في بوركينا فاسو، وقع هجوم مميت على مسجد في ناتيابواني، شرق البلاد، في ٢٥ فبراير ٢٠٢٤، مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا بين المصلين المسلمين.

دخل الإرهابيون المدينة في الصباح الباكر، لقد حاصروا المسجد وأطلقوا النار على المصلين الذين كانوا هناك لأداء صلاة الفجر، فقُتل العديد منهم بالرصاص، بما في ذلك زعيم ديني مهم، وتم أيضًا استهداف قوات الدفاع المحلية ومتطوعي الدفاع عن الوطن، (المساعدون المدنيون للجيش) من قبل هذه الجحافل التي جاءت بأعداد كبيرة، مما يعكس خطورة الحادثة، كما أن الأضرار المادية كبيرة.

وتتعرض بلدة ناتيابواني الريفية الواقعة جنوب فادا نجورما، لهجمات منتظمة منذ عام ٢٠١٨. وقد استهدف الجهاديون بالفعل المساجد والأئمة، بالإضافة إلى الكنائس ورجال الدين المسيحيين.

وأكدت مصادر أمنية ومحلية هذا الهجوم الواسع النطاق، الذي وقع بالتزامن مع هجوم آخر على كنيسة كاثوليكية، في شمال البلاد، خلال قداس.. قُتل ما لا يقل عن خمسة عشر مؤمنًا وأصيب اثنان خلال هذا "الهجوم الإرهابي" الذي استهدف الكنيسة في قرية إيساكاني شمال بوركينا فاسو، حسبما أعلن نائب أبرشية دوري، الأب جان بيير سوادوجو.

وعلق البابا فرانسيس على أعمال العنف، معربًا عن حزنه العميق وتضامنه مع ضحايا الكنيسة الكاثوليكية في إيساكاني، وكذلك مع الجالية المسلمة في ناتيابواني. وشدد على أن الكراهية لا يمكن أن تكون الحل للصراعات.

كما تم الإبلاغ عن هجمات أخرى في ذلك اليوم ضد منشآت عسكرية في أجزاء مختلفة من البلاد. وردت قوات الأمن، وتمكنت من تحييد عدة مئات من الإرهابيين، بحسب مصادر أمنية.

منذ عام ٢٠١٥، واجهت بوركينا فاسو زيادة في أعمال العنف الجهادي المنسوبة إلى الجماعات المرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية. وقد تسببت هذه الهجمات بالفعل في مقتل ما يقرب من ٢٠ ألف شخص وأجبرت أكثر من مليوني شخص على الفرار من منازلهم.
أوليفييه دوزون: مستشار قانونى للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والبنك الدولى. من أهم مؤلفاته: القرصنة البحرية اليوم، وماذا لو كانت أوراسيا تمثل الحدود الجديدة؟ والهند تواجه مصيرها..

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أوليفييه دوزون بوركينا فاسو الإرهابيون البابا فرانسيس بورکینا فاسو

إقرأ أيضاً:

ثوران براكين في القرن 14 ساهم في انتقال الطاعون إلى أوروبا

شكّل ثوران براكين أدى إلى مجاعة وزيادة في واردات الحبوب عاملا ساهم في العصور الوسطى في انتقال الطاعون من آسيا إلى أوروبا، وفي تمدد الجائحة الأكثر فتكا في تاريخ البشرية في مختلف أرجاء القارة، وفق دراسة جديدة.

وأظهرت أحدث الأبحاث أن الجائحة التي أودت بحياة قسم كبير من البشر في القرن الـ14 الميلادي، وعُرفت أيضا بالطاعون الأسود أو الموت الأسود أو الطاعون العظيم، نشأت على الأرجح قرابة عام 1338م عند سفوح جبال تيان شان القاحلة، بالقرب من بحيرة إيسيك كول، أي في قيرغيزستان الحالية، ثم وصلت سلالة مختلفة جينيا من هذه البكتيريا إلى شواطئ البحر الأسود عبر طرق التجارة.

وكانت البراغيث تحمل بكتيريا "يرسينيا بيسيس" في أمعائها، وتنقلها بلسعاتها للفئران أو القوارض التي كانت تنشرها، قبل أن تبدأ بلسع البشر عندما لم يعد عدد الفئران كافيا.

ووصلت البراغيث المصابة بالطاعون إلى الموانئ الأوروبية على متن سفن محمّلة بالحبوب، ونقلت معها المرض والموت إلى القارة اعتبارا من عام 1347.

وفي غضون ست سنوات، قضى الطاعون على ما بين 30% و60% من سكان أوروبا، أي نحو 25 مليون شخص.

التغير المناخي الناجم عن ثوران البراكين تسبب بعواقب كارثية إذ ضرب المحاصيل وأدى إلى المجاعة (شترستوك)التأريخ الشجري

وتناولت دراسة أجراها فريقا البروفيسورين أولف بونتغن من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة ومارتن باوخ من جامعة لايبزيغ الألمانية، ونُشرت هذا الأسبوع في مجلة "كوميونيكيشنز إيرث آند إنفيرونمنت"، سبب تفشّي المرض بشدة وعلى نطاق واسع في كل أنحاء أوروبا في ذلك الوقت تحديدا.

واعتمد الباحثون في دراستهم على ما يُعرف بعلم التأريخ الشجري، القائم على مورفولوجيا (المظهر الخارجي) حلقات الأشجار، لدراسة غابات جبال البيرينيه الإسبانية، واكتشفوا نقصا في تخشيب جدران خلاياها على مدى سنوات متتالية.

إعلان

والتخشيب هو العملية التي تُحوّل خلايا النبات إلى خشب، ويندر حصول نقص فيه لسنوات متتالية. واستنتجت الدراسة أن ذلك النقص يعود إلى أن درجات الحرارة والضوء في العامين 1345م و1346م كانت أقل بكثير من المعتاد.

تدمير المحاصيل

ثم أعاد الباحثون بناء البيانات المناخية لتلك الفترة قبل مقارنتها بالروايات المعاصرة لإثبات أن هذه النواقص نتجت على الأرجح عن ثوران بركاني واحد أو أكثر عام 1345م لم تُحدد أماكن وقوعها.

وتسبّب هذا التغير المناخي الناجم عن ثوران البراكين بعواقب كارثية، إذ ضرب المحاصيل، مما أدى إلى بداية المجاعة.

وذكّر البروفيسور مارتن باوش في بيان أصدرته جامعة كامبريدج بأن المدن الإيطالية القوية كالبندقية وجنوة وبيزا أنشأت منذ أكثر من قرن "طرقا تجارية بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود".

وأضاف أن هذه الطرق مكّنتها من "مكافحة المجاعة بفاعلية كبيرة، لكنّ أدّت في النهاية إلى كارثة أكبر بكثير".

مقالات مشابهة

  • جهوزية قتالية عالية... قبائل مرهبة تعلن موقفها الحاسم من التهديدات الداخلية والخارجية
  • السوريون يحيون الذكرى الأولى لسقوط نظام الأسد وسط احتفالات واسعة وتحديات أمنية وسياسية
  • جريمة جديدة للدعم السريع.. مقتل العشرات في هجوم على روضة أطفال ومستشفى
  • السُلطات المحلية: خطف 13 مزارعًا في شمال شرقي نيجيريا
  • ماكرون: سنعزز دعم نيجيريا في مواجهة التحديات الأمنية
  • ثوران براكين في القرن 14 ساهم في انتقال الطاعون إلى أوروبا
  • مالي: عودة الهجمات الإرهابية وإحراق 15 شاحنة وقود جنوبي البلاد
  • بوركينا فاسو وكوت ديفوار تسعيان لاستعادة علاقاتهما التاريخية
  • قضت على 25 مليون شخص.. كيف انتقلت الجائحة الأكثر فتكًا إلى أوروبا؟
  • باكستان: مقتل 9 مسلحين خلال عمليتين أمنيتين بإقليم «خيبر بختونخوا»