الخماسية تعدّ لمقاربة جديدة لانتخاب الرئيس تتجاوز المواصفات
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
كتب محمد شقير في"الشرق الاوسط": حسم رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، الجدل حول الأسباب الكامنة وراء تأجيل اللقاء الذي كان يفترض أن يُعقد أمس بينه وبين سفراء الدول الأعضاء في «اللجنة الخماسية» لدى لبنان، بتأكيده لـ«الشرق الأوسط»، بعد استقباله على التوالي السفير السعودي وليد بخاري وسفير مصر علاء موسى، أن سبب تأجيله يعود لارتباط بعض السفراء بمواعيد سابقة اضطرتهم للاعتذار عن حضورهم اللقاءات، ما استدعى طلب تأجيله إلى موعد لاحق.
وجزم الرئيس بري، كما أبلغ من السفيرين بخاري وموسى، أنه ليس هناك خلاف سياسي بين سفراء دول «اللجنة الخماسية» في مقاربتهم للملف الرئاسي، وقال إنهم سيعودون لاحقاً للقائه فور انعقاد «الخماسية» على مستوى ممثلي الدول الأعضاء فيها، خصوصاً وأن المشاورات لم تنقطع بينهم، وأن مكان انعقاد «الخماسية» لا يزال قيد البحث، وقد يعقد في واحدة من العواصم: الرياض أو باريس أو القاهرة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن التأجيل تم بناء لرغبة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان، ليزا جونسون، التي ارتأت أنه من الأفضل «أن نجلس معاً أولاً لتنسيق الموقف والتأكيد على وحدة الرؤية في مقاربتنا للملف الرئاسي»، استباقاً لجولة السفراء التي يستهلونها بلقاء الرئيس بري أولاً، ومن ثم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورؤساء الكتل النيابية.
وفي هذا السياق، تأكد لـ«الشرق الأوسط» أن الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان يواصل اتصالاته بممثلي الدول الأعضاء في اللجنة «الخماسية»، وهو التقى المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلَولا، قبل أن يتوجه إلى الدوحة للقاء كبار المسؤولين القطريين المولجين مواكبة الملف الرئاسي.
ولفت مصدر دبلوماسي غربي إلى أن لودريان سعى في لقاءاته في الرياض والدوحة لعقد لقاء سعودي - فرنسي - قطري، تمهيداً للقاء موسع لـ«الخماسية»، وقال إن الهدف من اللقاء، كما علمت «الشرق الأوسط»، الاتفاق على مقاربة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، بحيث لا تبقى محصورة بالمواصفات التي يجب أن يتمتع بها الرئيس العتيد، على أن تُطرح في اللقاء الموسّع لـ«الخماسية»، لأن هناك ضرورة لخلق دينامية سياسية تدفع باتجاه التوافق على مقاربة جديدة أكثر فاعلية من المقاربة المطروحة حالياً.
وأكد المصدر نفسه أن هناك ضرورة لخفض التصعيد في جنوب لبنان، والضغط على إسرائيل لمنعها من توسعة الحرب في غزة نحو الجبهة الشمالية. وقال إن المستشار الرئاسي الأميركي أموس هوكستين كان زار باريس قبل مجيئه إلى بيروت، سعياً وراء تهيئة الأجواء لتطبيق القرار «1701».
وشدّد على أن هناك ضرورة للفصل بين التصعيد الدائر في جنوب لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية، مع أن خفضه على امتداد الجبهة الشمالية يسهم في تسريع انتخاب رئيس للجمهورية، وكشف أن باريس لم تنقطع عن التواصل مع «حزب الله» في سياق الجهود المبذولة لمنع انزلاق الجبهة الجنوبية نحو الحرب من جهة، ولعدم ربط انتخاب الرئيس بوقف العدوان على غزة، مع أن هناك ضرورة لوقفه.
وعدّ المصدر الدبلوماسي نفسه أن مجرد الربط يعقّد انتخاب رئيس للجمهورية الذي لا يزال موضع اهتمام من قبل المجتمع الدولي، من دون أن يعني عدم الالتفات إلى الوضع المشتعل في الجنوب والعمل لمنع توسعة الحرب، وهذا يبقى «شغلنا الشاغل، بغية عدم الربط بين الوضع في الجنوب وانتخاب الرئيس».
ونوّه المصدر بموقف السعودية المتقدم لجهة الإسراع بانتخاب الرئيس من دون دخولها في الأسماء، لأن لبنان لا يحتمل في ظل الظروف الطارئة التي يمر بها التمديد للشغور في رئاسة الجمهورية، وهذا ما ظهر للعيان من خلال اللقاءات التي يعقدها السفير البخاري مع معظم القوى السياسية والمرجعيات الروحية لحثها على إخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: رئیس للجمهوریة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
رئيس الوفد الروسي: راضون عن النتائج التي حققناها في مفاوضات إسطنبول
في ختام جولة المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا التي عُقدت في إسطنبول، أعلن فلاديمير ميدينسكي، رئيس الوفد الروسي، عن رضا موسكو العام عن نتائج المحادثات، معبّرًا عن استعداد بلاده لمواصلة الحوار.
وأشار ميدينسكي إلى أن الطرفين توصلا إلى اتفاق لتبادل 1000 أسير من كل جانب، وهو أكبر تبادل منذ اندلاع النزاع في عام 2022، واصفًا ذلك بأنه خطوة إيجابية نحو بناء الثقة.
زلزال يضرب أنقرة أثناء مصافحة أردوغان لـ زيلينسكي
المستشار الألماني: زيلينسكي أخطأ بالذهاب إلى تركيا وعقوبات جديدة ضد روسيا
كما تم الاتفاق على تقديم مقترحات مكتوبة بشأن وقف إطلاق النار، مع وجود احتمال لعقد لقاء بين الرئيسين بوتين وزيلينسكي، وهو ما ستدرسه موسكو.
ورغم هذه التطورات، لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، إذ رفضت روسيا مقترحًا بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا قدمته الولايات المتحدة وأوروبا، وطرحت بدلاً من ذلك مطالب تتضمن انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق متنازع عليها، وهو ما رفضته كييف.
من جانبه، انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عدم حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمحادثات، معتبرًا ذلك دليلاً على عدم جدية موسكو في السعي للسلام. كما أشار إلى أن الوفد الروسي لا يمتلك الصلاحيات الكافية لاتخاذ قرارات حاسمة، مما يعيق تقدم المفاوضات.
وعلى الصعيد الدولي، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن تحقيق تقدم حقيقي في المفاوضات يتطلب لقاءً مباشرًا بين الرئيسين ترامب وبوتين، وهو ما أبدى الطرفان استعدادًا مبدئيًا له، رغم استمرار الشكوك حول جدوى المفاوضات الحالية.
تأتي هذه المحادثات في ظل استمرار العمليات العسكرية، حيث شهدت مناطق مثل كوبيانسك هجمات بطائرات مسيّرة، مما يعكس هشاشة الوضع الميداني. ورغم هذه التحديات، تعتبر هذه الجولة من المفاوضات خطوة أولى نحو استئناف الحوار المباشر بين الطرفين بعد انقطاع دام ثلاث سنوات.