بكاء قبل الإعدام بالكرسي الكهربائي وخصلة شعر تقود إلى المشنقة!
تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT
لا يمكن أن تكون العدالة البشرية كاملة حتى في أحسن الأحوال، يظهر ذلك في وقائع كثيرة أدين فيها أبرياء بعقوبات ثقيلة، وفيما قضى البعض سنوات طويلة في السجون، أعدم آخرون.
إقرأ المزيدتكرار مثل هذه الأخطاء وخاصة التي تفضي إلى إعدام أبرياء، يدفع الكثيرين إلى مناصرة إلغاء عقوبة الإعدام من القوانين الجنائية، وذلك لأن مثل هذا القصاص نهائي ولا يمكن تصحيحه في حل ظهور أدلة قاطعة بالبراءة.
من بين أشهر القضايا المحزنة من هذا النوع ما جرى للمراهق الأمريكي ستيني جورج الذي أصبح أصغر من أُعدم في القرن العشرين.
حين أعدم بالكرسي الكهربائي كان عمر جورج 15 عاما، وكان أدين في قضية قتل طفلتين تبلغان من العمر 8 و11 عاما في عام 1944.
الجريمة ارتكبت في بلدة "الكولو" بولاية كارولينا الجنوبية، وكانت في ذلك الوقت يقسمها طريق للسكة الحديدية نصين، قسم يقطنه البيض والقسم الثاني للسود، وكان المراهق ستيني من هؤلاء.
كانت الأجواء مناسبة في أحد أيام شهر مارس في عام 1944، فقررت الطفلتان التنزه على دراجتيهما، إلا أن النزهة انتهت بمأساة وعثر على جثتيهما مرميتين في حفرة.
المحققون ذكروا أن الفتى جورج كان آخر من تحدثت إليه الطفلتان. لم تستمر المحكمة أكثر من ثلاثة أشهر، فيما اضطر والدا المراهق المتهم إلى الفرار من المدينة خوفا من الانتقام، وتركا ابنهما يواجه مصيرا وحيدا.
الشرطة أدلت بالشهادة الرئيسة في تلك المحكمة السريعة، وورد فيها أن المراهق اعترف بارتكاب الجريمة. وبعد مداولات استمرت 10 دقائق، قررت هيئة المحلفين إدانة جورج، وفي 16 يونيو 1944، جرت عملية إعدامه بواسطة الكرسي الكهربائي، وقيل إنه قبل ذلك بكى بحرقة!
بعد مرور 70 عاما، فتحت العدالة عينيها، حين تصادف أن أعيد فتح القضية من جديد، وكان ذلك في عام 2013 حيين ظهرت أدلة جديدة، على ضوئها تمت إعادة المحاكمة، وبالفعل حصل جورج الصغير على البراءة بعد الوفاة!
العدالة تصحح خطأها بعد 90 عاما:
الواقعة الثانية ضحيتا صاحب حانة في أستراليا يدعى ستيني جورج، كان أعدم شنقا في عام 1922 في قضية اغتصاب وقتل ضحيتها طفلة تدعى الما تيرشكي، وتبلغ من العمر 12 عاما.
الدليل الدامغ ضده كان يتمثل في خصلة من الشعر الأشقر عثر عليها على بطانية كانت على سريره، ونجح المدعي العام في إقناع المحكمة بأن صاحبة الشعر الضحية التي قتلت بعد اغتصابها.
أصر روس على براءته وتمسك بها حتى النهاية، إلا أن ذلك لم يشفع له وصدر حكم بالإعدام ضده، نفذ بعد أربعة أشهر.
تصادف أن وضعت مواد القضية منتصف التسعينيات تحت تصرف الباحث المتخصص كيفن مورغان، وباستخدام الأساليب الحديثة في فحص الشعر، تأكد أن الخصلة لا تعود للضحية.
طالب أحفاد المدان الذي نفذ فيه حكم الإعدام في تلك القضية بالعدالة ومراجعة القضية، واعترف المدعي العام في ولاية فيكتوريا بأن لائحة الاتهام خاطئة، وأعيد الاعتبار إلى المدان البريء، بعد مرور 90 عاما!
الواقعة المماثلة الثالثة جرت ملابساتها في الصين، حين تعرضت سيدة في مرحاض عام بمدينة هو هوتو عاصمة منغوليا الداخلية، للاغتصاب والقتل، وكان ذلك في يناير عام 1996.
رجال الشرطة الجنائية في المنطقة احتجزوا على الفور رجلا يدعى هودزيلت، اعترف بارتكاب الجريمة، وأدين ثم أعدم في يونيو من نفس العام.
بعد مرور نحو 10 سنوات، اعتقلت الشرطة قاتل متسلسل يدعى تشاو تشى هونغ، أعلن مسؤوليته عن 10 عمليات اغتصاب وقتل، بما في ذلك تلك التي أعدم فيها بريء. أعيد النظر في القضية رسميا في عام 1996، وفي ديسمبر عام 2014 تم إلغاء الحكم السابق، وعوض أقاربه بمبلغ 30 ألف يوان، وهو ما يعادل 5 آلاف دولار أمريكي، وطالت العدالة أيضا نحو 30 مسؤولا جرت محاكمتهم على خلفية هذه القضية.
أما الضحية الرابعة فقد كانت أكثر حظا. الواقعة جرت في بريطانيا في عام 1876، حين ألقت الشرطة القبض في لندن على ويليام هابرون وكان يبلغ من العمر 18 عاما بتهمة قتل شرطي.
المحكمة عدت الأدلة التي قدمتها الشرطة كافية لإدانة هابرون والحكم عليه بالإعدام شنقا، إلا أن اشتراط القوانين تنفيذ أحكام الإعدام فقط ببلوغ المدان 19 عاما، أعطى فسحة من الوقت، ما سمح باستئناف الحكم والنجاح في استبدال عقوبة الإعدام بالسجن مدى الحياة.
تصادف بعد عامين أن اعترف رجل من أصحاب السوابق ويدعى تشارلز بيس بقتل الشرطي. وبعد أن أدين مرتين وحكم عليه بالإعدام ثم بالسجن مدى الحياة، حصل هابرون أخيرا على حكم بالبراءة، وأطلق سراحه.
هكذا تدخل بالصدفة شرط "قانوني" في هذه القضية، وأصبح بالإمكان تصحيح خطأ العدالة، وإعادة الاعتبار للمدان ظلما، وهو حي يرزق!
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أرشيف فی عام
إقرأ أيضاً:
الإمارات تقود الذكاء الاصطناعي بأخلاقيات ورؤية مستدامة
دبي: «الخليج»
أكد الدكتور واثق منصور، عميد كلية الهندسة بجامعة دبي، أن الذكاء الاصطناعي يمثل منعطفاً محورياً في مسيرة الإنسانية، إذ يحمل في طياته وعوداً بازدهار غير مسبوق، لكنه في الوقت ذاته يفرض تحديات أخلاقية واقتصادية وأمنية تستدعي أعلى درجات الوعي والتنظيم.
وقال د. منصور ل «الخليج»: إن الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على تحسين جودة الحياة في مجالات متعددة، بدءاً من الرعاية الصحية التي باتت أكثر دقة وتنبؤاً بفضل تقنيات التحليل الذكي، وصولاً إلى معالجة تغير المناخ وإدارة موارد الطاقة المتجددة، ما يعزز الاستدامة البيئية على نطاق عالمي.
وأوضح أن ما يثير القلق اليوم ليس الذكاء الاصطناعي ذاته، بل كيفية توظيفه، مشيراً إلى أن ترك أنظمته دون ضوابط قد يؤدي إلى انتهاكات جسيمة للخصوصية، وخلق فجوات اقتصادية، بل إلى تهديد السلم العالمي إذا استُخدم في تطوير الأسلحة المستقلة.
وفي هذا السياق، ثمّن د. واثق منصور الدور الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي وصفها بأنها «نموذج عالمي في تبني الذكاء الاصطناعي بمسؤولية».
وأشاد باستراتيجيات الدولة التي تمزج بين الطموح التكنولوجي والضوابط الأخلاقية، من خلال تشريعات واضحة، واستثمارات استراتيجية في التعليم، والحوكمة الرقمية، وتطوير المواهب الوطنية.
وأضاف أن إشراك المجتمع في فهم هذه التحولات يعزز من بناء الثقة، ويكرّس الاستخدام الإنساني للتكنولوجيا.
وأكد أن الإمارات لا تسعى فقط لتبني الذكاء الاصطناعي، بل لقيادته على المستوى العالمي، عبر دعم البحث العلمي، وتشجيع الشركات الناشئة، وبناء مدن ذكية صديقة للبيئة.
كما أكد أن «الذكاء الاصطناعي ليس قدراً، بل هو خيار. والمستقبل الذي سنعيشه مرهون بالقرارات التي نتخذها اليوم. والإمارات تثبت أنها تتخذ الخيارات الصحيحة من أجل مستقبل مزدهر وآمن للجميع».