بلومبيرغ: كيف تُؤثّر الفوضى في البحر الأحمر على أرباح الشركات؟
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
نشر موقع "بلومبيرغ" الأمريكي، تقريرًا، عن "التحديات التي تواجه قطاع الشحن البحري العالمي وتأثيرها على الاقتصاد العالمي"، مشيرًا إلى "وجود اضطرابات كبيرة في سلسلة التوريد العالمية تؤثّر على أرباح الشركات العالمية".
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه "مع استمرار تأثير أزمة البحر الأحمر على شحنات كل شيء من السيارات إلى الطاقة، أصبح ظهور ارتفاع التكاليف وضغوط سلسلة التوريد في تقارير أرباح الشركات مسألة وقت".
وقد حذرت العديد من الشركات بالفعل من هذا التأثير. حيث تخطط شركة "تيسلا" لصناعة السيارات الكهربائية لوقف الإنتاج، لمدة أسبوعين، في مصنع ألماني بسبب تأخير الشحن، بينما أعلنت شركة "فولفوكار" السويدية عن توقف الإنتاج، لمدة ثلاثة أيام، في مصنعها البلجيكي. وقد أشارت شركات التجزئة البريطانية مثل "تيسكو" ومجموعة "ماركس آند سبنسر" إلى مخاطر ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين.
وأشار الموقع، إلى أن "ذلك كله سببه اضطرار السفن لاتخاذ مسارات طويلة لتجنب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وهو ممر مائي يمر عبره أكثر من 12 بالمائة من التجارة البحرية العالمية". فيما يحذّر محافظو البنوك المركزية من ارتفاع التضخم الذي قد يعيق تخفيضات أسعار الفائدة. وبالنسبة للعديد من الشركات، وخاصة في أوروبا، فإن ذلك يزيد من أوقات العبور، ويؤدي لزيادة فواتير الشحن وتكاليف التأمين، مما يجبر المحلّلين على إعادة التفكير في تقديرات أرباح الشركات للسنة المقبلة.
وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، تراجعت التوقّعات المجمّعة لأرباح شركات صناعة السيارات بنسبة 5 في المائة، وذلك حسب البيانات التي جمعتها "بلومبرغ". ومن ناحية أخرى، أصبحت شركات الشحن الرابحين الجدد مع ارتفاع أسعار الحاويات بنسبة 300 في المائة على بعض الطرق، حيث ارتفعت تقديرات أرباح مؤشر النقل في أوروبا بنسبة 7 في المائة في أسبوعين فقط.
وفيما يلي نظرة على كيفية تشكيل الأرباح لمختلف القطاعات:
الشحن والتأمين
إذا استمرت تكاليف شحن الحاويات الحالية، فقد تزيد من التضخم الرئيسي في المملكة المتحدة ومنطقة اليورو اعتبارًا من أواخر سنة 2024 وأوائل سنة 2025، وذلك وفقًا لتقديرات "بلومبرغ إنتليجنس". لكن الأحداث تعمل على تعزيز ثروات شركات الشحن العالمية، مثل "ميرسك" في أوروبا، وشركة "زيم" المدرجة في الولايات المتحدة، وشركة "ميتسوي" اليابانية. ومن المفترض أن تستفيد شركات التأمين أيضًا، حيث تزيد شركات التأمين الأقساط عشرة أضعاف على بعض طرق الشحن.
وأورد الموقع أن شركة "ميرسك" بشكل خاص تمتعت بعدد كبير من التوصيات السعودية. حيث قام بنك أمريكا مؤخرًا بمضاعفة تقديرات أرباح الشركة الدنماركية لسنة 2024، في حين تعتقد شركة "غولدمان ساكس" غروب أن الزيادة الهائلة في التدفق النقدي الحرّ قد يسمح لها بإعادة رأس المال إلى المساهمين.
ويتوقع ديفيد فيرنون، من شركة سانفورد سي بيرنشتاين، زيادة في أرباح شركات الخدمات اللوجستية أيضًا، بما في ذلك وكلاء الشحن، إذا لجأت الشركات التي نفذت منها خيارات الشحن إلى الشحن الجوي. ووفقًا لفيرنون، فإن الشحن الجوي هو الفائز بالتأكيد، مشيرًا إلى شركات مثل "فيديكس ودي إتش إل" كَمستفيدين محتملين.
تجار التجزئة
أشار الموقع إلى أن شركة "نيكست"، التي تستورد معظم منتجاتها الخاصة بالأزياء والمنازل من آسيا، من بين أوائل تجار التجزئة الذين أعربوا عن مخاوفهم من حدوث ضربة قوية.
وأكد الموقع أن شركة "بريمارك" المملوكة لـ"أسوشيتد بريتش فودز" وشركة "هينيس وموريتز" معرضة بشكل كبير للخطر المؤثر على الشحن البحري، وذلك وفقًا للمحلل ريتشارد تشامبرلين. من شركة "آر بي سي"، في حين أن مصادر شركة "أنديتيكس" المالكة لشركة "زارا" تأتي في الغالب من البلدان المجاورة. وعلى نحو مماثل، سلطت شركة "برايان غارنييه" الضوء على شركة التجزئة الفرنسية للأثاث "ميزون دو موند" باعتبارها معرضة للخطر للغاية، حيث تشتري 75 في المائة من بضائعها من آسيا وتنقل 90 في المائة منها عن طريق البحر.
وقال بيرنشتاين، إن "التعطيل المطول سيؤثر على علامات تجارية عالمية مثل نايكي وأديداس وكابري القابضة المحدودة. وتكمن المشكلة بالنسبة لمثل هذه الشركات في أن الخلفية الاقتصادية قد تجعل من الصعب تمرير تكاليف أعلى للمستهلكين". وحسب فريديريك كارير، من "آر بي سي" لإدارة الثروات، فقد "يتعين على الشركات استيعاب ذلك، الأمر الذي من شأنه أن يعيق هوامش الربح".
السيارات
أوضح الموقع نفسه، أن شركتي "تيسلا" و"فولفو" للسيارات كانتا من شركات صناعة السيارات الوحيدتين اللتين أعلنتا عن توقف الإنتاج، لكن مثل هذه التأخيرات "قد تمثل خطرا جديدا على إنتاج المركبات الخفيفة هذه السنة"، وفقا لمورغان ستانلي.
مع ذلك، يعتقد معظم الناس، أن الصناعة لن تشهد مشاكل مشابهة لفترة كوفيد. وحسب جون مورفي، وهو محلل بنك أميركا، فإنه "رغم التأثير السلبي لارتفاع تكلفة الوقود وأسعار الشحن، وزيادة أيام المساحة الإضافية المستأجرة على أرباح وخسائر الشركات، فإن تكاليف النقل أقل بنحو 57 في المائة من مستويات كوفيد".
الطاقة
أفاد الموقع بأن "التأثير على أسعار النفط الخام كان ضعيفًا نسبيًا هذه السنة، لكن ذلك قد يتغير إذا تسبب الصراع المطول في نقص الإمدادات". مع ذلك، تستعد أسواق النفط لاضطرابات، قد تستمر لأسابيع، حيث يمر عدد أقل من الناقلات عبر مضيق باب المندب، وذلك بحسب بيانات فورتيكسا. وتظهر الأرقام أن عدد السفن التي تحمل منتجات بترولية خام أو قذرة مثل زيت الوقود، انخفض بنسبة 25 في المائة منذ 19 كانون الثاني/ يناير من السنة الماضية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية البحر الاحمر الاقتصاد العالمي فترة كوفيد صحافة صحافة صحافة سياسة من هنا وهناك صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أرباح الشرکات فی المائة من
إقرأ أيضاً:
السودان يعرض على روسيا قاعدة بحرية استراتيجية.. ما المقابل؟
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، تقريرا وصفته بالحصري، جاء فيه أن "السودان يعرض على روسيا أول قاعدة بحرية لها في أفريقيا"، مشيرة إلى أن ميناء على البحر الأحمر "سيمنح موسكو ميزة حيوية في المياه الاستراتيجية".
Sudan’s military government has offered Russia what would be its first naval base in Africa and an unprecedented perch overlooking Red Sea trade routes, according to Sudanese officials https://t.co/invjezqoYR — WSJ Graphics (@WSJGraphics) December 1, 2025
وتستند الصحيفة في معلوماتها إلى مسؤولين سودانيين قالوا إن "الحكومة العسكرية في السودان عرضت على روسيا "أول قاعدة بحرية لها في أفريقيا، وموقعًا غير مسبوق يطل على طرق التجارة الحيوية في البحر الأحمر"، وفي حال إبرام الصفقة فإن ذلك سيشكّل ميزة استراتيجية لموسكو التي "تكافح لترسيخ وجودها في القارة، كما ستُمثل تطورًا مقلقًا بالنسبة للولايات المتحدة، التي سعت بدورها إلى منع روسيا والصين من السيطرة على الموانئ الأفريقية حيث يُمكنهما إعادة تسليح السفن الحربية وتجهيزها، وربما خنق الممرات البحرية الحيوية".
قاعدة مقابل أسلحة روسية متقدمة بأسعار تفضيلية
ومقابل السماح للقوات الروسية باستخدام الأراضي السودانية على المدى الطويل، "سيحصل النظام العسكري السوداني على أنظمة روسية متقدمة مضادة للطائرات وأسلحة أخرى بأسعار تفضيلية، بينما يواصل حربه ضد قوات الدعم السريع المتمردة".
وتشرح الصحيفة تفاصيل الصفقة أنه بموجب مقترح مدته 25 عامًا قدمته الحكومة العسكرية السودانية لمسؤولين روس في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، "سيكون لموسكو الحق في نشر ما يصل إلى 300 جندي وإرساء ما يصل إلى أربع سفن حربية، بما في ذلك السفن العاملة بالطاقة النووية في بورتسودان، أو منشأة أخرى على البحر الأحمر لم يُكشف عنها بعد، كما سيحصل الكرملين على أولوية الوصول إلى امتيازات تعدين مربحة في السودان، ثالث أكبر منتج للذهب في أفريقيا"، ومن بورتسودان ،سيكون لروسيا موقع جيد يسمح لها "بمراقبة حركة الملاحة من وإلى قناة السويس، وهي الممر المختصر بين أوروبا وآسيا الذي يمر عبره نحو 12 في المئة من التجارة العالمية".
وبحسب ما أوردت الصحيفة في تقريرها، فإن موسكو "قدمت دعمها في البداية لقوات الدعم السريع، واستغلت علاقاتها للوصول إلى مناجم الذهب السودانية، لكن تلك التحالفات سرعان ما انقلبت. إذ وجد المتمردون أن الدعم الروسي غير كافٍ، وبدأوا التواصل مع أوكرانيا، وهو ما دفع روسيا للتحول إلى دعم الحكومة في الخرطوم، وتنقل الوول ستريت جورنال عن مسؤول عسكري سوداني قوله إن "السودان يحتاج إلى إمدادات أسلحة جديدة، لكنه أقرّ بأن إبرام صفقة مع روسيا قد يسبب مشكلات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".
قلق أمريكي من العرض السوداني
ولفتت الصحيفة إلى أن احتمال إقامة قاعدة روسية على البحر الأحمر أثار قلق المسؤولين الأمنيين الأميركيين، الذين يتنافسون مع بكين وموسكو منذ سنوات على النفوذ العسكري في إفريقيًا، وقالت "وول ستريت جورنال" إن الأنشطة البحرية الروسية باتت محدودة حاليًا بسبب نقص موانئ المياه الدافئة التي يمكن للسفن استخدامها لإعادة التزود بالوقود أو إجراء الصيانة، مشيرة إلى أن وجود قاعدة في ليبيا، أو على البحر الأحمر، سيتيح للسفن الروسية الإبحار لفترات أطول في البحر المتوسط والمحيط الهندي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن إقامة قاعدة روسية في ليبيا أو بورتسودان "قد توسّع قدرة موسكو على فرض نفوذها، وتمكنها من العمل دون رادع"، وقال الجنرال الأمريكي المتقاعد مارك هيكس، الذي قاد وحدات العمليات الخاصة في إفريقيا، إن "وجود قاعدة روسية في القارة يعزز نفوذ موسكو، ويمنحها مكانة أكبر وهيبة دولية"، مضيفًا أن الاتفاق "يُعد بالتأكيد مكسبًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وقالت الصحيفة إن عناصر الجيش الروسي ومرتزقة مرتبطين به ينتشرون في عدة دول إفريقية، من غينيا الاستوائية إلى جمهورية إفريقيَا الوسطى، مشيرة إلى أن موسكو تسعى منذ 5 سنوات للحصول على وجود دائم في بورتسودان، وأضافت أن السلطات السودانية شجعت الطموحات الروسية، لكنها ظلت حتى الآن متحفظة بشأن إبرام مثل هذا الاتفاق.
الصين وأمريكا وسباق النفوذ في أفريقيا
وأوضحت الصحيفة أن الصين بنت موانئ تجارية عديدة في إفريقيا ضمن مبادرة ضخمة للبنية التحتية، مشيرة إلى أنها أنشأت في 2017 أول قاعدة بحرية خارجية لها في جيبوتي، قرب مضيق باب المندب الحيوي الرابط بين البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، مع رصيف طويل بما يكفي لاستقبال حاملة طائرات.
وتقع المنشأة الصينية على بُعد نحو 6 أميال من أكبر قاعدة عسكرية أميركية في إفريقيا، "كامب ليميونييه"، حيث يتمركز نحو 4 آلاف جندي أميركي لدعم عمليات الولايات المتحدة وحلفائها في الصومال، كما تستضيف قوة تدخل سريع لحماية السفارات الأميركية في المنطقة، وذكرت "وول ستريت جورنال" أن واشنطن تحتفظ أيضاً بقوات خاصة وأخرى داعمة في الصومال لدعم وحدات النخبة المحلية في القتال ضد حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، وضد فرع تنظيم داعش في البلاد.
نفوذ فاجنر المفقود في إفريقيا
وقالت الصحيفة إن الاتفاق المطروح بين موسكو والسودان جاء في وقت فقدت فيه روسيا بعض نفوذها في إفريقيا، مشيرة إلى أن دولًا مثل مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى كانت تستعين بمقاتلي مجموعة "فاغنر" لحماية قادتها ومحاربة خصومهم، لكن بعض نشاطات المجموعة انهارت بعد تمرد مؤسسها يفجيني بريجوجين ضد بوتين عام 2023، ووفاته لاحقاً عندما انفجر جهاز متفجر أدى إلى فصل أحد أجنحة طائرته على ارتفاع 28 ألف قدم، وفق الصحيفة.
حرب السودان.. فرصة للقوى الدولية لتحقيق مصالحها
وأضافت الصحيفة أن الصراع السوداني، الذي اندلع في 2023 بسبب صراع على السلطة بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، خلق فرصة جديدة للقوى الإقليمية والدولية لتحقيق مصالحها، ما أدى إلى شبكة معقدة من التحالفات المتغيرة، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سودانيين حاليين وسابقين قولهم إن الخرطوم رفضت، العام الماضي، عرضاً لإقامة قاعدة بحرية تديرها إيران، وذلك لتجنب إثارة غضب الولايات المتحدة.
ترامب يتدخل لحل أزمة السودان
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قال، في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، إنه سيعمل على إنهاء الحرب في السودان بعد أن طلب منه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التدخل لحل الصراع، فيما رحب السودان بالجهود السعودية والأمريكية لتحقيق السلام.
وفي اليوم التالي، دعا القائد العام للقوات المسلحة السودانية ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الولايات المتحدة وحلفاء بلاده الإقليميين إلى اتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء الحرب الدائرة في بلاده، مؤكداً أن "أي سلام دائم يستلزم تفكيك قوات الدعم السريع".