بوابة الوفد:
2024-06-02@14:36:51 GMT

زمن «الأكل الكداب»

تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT

لم تعد البيوت عامرة كما كانت من قبل، فقد اتجهت الكثير من الأسر المصرية للتخلى عن بعض أنماط الحياة المعتادة بعدما ضربت موجة ارتفاع الأسعار جميع السلع الغذائية بطريقة مضاعفة، ومع حلول شهر رمضان المبارك الذى اعتاد فيه المصريون على تناول أصناف من الأطعمة، على رأسها اللحوم والدواجن، بالإضافة إلى العزومات التى لا يخلو الشهر الكريم منها، والتى يتم فيها تقديم أفضل الأطعمة على مائدة الإفطار، ولكن مع هذه الموجة القوية من ارتفاع الأسعار التى لم تنحسر بعد، بدأت الأسر المصرية تفكر فى حيل لتخطى الأزمة برفع شعار الحاجة أم الاختراع، لذلك لجأت السيدات إلى اختراع وصفات اقتصادية للتعايش مع ظروف الغلاء، حتى أن بعض برامج الطبخ على قنوات التليفزيون وقنوات مواقع التواصل الاجتماعى بدأت فى تغيير محتواها ليتوافق مع هذه الأفكار والحيل، وظهرت أطعمة عديدة معظمها يحمل اسم الكداب، سواء كانت دواجن أو حمامًا أو لحومًا، فالكل يتحايل لتكون مائدة رمضان عامرة حتى ولو «بالأكل الكداب».

وظهرت الشيفات فى البرامج لتقديم وصفات اقتصادية مثل: «البانيه الكداب» بدون دجاج، ولاقت الوصفة رواجًا كبيرًا لدى الجمهور والمتابعين، وتداول نشطاء السوشيال ميديا طريقة عمل «البانيه الكداب» مؤخرًا بشكل ساخر بسبب تعجبهم من الاسم، وعلق حساب باسم عماد ميخائيل قائلًا: «الأكلات اللى بتحمل صفة (الكداب) دى عشان بتنتحل صفة أكلة تانية أغلى منها مش بتفكرنى بحاجة غير برأفت الهجان ومسلسلات الجاسوسية.

وعلق صادق إبراهيم قائلًا: حمام كداب بانية كداب كفته كدابه ياساتر يارب.. ده إحنا بقينا فى آخر الزمن فعلاً، حتى الأكل بقى كداب خلاص مفيش حد صادق غيرى!؟.

وعلقت سحر محمود ربة منزل، بأن المصريين قرروا خداع معدتهم مش أنفسهم ميزوا هذه الأكلات بوصف «الكداب»، لتمييزها عن الأكلة الأصلية ذات التكلفة العالية.

بينما قالت رحمة سمير، لا بد من التدبير فى ظل غلاء الأسعار، فالعين بصيرة والإيد قصيرة» وبتعديلات بسيطة على وصفات الطعام، نقوم بعمل أًكلات يتم استبعاد مكون أو اثنين من تلك التى تتسبب فى ارتفاع التكلفة، وأشارت إلى أنها قبل تحضير الطعام تقوم بتحديد الكميات المناسبة للطعام ولا تشترى كميات أكبر من استهلاكها بقدر الإمكان لتجنب إهدار الطعام، وبدأت تعمل وصفات لإعادة تدوير بقايا الطعام من جديد مثل بقايا المكرونة المسلوقة يمكن عملها كسلطة باردة بإضافة فلفل ملون.

وتقول ليلى محمد، إن ارتفاع الأسعار الذى لحق بجميع السلع الغذائية بصورة خيالية، يمكن استغلاله كفرصة حقيقية للابتعاد عن الإسراف، وأوضحت أن هذه الأزمة تعتبر نعمة، يمكن خلالها مراقبة مقدار استهلاك الأسرة من كميات الطعام لكى أستطيع تقديم ما يحتاجه كل فرد فيها، دون إهدار الأطعمة.

وبسؤال الدكتورة وفاء سعيد أخصائية التغذية العلاجية وتغذية الرياضيين عن بدائل الأكلات المنتشرة مؤخرًا وهل تعطى نفس القيمة الغذائية التى نأخذها من البروتين الحيوانى، أوضحت على ضرورة تقديم وجبات متكاملة تحتوى على بروتين وخضروات ونشويات.

الدكتورة وفاء سعيد 

وأكدت إخصائية التغذية على أهمية البروتين الحيوانى للإنسان، وبالأخص للأطفال؛ لأن الطفل فى مرحلة البناء يحتاج للعديد من البروتينات والفيتامينات التى تساعد على بناء الجسم والنمو الصحى وتجنب ما يتسبب فى ضعف مناعته وجعله عرضة للإصابة بالأمراض، مضيفة أن الحصول على البروتين لا يتطلب التركيز على البروتين الحيوانى فقط، لكن يمكن الحصول عليه من المصدر النباتى أيضًا، بشرط أن يكون متكاملاً وبنسبة جيدة ومتوازنة.

وأشارت إلى أن المرأة المصرية دائمًا هى وزيرة مالية المنزل وبطلة فى كل الأحوال، سواء كانت غير معيلة وتساعد زوجها أثناء فترة الغلاء والأزمة الاقتصادية، أو كانت أرملة لديها معاش محدود من الضمان الاجتماعى أو تكافل وكرامة، فلديها القدرة دائمًا على إدارة شئون المنزل طوال الشهر بدون أن تكل أو تمل حتى وإن كان الدخل محدودًا جدًا وثابتًا.

وأضافت أنه يمكن استغلال هذه الأزمة، فى الاعتماد على صناعة المنتجات الغذائية منزليا، والتى بالتأكيد ستحمل مواصفات الأمان والنظافة، بالإضافة إلى سمات التوفير، مشيرة إلى أنه فى ظل غلاء أسعار السلع الغذائية الذى نشهده حاليًا نحن بحاجة إلى تعديل ثقافتنا الغذائية، وذلك عن طريق تجهيز الطعام بالمنزل بكل أشكاله والتوفير والابتعاد عن طلب الوجبات السريعة من خارج المنزل، وقدمت الدكتورة وفاء عدة بدائل يمكن استغلالها لتخطى الأزمة للحفاظ على كيان الأسرة من الضغوط الاقتصادية أهمها: التخلى عن استهلاك المنتجات المرتفعة الأسعار واختيار منتجات أقل سعرًا، والاتجاه إلى تصنيع بعض الأطعمة بالمنزل مثل الزبادى والأجبان وتصنيع الزبدة من قشدة اللبن، واستخدام الجبن القريش بدلًا من الأجبان المستوردة غالية الثمن.

وأوضحت اخصائية التغذية أن هذه المرحلة فرصة حقيقية لوجود حوار أسرى بين الوالدين والأبناء؛ لتقليل النفقات لذلك يمكننا استغلال هذه الأزمة بتقديم الطعام الذى يقبل الأطفال على شرائه من الخارج والذى يباع بأسعار مرتفعة، وتقديم طعام صحى يفيد صحتهم وبكميات أكبر وأوفر من الخارج.

وقالت ندى صابر الباحثة فى علوم إدارة المادة لاقتصاديات الأسرة إن أزمة ارتفاع الأسعار تزداد يوميًا، وجميعنا نواجه العديد من المشكلات بسبب عدم القدرة على تلبية المتطلبات الأساسية لأى بيت مصرى، وفى ظل تصريحات الحكومة المصرية الأخيرة التى تفيد بانخفاض أسعار أكثر من سلعه ومنتج فى الفترة القادمة، ولكن حتى الآن لم ير المواطنون تحقق هذه التصريحات على أرض الواقع، إذ لم يصل تأثيرها للمواطن المصرى بعد، بل يزداد التجار جشعًا ويزداد الأمر سوءًا يومًا بعد يوم، ولكن هناك أمل ولو بسيط فى انخفاض الأسعار مرة أخرى لمعاودة شراء السلع والمتطلبات اليومية بأسعارها الطبيعية المعلنة من قبل وزارة التموين، وحتى يتحقق ذلك لا بد على الجميع التصدى للأزمة الحالية واتباع بعض الأفكار والنصائح التى يمكن أن تسهم فى التغلب على الأمر.

ندى صابر 

وقدمت الباحثة فى علوم إدارة مادة اقتصاديات الأسرة أفكارًا لترشيد الإنفاق على الطعام منها: استخدام البدائل المتاحة ذات السعر المنخفض والجودة المناسبة، وتحضير وإعداد الأطعمة بكميات مناسبه، وتجنب تحضير كميات كبيرة من الطعام قد لا تستهلك ويكون مصيرها النفايات فى نهاية الأمر. والاقتصاد فى العزائم الرمضانية، فمن السلوكيات الخاطئة التى يقوم بها المصريون فى الشهر الكريم تحضير العديد من الأصناف والتنافس فى تحضير مائدة مليئة بمختلف أنواع الأطعمة من الأطباق الرئيسية والمقبلات والسلطات وغيرها، بخلاف العصائر والحلويات، مما يؤدى إلى تراكم كميات كبيرة من الأطعمة، يمكن حفظ بعضها لعدة أيام ولكن البعض الآخر قد يفسد.

وتجنب إعداد أكثر من صنف واحد من كل نوع طعام، مثل إعداد نوع واحد من السلطة والشوربة، وإعداد طبق رئيسى واحد ونوع واحد من الحلويات.

وتجنب تكرار العزائم والزيارات بشكل مبالغ فيه مما يفتح المجال لإنفاق الكثير من الأموال فى تحضير الأطعمة وشراء الهدايا وغيرها.

وأضافت الباحثة فى شئون ميزانية الأسرة قائلة: مؤخرًا توجه العديد من الأشخاص لفهم أولويات المنزل وتوفير الاحتياجات الأساسية، وتطبيق بعض النصائح المشار إليها بشكل جدى للتصدى لهذه الأزمة، وجدير بالذكر أن من طبق هذه الأفكار فى حياته اليومية وليس فى شهر رمضان فقط سيجد نتيحه فورية فى توفير ميزانية الأسرة.

وأشارت ندى صابر إلى العديد من الوصفات الاقتصادية التى تحتوى على عناصر غذائية تفيد الجسم ولا تحتوى على لحوم أو دجاج، مما يتيح الفرصة للابتكار واعداد وصفات بديلة وشهية بدون تكلفة عالية، ومنها: كفتة العدس وفتة الباذنجان وشاورما الباذنجان ومقلوبة الباذنجان، وصينية البطاطس، والتورلى والعجة والفريك، كما يمكن إعداد صينية بطاطس بيوريه بالبشاميل، وكفتة البطاطس وكريب البطاطس والجبن، وطاجن البامية بدون لحوم، وطاجن شعرية بالخضار، والقرنبيط والبصارة، وبيتزا الخضراوات والتونة، ومجدرة الأرز والعدس، وناجتس الخضروات، والمكرونة بالتونة والمكرونة بالبشاميل والمشروم.

وأوضحت أن جميع الأصناف المذكورة سهلة التحضير وبعضها يتم استبدال البروتين الحيوانى فيها ببروتين نباتى ككفتة العدس، كما تم استبدال بعض المكونات بالخضروات أو التونة وغيرها، مما يسمح بالتنوع والتغيير فى الوجبات اليومية وكذا خفض التكاليف.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السلع الغذائية شهر رمضان المبارك مائدة الإفطار ارتفاع الأسعار رأفت الهجان ارتفاع الأسعار هذه الأزمة العدید من

إقرأ أيضاً:

زيت الزيتون على معدة فارغة لفوائد صحية جمة!

مُضاد للالتهابات والجراثيم، ُيقلل من خطر الجلطات ويقي من أمراض القلب. هذه فقط بعض فوائد زيت الزيتون، الذي لا يخلو من مائدة الكثير من سكان البلدان، لاسيما المُطلة على البحر الأبيض المُتوسط.

ويبدو أن فوائد زيت الزيتون لا تتوقف عند هذا الحد، بل إن القائمة تطول بشكل كبير. فقد أوردت مجلة "فوكوس" أن تناول ملعقة من زيت الزيتون على معد فارغة يُحفز من عملية الهضم.

وأوضحت المجلة الألمانية أن تناول ملعقة صغيرة من زيت الزيتون لا تضر بالصحة، بل تعود بمنافع جمة على الأمعاء، إذ أن زيت الزيتون يساعد على التخفيف من الإمساك ويُحافظ على البراز لينا.

وأردف المصدر ذاته أن زيت الزيتون غني بالأحماض الدهنية غير المشبعة، والتي تعزز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، ويُحفز حركة الأمعاء.

كمية مُعتدلة

في المقابل، أشارت مجلة "فوكوس" أن استهلاك زيت الزيتون بكميات كبيرة ربما يُسبب مشاكل معوية. وأضافت أنه يجب تناول زيت الزيتون باعتدال مع التركيز على نظام غذائي متوازن وغني بالألياف.

وفي نفس السياق، لفت موقع "تسينتروم دير غيسوندهايت" الألماني أنه للاستفادة من زيت الزيتون بشكل جيد للغاية، يجب أخذ مجموعة من العوامل في عين الاعتبار.

أما عن هذه العوامل، فهي أن تناول زيت الزيتون يجب أن يكون كجزء من النظام الغذائي الخاص بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، والذي يُركز كثيرا على الخضروات والسلطات والبقوليات والحبوب الكاملة.

أيضا، أكل كمية من الطعام أقل من المعتاد، حيث يُفضل إنهاء وجبة الطعام بشكل مبكر قليلا وقبل الشعور بالشبع. ويعود تناول الطعام بكميات أقل بفوائد على الصحة البدنية والعقلية معا، حسب موقع "تسينتروم دير غيسوندهايت".

كذلك، تُعد ممارسة الرياضة والصوم بشكل مُتقطع من الأمور، التي تُساعد على الاستفادة بشكل أكبر من تناول زيت الزيتون.

  زيت الزيتون..

ويتميز زيت الزيتون بالعديد من الخصائص: من بينها أن مدة صلاحيته تصل إلى 24 شهرا على الأقل. أما إذا ما تم تخزينه بشكل جيد (في مكان بارد وبعيدا عن الضوء)، فقد تستمر مدة صلاحيته لعدة سنوات، حسب موقع "أويلا أوليفن أول".


أيضا، يحتوي 100 مل من زيت الزيتون على نحو 810 سعرة حرارية. كما أن زيت الزيتون يحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة.

زيادة على ذلك، تُنتج شجرة الزيتون ما بين 50 إلى 70 كغم من الزيتون سنويا، حيث إن هذه الكمية تُعطي تقريبا ما بين 5 إلى 10 لترات من زيت الزيتون.

ويصعب تحديد الكمية المطلوبة من الزيتون للحصول على لتر واحد من زيته، إذ أن هناك اختلافات بين أنواع الزيتون، بينها وقت الحصاد، المنطقة المزروع فيها وكذلك مناخ المنطقة، وفق ما أشار إليه موقع "أويلا أوليفن أول".

مقالات مشابهة

  • رغيف الفقير
  • تحذير من أكل الأطعمة الحارة في هذا التوقيت.. أفضل البدائل الصحية
  • المشروبات الغازية والوجبات السريعة أكثر الأطعمة المسببة للسرطان
  • فطير ومحشي وحمام.. «أم هاشم» سفيرة الأكل الشرقي
  • لا غنى عنها ولا بديل لها
  • للإقلاع عن التدخين.. توقف عن تناول القهوة وهذه الأطعمة فورا
  • ما هي العلامات التحذيرية لضربة الشمس؟
  • بيسكوف: لا يمكن حل الأزمة في أوكرانيا دون روسيا
  • زيت الزيتون على معدة فارغة لفوائد صحية جمة!
  • وداعاً العيش «أبو شلن».. ولا للدعم النقدي!!