أن هزيمتهم باتت مهمة دولية، أكثر مما هي مهمة يمنية أو إقليمية".

وتوقع الباحث نفسه، أن تنتقل الضربات الأميركية البريطانية إلى مرحلة "استهداف القيادات العسكرية الحوثية، وإيلام جماعة أنصار الله الحوثيين بشكل أكبر، وإخضاعهم وإجبارهم على وقف استهداف الملاحة والسفن في البحر الأحمر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الضربات الأمیرکیة البحر الأحمر أنصار الله

إقرأ أيضاً:

بيان خليجي أوروبي يدعو الحوثيين إلى وقف هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن

أكد بين مشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي، دعمه لعملية سياسية شاملة بقيادة يمنية وبرعاية الأمم المتحدة، للتوصل إلى حل دبلوماسي مستدام وشامل للنزاع الذي تشهده البلاد من زهاء عقد من الزمن.

 

وشدد البيان في ختام الاجتماع الوزاري المشترك التاسع والعشرين بالكويت، على أهمية حماية الأمن البحري والممرات المائية، والتصدي للأنشطة التي تهدد الأمن الإقليمي والعالمي، بما في ذلك الهجمات على السفن التجارية.

 

ودعا الحوثيين إلى المشاركة الفعالة في محادثات السلام لإنهاء الأزمة، ووقف تهديداتهم وهجماتهم في البحر الأحمر، وضمان المرور الآمن للسفن والبحارة.

 

وطالب الحوثيين بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع العاملين في المجال الإنساني المحتجزين تعسفيا.

 

وفي وقت سابق قال خلدون باكحيل، المستشار الإستراتيجي في مركز جنيف لحوكمة قطاع الأمن، إن إنهاء الحرب في اليمن يتطلب مفاوضات على مستوى النخب تشمل جميع القوى الفاعلة، قائلاً: لا يمكن تصور يمن مستقر دون الحوثيين أو الإصلاحيين أو القبائل. إشراكهم جميعًا أمر ضروري لتحقيق الاستقرار.

 

وتوقع عدم وجود حل عسكري قريب للنزاع، في الوقت الذي تتابين فيه أجندات السعودية والإمارات باليمن في ظل دعم إيران للحوثيين شمالي اليمن.

 

وقال إن غياب الدور الأمريكي الفاعل بشأن الصراع في اليمن يضر بالمصالح الأمنية لواشنطن ويفسح المجال أمام روسيا والصين لملء الفراغ.

 

وأضاف أن الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من عقد دخلت مرحلة جمود، في ظل انقسام حاد داخل الحكومة المعترف بها دوليًا في عدن، وتحديات متصاعدة تواجه جماعة الحوثيين في صنعاء.

 

وانتقد الخبير ما وصفه بـ"سياسة اللا سياسة" الأمريكية تجاه اليمن، مشيرا إلى أن الصين تتبع "نهجًا متوازنًا وذكيًا" من خلال الحفاظ على قنوات اتصال مع جميع أطراف الصراع، بما في ذلك الحوثيون والحكومة اليمنية، مع الاستمرار في تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع دول الخليج.

 

وأكد أن "كلا الطرفين – الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والحوثيون – يواجهان تحديات سياسية وعسكرية واقتصادية كبيرة".


مقالات مشابهة

  • بيان خليجي أوروبي يدعو الحوثيين إلى وقف هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن
  • الشباب والرياضة تدعم أنشطة نادي القيادات الشبابية بمحافظة البحر الأحمر
  • الأمم المتحدة تدين حملة الاعتقالات الحوثية المستمرة لموظفي منظمات أممية في صنعاء
  • الصحة اللبنانية: غارة إسرائيلية بمسيرة تستهدف جرافة جنوبي البلاد
  • غارة إسرائيليّة جديدة على جنوب لبنان... ماذا استهدفت إسرائيل؟ (صور)
  • الأمم المتحدة تعلن احتجاز الحوثيين 9 من موظفيها باليمن
  • بالصور: غارة إسرائيلية تستهدف سيارة بين دير عامص وصدقين
  • خيار الضربات على الطاولة.. هل تقترب واشنطن من استهداف فنزويلا؟
  • تحليل للجزيرة يكشف حقيقة التحركات العسكرية الأميركية نحو الشرق الأوسط
  • إغلاق بنك الرافدين العراقي في صنعاء.. تضييق مستمر لشبكات التمويل الحوثية