التحرك اليماني المشهود لنصرة غزة يكسر حاجز الخوف من البعبع الأمريكي
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
تقرير/ جميل القشم
كسر اليمن بموقفه الاستثنائي في التحرك المواكب لعمليات نصرة الشعب الفلسطيني، حاجز الخوف والرهبة من مواجهة النفوذ الأمريكي ورفض تدخلاته القائمة على تكريس الصراع بدول المنطقة التي تعاني من ارتهان الأنظمة للسياسة الأمريكية وانجرارها لتنفيذ ما يملى عليها من أجندات.
موقف اليمن المشرف من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، الذي لم يجرؤ على فعله أحدا من حكام وأمراء وزعماء ورؤساء الدول العربية المنبطحين في رمال العار والتطبيع والذل، أعاد للشعوب العربية التواقة للحرية والمجد الأمل بالخروج من ثكنات الوصاية والانهزام.
وفي وقت ابتليت المنطقة العربية بأنظمة وقادة خانعين وحدتهم الطاعة لليهود والامريكان، وجمعتهم سياسة التصهين والخوف من البعبع الأمريكي، ظهر موقف الحق من يمن الإيمان والحكمة بعد تاريخ طويل من الصمت الرهيب وخضوع أمة أعزها الله بالإسلام، فأبى حكامها الا الاعتزاز بغيره والذهاب نحو موالاة اليهود والنصارى.
برز موقف اليمن الذي لم يعلق النصر على التكافؤ في العدد والعدة، في معركة مختلفة جدا، معاييرها إلهية وقوامها الإيمان القوي والاستناد إلى معية الله والموقف الحق ونصرة المظلومين من أبناء الشعب الفلسطيني ولو بالحد الأدنى من الامكانات، بمعركة لا توزن بالصواريخ والمدمرات ولا تقاس بحجم الميزانيات وإعداد الجيوش.
ومن دون مواربة أو رهبة من معايير الغرب حول المقبول وغير المقبول بما يقاس على مصالح امريكا، فجر الموقف اليمني، قنبلة موقوتة بقوله لا للتدخلات الأمريكية، والمضي بتحرك شجاع وقوي بما يتاح له لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض لحرب الابادة والتنكيل والقتل والتشريد والتهجير القسري منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ولأول مرة في تأريخ دول المنطقة، تتحرك دولة عربية وتعلن موقفها العملي من على ضفاف البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، غير أبهة بتهديد الأساطيل الأمريكية التي اعتادت إدارتها أن تسقط بها ملوكا وزعماء وتستبدل أنظمة بأخرى، لتتغير المعادلة وتجد أمريكا اساطيلها مرغمة على الاشتباك ثم التراجع تحت نيران الصواريخ اليمنية.
ورغم تخبط الادارة الامريكية وما عمدت اليه من تصعيد في البحر الاحمر، واعلان العدوان وشن الغارات والقصف على المحافظات اليمنية، وتشكيل تحالف دولي لحماية السفن الاسرائيلية، إلا أن القوات المسلحة اليمنية التي اتخذت موقفها استطاعت أن تفرض قواعد التصدي ومواجهة العدو الأمريكي بعنفوان منقطع النظير.
وفي أحدث عملية لموقف اليمن المتصاعد والمعلن بمنع مرور سفن الكيان الصهيوني والمتجهة إلى موانئه، فشلت البحرية الأمريكية بكل قضها وقضيضها في حماية سفنها وتمكينها من المرور عبر المضيق اليمني أمام بأس القوة اليمنية التي استطاعت أن تفرض قواعد اشتباك في البحار اليمنية على بعد مئات الأميال من مواقعها البرية ونقاطها البحرية.
قوبلت العملية بارتياح واسع على المستوى الاقليمي والدولي، وتحولت منصات التواصل الى ردود فعل معبرة عن الاعتزاز والتأييد لليمن، اذ علق متابعون وخبراء علاقات دولية بالقول ” اصرار امريكا على توسيع الصراع والاعتداء على اليمن بشكل مباشر، سيحيل بوارجها وأساطيلها البحرية، إلى نيران مشتعلة بصواريخ البحرية اليمنية.
وعبرت ردود الفعل على نطاق واسع تجاوز المستوى المحلي، عن الفخر بما تقوم به القوات اليمنية من عمليات بطولية نوعية في التصدي والرد على العدوان الامريكي البريطاني، واستمرار عمليات النخوة والعزة والنصرة اليمانية من على منافذها الرئيسية البحرية لنصرة فلسطين، وإرباك حسابات ادارة بايدن التي تلح على تدخلاتها السافرة.
ووصفت وسائل إعلام عربية ومراسلي قنوات، اشتباك القوات اليمنية والقوات الأمريكية في خليج عدن وباب المندب، بانه يمثل تطورا نوعيا منذ ان شن جيش الاحتلال الاسرائيلي عدوانه الإجرامي على قطاع غزة.
واعتبرت الاشتباك واستهداف سفن ومدمرات أمريكية في باب المندب وخليج عدن يضعنا أمام أبرز وأخطر تطور نوعي منذ بدء العدوان على غزة، معتبرة هذه العملية لحظة تاريخية غير مسبوقة أن تستهدف السفن الأمريكية في عرض البحر منذ الحرب العالمية الثانية.
وحسب متابعون، فإن التحرك اليماني المشهود وما أفرزته أحداث البحر الأحمر في إعادة الاعتبار لليمن كدولة بحرية تتميز بموقعها المتحكم بواحد من أهم ممرات التجارة الدولية، وموقعها المطل على بحرين، تعد دولة بحرية تحظى بأهمية جيواستراتيجية وجيوبولتيكية، خاصة عند احتدام الصراع الدولي، الأمر الذي يحتم على أمريكا أن تراجع حساباتها في التهور وشن الحرب على اليمن.
ما حدث خلال الساعات الماضية في المياه اليمنية من اشتباك وتلقين أمريكا درسا موجعا، كان محل اهتمام ومتابعة الكثير من الدول التي لها حضور عسكري في المنطقة منها دول أوروبية، اذ أشارت تقارير عسكرية إلى أن هذه الدول سوف تعيد تقييم مواقفها ومستقبلاً لن تتخذ أي اجراء معين له علاقة باليمن دون أن تضع ما حدث اليوم في الاعتبار.
وبشكل غير متوقع، بدت أوساط عربية تتحدث بأن الصدمة الكبيرة لدى المسؤولين الامريكيين السابقين والحاليين تتمثل في انهم لم يتوقعوا يوما أن اليمن الذي اعتقدوا طوال عقود مضت أنه تابع وخاضع، أن يقف اليوم في مواجهتهم وبكل هذه الصلابة والارادة والعزيمة والبأس والإيمان كما يحدث اليوم.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي
إقرأ أيضاً:
حمد بن جاسم: الخليج يدفع ثمن التصعيد وعلينا التحرك لوقف الجنون الإسرائيلي قبل فوات الأوان
حذّر رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الأسبق، حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، من التداعيات الخطيرة للتصعيد العسكري الراهن في المنطقة، وذلك عقب الهجمات التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على أهداف إيرانية عسكرية ومدنية، في وقت كانت تُبذلُ فيه جهود دبلوماسية بين واشنطن وطهران للتوصل إلى تسوية سلمية للملف النووي الإيراني.
وقال بن جاسم في تصريحات له عبر موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، إنّ: "منطقة الخليج تدفع، بل دفعت فعلياً ثمناً باهظاً لهذا التصعيد والحرب الدائرة"، داعياً دول الخليج إلى: اتّخاذ موقف واضح، والتحرك العاجل عبر قنواتها المباشرة لدى "الحليف الأمريكي" من أجل وقف الحرب، تجنّباً لانعكاساتها الكارثية على المدى القريب والبعيد.
للأسف، فإن منطقة الخليج ستدفع، بل هي تدفع ثمنا باهظا للتصعيد الراهن وللحرب التي اندلعت إثر قيام إسرائيل بشن هجمات على المواقع الإيرانية العسكرية والمدنية بينما كانت هناك محادثات بين الولايات المتحدة وإيران لإيجاد حل تفاوضي سلمي لقضية الملف النووي الإيراني.
ومن هنا فلا بد لدول… — حمد بن جاسم بن جبر (@hamadjjalthani) June 17, 2025
وأضاف: "ليس من مصلحة دول الخليج أن ترى الجارة الكبرى، إيران، تنهار. فهذا السيناريو يعني فوضى عارمة وانفلاتاً خطيراً ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها"، مشدداً في الوقت نفسه على أن "موقفاً خليجياً واضحاً ومعلناً بات ضرورياً لوقف هذا الجنون الذي بدأته إسرائيل، ولم تتضح بعد تداعياته الكاملة".
إلى ذلك، استحضر رئيس الوزراء القطري الأسبق، دروس الماضي، قائلاً: "لقد رأينا كيف كانت عواقب الاحتلال العراقي للكويت، واليوم نواجه حرباً قد لا تُبقي ولا تذر. لن يكون هناك منتصر دائم أو مهزوم دائم، بل الجميع سيدفع الثمن بطريقة أو بأخرى".
وأردف: "مصلحتنا الخليجية تقتضي وقف هذا الصلف في استخدام القوة. الخليج يجب أن يكون بحيرة سلام لا ساحة صراع. وعلى قادتنا أن يتحركوا سريعاً عبر الوسائل التي يعرفونها لوقف هذا التدهور الخطير".
وختم قائلاً: "نعم، لدينا خلافات مع إيران، كما لدينا ملاحظات على سلوك إسرائيل، لكن هذا لا يعني أن نختار طرفاً على حساب آخر. ولا يصحّ أن نظل متفرجين بموقف حياد سلبي، بل يجب أن يكون حيادنا فاعلاً، يهدف إلى حفظ الاستقرار وتفادي الانفجار الشامل الذي لن ينجو منه أحد".
تجدر الإشارة إلى أنّ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب٬ قد حصل على تريليونات الدولارات خلال زيارته الأخيرة إلى دول الخليج العربي٬ ودائما ما يهدد ترامب دول الخليج بالدفع مقابل الحماية.
وفي تاريخ 16 أيار/ مايو الماضي٬ أعلن ترامب أن جولته الأخيرة في منطقة الخليج، التي شملت كلاً من السعودية وقطر والإمارات، قد أثمرت عن اتفاقيات ضخمة لاستثمارات تُقدر بما بين 12 و13 تريليون دولار سيتم ضخها في الاقتصاد الأمريكي.
وخلال اجتماع لممثلي قطاع الأعمال الأمريكي والإماراتي عُقد في أبوظبي بحضور ولي عهد الإمارة خالد بن محمد آل نهيان، قال ترامب، إنّ هذه الاتفاقيات تمثل "إنجازاً غير مسبوق في تاريخ العلاقات الاقتصادية الأمريكية"، مضيفاً: "لم يحدث في السابق أن شهدت الولايات المتحدة شيئاً من هذا القبيل".
وتابع: "تريليونات من الدولارات ستُستثمر لدينا. لقد اتفقنا على نحو 12 إلى 13 تريليون دولار من الاستثمارات، وسنعلن قريباً عن بعض المشاريع الكبرى التي تقف وراء هذا الرقم الهائل".
وأكد ترامب أنّ: "هذه الاستثمارات جاءت ثمرة مشاريع معروفة واتفاقيات استراتيجية"، مشيراً إلى أنها "ستُسهم في تعزيز الاقتصاد الأمريكي وتوفير فرص عمل واسعة، إضافة إلى ترسيخ الشراكات مع الدول الخليجية الصديقة".