نشرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، تفاصيل حول وثائق سرية من أرشيف رجل الأعمال المثير للجدل جيفري إبستين، والمتهم بقضايا اغتصاب أطفال وقصّر، والمعروف بصداقته للرئيس دونالد ترامب.

وتكشف رسائل إلكترونية أفرج عنها محققون في الكونغرس عن شبكة اتصالات دولية واسعة كان يحتفظ بها إبستين، تضمنت تواصله مع شخصيات مقربة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى جانب اتصالات مع دبلوماسيين روس ومسؤولين أوروبيين، ناقش خلالها قضايا تتعلق بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الأولى.



"خيمة" سعودية
في إحدى الرسائل التي تعود إلى كانون الأول/ ديسمبر 2016، كتب إبستين إلى الملياردير الأمريكي توم بريتسكر قائلاً: "هل تصدق أن محمد بن سلمان أرسل لي خيمة؟ بالسجاد وكل شيء".

ورد بريتسكر مازحًا: "خيمة؟ أظن أن هذا تعبير رمزي عن الحب... أو ربما كود يعني: اذهب واضرب الرمل. من الأفضل أن تراجع قاموس المملكة الحضري".

تقول بوليتيكو إن الرسائل تكشف عن تواصل مباشر بين إبستين وولي العهد السعودي، الذي كان في تلك الفترة يصعد بسرعة داخل هرم السلطة في الرياض. ولم يرد ممثلون سعوديون على طلب للتعليق حول طبيعة العلاقة بين الجانبين أو خلفية الهدية.

وساطات واتصالات في أوروبا والخليج
وتُظهر الرسائل أن إبستين كان يسعى لاستخدام علاقاته الخليجية لتوسيع نفوذه السياسي، إذ كتب قبل أيام من تنصيب ترامب إلى رجل الأعمال الإماراتي سلطان أحمد بن سليم، رئيس شركة موانئ دبي العالمية، بعد أن سأله الأخير إن كان عليه قبول دعوة لحضور حفل تنصيب ترامب.

ورد إبستين قائلاً إن الحدث سيكون مزدحمًا للغاية "لكن قد يكون من المفيد استغلال المناسبة لبناء علاقات في واشنطن أو نيويورك". فسأله بن سليم: "هل تعتقد أنه سيكون من الممكن مصافحة ترامب؟" ولم يتضح ما إذا كان إبستين قد أجاب على ذلك.


إذا أردتم ترامب.. تحدثو لي
وتُظهر المراسلات التي يعود تاريخها إلى حزيران/ يونيو 2018 أن إبستين حاول قبل أسابيع من قمة هلسنكي الشهيرة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يمرّر رسالة إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عبر السياسي النرويجي ثوربيورن ياغلاند، الأمين العام السابق لمجلس أوروبا.

كتب إبستين في رسالة مثيرة مؤرخة بتاريخ 24 حزيران/ يونيو: "أعتقد أنه يمكنكم أن تقترحوا على بوتين أن لافروف يستطيع أن يحصل على فهمٍ أعمق من خلال الحديث معي".

وقال إبستين في الرسالة إنه سبق أن تحدث عن ترامب مع المندوب الروسي الراحل لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، مضيفًا: "تشوركين كان رائعًا. لقد فهم ترامب بعد محادثاتنا، الأمر ليس معقدًا؛ يجب أن يَظهر وكأنه يحصل على شيء، ببساطة".

ورد ياغلاند في اليوم التالي قائلاً إنه سيلتقي مساعد لافروف وسيقترح عليه فكرة التواصل مع إبستين، لكن لا يُعرف ما إذا تم اللقاء فعلًا.

مراسلات بعد قمة هلسنكي
وبعد اجتماع ترامب–بوتين في العاصمة الفنلندية في تموز/ يوليو 2018، والذي قوبل بانتقادات حادة بسبب موقف ترامب الودود تجاه الرئيس الروسي، كتب الاقتصادي الأمريكي لاري سامرز — وزير الخزانة الأسبق في إدارة كلينتون — إلى إبستين متسائلًا: "هل لدى الروس شيء ضد ترامب؟ ما حدث اليوم كان صادمًا حتى بمعاييره".

ورد إبستين ساخرًا: "صندوق بريدي مليء بتعليقات مشابهة. أعتقد أنه يرى أن اللقاء سارّ للغاية. يظن أنه سحر خصمه... في الحقيقة، لا يدرك الرمزية ولا معظم الأمور".

ووصف أداء ترامب في القمة بأنه "متوقع تمامًا. نفوذ دولي وعلاقات متشابكة".

تقول بوليتيكو إن الرسائل المسربة — وعددها بالمئات — تُظهر كيف استخدم إبستين شبكة علاقاته الواسعة للتحدث مع مسؤولين أجانب ومقربين من دوائر السلطة في واشنطن، متابعًا عن كثب تحركات إدارة ترامب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب محمد بن سلمان محمد بن سلمان ترامب ابن سلمان ابستين المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

فضيحة إبستين.. كيف رد ترامب والبيت الأبيض على "رسالة مخجلة"؟

نشر نواب ديمقراطيون، الأربعاء، رسالة إلكترونية تعود إلى عام 2019 منسوبة لجيفري إبستين، قال فيها رجل الأعمال الأميركي الذي وجد ميتا في سجنه في العام ذاته أن دونالد ترامب كان يعرف أكثر عن جرائمه الجنسية مما أقر به علنا، مما دفع الأخير إلى الرد.

وكتب إبستين في رسالته: "قال ترامب إنه يريدني أن أتخلى عن بطاقة عضويتي في (منتجعه) مارالاغو" في فلوريدا.

وإذ أوضح إبستين أنه لم يكن يوما عضوا في المنتجع، فقد أضاف: "بالطبع، كان يعرف بشأن الفتيات، لأنه طلب من غيلاين (ماكسويل) أن تتوقف".

وتمضي البريطانية ماكسويل التي كانت شريكة إبستين ومساعدته، عقوبة بالسجن 20 عاما بعد إدانتها بالاستغلال الجنسي لدورها في استدراج قاصرات لحساب إبستين.

ووجد رجل الأعمال ميتا في زنزانته عام 2019، بفعل "انتحاره" قبل محاكمته، بحسب الرواية الرسمية.

ودأب ترامب على نفي أي علم له بنشاطات الاستغلال الجنسي التي ارتكبها إبستين، علما أنه كان صديقا له لسنوات قبل أن تتوتر علاقتهما مطلع الألفية.

وأكد ترامب أن خلافهما حصل قبل سنوات من افتضاح أمر جرائم إبستين.

وفي رسالة إلكترونية أخرى نشرها على منصة "إكس" أعضاء ديمقراطيون في لجنة بارزة بمجلس النواب، تعود إلى أبريل 2011 موجهة إلى ماكسويل، كتب إبستين: "أريدك أن تدركي أن الكلب الذي لم ينبح بعد هو ترامب".

وأضاف أن إحدى الضحايا "أمضت ساعات في منزلي معه، ولم يُذكر اسمه ولو مرة واحدة"، لتجيبه ماكسويل: "كنت أفكر في ذلك".

كيف رد ترامب والبيت الأبيض؟

كتب الرئيس الأميركي على منصته "تروث سوشال"، أن المعارضة ستفعل "أي شيء لتحويل الانتباه عن الأخطاء (التي ارتكبتها) بشأن تعطيل إقرار الميزانية".

وقال: "فقط جمهوري سيئ أو غبي للغاية هو من قد يقع في هذا الفخ"، بينما يتوقع أن يجري الكونغرس تصويتا قريبا لإجبار الحكومة على كشف الوثائق التي بحوزتها بشأن إبستين.

كما سارع البيت الأبيض إلى النفي، قائلا إن تلك الرسائل "زائفة".

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في بيان، إن "الديمقراطيين سربوا رسائل إلكترونية بشكل انتقائي إلى وسائل الإعلام الليبرالية، لاختلاق رواية زائفة وتشويه صورة الرئيس ترامب".

ثم قالت خلال مؤتمر صحفي: "هذه الرسائل الإلكترونية لا تثبت شيئا سوى أن الرئيس ترامب لم يفعل أي شيء سيئ على الإطلاق".

"سر" مشترك

قال ديمقراطيون في لجنة الرقابة في الكونغرس، إن الرسائل التي أمكن الاستحصال عليها من ورثة إبستين "تثير تساؤلات خطرة بشأن ترامب ومعرفته بجرائم إبستين المروعة".

وتثير قضية إبستين ضجة كبيرة في الولايات المتحدة، منذ إعلان إدارة ترامب مطلع يوليو أنها لم تكتشف أي عناصر جديدة تبرر نشر مستندات إضافية تتعلق بهذا الملف.

ويحاول الديمقراطيون في مجلس النواب دفع الكونغرس إلى التصويت لإجبار وزارة العدل على نشر كامل ملفات القضية.

وأثارت الأنباء عن انتحار إبستين في سجنه نظريات عدة، عن كونه اغتيل للحول دون توريطه شخصيات من الصف الأول.

وبعدما تعهد ترامب خلال حملته للانتخابات الرئاسية الكشف عن تطورات مدوية في قضية إبستين، يحاول اليوم وضع حد للجدل، متهما الحزب الديمقراطي بالوقوف وراء هذه الضجة "المفتعلة".

ونشر نواب ديمقراطيون مطلع سبتمبر رسالة، قالوا إن ترامب بعثها عام 2003 إلى إبستين بمناسبة عيد ميلاده الخمسين.

وتتضمن الرسالة التي تحمل توقيع ترامب رسما لامرأة عارية، وتشير إلى "سر" مشترك بين الملياردير الجمهوري وإبستين.

وأكد البيت الأبيض أن التوقيع على رسالة المعايدة ليس توقيع ترامب.

وكان إبستين قد اعترف عام 2008 بتهم "لا أخلاقية" على مستوى الولاية ضمن صفقة قضائية مثيرة للجدل، وُصفت بأنها متساهلة للغاية، وأبرمها مدع عام تم تعيينه وزيرا في إدارة ترامب.

مقالات مشابهة

  • بوليتيكو: وثائق تكشف عن العقبات التي تواجه أمريكا لتحقيق خطة ترامب بغزة
  • فضيحة إبستين.. كيف رد ترامب والبيت الأبيض على "رسالة مخجلة"؟
  • الجارديان: رسائل جديدة تكشف تورط ترامب في فضيحة إبستين
  • من بينها تردد إسرائيل و«استعراض حماس».. وثائق تكشف: عقبات تعقّد مهمة إتمام «خطة ترمب»
  • رسائل جديدة من ملف جيفري إبستين تكشف عن تورط ترمب بـفضيحة جنسية
  • وثائق سرية تكشف صعوبات في نشر قوة التثبيت الدولية في غزة
  • وثائق سرية تكشف "مخاوف مكبوتة" من إمكانية انهيار اتفاق غزة
  • بوليتيكو: وثائق داخلية تكشف مخاوف إدارة ترامب من انهيار اتفاق غزة
  • وثائق تكشف عقبات قد تحول دون إتمام "خطة ترامب" في غزة