المصور علي جاد الله: أبحث عن لحظة إنسانية داخل الموت بغزة
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
غزة- عندما تلقى المصور الصحفي الفلسطيني علي جاد الله، اتصالا من مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبلغه بفوزه بـ"الجائزة الكبرى للثقافة والفنون"، كأول فلسطيني يُكرّم بهذا الوسام الرفيع، شعر بالفخر الممزوج بالحزن.
فرِح جاد الله بهذا الإنجاز واعتبره تقديرا لمعاناة الشعب الفلسطيني وصموده على أرضه. ولكنه شعر بالأسى في الوقت ذاته لأنه تلقى النبأ وحيدا، فقد كان يتمنى أن تشاركه عائلته التي قتل الاحتلال جزءا منها، وتسبب في تشريد الجزء الباقي خارج القطاع، فرحة هذه المناسبة.
وتعرّض منزل أسرته لقصف إسرائيلي بداية الحرب، ما أسفر عن استشهاد والده و3 من أشقائه، وإصابة والدته بجراح خطيرة. أما زوجته وأطفاله، فقد فضّل إجلاءهم من القطاع برفقة والدته التي غادرت للعلاج، حفاظا على حياتهم.
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة Amer Aroggi (@ameraroggi)
قرار البقاءمنذ بداية الحرب، قررت وسائل الإعلام الدولية إجلاء مراسليها من غزة بالتزامن مع قرار الاحتلال منع دخول الصحافة الأجنبية. لكن جاد الله الذي يعمل مصورا صحفيا في وكالة الأناضول للأنباء التركية، رفض المغادرة وقرر البقاء في القطاع.
ويقول في حديثه للجزيرة نت "بقائي كان قرارا شخصيا والتزاما إنسانيا لأني شعرت أن العالم بحاجة لرؤية الحقيقة مباشرة من غزة". وهو يشعر بالرضا تجاه نجاح الصحفيين الفلسطينيين في "فضح جرائم الاحتلال، رغم محاولات التعتيم الإسرائيلية".
ويؤكد "هذه إبادة تم توثيقها بسواعد الصحفيين الغزيين الذين عاشوا الموت والفقد والنزوح والمجاعة والخوف وقلة الإمكانيات وغيرها".
ويعتبر جاد الله أن مسؤولية نقل الجرائم وتوثيقها بعد مغادرة زملائه، وعدم السماح بدخول الصحفيين الأجانب بمثابة "عبء كبير جدا"، مضيفا "شعرتُ بمسؤولية مضاعفة، حيث أصبح عليّ توثيق كل ما يمكن قبل أن يفوتنا الوقت، مع الحفاظ على سلامتي".
إعلانويتابع "اليوم أعتقد أنني كنت على حق في اختياري البقاء في غزة، حيث أعتقد أنني خدمت وطني وأبناءه، ونفسي بشكل مناسب، وأشعر حياله بالرضا".
كانت تغطية الحرب بالنسبة لجاد الله تجربة مزدوجة، لأنه لم يكن فقط صحفيا ينقل الأحداث، بل كان جزءا من الضحايا بعد قتل الاحتلال لوالده وأشقائه الثلاثة، وإصابة والدته بجراح خطيرة، وهدم منزله الخاص.
ويشرح مشاعره تجاه تأثير ما تعرض له على عمله المهني، ويقول "استهداف أسرتي وتدمير بيتي أضاف بُعدا شخصيا للتغطية، وجعل كل صورة ومشهد أكثر ألما وصدقا، الوجع كان دافعا إضافيا لمواصلة العمل، لكنه كان أيضا تحديا للحفاظ على الحيادية المهنية".
على مدار عامين، نجحت عدسة جاد الله في التقاط الكثير من الصور التي كشفت هول جرائم الاحتلال في قطاع غزة، وتناقلتها كبرى وسائل الإعلام. ولم تكن لقطات عابرة، بل شهادات حية على الإبادة.
إحدى أشهر صوره خلال الحرب، كانت لسيدة تهرب من انفجار صاروخ إسرائيلي حاملة طفلتها، بينما تحاول أن تستر نفسها ببطانية صفراء. وتحوّلت إلى أيقونة لحرب الإبادة على غزة، حيث تناقلتها وسائل الإعلام حول العالم.
وحول ملابساتها، يوضح جاد الله: "التقطتها في لحظة حاسمة حين كانت السيدة تهرب من القصف حاملة طفلتها، حاولتْ تغطية نفسها بأي قطعة قماش والهروب من تحت القصف للمجهول، كانت اللحظة مليئة بالخوف والألم".
كما تضم قائمة صوره مشاهد مؤلمة لأمهات يودّعن أطفالهن، ولأحياء مدمرة، ولرجال إسعاف يحاولون يائسين إنقاذ جرحى، ولمشاهد نزوح جماعي، ولضحايا سياسة التجويع الإسرائيلية. وكلها رسمت صورة صادقة لعذابات غزة.
يحاول جاد الله التركيز على البُعد الإنساني في الصورة، "لكي تنقل الألم والمعاناة بطريقة يفهمها الجميع". ويضيف "الصورة أحيانا تتجاوز الكلمات، حاولتُ أن تكون كل واحدة وثيقة حية، وألا يكون أصحابها فقط أرقاما، كنت أبحث عن لحظة إنسانية داخل الموت والجحيم".
يبدأ تحضيره لالتقاط الصورة من المعرفة العميقة للميدان، ومتابعة التطورات، وتجهيز المعدات، والتنبؤ بالمواقع الأكثر خطورة، والاستعداد النفسي والجسدي، مع القدرة على التصرف بسرعة عند أي حدث غير متوقع. ويستدرك "كل هذه الاستعدادات لا تعني شيئا أمام صاروخ من الطائرات الحربية".
وعن طريقة تعامل هذا المصور الفلسطيني مع مختلف الأحداث، يقول "الأحداث المتوقعة تحتاج تخطيطا مسبقا، أما غير المتوقعة فتتطلب يقظة وحساسية عالية وسرعة استجابة للحفاظ على السلامة ونقل الحدث بدقة".
ويكشف سرّ قدرته على الوصول السريع لمكان الأحداث والتقاط صور فوتوغرافية حيّة لما يجري، وقال "غزة صغيرة بالنسبة لي، أعرفها جيدا وأحفظ كل شارع فيها، وبالتالي الخبرة والمعرفة بالميدان لها دور بارز في ملاحقة الحدث ومتابعة المعلومات أولا بأول، تساعد على الوصول قبل الآخرين أحيانا. لكن دائما مع مراعاة السلامة وفق المستطاع".
إعلانويسعى المصور الشاب إلى نقل المشهد بطريقة مؤثرة تجعل المشاهد يشعر بالمكان والحدث، مع احترام الحقيقة، فـ"الإبداع لا يعني السعي إلى تجميل الصورة". ويكمل "لذلك ركزتُ على نقل الحقيقة بدون فلتر كما هي على أرض الواقع، لا متسع للإبداع بين الأشلاء، وبالتالي هنا الابداع في التقاط الصورة بسرعة وأنسنتها كما هي".
وكغيره من الصحفيين في غزة، تعرض جاد الله لخطر الموت مرات عديدة، وقال "الاحتلال يحاول أحيانا استهداف الصحفيين لتقييد التغطية، وقد واجهت ذلك بشكل مباشر في بعض اللحظات".
وأسوة بأبناء شعبه، عانى الويلات خلال الحرب، فقد اضطر في بعض الليالي إلى النوم في الشارع وعلى قارعة الطريق، والعيش في الخيام.
كما واجه صعوبات كبيرة في الحصول على إمدادات الكهرباء والإنترنت اللازم لعمله. وتعد تجارب النزوح من أصعب ما مر به. ويقول "النزوح هو انتزاع للروح عن الجسد، أن تترك بيتك ومكانك وحيّك لمكان تشعر فيه أنك غريب، سيئ أن تحمل بيتك في حقيبة ظهر".
تحتفظ ذاكرة جاد الله بالكثير من الأحداث التي لا تنسى؛ كمشاهد الأطفال والمنازل المدمرة، واللحظات الأخيرة قبل القصف. ويقول "لا يمكن أن تنسى نظرات طفل مصاب وهو يناجي الأطباء أن ينقذوه حتى لا يموت"، كاشفا أنه امتنع عن التقاط الكثير من الصور، نظرا لصعوبة الأمر على نفسه.
ويتمنى أن تكون جائزة الثقافة والفنون، التي حصل عليها من الرئاسة التركية، فرصة إضافية للعالم كي ينظر مجددا إلى ما يجري في قطاع غزة من "إبادة جماعية ممنهجة".
وختم حديثه بتوجيه رسالة للعالم تؤكد أن "الإنسانية فوق كل الاعتبارات، والصوت الفلسطيني يجب أن يُسمع، ويجب الوقوف مع العدالة والحق، حتى نرى جميعا فلسطين حرة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات جاد الله
إقرأ أيضاً:
مي عمر توثق زيارتها للأهرامات: المكان اتحول لمزار سياحي عالمي
شاركت الفنانة مي عمر، جمهورها عبر حسابها بموقع إنستجرام صورها خلال زيارتها للأهرامات، معبرة عن انبهارها بالتطور الكبير الذي شاهدته.
وكتبت مي عمر عبر حسابها بموقع إنستجرام: “من وأنا طفلة صغيرة، كان عندي حلم أزور الأهرامات وأحس بعظمة المكان ده. وفعلا زرتها لأول مرة من أكتر 20 سنة، وقتها كانت لحظة سحرية عمري ما نستها”.
وأضافت مي عمر: “النهاردة، بعد كل السنين دي، رجعت أزور الأهرامات من تاني… ومن اللحظة الأولى انبهرت بالتطور الرهيب اللي شفته. شفت قد إيه المكان اتحول لمزار سياحي عالمي بمعنى الكلمة، المكان بقى منظم، جميل، راقي وكل تفصيلة فيه بقت بتحكي مش بس عن تاريخنا ، لكن كمان حاضرنا اللي بنفخر به”.
وأكملت مي عمر: "وده كله بفضل المجهود الكبير اللي اتعمل، والقيادة اللي آمنت إن مصر تستحق تكون في المكانة دي.
واستطردت: “كل التقدير والاحترام لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، اللي بيشتغل بكل إخلاص علشان يرفع اسم مصر، ويخلي كل مصري يحس بالفخر في كل خطوة وفي كل لحظة. شكرًا لأنك رجّعت لمصر هيبتها، وجمالها، ومكانتها اللي تستحقها مستنية من كل قلبي لحظة افتتاح المتحف المصري الكبير…لحظة هنعيش فيها فخر جديد، ونشوف حضارتنا العظيمة وهي بتتجدد قدام عيون العالم كله”.
مصر على موعد مع التاريخ في افتتاح المتحف المصري الكبيربدأت مصر تخطط لإنشاء أكبر متحف للآثار في العالم منذ أكثر من عشرين عامًا ويجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر.وضع حجر الأساس للمتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة، في موقع فريد يجمع بين أعظم رموز التاريخ الإنساني في عام 2002مر المشروع بعدة مراحل من البناء والتصميم، شارك فيها مئات الخبراء والمهندسين من مصر والعالم، حتى تحول الحلم إلى حقيقة ملموسة على أرض الجيزة.واجه المشروع تحديات كثيرة، لكن الإرادة المصرية لم تتراجع لحظة واحدة وفي كل عام، كانت تقترب الخطوة أكثر من الافتتاح الكبير.يقف المتحف المصري الكبير جاهزًا ليستقبل زواره من كل أنحاء العالم، واجهة زجاجية ضخمة تطل على الأهرامات، وقاعات عرض مجهزة بأحدث تقنيات الإضاءة والحفظ والعرض المتحفي.أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية تعرض داخل هذا الصرح، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ، داخل قاعة مصممة لتأخذ الزائر في رحلة إلى قلب مصر القديمة.من أهم مقتنيات توت عنخ آمون التي ستعرض في المتحف ( التابوت الذهبي- قناع الملك- كرسي العرش- والخنجر).يضم المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني الذي استقر في موقعه المهيب داخل البهو العظيم.في الأول من نوفمبر، تفتتح مصر أبواب المتحف المصري الكبير للعالم أجمع، افتتاح يعد صفحة جديدة في تاريخ الحضارة، واحتفاء بجهود أجيال عملت على صون تراث لا مثيل له.المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى بل رسالة من مصر إلى العالم، بأن الحضارة التي بدأت هنا لا تزال تنبض بالحياة.مصر علي موعد مع التاريخ في افتتاح المتحف المصري الكبير
- بدأت مصر تخطط لإنشاء أكبر متحف للآثار في العالم منذ أكثر من عشرين عامًا ويجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر.
- وضع حجر الأساس للمتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة، في موقع فريد يجمع بين أعظم رموز التاريخ الإنساني في عام 2002
- مر المشروع بعدة مراحل من البناء والتصميم، شارك فيها مئات الخبراء والمهندسين من مصر والعالم، حتى تحول الحلم إلى حقيقة ملموسة على أرض الجيزة.
- واجه المشروع تحديات كثيرة، لكن الإرادة المصرية لم تتراجع لحظة واحدة وفي كل عام، كانت تقترب الخطوة أكثر من الافتتاح الكبير.
- يقف المتحف المصري الكبير جاهزًا ليستقبل زواره من كل أنحاء العالم، واجهة زجاجية ضخمة تطل على الأهرامات، وقاعات عرض مجهزة بأحدث تقنيات الإضاءة والحفظ والعرض المتحفي.
- أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية تعرض داخل هذا الصرح، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ، داخل قاعة مصممة لتأخذ الزائر في رحلة إلى قلب مصر القديمة.
- من أهم مقتنيات توت عنخ آمون التي ستعرض في المتحف ( التابوت الذهبي- قناع الملك- كرسي العرش- والخنجر).
- يضم المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني الذي استقر في موقعه المهيب داخل البهو العظيم.
- في الأول من نوفمبر، تفتتح مصر أبواب المتحف المصري الكبير للعالم أجمع، افتتاح يعد صفحة جديدة في تاريخ الحضارة، واحتفاء بجهود أجيال عملت على صون تراث لا مثيل له.
- المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى بل رسالة من مصر إلى العالم، بأن الحضارة التي بدأت هنا لا تزال تنبض بالحياة.
المتحف المصري الكبير
الفراعنة
مصر
العالم
الحضارة
توت عنخ امون
الرئيس السيسي
موكب الملوك
الجيزة
الأهرامات