صحيفة الاتحاد:
2025-06-25@16:02:14 GMT

عدسة النقبي توثّق حياة الشعوب

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

خولة علي  (دبي) 
أحمد النقبي، فنان فوتوغرافي إماراتي لم تقتصر مهاراته في التصوير على نمط واحد، وهذا ما يمكن ملاحظته من خلال أعماله الفنية المميزة التي التقطتها عدسته، ورغبته في التعرف على ثقافة الشعوب وطقوسها، ما دفعه إلى خوض تجربة الاقتراب أكثر من مجتمعات تصون موروثها وأصالتها، وتمارس حياتها في بيئة تغلب عليها البساطة، لتروي كل صورة حكاية عن مواقع وأحداث صاغت مختلف المشاعر التي يمكن أن يستخلص منها تجاربه الثرية، ويوثّق من خلالها تراث شعوب.

إحساس المصور
يشير المصور أحمد النقبي، إلى أن تصوير حياة الناس له طابع خاص يلامس إحساس المصور، الذي ينقله إلى الملتقي. فحياة الشعوب مليئة بالقصص والأحداث والمواقف التي لا يمكن أن تتجاهلها كاميرات المصورين، بالإضافة إلى نمط الحياة اليومية التي تعيشها شعوب لا تتوقف عن وتيرة العمل، لتوفر قوت يومها، من الصباح الباكر حتى غروب الشمس، ليعم السكون والصمت المكان مع عتمة الليل. 

عشق التصوير 
ومن خلال رحلاته وجد النقبي، أن معظم الشعوب محبة للصور، واصفاً مدى سعادة الكثيرين، وهم يقفون أمام الكاميرا بلهفة استعداداً لالتقاط صورة لهم، مؤكداً أن مجالات تصوير الحياة اليومية كثيرة وأفكارها متعددة، لكن الأمر يتوقف على رؤية المصور في قراءة المشهد. كما أن المصور يسهم في نقل ثقافة مجتمع ما وطقوسه، ما يجعله وسيلة لنشر المعرفة والتعريف بعوالم بعيدة منزوية في غابات أو أدغال، وشعوب تعيش يومها وفقاً لظروف الحياة وطبيعة بيئتها التي فُرضت عليها. 

أخبار ذات صلة آسر ياسين.. «الساعة 5» في رمضان

عادات وتقاليد
من التفاصيل التي تجذب اهتمام النقبي كمصور لحياة الشعوب، اختلاف الملابس التقليدية لكثير من البلدان، كما أن عادات بعض الشعوب تكاد تندثر باسم الحضارة والتطور، كذلك المهن اليدوية التي تراجعت إلى حد كبير، وإن كانت بعض الشعوب تحتفظ بجزء منها ولا تستغني عنها. ولا يتجاهل النقبي مهرجانات واحتفالات الشعوب، وفرحة الكبار والصغار بطقوسهم الثقافية والشعبية والدينية، مؤكداً أن الصورة تعتبر محتوى لإنشاء مكتبة خاصة بهذه المناسبات، والمشاركة بها في المعارض ومسابقات التصوير الدولية. 

مواقف لا تنسى 
ويقول النقبي: من المواقف التي تركت أثراً بداخلي، كانت في الهند بمنطقة «كارجيل»، حيث كنت أحمل كاميرا فورية، واجتمع حولي أهالي المنطقة لالتقاط صور لهم وطباعتها في الحال. وفي موقف آخر، وخلال التصوير في قرية هندية نائية، فؤجئت بزوجين بعد تصويرهما أرادا استضافتي في بيتهما لاحتساء كوب من الشاي، وأصرا على هذا الأمر، ما أكد لي مدى كرم هذه الشعوب بالرغم من بساطتها. 

رحلات مصورة
من أهم الرحلات التي قام بها أحمد النقبي لتصوير حياة الشعوب، كانت بالهند والنيبال وأندونيسيا والفلبين والمغرب، ما أثرى حصيلته بالفنون البصرية التي تكشف عن عمق حياة وثقافة هذه الشعوب من خلال مشاهد فنية مصورة. كما شارك في معرض «إكسبوجر» للتصوير الضوئي، ومعارض تصوير أخرى بمشاركة جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، ويطمح إلى إصدار كتاب مصور لرحلاته الخاصة، ونشره بشكل واسع على مستوى العالم.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التصوير التصوير الفوتوغرافي فن التصوير أحمد النقبي حیاة الشعوب

إقرأ أيضاً:

المنطقة على صفيح ساخن: إسرائيل تشعل النار والجميع يدفع الثمن

الشرق الأوسط اليوم يقترب أكثر من أي وقت مضى من حافة الانفجار. ليس الأمر مجرد تصعيد عسكري، بل هو زلزال سياسي واقتصادي يهز العالم. في كل مرة تعتدي فيها إسرائيل، تدفع المنطقة والعالم الثمن باهظا. لكن من يدفع الثمن الحقيقي؟ ومن يقف اليوم في الجانب الصحيح من التاريخ؟

إسرائيل: من تأسيس العدوان إلى اغتيال المستقبل

منذ تأسيسها، لم تكن إسرائيل يوما طرفا يبحث عن سلام عادل أو استقرار حقيقي في المنطقة. هي كيان وُلد من رحم العدوان ولا يعيش إلا على الحروب، والاغتيالات، وتدمير أحلام الشعوب. وما نراه اليوم من اعتداءات متكررة على إيران وجرائم حرب ممنهجة في قطاع غزة، ليس إلا حلقة جديدة في مسلسل الهيمنة الذي لم يتوقف منذ عقود.

المعادلة الآن بين معسكرين: إما مع الحق والعدل والكرامة والسيادة، أو مع مشروع صهيوني لا يعترف بشيء سوى القوة والهيمنة
اغتيال العقول.. استراتيجية قديمة تتجدد

لم تعد الحكاية مجرّد قصف هنا واغتيال هناك، إسرائيل تستهدف العلماء والباحثين والمدنيين، سواء في فلسطين أو إيران، وكأنها ترسل رسالة واضحة: "لن نسمح بنهوض علمي، ولن نقبل بأي قوة تنازعنا السيادة في هذا الشرق".

النيران تصل إلى الأسواق العالمية

لكن نيران هذا العدوان تتجاوز حدود الجغرافيا، فقد أشعلت الأسواق العالمية. أسعار النفط قفزت بأكثر من 13 في المئة، وأسعار الغاز بأكثر من 6.6 في المئة، والذهب في ارتفاع متسارع، بينما تغرق أسواق الأسهم في موجات اضطراب وخسائر متوالية. ومع كل تصعيد، يلوح شبح إغلاق مضيق هرمز، شريان النفط العالمي، والذي سيعني كارثة اقتصادية تهز العالم بأسره وتدفع أسعار الطاقة لمستويات خيالية قد تصل إلى 130-150 دولارا للبرميل.

تاريخ طويل من ضرب التنمية

لم يكن هذا الطريق بعيدا عن التاريخ، إسرائيل سبق أن دمرت المفاعل النووي العراقي في 1981، واغتالت عشرات العلماء العرب، حاربت كل محاولة لبناء مشروع تنموي حقيقي في المنطقة، دعمت غزو العراق في 2003، وساندت الانقلاب العسكري في مصر في 2013، وخططت للانقلاب الفاشل في تركيا عام 2016. وعندما انطلقت شعوب الربيع العربي بحثا عن الحرية والعدالة، تكالب الجميع لإجهاضها، الهدف كان واحدا: لا ديمقراطية، ولا قوة علمية، ولا تنمية حقيقية في محيط إسرائيل.

مبادرات سلام.. لم تجد من يسمع

لطالما قدّمت الشعوب العربية مبادرات سلام. السعودية نفسها طرحت مبادرة شاملة في 2002: انسحاب كامل مقابل تطبيع كامل، لكن إسرائيل لم تأخذ المبادرة بجدية، لأنها ببساطة لا تريد سلاما، بل تريد استسلاما.

معسكران لا ثالث لهما
العدوان على إيران ليس مسألة سياسية عابرة، بل هو محاولة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط على مقاس إسرائيل
اليوم، الصورة واضحة؛ إما أن تكون مع المقاومة، أو مع التواطؤ. لا حياد في هذه المعركة، حتى من اختلف مع إيران في مواقفها الإقليمية، يقف اليوم معها أمام عدوان إسرائيلي غادر. الشعوب باتت تدرك: العدو الحقيقي ليس من يخطئ في اجتهاده، بل من يصر على سحقنا ونهب أوطاننا.

الخيارات محدودة.. والموقف واضح

المعادلة الآن بين معسكرين: إما مع الحق والعدل والكرامة والسيادة، أو مع مشروع صهيوني لا يعترف بشيء سوى القوة والهيمنة.

على الحكومات أن تفهم جيدا أن الولايات المتحدة لن تكون يوما وسيطا نزيها، بل هي جزء أصيل من مشروع السيطرة الإسرائيلية على المنطقة، فاليوم إيران وغدا باكستان وبعد غد تركيا وبعدها الدول العربية دولة دولة. وعلى الشعوب أن تعي أن الحق أحق أن يُتبع، حتى لو جاء من جار أو صديق اختلفت معه يوما.

العدوان على إيران ليس مسألة سياسية عابرة، بل هو محاولة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط على مقاس إسرائيل. لكن المنطقة تغيّرت، والوعي تغيّر. اليوم لم يعد السؤال: من معنا؟ بل: من تبقى ضدنا؟

مقالات مشابهة

  • وحش جديد من هواوي.. إليك تفاصيل هاتف Pura 80 Ultra
  • العراقيون في لائحة أكثر الشعوب الوافدين إلى السعودية
  • وزير الدفاع الأمريكي: ضرباتنا التي استهدفت المواقع النووية بإيران كانت مثالية
  • الزعاق للطلاب: استمتعوا بالأشياء التي تمتلكونها ولو كانت بسيطة..فيديو
  • العرابي: إيران اكتسبت قوة ليست فى نفس الوضع التي كانت إسرائيل تستهين به من قبل العمليات العسكرية
  • تونس في عدسة الكاميرا 1920.. معرض يوثّق الذاكرة البصرية للمدينة العتيقة
  • القنصل العام الإيراني: خدمة الحجاج الإيرانيين تعكس نهج المملكة الثابت في احترام الشعوب
  • ‏الطائرات الإسرائيلية تقصف "ساعة فلسطين" التي كانت تؤشر إلى "العد العكسي لتدمير إسرائيل" عام 2040 وفقا للسلطات الإيرانية
  • الجزر المحتلة ومشاريع الهيمنة: اختبار الصدق في زمن الشعارات
  • المنطقة على صفيح ساخن: إسرائيل تشعل النار والجميع يدفع الثمن