علق المخرج خالد يوسف، على تصريحاته السابقة بأنه لا يخاف من عقاب الله، موضحًا أن هذا التصريح مجتزأ من سياقه، موضحا أن هناك فرقا بين الخوف من عقاب الله والخوف من زعل ربنا.

وأشار خالد يوسف، خلال حواره مع الإعلامية أسما إبراهيم، ببرنامج "حبر سري"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، إلى أنه يحب ربنا لأنه الرحمن الرحيم الكريم، ويحب عطاءه وكرمه والكون أجمع ولا يحب أن يزعله، قائلًا: "مش فكرة أني خائف من العقاب".

ونوه خالد يوسف، بأن الصحفي هو من اجتزأ الكلام من سياق التصريح من أجل إحداث بلبلة وتوجيه الشتائم للفنان.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإعلامية أسما ابراهيم المخرج خالد يوسف حبر سري توك شو خالد یوسف

إقرأ أيضاً:

استبدلوا الآلام بالأفراح

 

 

ناجي بن جمعة البلوشي

 

كأنّ الإنسان خُلِق بقلبٍ يحمل ذاكرة لا تستجيب إلا لصوت وجع الألم لذلك تجدنا، بلا اتفاق، نميل إلى الألم كأنه صديقٌ عرفناه منذ زمن بعيد، وتجدنا نترك الفرح يمشي أمامنا دون أن نمسك بيده، فإذا مرّ خبرٌ سعيد لم نحتفظ به طويلاً؟ بينما إذا عبرت مأساة، أو سقطت دمعة من عين غريبة، نهتزّ في داخلنا وكأن الوجع يخصّنا؟

نسمع ونتابع ونقرأ الأخبار المأساوية بدقّة، كما نحفظ الأغاني والاشعار والكلمات والعبارات الحزينة، نحن نتأثر بالمآسي، ونمرُّ سريعًا على لحظات الفرح كأنها عابرة. ولأنّ الألم “يُسمِع” والفرح “يهمس” فالإنسان بطبيعته يتذكّر ما جرحه أكثر مما يتذكّر ما أرضاه، الألم يصرخ في الداخل ليحدث صدمة ويترك علامة لا تزول بسهولة.

أما الفرح، فهو حالة لطيفة، لكنها لا تهزّ أعماق النفس بنفس القوة لذلك يلتفت الناس إلى ما يثير اضطراب قلوبهم، لا ما يمرُّ عليها مرور النسيم. كما أن الحزن يجعل الإنسان يشعر بأنه "عميق" لأن الفرح يُشبه السطح؛ بسيط، مشرق، مفهوم. أما الحزن، فغورٌ داخلي؛ يجعل الإنسان يشعر أن بداخله عالماً لا يفهمه الآخرون. لهذا ينجذب كثيرون إلى الأغاني الحزينة والقصص والمسلسلات والأفلام الدرامية لأنها تمنحهم ذلك الإحساس بالعمق، وكأن الحزن شهادة على نضج الروح. ولأننا نتعاطف مع المصاب، ونقف مع المظلوم، ونتواصل مع من مرّ بتجارب قاسية فهنا الألم يفتح باب المشاركة فيلقى صدى أوسع، ليوحّد الناس أكثر من الفرح، أمّا الفرح، فهو عادةً شعور فردي لا يجد الناس دائمًا طريقة للتفاعل معه، لذا يباركون لصاحبه، ثم يمضون في طريقهم.

في ثقافتنا الاجتماعية تعلّمنا الالتفات للسيئ قبل الجيد؛ فالإعلام يروّج للأخبار القاسية والمسلسلات والقصص الدرامية، والناس بطبعهم يميلون لما يثير الصدمة والانفعال ونادرًا ما تتصدر قصص النجاح المشهد، فيحتل الألم مساحة ضخمة لأنه يجذب الانتباه بسرعة وقوة يكسب من خلالها الإعلام رونقه وفعاليته. ولأن الحزن جزء من الهوية الإنسانية فلا أحد ينجو من الألم، أما الفرح قد يكون نادرًا أو مؤقتًا. لذلك يشعر الإنسان عندما يقرأ أو يرى مشاهد الحزن بأنها "تشبهه" فيصير الألم لغة مشتركة له مع الآخرين.

وإذا كان الفرح مسؤولية، فإن الحزن راحة، لأن الفرح يطلب من الإنسان أن يفتح قلبه، وأن يسمح لنفسه بالظهور، وأن يحتفل. أما الحزن، فهو مظلة للاختباء، مكان دافئ للانسحاب. لهذا يلجأ الناس إليه لأنه لا يفرض عليهم أن يتصرفوا أو يحتفلوا أو يبرروا سعادتهم ويكفي انضمامهم إلى أصوات الآخرين.

ولأننا ضعفاء فالحزن لا يطرق الباب؛ بل يدخل من تلقاء نفسه، ويعرف الطريق إلى أعماقنا فيسكن في الأرفف المظلمة التي لم نرتّبها منذ أعوام ولم نلقِ عليها نظرة التفاؤل، فتراه يقترب من ذكرياتٍ لم نتجرأ على لمسها أو التجاوز عنها، لهذا حين نسمع قصةً حزينة أو نشاهدها في مقطع مرئي بنص يغرق في الشجن، لا نشعر أننا في غربة منه بل أننا في بيتنا لنشعر أننا "عميقون" وأننا مررنا بشيء يستحق الكتابة أو التعبير عنه من الداخل والتفاعل معه وأن في داخلنا ندوبًا تشبه الفضول أو تشبه الحكايات الأسطورية التي نبحث عن حقيقتها ونهاياتها.

ولنتساءل الآن لماذا الفرح ضيف خجول يقف عند العتبة ويطلب الإذن ويخاف أن يزعج أحدًا بابتسامته؟ وهل يحتاج الفرح إلى شجاعة وقلب خفيف، وطفل داخلي لا يخجل من الركض تحت الشمس رغم أنه جميل؟ نعم، لأنه لا يترك ندبة نتأملها لنبحث في حكايات الآخرين ونهايات قصصهم؛ بل يمرّ كعطرٍ في إطار مزخرف نبصره فنختاره بشغف ثم نبتسم، فنستنشقه، ثم يتبدد قبل أن نمسك به رغم محاولتنا لأن نضعه في شيء ما ليبقى فينا أو معنا، وهنا أوما كان علينا عندما نفرح أن نعترف بأنَّ الحياة منحتنا لحظة كريمة، نخاف أن نخسرها فلا تتكرر من قريب!

ورغم أنه في ظاهر الحياة يبدو الفرح أرقّ المشاعر وأجملها، ولكنّ العجيب أن الإنسان- في كل ثقافاته- ينجذب إلى الألم والحزن أكثر مما يتجاوب مع البهجة والسرور. ومع ذلك- ويا للمفارقة- نحن نعتقد بل نعيش لأجل الفرح، لا لأجل الألم؛ فاحتفاظنا بالحزن في الصدر، لا يوقف جموح رغباتنا في أننا نبحث كل يوم عن ضحكةٍ، أو عن لحظة صافية لا تسألنا من أين جئنا وإلى أين سنذهب، والسؤال الآن هل نحن نحبّ الألم لأنه يشبه حقيقتنا؟ وننسى الفرح لأنه يشبه أحلامنا.

الحلم دائمًا أخفُّ من أن نمسك به، لكنّه، رغم ذلك، السبب الذي يجعلنا ننهض كل صباح ونقول للحياة: "امنحيني فرصة أخرى لأبتسم".

أما الحزن فلا شيء يخسره هو يأتي ويضع يده على الكتف، ويقول لك: "دعني أرافقك قليلًا، فأنا أعرف الطريق أكثر من غيري".

لكن، ولنجعلها قاعدة بأن الفرح لا يُهمَل قد نتجاهل أخباره، لكننا نعيش لأجله. فالإنسان يعمل ويتعلّم ويبني ويغامر من أجل لحظة صغيرة من السعادة. وقد يكون اهتمامه بالألم وسيلة لفهم نفسه، لكنّ بحثه الحقيقي يكون دائمًا عن شيء واحد: أن يجد ما يجعله يتجاوز الحزن، لا أن يغرق فيه. فيظل الفرح- رغم قلّة حضوره- هو الغاية التي يسعى الجميع إليها دون أن يصرّحوا بذلك، فاستبدلوا الآلام بالأفراح.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: نتنياهو يناور للإفلات من العقاب وعنف المستوطنين يطال أجانب
  • أنغام تدعم الفنان تامر حسني: أخويا وزميلي ربنا هيلطف بيه
  • سهيل المزروعي: قصة مجد تتجدد بقيادة حكيمة
  • استبدلوا الآلام بالأفراح
  • خالد عمر يوسف: عورة معسكر الحرب بائنة لن تسترها البذاءات
  • التصريح بدفن جثة فتاة لقيت مصرعها في حادث تصادم على الطريق الدائري
  • كأس مصر | 22 لاعبا في قائمة الإسماعيلي استعدادا لمواجهة حرس الحدود
  • التحر.ش داخل الأماكن المقدسة.. داعية تحذر من تضاعف العقاب في الحرم
  • عبد الله ممدوح وأحلام يوسف يمنحان مصر ذهبيتان في بطولة العالم للكاراتيه
  • التصريح بدفن موظف عثر على جثمانه فى مياه ترعة بمنطقة الحوامدية