بوابة الوفد:
2025-12-05@21:46:12 GMT

عصر التقنية.. وتحول السؤال

تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT

لا أحد ينكر أهمية التقنية للإنسان.. فكل التقنيات ساعدت الإنسان وجعلته يحرز الكثير من التقدم وحل الكثير من المشكلات التى تواجهه.. وعندما ننظر إلى كل الأجهزة تجدها تقوم بسد حاجات كان الإنسان فى حاجة إليها.. فمثلا: نجد الخلاط والثلاجة والغسالة... الخ، كلها أجهزة تقنية كان الإنسان فى حاجة إليها لمواجهة مشكلات وتوفير الوقت والجهد.

. ومع الوقت تسارعت التقنيات بأشكال عدة.. وكلما واجهت الإنسان أى مشكلات يفكر فى حلها.. وتساعده التقنيات فى تلبية تلك الحاجات.. ورويدا رويدا تحول الأمر تجاه التقنيات من منطق الحاجة وتوفير تلك الحاجات إلى منطق آخر مغاير أو مخالف عن الأول، وهو منطق الإمكان. وفى منطق الحاجة نجد التقنيات تخدم وتساعد الإنسان على فعل أمور لم يكن لديه القدرة على القيام بها وتحقيقها فتأتى التقنيات تقدم له الحلول.. معنى ذلك التقنيات تخدم الإنسان وتساعده وتوفر له الوقت والمجهود.. هنا نجد أن الإنسان سيد الموقف بشكل أو بآخر.. أى انه يتحكم فى تلك التقنيات وفق إرادته ومتطلباته.. ولكن عندما ننظر للوقت المعاصر نجد ان التقنيات المعاصرة تمكنت من أن تتعملق وتتجبر على الإنسان بل وتخضعه وتجعله عبدا لها.. هو أسير لكل التقنيات المعاصرة.. والسبب ان المنطق تغير.. فبعد أن كان الأمر يسير وفق منطق الحاجة، أصبح الآن يسير إلى منطق الممكنات. وفى المنطق الأول أن تشارك.. أما فى المنطق الثانى أن تخضع إلى تلك التقنيات، وهذا الأمر هو الذى أشار إليه الفيلسوف البلجيكى (جلبير هوتو)، حيث يؤكد أن الإنسان فى عصر التقنية المتطورة صار مجرد منفذ لأمر تقنى ضرورى، يتجاوز قدرات وغايات الفعل الإنسانى، لقد انتقل إنتاج واشتغال التقنية من منطق الحاجة إلى منطق الإمكان، حيث صارت التقنية تتطور خارج بل وضد ما يحدده الإنسان.. فتطورها لم يعد تابعا لسؤال: هل هذا الأمر يحتاج إليه الإنسان؟ إلى السؤال: هل هذا الأمر ممكن؟ فى الجزء الأول تكون التقنية فى صالح وخدمة الإنسان وجعل الحياة أفضل.. بينما فى الجزء الثانى أصبح هل هذا الأمر ممكن؟ يعنى أن تلك التقنية يمكن أن تكون ضد الرغبات والمتطلبات الإنسانية، بل يصل الأمر إلى أن تكون ضده بل وتعمل على تهديد وجوده، وخير دليل على ذلك (الذكاء الاصطناعي).. فهو قادر على أن يفعل أشياء وأشياء لم تكن فى الذهن الانسانى.. انها مجرد ممكنات وتصورات وأحلام، ثم ما لبث الأمر أن تحول إلى واقع لا لخدمة الإنسان بل إلى واقع يهدد الكيان الإنسانى برمته، فمثلا: هل من الممكن استنطاق الإنسان بأقوال وأفعال هو فى الواقع لم يقلها ولم يفعلها؟ نعم الأمر  الآن ممكن، إنه التلاعب بالذكاء الاصطناعى، وكل ذلك يهدد الكيان الإنسانى، بل ويجعله يضطرب بشكل أو بآخر.
 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال - أكاديمية الفنون

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التقنية الإنسان الأجهزة أجهزة تقنية التقنيات

إقرأ أيضاً:

فوز طلبة "جامعة التقنية" بالمركز الثاني في "مخيم المواهب"

مسقط- الرؤية                         

حقق طلبة جامعة التقنية والعلوم التطبيقية إنجازًا دوليًا مميزًا بحصولهم على المركز الثاني في مسابقة "مخيم المواهب"، ضمن فعاليات مهرجان فجر الدولي للأفلام في نسخته الـ43، والتي أقيمت خلال الفترة من 26 نوفمبر إلى 3 ديسمبر 2025 بإيران.

وشارك الطلبة -الذين مثلوا الجمعية العُمانية للسينما- بفيلم قصير بعنوان "الحياة في شيراز"؛ حيث ضم الفريق الطلابي كلا من: حمد بن سالم الراشدي من فرع الجامعة بصور، وحبيب بن  بدر الحسني  من فرع مسقط، إلى جانب حضور أعضاء مجلس إدارة الجمعية، والذي ضم كلا من: محمد بن عبدالله العجمي، والدكتورة جنان بنت مهدي آل عيسى ومحمد بن سليمان الكندي، إلى جانب عدد من الضيوف بالوفد العُماني الثقافي: الدكتور شبير بن عبدالرحيم العجمي من وزارة الثقافة والرياضة والشباب، والدكتور عبدالله بن سالم شنون من وزارة التربية والتعليم.

وقدم الفريق الطلابي فيلمًا قصيرًا يجسد الجوانب الإنسانية والثقافية لمدينة شيراز، بأسلوب بصري وفني يعكس قدرات الشباب العُماني في مجالات التصوير والإخراج وكتابة القصة السينمائية، كجزء من الجانب العملي في مخيم المواهب في مهرجان فجر الدولي للأفلام، والذي يعد واحدًا من أبرز المهرجانات السينمائية الدولية، ويستقطب سنويا نخبة من صناع الأفلام والمخرجين والمنتجين من مختلف أنحاء العالم؛ إذ يتميز المهرجان بعروضه المتنوعة من الأفلام الروائية الطويلة، إضافة إلى فعاليات موازية تتعلق بالتدريب والصناعات الإبداعية ومعرض لسوق الإنتاج السينمائي.

وقالت الدكتورة جنان آل عيسى إن مخيم المواهب فرصة تجمع الشباب الجامعي بهدف تأهيلهم في بيئة سينمائية احترافية؛ حيث تساهم الورش التدريبية المتقدمة في الإخراج، وكتابة السيناريو، والتصوير، والمونتاج في إتاحة المجال لصناعة أفلام قصيرة خلال فترة المخيم وتمكين المشاركين من عرض أعمالهم أمام لجان تحكيم دولية وخبراء سينما، إضافة إلى تعزيز التبادل الثقافي بين المشاركين من خلفيات فنية متنوعة.

وأشاد المخرج محمد الكندي كعضو في لجنة تحكيم أفلام المهرجان الرئيسية، بتعاون الجمعية العُمانية للسينما وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية لتحقيق هذا الإنجاز، مؤكدًا أن هذا التتويج يعكس عمق تجارب الشباب العُماني في صناعة الأفلام وقدرتهم على المنافسة عالميًا.

مقالات مشابهة

  • هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تنفّذ برنامجًا تدريبيًا حول التقنيات الحديثة والتصميم الإبداعي في الصناعات الحرفية بمسندم
  • المقاومة.. الذّاكرة والرّمز والخلود التاريخي
  • بأحدث التقنيات.. الجامعة الإسلامية تعلن برنامج ماجستير علوم الفيزياء
  • روان أبو العينين: ضربات إسرائيلية تستهدف المدنيين وتحول ريف دمشق إلى ساحة دمار
  • عمالقة التكنولوجيا السبعة.. ولادة مراكز قوة خارج منطق الدولة
  • حيدر: الاستثمار في التقنيات الحديثة يحسن قدرات الشباب ويمنحهم فرصاً أوسع
  • الصين والهيمنة على التقنية
  • مدبولي: الدولة تستعد لإطلاق المسح الجيولوجي الجديد باستخدام أحدث التقنيات العالمية
  • ليه مش بنصدر الكلاب للخارج.. الأطباء البيطريين ترد
  • فوز طلبة "جامعة التقنية" بالمركز الثاني في "مخيم المواهب"