حادث سير لعربة نقل عاملات حقول في تارودانت تعيد للواجهة تكرار المآسي
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
استفسرت خديجة أروهال عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب الحكومة عن نتائج التحقيق في حادث انقلاب عربة ذات محرك تحمل عاملات زراعيات بمنطقة بوعصيدة بجماعة سيدي أحماد أعمر بإقليم تارودانت، والتي أودت بحياة إحداهن، وخلفت جروحا بليغة في صفوف أخريات.
وطالبت في سؤال كتابي وجهته إلى يونس السكوري وزير الشغل، بالكشف عن التدابير التي سيتخذها من أجل إعمال الإجراءات القانونية بشأنها، والحيلولة دون تكرار هكذا حوادث في المستقبل.
ويذكر أن الحادث وقع صباح يوم الثلاثاء 13 فبراير الجاري بسبب انقلاب سيارة من نوع “بيكاب” مخصصة لنقل العمال الزراعيين.
وتطرح هذه الواقعة المؤسفة ضمن وقائع أخرى سابقة علامات استفهام حول الظروف التي يشتغل في ظلها العاملات والعمال الزراعيون، ويتنقلون فيها إلى محلات عملهم، ليس فقط في منطقة واحدة بعينها، وإنما في عموم ربوع الوطن.
وترى صاحبة السؤال بأن تكرار مثل هذه الحوادث “يجب أن تتعامل معه الحكومة كإنذار يفرض التدخل العاجل لاحترام حقوق العاملات والعمال”.
وطالبت بتفعيل دور جهاز مفتشي الشغل داخل الفضاءات المهنية وتشديد عمليات المراقبة التي تقوم بها المصالح المختصة في المحاور الطرقية، “حيث نصادف يوميا عشرات العربات وهي تنقل اليد العاملة في ظروف حاطة بالكرامة الإنسانية”.
وفي جواب حكومي سابق على مثل هذه الحوادث ألقى سكوري، مسؤولية نقل العمال الفلاحيين عبر وسائل النقل المزدوج على عاتق زميله الاستقلالي محمد عبد الجليل وزير النقل واللوجستيك.
وقال خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، صيف العام الماضي، إن هذا الموضوع لا يندرج ضمن اختصاصات وزارته التي تنحصر فقط في المراقبة داخل الضيعات الفلاحية وليس خارجها.
ويُذكر أن برلمانيين وحقوقيين انتقدوا الحكومة عقب حادث مصرع 11 شخصا بينهم 9 نساء من العاملات الفلاحيات في حادث سير بمنطقة البراشوة ضاحية الخميسات نهاية مارس 2023.
وفي سؤال كتابي قالت فاطمة الزهراء باتا، عضو مجموعة البيجيدي بمجلس النواب “إن هذا الحادث ليس الأول، بل يأتي ضمن سلسلة حوادث سير يذهب ضحيتها عمال وعاملات فلاحيون على طول الطرق المؤدية إلى المزارع والضيعات”.
وتأسفت لوفاة فتاة تبلغ 14 سنة كانت من بين العاملين، ما يطرح إشكالية احترام السن القانوني في التشغيل من لدن أرباب الضيعات.
كما أن الشهادات الصادمة بخصوص الحالة المهترئة للعربة وكذا عدد الراكبين الذي تجاوز 30 شخصا، يضع أكثر من علامة استفهام حول احترام شروط النقل للعمال بما يضمن سلامتهم.
ومازال الجرحى الناجون من هذا الحادث كما عوائل القتلى، يعانون من “تداعيات نفسية كبيرة” لكن دونما أي عناية من لدن السلطات، وفق الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي زار وفد عنها عائلات ضحايا الحادث.
وقالت الجمعية في بيان، “إن الأسر تحدثت عن “غياب أي دعم معنوي أو مادي لها، أو أي متابعة نفسية أو أي توجيه”. كلمات دلالية البراشوة التشغيل الفلاحة حادثة سير قانون الشغل مصرع
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: التشغيل الفلاحة حادثة سير قانون الشغل مصرع
إقرأ أيضاً:
مصرع طفل في حادث دهس مأساوي بقرية صان الحجر بالشرقية
شهدت قرية صان الحجر التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية واقعة مؤلمة هزت قلوب الأهالي بعد مصرع طفل صغير لم يتجاوز عامه الثالث في حادث سير مأساوي، إثر اصطدام سيارة ملاكي مسرعة به أثناء سيره برفقة والدته أمام الوحدة الصحية بالقرية.
الحادث الذي وقع في لحظات خاطفة ترك حالة من الحزن العميق بين سكان المنطقة الذين فوجئوا بالمشهد المأساوي لطفلهم الصغير وهو ينقل إلى المستشفى في محاولة يائسة لإنقاذه.
البداية كانت عندما تلقى اللواء عمرو رؤوف مدير أمن الشرقية إخطارا عاجلا من اللواء محمد عادل مدير إدارة البحث الجنائي يفيد بوصول طفل يدعى محمد عطية يوسف عطية، يبلغ من العمر ثلاث سنوات، إلى مستشفى الحسينية مصابا بإصابات بالغة نتيجة حادث سير.
وعلى الفور انتقلت قوة أمنية من مركز شرطة الحسينية إلى المستشفى لمتابعة الموقف والتحقق من تفاصيل الواقعة. ورغم الجهود التي بذلها الفريق الطبي لمحاولة إنقاذ الطفل إلا أن الإصابة كانت بالغة وفارق الحياة فور وصوله إلى المستشفى متأثرا بجراحه الخطيرة.
التحريات الأولية أوضحت أن الطفل كان برفقة والدته في طريق عودتهما إلى المنزل عقب تلقيه التطعيم الدوري الخاص بالأطفال داخل الوحدة الصحية، وأثناء عبورهما الطريق فوجئت الأم بسيارة ملاكي تسير بسرعة جنونية لتدهس الطفل في لحظة وتفر من موقع الحادث دون أن يتوقف قائدها لتقديم المساعدة أو الاطمئنان على حالته.
تم إخطار النيابة العامة التي انتقلت لمعاينة موقع الحادث ومتابعة سير التحقيقات، وقررت التحفظ على كاميرات المراقبة المحيطة بالمكان لفحصها والتوصل إلى هوية السيارة الهاربة وقائدها الذي ترك الطفل غارقا في دمائه وفر هاربا في مشهد صادم.
كما أمرت النيابة بنقل جثمان الطفل إلى مشرحة مستشفى الحسينية العام ووضعه داخل ثلاجة حفظ الموتى تحت تصرفها لحين صدور تقرير الطب الشرعي الذي سيحدد بدقة أسباب الوفاة وملابسات الإصابات التي تعرض لها الطفل.
النيابة تأمر بسرعة ضبط السيارة الهاربةفي السياق ذاته كلفت النيابة العامة الأجهزة الأمنية بضرورة تكثيف التحريات وسرعة ضبط السيارة وقائدها المتسبب في الحادث لتقديمه إلى العدالة، مؤكدة أن الحادث يدخل في نطاق القتل الخطأ الناتج عن الإهمال الجسيم وعدم الالتزام بقواعد المرور، وهو ما يستوجب توقيع العقوبة المنصوص عليها قانونا، كما شددت النيابة على مراجعة كاميرات الطرق والمنشآت القريبة لتحديد خط سير السيارة عقب وقوع الحادث.
وتشير المعاينة المبدئية إلى أن السرعة الزائدة كانت العامل الأساسي وراء الكارثة، إذ أظهرت علامات الإطارات على الطريق أن السائق لم يحاول حتى التوقف أو تفادي الطفل في الوقت المناسب.
وتواصل الأجهزة الأمنية جهودها لجمع الأدلة وفحص السيارات المماثلة للمواصفات التي تم رصدها من شهود الحادث وكاميرات المنطقة في محاولة سريعة لتحديد مرتكب الواقعة.
من جانبها، سمحت النيابة بدفن جثمان الطفل بعد انتهاء الفحص الطبي واستلام التقرير المبدئي من الطب الشرعي، وأكدت الجهات الأمنية استمرار جهودها لضبط المتهم الهارب وتقديمه للمحاكمة العادلة.