تحقيق للجزيرة: اتفاق وقف إطلاق النار بغزة لم يوقف التدمير
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
كشف تحقيق للجزيرة يعتمد على تحليل صور الأقمار الاصطناعية عن أنماط تدمير ممنهج اتبعه الاحتلال الإسرائيلي في غزة في الفترة من 10 إلى 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقد رصدت وكالة "سند" للتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة عمليات النسف والهدم الهندسي والقصف الجوي الثقيل التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي داخل القطاع منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وأظهر تحليل لمنظومة صور أقمار اصطناعية تراجعا جزئيا للضربات الجوية الثقيلة التي تسقط مبنى بالكامل بعد بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول، في حين برزت عمليات النسف والهدم التي استهدفت مجموعات متجاورة من المباني، واستمرت من 10 حتى 30 من الشهر ذاته.
ففي الفترة التي أعقبت 10 أكتوبر/تشرين الأول، تم تسجيل 103 عمليات نسف وهدم، و35 عملية قصف جوي ثقيل، وقد أظهرت البيانات أن جنوب القطاع شهد النسبة الأكبر من عمليات النسف والهدم.
ومن الجدير بالذكر أن جنوب قطاع غزة، وتحديدا المنطقة الشرقية من خان يونس تضم أكبر عدد من المباني السليمة داخل حدود "الخط الأصفر"، وهو خط الانسحاب الإسرائيلي الأول المنصوص عليه بالمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأظهرت المعطيات وفق تحليل وكالة سند لصور الأقمار الاصطناعية أن النطاق الجغرافي لعمليات النسف والهدم في معظم الحالات ظل محصورا داخل حدود "الخط الأصفر" مع تسجيل استثناءات في جباليا حيث وقعت عمليات خارج هذا النطاق، إلى جانب استثناءات أخرى وقعت خارج حدوده إلا أنها تبقى ضمن نطاق قريب منه. وذلك إضافة إلى غارات جوية ثقيلة على مدينة غزة أواخر أكتوبر/تشرين الأول.
كما أظهر تحليل صور الأقمار الاصطناعية أن القوات الإسرائيلية نفذت أعمال تجريف لأراض وصوب زراعية، بالإضافة إلى نسف عدد من المباني مقابل المستشفى الأوروبي، حيث تتمركز قوات الجيش الإسرائيلي.
وتكشف البيانات أن شمال قطاع غزة شهد ارتفاعا حادا في معدل القصف الجوي الثقيل خلال الأسبوع الأول من أكتوبر/تشرين الأول، إذ تم تسجيل 124 حالة قصف بين 4 و10 أكتوبر/تشرين الأول، بمتوسط يقارب 17.7 حالة يوميا.
إعلانوتظهر الأرقام أن وتيرة القصف بلغت ذروتها بين 8 و10 من الشهر ذاته، حيث سُجلت 73 حالة قصف ثقيل بمعدل 23.3 حالة يوميا، أي بزيادة قدرها 37.37% مقارنة بمعدل الأيام السابقة من الفترة ذاتها، وذلك يعكس مرحلة تمهيدية مكثفة سبقت التحول اللاحق في أنماط التدمير بعد 10 أكتوبر/تشرين الأول.
تشير البيانات إلى أن الاندفاعة القصيرة العالية الكثافة للقصف بين 8 و10 أكتوبر/تشرين الأول في شمال قطاع غزة لم تكن مجرد تصعيد ميداني معزول، بل جاءت في سياق تفاوضي حساس سبق إعلان وقف إطلاق النار مباشرة.
فقد سبقت موجة القصف المكثف محادثات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في القاهرة بين 5 و7 أكتوبر/تشرين الأول، أعقبها إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 8 من الشهر نفسه عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ويُظهر هذا التسلسل أن التصعيد العسكري شمال القطاع نتج عنه تحقيق مكاسب ميدانية قبل تثبيت الاتفاق، إذ أعقبته مباشرة مرحلة جديدة من التدمير المنهجي اتسمت بالتحول من القصف الجوي المكثف إلى عمليات النسف والهدم الهندسي في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الإسرائيلية.
وتظهر البيانات أن منهج النسف والتدمير لم يتغير بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، إذ اقتصر التغير على أسلوب التنفيذ والنطاق الجغرافي.
واعتمد الجيش الإسرائيلي على الوحدات الهندسية أكثر من سلاح الجو، وركز النطاق الجغرافي للتدمير ضمن حدود "الخط الأصفر" في معظم الحالات بدلا من كامل القطاع، وهو ما يثير تساؤلات عن مستقبل هذه المناطق وسط سعي قوات الاحتلال إلى تدميرها بشكل ممنهج مع استثناء لبعض المنشآت الحيوية مثل المدارس والمراكز الطبية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات صور الأقمار الاصطناعیة اتفاق وقف إطلاق النار أکتوبر تشرین الأول القصف الجوی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
قافلة زاد العزة الـ 72 تدخل إلى قطاع غزة
شرعت قافلة شاحنات المساعدات الإنسانية الـ72 في الدخول إلى الفلسطينيين بقطاع غزة، عبر البوابة الفرعية لميناء رفح البري باتجاه معبري كرم أبوسالم والعوجة، تمهيدًا لإدخالها إلى القطاع.
وصرح مصدر مسؤول بميناء رفح البري في شمال سيناء اليوم /الخميس/ بأن الشاحنات اصطفت في ساحة الانتظار ضمن قافلة "زاد العزة..من مصر إلى غزة".. مشيرا إلى أن الشاحنات تخضع للتفتيش من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على معبر كرم أبوسالم جنوب شرق قطاع غزة قبل إدخالها إلى القطاع.
يذكر أن قافلة "زاد العزة..من مصر إلى غزة" التي أطلقها الهلال الأحمر، انطلقت في 27 يوليو حاملة آلاف الأطنان من المساعدات تنوعت بين سلاسل الإمداد الغذائية، دقيق، ألبان أطفال، مستلزمات طبية، أدوية علاجية، مستلزمات عناية شخصية، وأطنان من الوقود.
ويتواجد الهلال الأحمر كآلية وطنية لتنسيق وتفويج المساعدات إلى قطاع غزة منذ بدء الأزمة في أكتوبر 2023..ولم يتم غلق ميناء رفح البري نهائيا خلال تلك الفترة، ويواصل تأهبه في كافة المراكز اللوجستية وجهوده المتواصلة لإدخال المساعدات بواسطة 35 ألف متطوع.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أغلقت المنافذ التي تربط قطاع غزة، منذ يوم 2 مارس الماضي، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وعدم التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار، واخترقت الهدنة بقصف جوي عنيف يوم 18 مارس الماضي، وأعادت التوغل بريا بمناطق متفرقة بقطاع غزة كانت قد انسحبت منها.
كما منعت سلطات الاحتلال دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والوقود ومستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب على غزة؛ ورفضت إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وإعادة الإعمار إلى قطاع غزة..وتم استئناف إدخال المساعدات لغزة في مايو الماضي وفق آلية نفذتها سلطات الاحتلال وشركة أمنية أمريكية رغم رفض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لمخالفتها للآلية الدولية المستقرة بهذا الشأن.
وأعلن جيش الاحتلال "هدنة مؤقتة" لمدة 10 ساعات (الأحد 27 يوليو 2025)، وعلق العمليات العسكرية بمناطق في قطاع غزة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، فيما واصل الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) بذل الجهود من أجل إعلان اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل إطلاق الأسرى والمحتجزين، حتى تم التوصل فجر يوم 9 أكتوبر 2025، إلى اتفاق ما بين حركة حماس وإسرائيل حول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشرم الشيخ بوساطة مصرية أمريكية قطرية وجهود تركية.