«ضجة ميسي» تلغي رحلة «التانجو» إلى الصين!
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
بوينوس آيرس (أ ف ب)
أخبار ذات صلة
استبدل منتخب الأرجنتين لكرة القدم جولته الودية المقررة في مارس المقبل في الصين، بمباراتين وديتين في الولايات المتحدة، وذلك عقب الجدل الدائر حول القائد والنجم ليونيل ميسي، بعد جولته مع فريقه إنتر ميامي الأميركي في هونج كونج، وفقاً لما قال اتحاد اللعبة المحلي.
وتخلّت الصين عن استضافة مباراتين وديتين لمنتخب الأرجنتين حامل لقب كأس العالم في قطر 2022، الأولى أمام نيجيريا في مدينة هانجتشو والثانية مع كوت ديفوار في بكين، بعد الضجة التي أثيرت عقب عدم مشاركة ميسي في مباراة ودية لإنتر ميامي أمام منتخب من نجوم الدوري في هونج كونج في الرابع من فبراير.
ويلعب ميسي ورفاقه أمام السلفادور في فيلادلفيا في 22 مارس، كما أمام نيجيريا في لوس أنجلوس بعدها بأربعة أيام.
وارتدّت الجولة الدولية الأولى لميسي مع ناديه الأميركي سلباً عليه، بعدما بقيَ على مقاعد الاحتياط في مباراة ضد نجوم الدوري في هونج كونج 1-4 بسبب إصابة، ما أثار غضباً جماهيرياً وحكومياً.
وأثار عدم حضوره صيحات الاستهجان ودعوات لاسترداد الأموال من آلاف المشجعين الذين أنفقوا مبالغ كبيرة لمشاهدة القائد الفائز بجائزة الكرة الذهبية ثماني مرات.
وبعدما لعب النجم الأرجنتيني 30 دقيقة من مباراة ودية لفريقه ضد فيسيل كوبي بطل الدوري الياباني بعدها بأيام قليلة، زاد السخط في الصين.
وأبدى الجمهور غضبه من عدم اعتذار ميسي مباشرة، بعد دفعهم مبالغ وصلت إلى نحو 616 دولاراً مقابل التذكرة لرؤيته، علماً أن الشركة المنظّمة «تاتلر آسيا»، وعدت أولئك الذين اشتروا التذاكر باسترداد 50% من أموالهم.
وأكّد ميسي في 19 فبراير أن غيابه عن المباراة لم يكن تجاهلاً، بل بسبب الإصابة، رافضاً الأحاديث التي تقول إن عدم مشاركته كان «لأسباب سياسية»، وقال إنه لو كان الأمر كذلك، «لما كنت سأسافر» إلى هونج كونج في المقام الأول.
وتحدث ميسي في مقطع فيديو عن علاقة «لطيفة جداً وقريبة جداً» مع الصين، الدولة التي قال إنه «فعل معها الكثير من الأشياء بما في ذلك لقاءات صحفية ومباريات سواء مع برشلونة الإسباني أو منتخب الأرجنتين.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأرجنتين ليونيل ميسي الصين أميركا إنتر ميامي برشلونة هونج کونج
إقرأ أيضاً:
الصين تكتب فصلًا جديدًا في رحلة تمكين المرأة العالمية
تشو شيوان **
يعيش العالم اليوم لحظة فارقة في مسيرة النضال من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين، وهذه اللحظة تتشكل في قاعات المؤتمرات بالعاصمة الصينية بكين؛ حيث احتضنت الصين على مدار يومي 13 و14 أكتوبر 2025 "اجتماع القادة العالميين بشأن المرأة"، وهذا التجمع الدولي الرفيع ليس مجرد فعالية دبلوماسية؛ بل هو إحياء للذكرى الثلاثين للمؤتمر العالمي الرابع للمرأة الذي انعقد في بكين عام 1995، وأطلق آنذاك إعلان وخطة عمل بكين، اللذان ما زالا يمثلان الوثيقة التوجيهية الأهم لتنمية المرأة على الصعيد العالمي. وأجد أن عودة العالم إلى بكين بعد ثلاثة عقود تحمل رسالة ثقة عميقة بالدور الذي تلعبه الصين كلاعب رئيسي في صياغة مستقبل المرأة حول العالم.
وخلال كلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ، دعا إلى تعزيز تمثيل المرأة في السياسة والحكومة، معتبرًا أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تضمن «ترسيخ المساواة بين الجنسين بشكل حقيقي» داخل المجتمع، كما أكد على أن البلدان بحاجة إلى «توسيع القنوات أمام النساء للمشاركة في السياسة وصنع القرار، وتعزيز مشاركة المرأة على نطاق واسع في الحوكمة الوطنية والاجتماعية»، مشيرًا إلى أن السلام والاستقرار يشكلان شرطين أساسيين لتحقيق التنمية الشاملة للمرأة، وهذه الرؤية لا تنفصل عن الإيمان الراسخ بأن للمرأة دورًا حاسمًا في إرساء «اتجاه جديد للأسرة»، خاصة في ظل مواجهة العالم العديد من التحديات في هذا الجانب.
من وجهة نظري أنَّ المكانة التي وصلت إليها المرأة في الصين اليوم هي ثمرة لسنوات من السياسات الممنهجة والاستثمار في طاقاتها، فقد أحرزت الصين تقدمًا ملحوظًا في مجال تعليم النساء اللاتي أصبحن يشكلن نحو 50 في المائة من طلاب التعليم العالي، ونحو 43 في المائة من إجمالي القوى العاملة في البلاد، وهذا التقدم التعليمي والمهني هو الأساس الذي تقوم عليه أي استراتيجية حقيقية لتمكين المرأة، واسترشادًا بروح مؤتمر بكين التاريخي، لم تتردد حكومتي في إعلان تدابير ملموسة جديدة لتعزيز هذه المكانة، حيث ستتبرع الصين في السنوات الخمس المقبلة بمبلغ آخر بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وتخصص حصة قدرها 100 مليون دولار أمريكي في صندوق التنمية العالمية والتعاون بين بلدان الجنوب لتنفيذ مشاريع تنموية للنساء والفتيات، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على إيمان راسخ بأن استثمار دول الجنوب في المرأة هو استثمار في تنمية البشرية جمعاء.
لا يمكن لأحد أن يُنكر أن رحلة تمكين المرأة في العالم تشهد تحديًا بارزًا على مستوى التمثيل السياسي في أعلى المستويات، وهو تحدد تدركه الصين وتعمل على معالجته في إطار سعيها الدؤوب للتطوير، لكني أجد أن النجاح الحقيقي يُقاس أيضًا بالمشاركة الواسعة في سوق العمل والتعليم، وبوجود أطر قانونية وخطط عمل وطنية تحمي مكاسب المرأة، وقد استطاعت الصين زيادة مشاركة النساء في القوى العاملة بشكل ملحوظ، مما جعلها نموذجًا يُحتذى به عالميا، وحتى أنها نموذجًا للدول العربية التي عبر ممثلوها، مثل معز دريد المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية، عن حرصهم على "الاستفادة من تجارب الصين وخبراتها"، وهذا الإشهاد الدولي هو خير شاهد على صحة النهج الذي تتبناه الصين في مسيرة تمكين المرأة.
في النهاية.. أجد أن هذا الاجتماع العالمي في بكين يقدم دفعة قوية لمضاعفة الجهود والاستثمارات نحو تسريع خطط عمل بكين، وهو يجسد الدور الجيوسياسي المتعاظم الذي تلعبه الصين كجسر للتعاون وتبادل الخبرات بين دول العالم، خاصة بين دول الجنوب، والدعم الصيني الذي سيصل إلى 1000 مشروع لكسب الرزق الخاص بالنساء، إضافة دعوة 50 ألف امرأة إلى الصين للمشاركة في برامج التبادل والتدريب، وإنشاء مركز عالمي لبناء قدرات المرأة كل هذه إجراءات عملية تثبت أن الصين لا تقدم الشعارات؛ بل تُقدِّم حلولًا ملموسة تساهم في كتابة فصل جديد من فصول تمكين المرأة حول العالم، فصل تقوده كفاءة وخبرة ودعم غير محدود من دولة مثل الصين تضع التنمية البشرية الشاملة في صلب أولوياتها، ومن هنا يمكننا القول إنَّ الصين تُمارس دورها المسؤول تجاه القضايا العالمية؛ بما فيها قضايا المرأة والمجتمع.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصر