ألكسندرا كولونتاي أول وزيرة وسفيرة في التاريخ الحديث
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
ألكسندرا كولونتاي، روسية من مواليد 1872، واحدة من أبرز النساء اللائي ناضلن من أجل حقوق العمال وحرية المرأة وحقوق النساء العاملات وأجورهن. وهي أول امرأة تشغل منصب وزير في التاريخ الحديث، وكانت سفيرة وترشحت لجائزة نوبل للسلام مرتين. وهي مفكرة ومنظرة وخطيبة استطاعت التأثير في الحشود بفصاحتها وقوة خطابتها.
توفيت بسكتة دماغية عام 1952.
ولدت ألكسندرا ميخائيلوفنا دومونتوفيتش يوم 31 مارس/آذار 1872 بمدينة سانت بطرسبرغ في روسيا. وكان والدها ضابطا ومثقفا من طبقة النبلاء في أوكرانيا، ترقى ليصبح قنصلا عسكريا وابتعث إلى بلغاريا.
ألّف والد كولونتاي كتبا في التاريخ ضمّنها آراءه السياسية الليبرالية، وكتب عن حروب الروس والأتراك، إلا أن السلطة اعتبرت مؤلفاته تبخس صورة الجنود الروس أمام نظرائهم، فصدر أمر بمنع نشرها.
حظيت كولونتاي بتعليم منزلي صارم على يد عدد من المربيات، وأتقنت عددا من اللغات، وأبدت اهتماما واضحا بالتاريخ وأظهرت تفوقا على أقرانها.
الدراسة والتكوين العلميكان مجتمعها الأرستقراطي معنيا بإعدادها لتضطلع بدور مهم في المجتمع، إلا أن كولونتاي أحبت ابن عمها الطالب في المعهد العالي للهندسة فلاديمير لودفيغوفيتش كولونتاي، وتزوجته رغما عن والدتها التي رفضته رفضا شديدا بسبب فقره، لكنها أصرت وتزوجته في الـ19 من عمرها عام 1890 وحملت اسمه إلى آخر حياتها.
في بداية زواجها رافقت كولونتاي زوجها المهندس لمصنع نسيج في نارفا ليركب جهاز تهوية للمصنع، ورأت ظروف عمله الصعبة التي استمرت 18 ساعة، وشاهدت الناس يموتون بسبب السّل، ومن ثم انكبت على قراءة الكتب الاشتراكية.
وبعد أن رزقت بابنها ميخائيل تركته مع زوجها، وهو في الثالثة من عمره، وسافرت لتدرس الاقتصاد السياسي في جامعة زيورخ السويسرية عام 1896.
انضمت كولونتاي إلى الحزب الاشتراكي الروسي عام 1896، الذي وفر لها فرصة للدراسة في سويسرا، وهناك انكبت على دراسة أفكار المنظر الاشتراكي كارل ماركس والزعيم السوفياتي فلاديمير لينين، وبحثت في كتابها الأول ظروف معيشة طبقة البروليتاريا الفنلندية فيما يتعلق بالصناعة، ونشر الكتاب عام 1903.
غير أن نجمها ظهر جليا بصفتها امرأة ثورية وخطيبة مؤثرة بعد الحرب العالمية الأولى، وأعلنت أنها أصبحت بلشفية تعارض الإمبريالية.
الوظائف والمسؤولياتمنذ العام 1915 عملت كولونتاي مساعدة للينين، وأصبحت في أكتوبر/تشرين الأول 1917 أول امرأة تنتخب عضوا في اللجنة المركزية للحزب البلشفي، وكانت تعد الرأسمالية العدو الأول والسبب الرئيس لاضطهاد المرأة.
وكرهت كولونتاي الحرب، بل وقالت إن الحروب ترمي أبناء البروليتاريا علفا للمدافع، وهنا كان خلافها الرئيسي مع لينين، الذي اعتبر أن تسليح العمال والفلاحين له هدف سام وهو الإطاحة بالرأسمالية، واستمالها بذريعة المصلحة العليا، وأصبحت نائبته، وكانت من البلاشفة القلة الذين دعموه في دعوته لحرب أهلية في روسيا.
وبعد قيام الثورة البلشفية عام 1917، تم تعيينها أول وزير مفوض للرعاية الاجتماعية، الأمر الذي جعلها تنظر للمرأة والأسرة بعين المنظر والمفكر، ونشرت كتابها "المجتمع والأمومة".
وكان لعملها وزيرا مفوضا الدور الأكبر في مراجعة قانون الأسرة الروسي، وساعدت في تنظيمه، وألغت قانون السلطة الأبوية على المرأة، ودونت نصا قانونيا يلغي فكرة اعتبار النساء جزءا من ممتلكات الرجال، ويساوي بين المرأة والرجل.
وقد طلب إليها لينين كتابة مؤلف تحريضي، ليترجم ويوزع دوليا، ونجح الكتيب بعد نشره وترجمته لعدة لغات، مما منح كولونتاي الاعتراف الدولي، فوجهت لها دعوة رسمية من الحزب الاشتراكي الأميركي، وجالت أنحاء أوروبا.
غير أن كولونتاي استقالت من الوزارة عام 1918 ردا على الشروط الخاصة بمعاهدة بريست ليتوفسك، وعارضت السياسات الاقتصادية لتتحول إلى نقابية لا سلطوية.
واستمرت خلافاتها مع الحزب الحاكم إلى أن تركت الحكومة عام 1922، لكنها على عكس معظم رفاقها الثوريين، نجت من عمليات جوزيف ستالين التطهيرية بسبب مكانتها في المجتمع الدولي.
ثم عينت كولونتاي سفيرة للحكومة السوفياتية في كل من المكسيك والنرويج والسويد. وترأست الوفد السوفياتي لعصبة الأمم، وفي نهاية حياتها عملت مستشارة بالخارجية الأميركية.
دعت كولونتاي إلى الاستقلالية المادية للمرأة، ورأت أن المهام المنزلية تعيقها عن دورها، لذا دعت إلى إنشاء دور الحضانة والمغاسل العامة التي خففت الأعباء المنزلية عن المرأة.
ووسعت الإجازة الأبوية للعمال، وحررت الزواج من الكنيسة فساعدت باعتماد الطلاق. ثم جاء ترشيحها لجائزة نوبل للسلام مرتين، نظرا لتوسطها لإيقاف الحرب بين فنلندا والاتحاد السوفياتي.
وقد نالت وسام لينين عام 1933، والوسام الأزيكي عام 1944، ووسام القديس أولاف، ووسام الراية الحمراء من حزب العمال.
وتفرغت نهاية حياتها لكتابة مذكراتها وتأليف كتبها ومقالاتها ولها أطروحات عدة، ومما نشر لها:
"تحرر المرأة العاملة". "الأساس الاجتماعي لقضية المرأة". "المرأة الجديدة". رواية "حب عاملة النحل". أطروحة حول "الأخلاق الشيوعية في مجال العلاقات والزواج". أطروحة في "التحليل الماركسي عن الحب والجنس". الوفاةأمضت كولونتاي نهاية حياتها في جمع وكتابة سيرتها الذاتية وتنسيق مذكراتها حتى أصيبت بسكتة دماغية، فتوفيت يوم 9 مارس/آذار 1952 عن عمر ناهز 79 عاما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
"بحترم المرأة لأنها أمي وبنتي وأستاذتي"... فتحي عبد الوهاب يشعل السوشيال ميديا ويكشف أسرارًا عن حياته لأول مرة
خطف الفنان فتحي عبد الوهاب الأضواء وتصدر تريند محرك البحث "جوجل"، بعد ظهوره اللافت في برنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON، حيث كشف خلال اللقاء عن ملامح إنسانيته العميقة ومواقفه التي نادرًا ما يتحدث عنها.
وأكد عبد الوهاب أن شخصيته الحقيقية بعيدة تمامًا عن الغضب أو الصوت العالي داخل المنزل، مشددًا على احترامه الشديد للمرأة في كل صورها. وقال بصدق لافت:"مش بزعّق في البيت، وبحترم المرأة بشدة، لأنها قبل ما تكون زوجة، هي أمي وأختي وبنتي وخالتي وعمتي وأستاذتي وجارتي... المرأة نصف المجتمع، ولو المجتمع جسد، من غيرها الجسد مش هيشتغل، هيعطّل."
الحديث عن احترامه للمرأة لم يكن التصريح الوحيد الذي لفت الأنظار، بل تجاوز ذلك إلى رؤيته التربوية الخاصة مع ابنه، حيث أوضح:"في الأمور المرتبطة بالخبرة، مش ديمقراطي مع ابني، بكون واضح وبقوله: الطريق ده هيوصلك لكذا... خُد بالك. لأن ده نابع من تجربة مش تنظير."
وفي ردّه على سؤال الحديدي حول سبب تحفظه إعلاميًا، وهل يتعمد الغموض، قال الفنان الكبير:"لا، مش قاصد أكون صندوق مغلق، لكن ببساطة شايف إن الحياة الخاصة مش للعرض العام... اللي يخص الناس هو اللي في النور، إنما الباقي ملكي."
وخلال اللقاء، تناول عبد الوهاب منشورًا طريفًا جمعه بابنه عمر، حيث نشر صورة وهو يرتدي "الكوتشي" وملابس ابنه خلال إحدى فعاليات تكريمه، وقال مازحًا:"ده كان يوم تكريمي في جامعة، وكنت متوتر وسعيد إن ابني شايفني في لحظة تقدير... حبيت أحتفل بالموقف على طريقتنا."
وعن رأيه في فكرة "التكريم المتأخر"، أجاب:"لا، مش بحس كده خالص، كل حاجة بتيجي في ميعادها. لو كان دور (طارق كساب) في القاهرة كابول جهلي من عشر سنين، مكنتش هعرف أعمله زي ما عملته. كل سنة بتعدي بتزودنا بخبرة إنسانية مش بس فنية."
تصريحات فتحي عبد الوهاب لاقت تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد الجمهور بعفويته، وعمق رؤيته، واحترامه للمرأة والأسرة، في وقت أصبح فيه التصنع طاغيًا على المشهد الفني.