شعار الصرخة شرارة النصر والتحرر من الهيمنة الأمريكية والغربية
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
يمانيون – متابعات
يثبت هتاف الحرية أو شعار “الصرخة” الذي رفعه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- قبل أكثر من 20 عاماً مجدداً جدوائيته، وفاعليته وتأثيره، بعد أن حطم جدار الصمت وكسر حاجز الخوف الذي كان يخيم في تلك الفترة.
واستطاع الشهيد القائد من خلال الشعار فضح المؤامرات التي كانت تحاك ضد البلد والأمة، وكشف زيف الادعاءات والشعارات الكاذبة الذي كان يتغنى بها الكثيرون، حيث حورب هذا الشعار، وقوبل بأشد أشكال المحاربة والتصدية لمحاولة إيقافه وعدم رفعه في وجه المستكبرين ولهذا شنت الحروب الست الظالمة على صعدة من قبل النظام العميل بضوء أخضر أمريكي، لما لهذا الموقف من أثر كبير في نفوس الأعداء وعملائهم.
وواصلت الإدارة الأمريكية في توجيه أدواتها من التكفيريين لمنع هذا الشعار وإيقافه لكنها فشلت وافتضح أمرها وولائها لليهود والنصارى، وبهذا فقد فضح هذا الشعار عناوين أمريكا الكاذبة المدعية بأنها مع الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وما إن رفع هذا الشعار المعبر عن حقوق وحرية، واجه شتى أنواع الحروب الشرسة لمحاولة تكتيم الأفواه.
مصدر قوة ووعي
وفي هذا السياق يشير الناشط السياسي عبد الوهاب الحدي إلى أن أهمية الشعار تنبع من كونه مصدر قوة وتوعية للخطر الذي يتربص بالدول العربية والإسلامية بعد انتصار أمريكا في الحرب الباردة والذي أدركه السيد القائد مبكراً ألا وهي العولمة والغزو الفكري الثقافي، وما تأتي به من مصطلحات هدامة يراد منها حرف مسار الإسلام والقضاء عليه وعلى تدمير الهوية العربية والإسلامية ليصبح العرب والمسلمين بلا هوية أو عقيدة توجههم ويكون توجيههم من قبل الشيطان الأكبر المتمثل بأمريكا وحلفها من الغرب.
ويقول الناشط الحدي أن أهمية الشعار تأتي من خوفهم أن تكون هذه الصرخة هي التي ستحيي العزيمة والإصرار لدى المسلمين من مخاطر العولمة والعدو الأمريكي ومخاطر الثقافة الهدامة التي يراد نشرها في أوساطنا، مؤكداً أن الصرخة هي قوة وثقافة وجهاد وروح معنوية عالية ووعي وسلاح.
ويرى الحدي أن شعار الصرخة شرارة النصر وعزيمة وإصرار نحو التحرر من الهيمنة الأمريكية والغربية والتوجه نحو الحرية والاستقلال والسيادة.
من جهته يرى الناشط الثقافي طلال الغادر أن أهمية الشعار تكمن من عدة جوانب أهمها أنه سلاح أزعج الأمريكيين، وأوجد عوائق أمامهم وأمام مشاريعهم ومخططاتهم الخبيثة بالأمة، وبهذا نستلهم بأنه مؤثر على الأمريكيين، مشيراً إلى أن الدين يفرض أن يعمل الإنسان أي عمل ينال من العدو ويعرقل خططه ويؤثر عليه، وأن للناس حق التعبير.
ويضيف الغادر أن الشعار واجه كل الذرائع أمام العملاء، فحينما يفكر أي شخص بأن يكون عميلاً وهو يرى المجتمع كله يصرخ بشعارات معادية لأمريكا وإسرائيل لا يمكن أن يجرؤ أن يكون عميلاً ظاهراً، وبالتالي لن يجد العدو من يتحرك كعميل، مبيناً أن هذا الموقف يعتبره الأعداء عملاً يعيق ما يريدون تنفيذه من الخطط.
ويقول إن أهمية الشعار تكمن كذلك في كونه يحصن من يهتفون به ويزرع بذرات السخط المطلوب في أعماق نفوسهم ويشدهم إذا ترافق معه توعية بمضامينه ومدلولاته إلى تبني مواقف لتكون عدة المواقف سبباً للنهوض والبناء الحضاري، موضحاً بأنه تم محاربته لكونه فضحهم في ادعائهم للحرية، وبهذا لم يصبروا على خمس مفردات.
ويواصل قوله بأنه تم محاربة الشعار؛ لأن اليهود يعلمون أنه لا يقف أمامهم ولن يقف أمامهم إلا المشروع القرآني؛ وليس الأوروبي ولا إسلام الأعراب ولا غيره.
عدم السقوط في العمالة
من جهته يقول الإعلامي زكريا الشرعي أن شعار الصرخة له أهمية من جوانب عديدة أولاً من الجانب النفسي، بحيث يعالج الحالة النفسية في حال رفع الشعار ويعطي الشخص الشجاعة والثبات وعدم الخوف من أي عدو لدرجة عجيبة جداً.
ويضيف الشرعي أن من ضمن الأهمية للشعار في الجانب المعنوي عدم السقوط في أحضان العمالة والخيانة، مشيراً إلى أن الشهيد القائد أطلق الشعار لرفع معنويات المجاهدين والتمييز بين الصادق من الكاذب.
ويتابع أن من ضمن الأهمية للصرخة من الجانب الإيماني وهو الأهم باعتبارها برآءة من أعداء الله الذي أمرنا الله بإعلان البراءة منهم، مبيناً بأنه ترجمة لآيات قرآنية ثبتت معنى المولاة لأوليائه والمعاداة لأعدائه.
وفيما يتعلق بسبب محاربة الأعداء لهذا الشعار يوضح الشرعي بأنه تم محاربة الشعار لما له من واقع ملموس في فضح وتعرية من لهم ارتباط بأمريكا واسرائيل وعملائهم ومن في قلوبهم مرض، مشيراً إلى أنه مبدأ عملي صحيح قائم على التربية الروحية للنفس.
أما الناشط الإعلامي عبد الخالق القاسمي فيؤكد أن شعار الصرخة رسم المسار وحدد العدو وحرف البوصلة تجاهه بعد أن أغرق اليهود منطقتنا بالثقافات التي من شأنها اشعال المعارك بين المسلمين، لافتاً إلى أهمية الشعار وظهوره من حيث التوقيت الزمني ومن حيث الحاجة الماسة له.
ويوضح القاسمي للمسيرة أن أهمية شعار البراءة من حيث التوقيت والحاجة متمثلة في أن اليمن كانت هدفاً من أهداف الأعداء لا محالة نظراً لموقعها الجغرافي، فيما يشير إلى الأهمية الزمنية للشعار بقوله إن الأعداء قد بدأوا بالاعتداء على بعض الدول الإسلامية، وأن الشهيد القائد قد استبقهم بتحصين المجتمع ثقافياً وركز على ترسيخ حالة السخط تجاه اليهود.
ويقول إن الأعداء في حالة فشل مستمرة أمام المشروع القرآني سواء في هذه الأيام أو من قبل، مضيفاً ان العدوان استهداف الشهيد القائد لمحاولة وأد المشروع في مهده وفشلوا، ومن بعد ذلك بالعدوان السعودي تسعة أعوام وفشل، وأخيراً العدوان الأمريكي البريطاني وسيفشل، مؤكداً بأن من يواجه هذا المشروع هو خسران حتمي ومؤكد.
أما الإعلامي عبد القوي ابو هاشم فيقول: “عندما رفعت أمريكا شعار “الحرب على الإرهاب” مبرراً لاحتلال البلدان الإسلامية وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن جملته الشهيرة مهدداً قادة الأمة الإسلامية (من ليس معنا فهو ضدنا) والأمة في ضعف الموقف وهو أن الحال بين متخاذل ومتآمر ومتأمرك ، مؤكداً أن السيد حسين بدرالدين الحوثي أعلن موقفاً صارماً (نحن ضد أمريكا) وصرخ بشعار «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل» مضيفاً أن من القرآن اختط منهجاً جامعاً يتسع لكل المسلمين باختلاف مذاهبهم، داعياً إلى تقوية الوعي وأقوى المواقف تجاه أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل.
ويرى أبو هاشم أن الشهيد القائد استنهض وجاهد، وكان أول من استشهد، فجرفت دماؤه عملاء أمريكا، وأثمر جهاده يمناً قوياً، وبعد ضعف السنين يقف اليوم أقوى المواقف نصرة لغزة.
المسيرة – أيمن قائد
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشهید القائد هذا الشعار أن أهمیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
أنصار الله.. معادلة الهيمنة الاستراتيجية في البحر الأحمر
في واحد من أكثر التحوّلات الاستراتيجية غير المتوقعة خلال العقود الأخيرة، فرض أنصار الله في اليمن واقعاً جديداً على خريطة الملاحة الدولية، وبخاصة في البحر الأحمر وباب المندب، عبر أدوات عسكرية غير تقليدية ومنهجية صراعية تقوم على الجمع بين الردع الثابت والضغط المرحلي الموجّه. هذا التحوّل لم يقتصر على المعطى العسكري، بل امتد ليشكّل إعادة تعريف للهندسة الجيوسياسية في المنطقة، وأسفر عن إرباك غير مسبوق في مراكز اتخاذ القرار داخل الولايات المتحدة، وأدى في نهاية المطاف إلى رضوخ أمريكي لشروط صنعاء الثورية، مقابل تعليق الهجمات على المصالح الأمريكية فقط، مع الإبقاء على وتيرة الهجمات المتصاعدة ضد الكيان الصهيوني، الذي بات يتلقى الضربات بشكل منفصل ومنهجي باستخدام صواريخ فرط صوتية.
هذا التحول ليس فقط انتصاراً ميدانياً، بل نجاحاً استراتيجياً لليمن الذي استطاع فرض معادلته في واحد من أكثر المسارح البحرية تعقيداً، بل واستطاع إعادة صياغة العلاقة بين الحلفاء الغربيين أنفسهم، وبالذات بين واشنطن و”تل أبيب”.
من الهامش إلى المركز: إعادة تعريف الجغرافيا اليمنية
لأكثر من قرن، كان اليمن، وبالذات مناطقه الساحلية المطلة على البحر الأحمر، موقعاً هامشياً في المعادلة الدولية. وُظفت أحياناً كممر، وتُركت غالباً كمستقر للاضطرابات. لكن، منذ عام 2023، بدأت هذه الجغرافيا تتبلور كفاعل، لا كمجرد موقع.
نجح أنصار الله في تحويل ما يُعرف في الأدبيات العسكرية بـ”الهامش الجغرافي” إلى رأس حربة جيوسياسية، مستندين إلى قراءة دقيقة لتحوّلات التجارة العالمية، وانكفاء الهيمنة الغربية التقليدية، والفجوة المتزايدة بين القدرات الأمريكية ورغباتها الإمبراطورية. هذا التحول لم يكن عشوائياً، بل تم بتخطيط متدرج، استثمر في الوقت، ومعرفة العدو، وتطوير القدرة الصاروخية والنفس الثوري في آنٍ معاً.
صناعة الردع البحري: معادلة جديدة لميزان القوة
الردع في البحر الأحمر لم يعد، كما كان في السابق، يعتمد على حاملات الطائرات أو القواعد العسكرية الدائمة، بل على القدرة على تهديد المصالح الاقتصادية في نقاط حرجة من دون الانجرار إلى صدام مفتوح. استطاع أنصار الله بلورة هذا الردع عبر استراتيجية تجمع بين المفاجأة والتدرج، وبين التصعيد المحسوب والضبط العملياتي الدقيق.
ففي الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تراهن على تكثيف الوجود البحري في المنطقة، باغتتها الجماعة بضربات ذكية استهدفت السفن المرتبطة بالمصالح الغربية، ثم وسّعت نطاق عملياتها لتطال “إسرائيل” بشكل مباشر، من دون أن تخسر خطابها الأخلاقي أو مشروعيتها الداخلية.
إن ما حدث هو ولادة “ردع طرف ثالث،”، أي فصل الولايات المتحدة عن التزامها المباشر بأمن الكيان المحتل، عبر إقناع واشنطن أن كلفة استمرار الارتباط العسكري مع “تل أبيب” باتت أكبر من كلفة التخلي عنها مرحلياً.
فك الارتباط الأمريكي- الإسرائيلي: مكسب أممي لمحور المقاومة
أحد أعمق أبعاد التحوّل الاستراتيجي يتمثل في نجاح أنصار الله في صياغة معادلة جديدة داخل المحور الغربي نفسه. لقد قبلت الولايات المتحدة، بشكل صريح هذه المرة، وقف العمليات ضد سفنها ومصالحها، مقابل تعليق أنصار الله الهجمات تجاه السفن الأمريكية، لكنها لم تنجح في دفع اليمن إلى وقف استهداف الكيان الصهيوني.
هذا التمايز في الاستجابة العسكرية يعكس ما هو أعمق من نجاح تكتيكي. إنه فصل نفسي واستراتيجي بين الحليفين التاريخيين، واشنطن و”تل أبيب”. فكيان الاحتلال الذي تعوّد على الاحتماء تحت المظلة الأمريكية بات مكشوفاً أمام قوة جديدة في اليمن تتقن استخدام تكنولوجيا الصواريخ فرط صوتية ومبادئ الردع الثوري.
المفارقة هنا أن واشنطن، التي تدّعي حماية الاستقرار العالمي، وجدت نفسها مرغمة على الدخول في مفاوضات غير معلنة مع جماعة تعدّها هي “إرهابية”، في وقت يستمر اليمن في مهاجمة مدن كيان الاحتلال من دون رادع. هذا التحول وحده كفيل بإعادة تشكيل منطق التحالفات في الشرق الأوسط، وهو سقوط مدوٍ لمبدأ “الأمن الجماعي الغربي”. وفرض معادلة يمنية وهي أن وقف الهجمات على “تل أبيب” يستلزم وقف حرب الإبادة على غزة في التزام أخلاقي لا نظير له بين الدول الإسلامية.
العمق الشعبي: السر الخفي لاستمرار الزخم الثوري
الاستراتيجية لا تُبنى فقط على الأسلحة، بل على الشرعية. هنا، يكمن أحد أسرار قوة أنصار الله، وهي القاعدة الشعبية الصلبة التي يستندون إليها. فبينما تعاني الأنظمة الموالية للغرب من انعدام الشرعية وفقدان الحاضنة الداخلية بعد دعمها لإبادة جماعية وقتل يومي بحق الأطفال والنساء في غزة، يتمتع أنصار الله بدرجة عالية من الالتفاف الشعبي ليس فقط في اليمن، بل في العالمين الإسلامي والدولي الذي ينظر إلى قضية فلسطين كقضية تحرر يجب دعمها.
هذا الالتفاف لم يأتِ من فراغ، بل من إدراكهم لأهمية تمثيل الهوية المحلية في مشروعها السياسي والعسكري. بخلاف مشاريع الهيمنة التي تهمل الشعوب وتفرض سياسات فوقية، بنى أنصار الله مشروعهم على أساس الارتباط بالناس، والحديث بلغتهم، والقتال من أجل قضاياهم، وليس بالنيابة عنهم.
هذا العمق الشعبي هو ما يحميهم من الاختراق، وهو ما يقلق الغرب أكثر من الصواريخ: كيف تواجه خصماً تتجذر مشروعيته في قلوب الناس، لا في بيانات الأمم المتحدة؟
الحرب النفسية: السلاح الأمريكي القادم
بما أن أدوات القوة الصلبة أثبتت محدوديتها تجاه اليمن، من المتوقع أن يتحوّل تركيز الولايات المتحدة إلى الحرب النفسية والإعلامية. سيُعاد تشغيل ماكينة التضليل، وستُبث الروايات حول الانقسامات داخل اليمن، أو الأزمات الاقتصادية، أو “الإرهاق الشعبي” من الحرب.
سيُوظّف الإعلام العربي والغربي لتفكيك الخطاب المقاوم، وشيطنة أنصار الله، وتقديمهم كعبء على اليمن بدل كونهم ممثلاً للسيادة والكرامة. هذه الحرب الناعمة ستكون أشرس من القصف الأمريكي الذي فشل في كسر إرادة الشعب اليمني العظيم، لأنها تستهدف المعنويات، وتُبنى على الاستنزاف البطيء، وليس الضربة السريعة.
لكنّ وعي أنصار الله وقاعدتهم الشعبية بهذا النمط من الحروب يُعدّ من نقاط قوتهم. فهم يدركون أن المعركة القادمة ليست فقط بالسلاح، بل بالوعي والرسالة والسردية. وبالتالي، فإن تطوير أدواتهم الإعلامية، وبناء خطاب يتحدث إلى العالم، لا فقط إلى اليمن، سيكون ركيزة دفاعهم المقبلة.
لم يعد البحر الأحمر مجرد ممر تجاري، بل تحول إلى منصة صراع تُرسم فيها خرائط النفوذ الجديدة. وإن كانت واشنطن قد دخلت البحر الأحمر بأساطيلها، فإن صنعاء دخلته برؤية، واستراتيجية، وتوقيت، ونفس طويل.
الانتصار اليمني ليس ميدانياً فقط، بل مفهومياً عبر فرض قواعد اشتباك جديدة، وانتزع اعتراف أمريكي بفاعلية المقاومة، وزرع أولى بذور الانفصال بين واشنطن و”تل أبيب.”
المعادلة الجديدة تقول إنّ من يتحكم بباب المندب، يتحكم بتدفق التجارة العالمية، وبالتالي بتوازنات الهيمنة. وأنصار الله اليوم، بفضل وعيهم، وقاعدتهم، وشجاعتهم، والتزامهم الأخلاقي والديني تجاه غزة لم يعودوا مجرد فاعل محلي، بل صاروا رقماً إقليمياً يُحسب له في كل قرار دولي.
مدير ورئيس تحرير مركز الرؤية الجديدة للدراسات الاستراتيجية.