رأي.. ماذا تريد إيران وما الذي تخشاه؟
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
هذا المقال بقلم كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، حسين إبيش، والآراء الواردة أدناه تعبر عن وجهة نظره ولا تعكس بالضرورة رأي شبكة CNN.
(CNN)-- الأزمات التي تعصف بالشرق الأوسط هي في الوقت نفسه بؤر اشتعال مستقلة، وهي أيضًا هجوم متكامل نسبيًا على مستوى المنطقة من قبل العصابات المسلحة المدعومة من إيران.
من غير الواضح في بعض الأحيان مدى سيطرة إيران على هذه الميليشيات في العراق وسوريا ولبنان وغزة واليمن وأماكن أخرى.
ورغم أن نفوذ إيران يعمل تحت الزلازل والهزات التي تهز المنطقة، تمامًا مثل إدارة بايدن، فإن إيران جادة في رغبتها في تجنب حرب أوسع نطاقًا.
ولكن هناك اختلافات رئيسية. إن الولايات المتحدة مصدر قوة الوضع الراهن – والحفاظ على الأمن والاستقرار هو علامتها الإقليمية. لقد أدى غزو العراق عام 2003 إلى تدمير مصداقية الولايات المتحدة جزئياً لأنه كان انحرافاً غير عقلاني عن الالتزام التقليدي بالنظام.
وعلى النقيض من ذلك، تُعَد إيران لاعباً رجعياً جوهرياً، يعارض توازن القوى الإقليمي والعالمي.
فالولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، اللتان تعتبران أيضاً قوة إقليمية في الوضع الراهن، متقاربتان بقوة، في حين تتعاون إيران باستمرار مع قوى رجعية أخرى مثل روسيا والصين.
وهذا يضع واشنطن في موقف تكتيكي غير مؤاتٍ حيث يتعين على شركائها التصرف بحذر نسبي أو تعريض المصالح الأمريكية للخطر - كما هو الحال مع التدخل العربي بقيادة السعودية في اليمن والذي بدأ في عام 2015 والحرب الانتقامية المستمرة التي تشنها إسرائيل في غزة.
ولهذا السبب تحاول إدارة بايدن احتواء وتقييد إسرائيل في غزة بهدوء ومنعها من التصرف بناءً على تهديداتها ضد حزب الله في لبنان.
وعلى العكس من ذلك، فإن إيران عادة لا تتعرض للتهديد عندما ينشر عملاؤها الفوضى. وبالنسبة لإيران، فحتى موجة القتل التي قادتها حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول كانت مفيدة لأنها أدت إلى نزيف إسرائيل في معركة ضد حلفائها من حماس.
ومع ذلك، يجب على إيران أن تكون حذرة بشأن ما يفعله وكلاؤها. عندما شنت إحدى مجموعات الميليشيات الشيعية العراقية التابعة لإيران، كتائب حزب الله، في وقت سابق من هذا العام هجومًا بطائرة بدون طيار على مركز لوجستي أمريكي في الأردن، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، فقد ذهبت إلى أبعد من ذلك. وسارع القادة الإيرانيون إلى الإصرار على أنهم لا يريدون حربا أوسع، خاصة مع الولايات المتحدة. أعلنت كتائب حزب الله أنها ستعلق جميع العمليات العسكرية بينما اشتكت من أن إيران "لا تعرف طبيعة جهادنا"، مما يعني أنها تتراجع بناءً على الأوامر الإيرانية.
وقد دعمت إيران جهود حزب الله لتجنب حرب شاملة مع إسرائيل رغم التصعيد والتهديدات الإسرائيلية المستمرة. فعندما اغتالت إسرائيل أحد قادة حماس البارزين، صالح العاروري، هذا العام بغارة بطائرة بدون طيار في المنطقة الرئيسية لحزب الله في بيروت، رد حزب الله بهجوم صاروخي رمزي إلى حد كبير على محطة رادار إسرائيلية لم يتسبب في وقوع إصابات أو أضرار تذكر.
وردت إسرائيل باغتيال نائب قائد كتيبة الرضوان التابعة لحزب الله، وسام الطويل، الذي لم ينتقم له أحد، رغم استمرار المناوشات العنيفة بالقرب من الحدود.
وتطالب إسرائيل الآن حزب الله بسحب قواته على بعد 30 كيلومترا (18.6 ميلا) من الحدود أو مواجهة هجوم شامل، مع إجلاء حوالي 80 ألف إسرائيلي و70 ألف لبناني من كلا الجانبين. يرفض حزب الله ذلك، وقد اقترح المبعوث الأمريكي، عاموس هوكستين، انسحاب حزب الله لمسافة 7 كيلومترات (4.3 ميل). حزب الله لا يريد حرباً مع إسرائيل وإيران توافق على ذلك.
لا ترغب طهران في إهدار ورقتها الرابحة – ترسانة حزب الله من الصواريخ والقذائف الصاروخية التي يبلغ عددها 150 ألف صاروخ، غالبًا ما تكون موجهة بدقة، على غزة أو حماس. إن حزب الله، الذي يمكن القول إنه أقوى جهة غير حكومية مسلحة في التاريخ، يهدف إلى ردع الهجمات الإسرائيلية أو الأمريكية ضد إيران، وخاصة منشآتها النووية.
يعد احتمال شن مثل هذه الضربات الجوية الأمريكية أو الإسرائيلية من بين أهم الأسباب التي تجعل إيران ترغب في تجنب صراع أوسع. وبينما يتركز الاهتمام العالمي على الأزمات المباشرة التي ولّدها هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، أحرزت طهران تقدمًا خفيًا ولكن مهمًا نحو اكتساب القدرة على صنع أسلحة نووية من خلال تخصيب اليورانيوم بدرجة تقترب من صنع الأسلحة بشكل متزايد.
وآخر ما تحتاجه إيران هو أي شيء يمكن أن يعكس هذا التقدم ويهدد المصالح الوطنية الأساسية الأخرى.
إن الورقة الحاسمة بالنسبة لإيران هم المسلحون الحوثيون اليمنيون وقرصنة البحر الأحمر. وقد كررت هذه القرصنة وشددت على نقطتين دبلوماسيتين إيرانيتين قائمتين منذ فترة طويلة: أن إيران وشبكة "محور المقاومة" التابعة لها يجب أن تكون مدرجة في أي ترتيب أمني بحري بحكم الأمر الواقع، وأنه إذا لم تتمكن إيران من شحن نفطها بحرية بسبب العقوبات، لا يمكن لأحد أن يطمئن إلى التجارة البحرية دون أي تحرش.
وبما أن ثلاثة من الممرات البحرية العالمية الثمانية الرئيسية - قناة السويس ومضيق هرمز ومضيق باب المندب - تحيط بشبه الجزيرة العربية وعرضة لهجمات من إيران و"المحور"، فإن هذا الضعف الاقتصادي العالمي يوفر لإيران نفوذاً دولياً مقنعاً.
ومع ذلك، قد يثبت الحوثيون أنهم أعضاء "المحور" الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لإيران. مثل حماس، ولكن على عكس جميع مجموعات المحور الأخرى تقريبًا، ليسوا من صنع إيران، بل عملاء. وقد أظهر كلاهما القدرة والرغبة في العمل بمفردهما، كما فعلت حماس بكل تأكيد في 7 أكتوبر.
لذا فإن إيران لديها قدر كبير على المحك في مجموعة من الصراعات التي يتعين احتواؤها والسيطرة عليها بعناية إذا كانت راغبة في تجنب دفع ثمن بارز، وربما باهظ.
لقد قامت طهران بالفعل بكبح جماح وكلائها العراقيين، وتعمل على مساعدة حزب الله على التراجع وتجنب هجوم إسرائيلي مدمر. وربما يقبل كلاهما، بشكل رسمي أو غير رسمي، الاقتراح الأمريكي بانسحاب أكثر تواضعا من الحدود مع إسرائيل. وربما تحث إيران الحوثيين على توخي الحذر الشديد حتى لا يقتلوا أمريكيين أو يذهبوا أبعد من ذلك.
ليست واشنطن وحدها هي التي يجب أن تلعب لعبة توازن حذرة في مستنقع الشرق الأوسط. رغم عداء إيران للوضع الراهن والمكاسب التي حققتها من الصراع الحالي دون أي تكلفة تقريبا على عاتقها، فإنها تدرك بوضوح تزايد المخاطر المحتملة الكبيرة.
من المؤكد أن طهران تدرك أنها يجب أن تحصل على سيطرة أفضل على وكلائها العرب وإلا فقد ينتهي بهم الأمر إلى جرهم لصراع كارثي على المصالح الوطنية الإيرانية - وربما حتى على مستقبل النظام.
إيرانالعراقاليمنسوريالبنانالحشد الشعبيالحوثيونحزب اللهرأينشر الخميس، 15 فبراير / شباط 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الحشد الشعبي الحوثيون حزب الله رأي حزب الله من ذلک
إقرأ أيضاً:
مئير كاهانا القتيل الذي يغلي تطرفه في إسرائيل
حاخام وكاتب وسياسي قومي متطرف، مؤسس حركة "كاخ"، أيديولوجيته تؤثر على الجماعات السياسية المتشددة واليمينية المتطرفة النشطة اليوم في دولة الاحتلال.
أدين كاهانا بارتكاب أعمال إرهابية متعددة في الولايات المتحدة وفلسطين المحتلة، وفي النهاية دفع ثمن تطرفه بقتله وسط مدينة مانهاتن بنيويورك على يد السيد نصير، وهو مواطن أميركي من أصل مصري.
لكن فكرة "كاخ" لم تمت وربما أصبحت الأكثر رواجا في المجتمع الإسرائيلي بعد العدوان الوحشي على قطاع غزة.
من أتباعه المتشددين وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي أصبح في سن الـ16 من عمره عضوا في " كاخ".
ولد مئير كاهانا في عام 1932 في بروكلين، بمدينة نيويورك لعائلة يهودية أرثوذكسية، من الحاخامات حيث كان والده رئيسا لمجلس حاخامات "فلاتبوش"، ومؤلف الترجمة التفسيرية للتوراة، ومؤيدا قويا للحركة الصهيونية التصحيحية أو التنقيحية.
الصهيونية الفاشيةفي سن المراهقة، انضم مئير كاهانا إلى جناح الشباب في "بيتار" للصهيونية التصحيحية"، وهي حركة صهيونية كانت متأثرة بالفاشية.
كما كان مشاركا نشطا في الاحتجاجات ضد إرنست بيفين، وزير الخارجية البريطاني الذي حافظ على القيود المفروضة على هجرة اليهود إلى فلسطين بعد نهاية الحرب العالمية الثانية .
وتلقى كاهانا في فترة شبابه الأولى دراسات بالتناخ والتلمود والشريعة اليهودية.
حصل لاحقا على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من كلية "بروكلين" عام 1954، وبكالوريوس في القانون من كلية الحقوق، وماجستير في العلاقات الدولية من جامعة "نيويورك".
أصبح في عام 1958 حاخاما لـ"مركز هوارد بيتش" اليهودي في كوينز، بنيويورك، وفرض شروطه على الكنيس، والتي تضمنت وضع حاجز يفصل الرجال عن النساء أثناء الصلاة، وإقامة الصلوات التقليدية، والحفاظ على مطبخ كوشير.
وفي تلك الفترة كتب أول مقالاته في "The Jewish Press"، وهي أسبوعية يهودية أرثوذكسية أميركية استمر في الكتابة فيها لبقية حياته.
إعلانكما استخدم كاهانا عدة أسماء مستعارة من بينها: ديفيد سيناي، والأسماء المستعارة مايكل كينغ، وديفيد بوراك، ومارتن كين.
مسارات التطرف
وفي أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، مكنته حياته السرية وموقفه المناهض للشيوعية من الحصول على منصب مستشار لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي.
ووفقا لزوجته، ليبي، التي نشرت مذكراته لاحقا، كانت مهمته التسلل إلى جمعية "جون بيرش" المناهضة للشيوعية والإبلاغ عن نتائجه إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي.
في وقت ما في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين، بدأ كاهانا في التعبير علنا عن معاداته للشيوعية، فأسس هو وجوزيف تشوربا حركة "الرابع من يوليو"، التي تشكلت لمواجهة المعارضين للتدخل الأميركي في حرب فيتنام.
اشترك الرجلان في تأليف كتاب "المصلحة اليهودية في فيتنام "، في محاولة لإقناع اليهود الأميركيين بـ"شر الشيوعية".
كان كاهانا متطرفا بالسليقة، مستخدما إجراءات متطرفة حتى أنه حاول الحصول على أسلحة بيولوجية وزراعتها لاستخدامها على منشأة عسكرية سوفياتية.
وقد صمم نجمة اليهود وشارة القبضة، وهو رمز يشبه رمز حزب الفهود السود (حركة سياسية يسارية متطرفة).
ولتحقيق أفكاره وخططه أسس في عام 1968، "رابطة الدفاع اليهودية" في نيويورك، وكان هدفها المعلن مكافحة "معاداة السامية"، لكن الرابطة وكاهانا أدينا بأعمال تتعلق بالإرهاب المحلي، بما في ذلك قيادة الهجوم على بعثة الأمم المتحدة السوفياتية في عام 1975.
وفي وقت لاحق من نفس العام، أدين كاهانا بالتآمر لاختطاف دبلوماسي سوفياتي، وتفجير السفارة العراقية في واشنطن، وشحن أسلحة إلى الخارج.
وشجع كاهانا اليهود على حمل الأسلحة النارية، من خلال شعاره "كل يهودي لديه عيار 22".
في مقابلة أجريت عام 1984 مع "واشنطن بوست" اعترف كاهانا بأن "رابطة الدفاع اليهودية" قصفت البعثة السوفياتية في نيويورك، والبعثة الثقافية الروسية في واشنطن في عام 1971، والمكاتب التجارية السوفياتية.
أعلن لاحقا بأنه يسعى للتركيز على التعليم اليهودي فانتقل إلى فلسطين المحتلة وأصبح "مواطنا" إسرائيليا في عام 1971.
ورغم ذلك لم يتوقف عن أعماله المتطرفة، فتم اعتقاله عشرات المرات من قبل السلطات الإسرائيلية، بعد أن بدأ حملة علنية دعت إلى طرد الفلسطينيين في أراضي 1948 والفلسطينيين من الأراضي المحتلة.
داخل الكنيست
وسيبدأ في ذلك العام بتأسيس "حركة كاخ" التي فشلت في البداية في الحصول على أي مقاعد في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي).
وأثناء سجنه في عام 1980 بتهمة التخطيط لهجمات مسلحة ضد الفلسطينيين كتب من غرفة سجنه في سجن الرملة كتاب "يجب أن يرحلوا".
وبعد محاولات عديدة لدخول "الكنيست" تمكن في عام 1984 من الفوز بمقعد واحد.
وازدادت شعبيته بين الجمهور الإسرائيلي المتطرف، وخاصة بين يهود السفارديم من الطبقة العاملة، لكنه منع لاحقا من الترشح في عام 1988 بقرار من "الكنيست" و"المحكمة العليا"، وأصبح كاهانا أول مرشح يمنع من الترشح بسبب العنصرية.
لقد روج خلال حياته، لأيديولوجيته الكاهانية في جميع أنحاء الولايات المتحدة وفلسطين المحتلة. واقترح تطبيق الهالاخاه (الشريعة اليهودية) كما وضعها موسى بن ميمون.
إعلانكما اقترح أثناء وجوده في "الكنيست" العديد من القوانين للتأكيد على اليهودية في المدارس العامة، ومنع العلاقات الجنسية بين اليهود وغير اليهود، وفصل الأحياء اليهودية عن العربية، وذهب إلى حد المطالبة بأن يصبح غير اليهود في "إسرائيل" إما عبيدا أو يواجهون الترحيل، وأيد ضم الضفة الغربية وقطاع غزة.
ودعا مرارا إلى تفجير المسجد الأقصى وإعادة بناء "الهيكل الثالث" المزعوم، وأكد استعداده الكامل لتنفيذ ذلك. لكن مقترحاته لم تحظ بالمصادقة عليها.
ولاحظ كاهانا أن "الديمقراطية واليهودية ليسا شيئا واحدا"، ورأى أن "الدولة اليهودية والديمقراطية الغربية لا تتوافقان، لأن الديمقراطية الغربية لا تراعي الدين، والدولة اليهودية دينية بطبيعتها".
وأعرب عن "خشيته" من أن يصبح المواطنون غير اليهود أغلبية ويصوتوا ضد الطابع اليهودي للدولة.
لذلك اقترح " تبادلا للسكان " وطرح "خطة تعويض" للعرب (الفلسطينيين) الذين سيغادرون طواعية، وطردا قسريا لمن "لا يرغبون في المغادرة" بحسب خطته.
في بعض كتاباته، وفي مقابلاته الصحافية عرّف كاهانا "الحدود الدنيا لإسرائيل" على النحو التالي "يمتد الحد الجنوبي حتى العريش، الذي يشمل شمال سيناء بالكامل. إلى الشرق، تمتد الحدود على طول الجزء الغربي من الضفة الشرقية لنهر الأردن، وتضم جزءا مما يُعرف الآن بالأردن. تشمل أرض إسرائيل أيضا جزءا من لبنان وأجزاء معينة من سوريا، وجزءا من العراق، وصولا إلى نهر الفرات".
وعندما راجعه البعض بأن اتباع خططه يعني حربا أبدية بين اليهود والعرب، رد كاهانا "ستكون هناك حرب أبدية. مع كاهانا أو بدونه".
وسيدفع كاهانا لاحقا ثمنا لمواقفه المتطرفة خصوصا من المسجد الأقصى باغتياله في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1990، عندما كان يلقي خطابا أمام جمهور من اليهود الأرثوذكس في بروكلين بنيويروك، على يد السيد نصير الأميركي من أصل مصري.
برنامج سياسي
بعد مقتل كاهانا، الذي دفن في القدس الغربية، لم يبرز قائد ليحل محله في الحركة. ومع ذلك، أصبحت بعض أفكاره جزءا من البرنامج السياسي لعدة أحزاب إسرائيلية، ونشأ لاحقا فصيلان كاهانيان صغيران: أحدهما تحت اسم " كاخ "، والآخر تحت اسم "كاهانا حاي" (كاهانا حيّ).
في عام 1994، وفي أعقاب مذبحة الحرم الإبراهيمي التي شهدت قيام مؤيد "كاخ" الإرهابي باروخ غولدشتاين بقتل 29 من المصلين المسلمين الفلسطينيين في الخليل دون تمييز، أعلنت الحكومة الإسرائيلية كلا الحزبين منظمات إرهابية.
كما أضافت وزارة الخارجية الأميركية أيضا " كاخ" و"كاهانا حاي" إلى قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية.
ما تركه كاهانا من "إرث" متطرف لم يمت معه فقد واصل حمل الفكرة المتطرف بن غفير وهو صاحب خلفية كاهانية، بسيرة ذاتية تعج بالنشاط المناهض للفلسطينيين، مما أدى إلى عشرات الاتهامات وما لا يقل عن 8 إدانات بجرائم بما في ذلك التحريض على العنصرية ودعم " كاخ" المنظمة الإرهابية.
فكرة "كاخ" لم تمت وربما أصبحت الفكرة الأكثر رواجا في المجتمع الإسرائيلي بعد العدوان الوحشي على قطاع غزة.