"خطوة كبيرة نحو الشباب الأبدي" .. اكتشاف جزيء يقضي على خلايا "الزومبي" القديمة لمكافحة الشيخوخة
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
اكتشف العلماء جزيئا جديدا يقضي بشكل انتقائي على خلايا "الزومبي" القديمة غير الوظيفية في الجسم دون التأثير على الخلايا السليمة، وهو اختراق قد يكون مفتاحا لمكافحة الشيخوخة.
مع التقدم في العمر، قد تتوقف بعض خلايا الجسم عن العمل بشكل صحيح، لتصبح خلايا "زومبي" غير وظيفية، وعندما تبدأ في التراكم، قد تؤدي إلى شيخوخة الأنسجة في النهاية.
وحددت الدراسة الجديدة التي نُشرت مؤخرا في مجلة Aging، الجزيء الجديد الذي يقضي على هذه الخلايا القديمة - أو المتدهورة - في الأنسجة المزروعة في المختبر دون التأثير على الخلايا السليمة.
وقال فريق الباحثين من إسبانيا والمملكة المتحدة، بما في ذلك من جامعة ليستر، إن الجزيء المسمى CUDC-907 يمكنه أيضا "القضاء بشكل فعال" على الخلايا القديمة المتبقية في الجسم بعد علاجات السرطان.
وتخضع الخلايا في الجسم لأنواع مختلفة من الضغوط على مدار حياة الشخص، مثل الإشعاع الشمسي، يمكن أن تؤدي إلى تراكم الطفرات فيها.
وفي نقاط معينة، لمنع هذه الخلايا ذات الطفرات من التطور إلى خلايا سرطانية، يقوم الجسم بتنشيط آليات الدفاع التي إما تحثها على قتل نفسها في عملية تعرف باسم موت الخلايا المبرمج، أو يتم تحفيز هذه الخلايا لتصبح شيخوخة.
وهذا نوع من حالة "الزومبي" بين الحياة والموت، حيث لم تعد الخلية تعمل على الرغم من أنها ما تزال على قيد الحياة، كما أنها تبدأ في تصنيع المنتجات التي تكرر حالة "الزومبي" في الخلايا السليمة الأخرى المحيطة بها.
إقرأ المزيدعند الشباب، يعمل الجسم على إتلاف هذه الخلايا وينظف الأنسجة. ولكن مع التقدم في السن، يتوقف الجهاز المناعي عن أداء هذه الصيانة الحاسمة، ما يؤدي إلى تراكم خلايا الزومبي في الأنسجة والتسبب في الشيخوخة.
وثبت أن بعض الأدوية المسماة بمضادات الشيخوخة تقضي على هذه الخلايا القديمة، وتحسن من متوسط العمر المتوقع ونوعية حياة الحيوانات.
ووجدت الدراسة الجديدة أن CUDC-907 يمكنه تدمير الخلايا القديمة "بكفاءة وبشكل خاص" مع آثار جانبية قليلة على الخلايا السليمة.
وقال سلفادور ماكيب، المؤلف المشارك في الدراسة: "الدواء الذي حددناه هو مدمر قوي للخلايا القديمة ويتم الآن أيضا التحقق من تأثيره ضد بعض أنواع السرطان، لذلك يمكن أن يكون له تأثير مزدوج: مضاد للسرطان، وفي نفس الوقت، يمكن أن يعمل ضد الخلايا القديمة التي تجعل السرطان يعاود الظهور".
إقرأ المزيدويأمل الباحثون الآن في بدء اختبارات على نماذج حيوانية، وإذا حصلوا على نتائج جيدة، فإن الخطط المستقبلية ستستهدف إجراء تجارب إكلينيكية على البشر.
ويشتبه الفريق في إمكانية استخدام الجزيء أيضا لمنع تراكم الخلايا الشائخة في حالات أخرى مثل مرض ألزهايمر، إذ لربما تنظف جرعة مكثفة من الدواء الدماغ وتمنع المرض من التقدم. كما يمكن أن يكون مفيدا في التليف الرئوي المجهول السبب لإبطاء تقدمه، ناهيك بإبطاء الشيخوخة نفسها، بحسب الدكتور ماكيب.
المصدر: إندبندنت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أخبار الصحة الصحة العامة امراض طب على الخلایا هذه الخلایا یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الفيتو الأبدي للغرب على الطاقة النووية العربية والإسلامية
تستمر الحرب الإسرائيلية – الأمريكية ضد إيران، وتستمر الخلاصات والنتائج في التبلور بشكل جلي وواضح، لتؤكد أن العالم العربي – الإسلامي يقف يتيما في مواجهة القوى الكبرى وسط التطورات الجارية ويعيش حالة أشبه بالتي أدت الى استعماره في القرن التاسع عشر والعشرين.
وعلى الرغم من وجود الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تضطلع بمهمة مراقبة الأنشطة النووية، أقدمت إسرائيل على شنّ هجوم على إيران، ثم تبعتها الولايات المتحدة بهدف تدمير المشروع النووي الفارسي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وتجاوزٍ للمساعي الدبلوماسية.
يأتي هذا التصعيد ليكرّس واقعًا بات من المسلّمات: رفضُ الغرب القاطع لامتلاك أي دولة عربية أو إسلامية لمشروع نووي، حتى وإن كان مخصصًا للأغراض السلمية، مثل إنتاج الكهرباء لتعزيز الصناعة أو تحلية مياه البحر.
فلا يمكن لأي دولة عربية أو إسلامية أن تطمح بامتلاك الطاقة النووية إلا بإذن مسبق وتحت رقابة صارمة من الدول الغربية. ولن يسمح الغرب بتكرار تجربة باكستان، التي نجحت في امتلاك السلاح النووي في لحظة فراغ جيو – سياسي، أعقبت سقوط جدار برلين ودخول العالم مرحلة من التشتت الإيديولوجي والسياسي والعسكري، ربما من حظ باكستان أنها بعيدة جغرافيا ولا يمكن لطيرانها الحربي مهاجمة هذا البلد الآسيوي.
لقد أصبحت إسرائيل أكثر من أي وقت مضى أداة رئيسية في يد الغرب بشقيه، العسكري والسياسي، الذي لا يريد أن يكون الحزام الجنوبي للبحر المتوسط من المغرب حتى باكستان مزدهرا وقويا ويمتلك مستقبلا اقتصاديا وأمنيا.
وكذلك أصبحت أداة في يد الغرب الديني بشتى فرقه ومذاهبه بين الكنيسة، التي لا تريد تكتلا إسلاميا تستعيد معه حقبة القرون الوسطى، عندما كانت الحضارة الإسلامية منارة وأوروبا ظلاما، ثم الجماعة المسيحية التي تؤمن بعودة المسيح المخلص من خلال سيطرة اليهود على الشرق الأوسط، ولعبهم دور مفجر الحرب الدينية الكبرى. هذه الجماعة التي لها تأثير كبير على صنع القرار الأمريكي، وترى في كل دولة عربية وإسلامية، وإن كان حكامها ليبراليين أو ملحدين خطرا يجب، ليس فقط احتواؤها وإنما إذلالها.
في خلاصة أخرى، لم يعد النقاش الغربي حول إيران مقتصرًا على مشروعها النووي، بل انتقل، إلى ضرورة تقييد برنامجها الصاروخي. وهي رسالة واضحة مفادها السيطرة على القدرة الصناعية الحربية لدول الجنوب وخاصة الإسلامية منها، حيث لا يجب أن تمتلك أسلحة متطورة تهدد بها مصالح الغرب أو مجرد تحقيق نوع من الردع النسبي ضد الاعتداءات، حتى لا تساهم في صنع القرار العالمي.
المعادلة صريحة من خلال التطورات الجارية في العلاقة بين الشرق والغرب وهي أنه: لا يُسمح لأي دولة جنوبية خاصة مسلمة امتلاك أسلحة متطورة قد تهدد المصالح الغربية أو تفرض نفسها شريكًا في صناعة القرار العالمي.
وعلى ضوء هذا، يتحوّل الأمن القومي لهذه الدول إلى ورقة يتحكم فيها الغرب، يُلوّح بها في كل المفاوضات، كما يقايض بها السيادة مقابل «الحماية» والحصول على الامتيازات الاقتصادية.
الرسالة الأعمق من كل ذلك هي أن الغرب يريد من الدول الإسلامية وخاصة إيران وتركيا وباكستان ألا تتجاوز عتبة تقنية عسكرية محددة حتى لا تشكل خطرا.
وهكذا، النموذج الإيراني اليوم ليس سوى حلقة أخرى ضمن مسلسل طويل. الغرب يتحيّن الفرصة لممارسة الضغوط نفسها على تركيا، التي طورت صناعة طائرات مسيّرة مقلقة، وربما تشفع لها مؤقتا عضويتها في الحلف الأطلسي، وعلى إسلام آباد، التي ما زال امتلاكها للسلاح النووي يثير التوجّس في العواصم الغربية التي قد تنتهز أي فرصة لضربها بدعم من الهند.
دائما في إطار ما كشفته هذه الحرب هو استمرار الغرب ككتلة موحدة برفقة إسرائيل في شن الحروب الكبرى، وخاصة في الشرق الأوسط، وتواصل الغرب في ضمان أمن الكيان. وعليه، تأتي هذه الحرب الجديدة لتفرض سؤالا جوهريا كذلك وهو هل يمكن لإسرائيل خوض الحرب بمفردها في مواجهة حركة أو دولة في الشرق الأوسط؟ اعتادت أصوات تبجيل القوة الإسرائيلية، ولكنهم تناسوا أنه في مواجهة حزب الله وحركة حماس، احتاجت إسرائيل لدعم غربي لا مشروط من السلاح والدعم الاستخباراتي. وكما يحدث الآن في المواجهة مع إيران: هل كانت إسرائيل، رغم تفوقها الجوي، ستصمد في حرب طويلة بدون سند عسكري غربي؟ الجواب لا. اعتدنا الحديث عن حروب إسرائيل والقوى المجاورة، سواء دول أو حركات، والواقع يجب أن نتحدث عن مواجهة الغرب لهذه الدول والقوى عبر إسرائيل.
مقابل هذا، أبانت روسيا والصين عن موقف يمكن اعتباره محتشما ومحدود التأثير، وهما البلدان اللذان وقعا مع طهران اتفاقيات استراتيجية بما فيها التعاون العسكري.
تدرك بكين وموسكو استهداف الغرب لإيران، وتدركان عدم توفر إيران على أنظمة دفاع جوي متقدمة، ورغم هذا، لم يبادر البلدان لتزويد القوات الإيرانية بأنظمة مثل إس 400 في الحالة الروسية مثلا.
يطرح هذا الواقع تساؤلًا جوهريًا: إلى أي مدى يمكن التعويل على روسيا وبكين كحليفين في أوقات الأزمات؟ فالتجارب السابقة تُظهر أن الدول التي اعتمدت بشكل كبير على دعم البلدين، ولا سيما روسيا التي كانت تدور دول في فلكها، انتهى بها المطاف إما إلى الهزيمة أو إلى التفكك، ما يعزز الشكوك حول مدى جدّية التزام موسكو وبكين تجاه حلفائهما، خاصة عندما تشتدّ الضغوط وتتطلب المواقف تدخلًا حاسمًا.
ويزداد التساؤل بحكم أن روسيا تبنت ومنذ العقد الماضي الدفاع عن الدول الحليفة والصديقة في عقيدتها الحربية. هذا التخاذل هو الذي جعل قائد الثورة الإيرانية علي خامنئي يدعو الى مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 23 الشهر الجاري لدعم أكبر.
في غضون ذلك، تأتي التطورات الإيرانية لتؤكد أن الموضوع النووي هو مظهر من مظاهر صراع الحضارات، لقد قرر الغرب أن يعرقل حصول أي دولة إسلامية على هذه الطاقة وإن تطلب الأمر الحرب، وهي الحرب التي تجري الآن.
القدس العربي