الوطن:
2025-06-12@23:11:23 GMT

مصر تحاكم إسرائيل في «لاهاي».. (ملف خاص)

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

مصر تحاكم إسرائيل في «لاهاي».. (ملف خاص)

«التاريخ يعيد نفسه والعدو واحد»، هنا فى لاهاى بهولندا، حيث القاعة العريقة الواسعة لمحكمة العدل الدولية، وقفت مصر قبل نحو 36 عاماً وتحديداً عام 1988، تواجه أكاذيب الاحتلال الإسرائيلى بشأن مدينة طابا، وبعد 3 أسابيع من المرافعات أنصفت «العدل الدولية» مصر فى النهاية لتحكم بأحقيتها فى طابا، وغدا تقف مصر وبخطى ثابتة كما كانت فى سابقتها، لتعتلى المنصة للمرافعة ومحاكمة الاحتلال الإسرائيلى للمرة الثانية، ولكن هذه المرة من أجل فلسطين فى العموم وقطاع غزة على وجه الخصوص، بعد أحداث 7 أكتوبر، واتهامها بالباطل بمنع دخول المساعدات للسكان.

آلاف الأميال هى المسافة التى تبعد القاهرة وغزة المنكوبة عن «لاهاى»، إلا أن الضمير المصرى لم تثنِه القارات عن حمل هم القضية الفلسطينية والذهاب بها بعيداً حيث الساحات العالمية للمطالبة بحقوق المهجرين والنازحين والأسرى فى غياهب سجون الكيان الصهيونى.

هنا تقف مصر لمحاكمة الاحتلال.. يحمل مندوبها أوراقاً دونت فيها أدلّة وبراهين دامغة على الانتهاكات التى ارتكبتها إسرائيل حكومة وجيشاً وشعباً بحق الفلسطينيين، فلم يعد بمقدور الغزاويين الحصول على لقمة الخبز أو شربة الماء بسبب الحصار الذى تفرضه حكومة الكيان وسط شلالات الدماء التى لا تزال مستمرة لما يزيد على 130 يوماً من القصف، وفى الضفة الغربية كمم الجنود الأفواه واستباح المستوطنون منازل وحرمات الفلسطينيين ومقدسات المسلمين، لتطلق القدس صرخة تردد صداها فى محكمة العدل الدولية.

«القاهرة» ستطالب المجتمع الدولي بالتوقف عن دعم دولة الاحتلال وإجبارها على الانسحاب فوراً من الأراضي المحتلة وبينها «القدس»

فى مدينة لاهاى، الواقعة غرب مملكة هولندا، يقع مبنى محكمة العدل الدولية بلونيه الرمادى والبرتقالى المميزين، تتجه إليه أنظار العالم من شتى بقاع الأرض صباح اليوم الأربعاء الموافق 21 فبراير الجارى، حيث ستقدم مصر مرافعة شفهية، كما تشارك فى الرأى الاستشارى الذى طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية حول السياسات والممارسات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وذلك عقب تقديم مذكرة أمام هيئة المحكمة، وفق ما أعلنه ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، بعد مرور أكثر من شهر على الدعوى التى قدمتها جنوب أفريقيا ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلى بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة خلال العدوان الذى شنه الكيان الصهيونى فى السابع من أكتوبر الماضى.

وحول تفاصيل المذكرة، قال «رشوان» إنّ المرافعة الشفهية تتضمن تأكيد اختصاص محكمة العدل الدولية بنظر الرأى الاستشارى، باعتبار الجمعية العامة للأمم المتحدة أحد الأجهزة المخولة، وفقاً لميثاق المنظمة، بطلب رأى استشارى من المحكمة، ونظراً لأن الأمر يتناول الأبعاد القانونية للمستوطنات الإسرائيلية غير المشروعة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، المخالفة لمبادئ القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية، كما تؤكد المذكرة المصرية عدم شرعية سياسات ضم الأراضى وهدم المنازل وطرد وترحيل وتهجير الفلسطينيين، وستطالب المجتمع الدولى بعدم الاعتراف بأى أثر قانونى للإجراءات الإسرائيلية، والتوقف عن دعم إسرائيل، بالإضافة إلى مطالبة المحكمة بتأكيد مسئولية إسرائيل عن الأفعال غير المشروعة، بما يحتم انسحابها فوراً من الأراضى المحتلة ومنها القدس، والتأكيد على تعويض الشعب الفلسطينى عن الأضرار التى لحقت به نتيجة تلك السياسات والممارسات، ورفض سياسات الاضطهاد والتمييز العنصرى، وغيرها من الممارسات الإسرائيلية.

من جهته، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، لـ«الوطن»، إنّ تقديم مصر للمذكرة التى سيتم على أثرها محاكمة الاحتلال بسبب جرائمه وممارساته النازية بحق الفلسطينيين هو أمر فى غاية الأهمية، وتابع: «مصر أكبر دولة عربية ولها ثقل فى المنطقة، وتقدمها لمحاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية مهم للغاية، حيث تستعرض خلالها تاريخاً كاملاً من الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى»، لافتاً إلى أن الموقف المصرى يأتى رداً على ما قام به الاحتلال خلال الأيام الماضية بالتنكر لحق الشعب الفلسطينى فى إعلان دولته، وحديث الحكومة والمعارضة أنها ترفض الاعتراف أحادى الجانب بالدولة الفلسطينية من قبَل العالم يحتاج إلى خطوات جادة: «الخطوة التى اتخذتها مصر ستدفع باتجاه رفع معنويات الشعب الفلسطينى، الذى يُقتل الآن بدم بارد على يد الاحتلال الإسرائيلى، ونطالب الدول العربية بأن تحذو حذو مصر والانضمام لها لمحاكمة إسرائيل بمرافعات رسمية وتقديم طلب رسمى لمحكمة العدل الدولية وليس إعلامياً»، وواصل: «الأمر لا يتعلق فقط بوقف الحرب، ولكن هذه الدعوى تحدٍّ كبير يتعلق بحقوق الشعب الفلسطينى، من ضمنها حقه فى تقرير مصيره وحقه فى قيام الدولة الفلسطينية».

وفى محاولة من الكيان المحتل للتنصل من الاتهامات التى وجهت إليه، نفت مصر فى منتصف شهر يناير الماضى ما زعمه الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية من منع السلطات المصرية نقل المساعدات إلى قطاع غزة واتهمتها بالكذب، ونفى ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، بصورة قاطعة، ما وصفه بمزاعم وأكاذيب فريق الدفاع الإسرائيلى أمام محكمة العدل الدولية بأن مصر هى المسئولة عن منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة من معبر رفح، وأوضح «رشوان» أن كذب الادعاءات الإسرائيلية يتضح فى عدة نقاط؛ بينها أن كل المسئولين الإسرائيليين، وفى مقدمتهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الطاقة، أكدوا عشرات المرات فى تصريحات علنية، منذ بدء العدوان على غزة، أنهم لن يسمحوا بدخول المساعدات لقطاع غزة، خاصة الوقود، لأن هذا جزء من الحرب التى تشنها دولتهم على القطاع.

ولا يزال الموقف المصرى الرافض للانتهاكات الإسرائيلية واضحاً، وذلك عقب استقبال سامح شكرى، وزير الخارجية، يوم 17 فبراير الجارى، كريم خان، المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية، للوقوف على آخر تطورات مجريات التحقيقات التى يضطلع بها مكتبه بشأن الانتهاكات الإسرائيلية محل اختصاص المحكمة فى فلسطين، سواء فى قطاع غزة أو الضفة الغربية، بما فيها القدس، مؤكداً على الدور المهم المنوط بالمحكمة فى هذا الشأن، كما تناول «شكرى» تداعيات الأزمة الإنسانية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة تحت وطأة العمليات العسكرية الإسرائيلية وسياسات الحصار والتجويع وتدمير كامل منظومة البنية التحتية فى القطاع، مشدداً على ضرورة تحمل الأطراف الدولية مسئولياتها القانونية والإنسانية لتسمية الانتهاكات الإسرائيلية بمسمياتها الصحيحة، والتدخل لوقف تلك الانتهاكات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة محكمة العدل الدولية فلسطين الإحتلال هولندا تل أبيب إسرائيل الاحتلال الإسرائیلى محکمة العدل الدولیة الشعب الفلسطینى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

هآرتس: غريتا ثونبرغ عرّت الدعاية الإسرائيلية بعد اعتقالها

نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية تقريرًا انتقدت فيه السلوك الإسرائيلي حيال الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، التي اعتقلتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل يومين بعد اعتراض سفينة "مادلين" كانت تشارك ضمن "أسطول الحرية" المتجه إلى قطاع غزة.

وأوضحت الصحيفة أن ثونبرغ ورفاقها في الأسطول لم يكونوا يتوهمون أن تحركهم سيُحدث تغييرًا جوهريًا في المعاناة الإنسانية داخل القطاع المحاصر، بل كانوا يدركون أن ما يقومون به هو فعل رمزي هدفه تسليط الضوء على الكارثة الإنسانية المتواصلة في غزة، وهو ما تحقق بالفعل، وفق الصحيفة.

انتقدت هآرتس ما وصفته بالسطحية والغطرسة الإسرائيلية التي اختزلت تحرك "أسطول الحرية" برمته في شخصية واحدة: غريتا ثونبرغ. 

وقالت إن الدعاية الإسرائيلية انشغلت بجنس الناشطة وسنّها، وبأنها مصابة بالتوحد كما أعلنت سابقًا، عوضًا عن التطرق إلى الهدف الأساسي من الرحلة، أو مناقشة شرعية اعتراض الأسطول في المياه الدولية.

الاحتلال يفرض حصارًا "توراتيًا"
وسلطت الصحيفة الضوء على السياق الإنساني الأوسع، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض منذ 17 عامًا حصارًا خانقًا على أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، وتمنع دخول معظم البضائع وتقيد حركة الأفراد عبر المعابر. 

وأكدت أن ما فُرض على غزة خلال العشرين شهرًا الأخيرة يتجاوز مجرد الحصار، ليصل إلى ما وصفته بـ"المأساة التوراتية"، في إشارة إلى حجم الكارثة التي خلفتها الحرب، حيث قُتل عشرات الآلاف وأصيب مئات الآلاف، فضلًا عن تهجير مئات الآلاف من منازلهم، وتحولهم إلى لاجئين داخل القطاع المدمّر والمحروم من الدواء والغذاء.


وبحسب هآرتس، فإن ما يسميه الاحتلال الإسرائيلي "مساعدات إنسانية" لا يتعدى في المتوسط مئات الآلاف من وجبات الطعام التي توزع بشكل غير فعال. 

وتنتقد الصحيفة مشاهد الطوابير الطويلة التي يواجه فيها المدنيون خطر الموت برصاص الجنود الإسرائيليين، واصفة الوضع بأنه أسوأ من أكثر شرطة مرور وحشية في العالم.

وسخرت الصحيفة من محاولات الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، آفي دفرين، "صرف الأنظار" عبر تصريحات نمطية بأن "التحقيقات جارية"، فيما الواقع يعكس، بحسب تعبيرها، تعمّدًا للتضليل والتهرب من المحاسبة.

وتوقفت الصحيفة عند ما وصفته بـ"المهزلة الإعلامية" التي شاركت فيها جهات رسمية إسرائيلية. فقد نشرت بلدية الاحتلال في القدس صورة لثونبرغ وهي تتلقى كعكًا مقدسيًا من جندي، في وقت كانت فيه الحرائق تقترب من أكبر مستشفيات المدينة – قبل أن يُحذف المنشور لاحقًا.

وفي مثال آخر على الانحدار الإعلامي، نقلت الصحيفة تعليقًا لأحد الحسابات الإسرائيلية الشهيرة على إنستغرام قال فيه: "لا أصدق أننا أوقفنا غريتا ثونبرغ. هذه أطرف نكتة سمعتها في حياتي". وأضاف متهكمًا: "غريتا، اتركي الشرق الأوسط. أنتِ فتاة سويدية بمظهر نادلة في مقهى هيبستري في تل أبيب".

خارجية الاحتلال: استخفاف فاضح
وركزت الصحيفة نقدها على وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي أصرت على التقليل من شأن الرحلة، ووصفت الأسطول بـ"يخت السيلفي"، محاولة تقديم القضية باعتبارها مجرد استعراض للكاميرات، في استخفاف صارخ بعقول الرأي العام العالمي، بحسب ما ورد في التقرير.


واختتمت هآرتس تقريرها بالتشديد على أن غريتا ثونبرغ، التي يُنظر إليها عالميًا باعتبارها ناشطة بيئية مخلصة ألهمت ملايين الشباب حول العالم، خاطرت بسلامتها وسافرت آلاف الكيلومترات في ظروف صعبة من أجل توصيل رسالة بسيطة وواضحة: "افتحوا الحصار عن غزة، أدخلوا المساعدات الإنسانية، أوقفوا الحرب، وأوقفوا قتل الأبرياء".

وأضافت الصحيفة: "في الوقت الذي ينهمك فيه نظراؤها الإسرائيليون بالموت وأغاني الحرب، كانت ثونبرغ تسعى لحياة، وتُذكر العالم بأن ما يحدث في غزة ليس مأساة طبيعية، بل جريمة مستمرة".
وختمت بالقول: "غريتا أنجزت هدفها، أما إسرائيل، فقد بدت مرة أخر أكثر غباءً من أي وقت مضى".

مقالات مشابهة

  • برلمانية أوروبية: “إسرائيل” تقمع أى مباحثات تتناول جرائمها ضد الشعب الفلسطينى
  • هآرتس: غريتا ثونبرغ عرّت الدعاية الإسرائيلية بعد اعتقالها
  • 5 خطوات لتقديم الطعن أمام محكمة النقض لو صدر ضدك حكم
  • وزارة العدل: لم نتعرض لأي اختراق ونعتمد أحدث المعايير الدولية في مجال الأمن السيبراني
  • محكمة قطر الدولية تختتم مشاركتها في أعمال أسبوع لندن الدولي لتسوية المنازعات 2025
  • مخزية وفاضحة ومروعة.. أبرز الإدانات الدولية لحرب إسرائيل على غزة
  • محكمة قطر الدولية: بدء سريان مجموعة محدثة من القواعد والإجراءات القضائية الجديدة
  • خبير في الشؤون الإسرائيلية: إسرائيل تستعد لهجوم واسع على إيران
  • خبراء قانونيون: الاحتلال ارتكب أفظع جرائم الحرب في قطاع غزة
  • خبراء قانونيون: الاحتلال إرتكب أفظع جرائم الحرب في قطاع غزة