صحيفة الاتحاد:
2025-05-31@13:27:32 GMT

رمضان.. شهر التقوى والخلق القويم

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

إبراهيم سليم

أخبار ذات صلة «الإمارات الإنسانية»: أيادٍ حانية تضمد جراح أهالي غزة «أسواق دبي الرمضانية» تقدّم لزوارها تجارب مميزة لاكتشاف الثقافة الإماراتية

شرع الله تعالى الصيام ليكتسب المؤمن صفة التقوى، والتقوى هي المقصد الأسمى من صيام شهر رمضان، والحرص على التحلي بالخلق الحسن، لتحقيق مقاصد الصيام، والصيام تدريب عملي على مراقبة الله تعالى، وقال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، (سورة البقرة: الآية 183).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد، أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك...»، (صحيح البخاري، 1904).
وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، (صحيح البخاري، 1903).
وقد شرع الله تعالى الصيام ليكتسب المؤمن صفة التقوى، وقد أرشد النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى بعض الأمور التي تحقق هذه المنزلة في نفس الصائم، فنهى عن سوء الخلق، وأمر بالصبر على المسيئين، وحث الصائم على تذكير نفسه بأنه صائم، وأن أي فعل من سباب أو فحش قد يفوت عليه ثمار صيامه، ففي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: «فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم».
وأشار إلى فئة من الناس ربما فعلوا هذه العبادة من غير تدرب لها، ولا طلب لمقاصدها، فتراهم صائمين عن الطعام والشراب، وهي أمور مباحة في غير وقت الصوم، ولكنهم لا يتورعون عن الأمور المحرمة، كالغيبة والنميمة والسباب والغضب وقول الزور وشهادة الزور. وينبغي للمسلم أن يبتعد عن سيئ الأخلاق ويتحلى بأحسنها ليبلغ ما أراده الله تعالى من الصيام والوصول إلى التقوى، ومن صفات المؤمنين، والصائمين، وخاصة ونحن في شهر رمضان، «الإعراض عن اللغو»، اللغو هو كل ما لا يجمل من القول والفعل، وقد جاء في وصف عباد الرحمن: (... وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً...)، سورة الفرقان: الآية 73». ونفى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن المؤمن صفة الخوض في اللغو، فقال: «ليسَ المؤمنُ بالطَّعّانِ ولا اللَّعّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ»، فلا ينبغي للعاقل أن يشغل سمعه وبصره ولبه وقلبه بما لا جدوى منه، ويَتَنَزَّهُ عنْ أنْ يصدُر منهُ ذلِك، وخاصةً في شهر رمضان المبارك فلا يضيعه فيمَا لَا فَائِدَةَ فِيهِ مِنَ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ، قال صلى الله عليه وسلم: «وإذا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ».
وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أن الْإِعْرَاض عَنِ اللَّغْوِ يُثاب عليه المسلم مرتين ويضاعف له الأجر والثَّوَاب، قال سبحانه: (أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ)، «سورة القصص: الآية 54 - 55»، أَيْ: لَا يُخَالِطُونَ أَهْلَ اللغو وَلَا يُعَاشِرُونَهُمْ فإِذَا سَفه عَلَيْهِمْ سَفيه، وكلمهم بما لا يليق بهم الجواب عنه، أعرضوا عنه ولم يقابلوه بمثله من الكلام القبيح، ولا يصدر عنهم إلا كلام طيب.
ولنا في رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قدوة حسنة، فعن عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه أنه ذَكَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا»، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: «اللهمَّ اهدني لأحسنِ الأعمالِ وأحسنِ الأخلاقِ لا يهدي لأحسنِها إلا أنتَ وقِني سَيِّئَ الأعمالِ وسَيِّئَ الأخلاقِ لا يقِي سيئَها إلا أنتَ»، وعلى المسلم أن يربأ بنفسه عنها، فلا يخوض في كلامٍ يعيبه، أو فعلٍ يشينه، وخاصةً في شهر رمضان، موسم الطاعة والغفران، فنقبل فيه على طاعة ربنا، وما فيه الخير لنا ولأسرنا ومجتمعنا، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: «وَاحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ».

كل معروف صدقة 
حث النبي صلى الله عليه وسلم على المعروف، والمعروف اسم جامع لكل ما ندب إليه الشرع من وجوه الإحسان وفعل الخير، وقد أمر الله بفعله، وحث عليه النبي، صلى الله عليه وسلم، ووعد فاعله بالثواب العظيم في الدنيا والآخرة، فينبغي على المؤمن ألّا يحقر من المعروف شيئًا، وأن يحرص على صنع المعروف وبذل الإحسان للناس.
يقول الله في محكم تنزيله: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا). يقول الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). 
وقد جعل الله صُنع المعروف صدقة لفاعله، قال رسول الله: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ»، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيَحْمِلُه عَلَيْهَا، أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ». وصور المعروف كثيرة وعديدة، فينبغي على المسلم أن ينافس فيها ويحرص عليها، كي ينال ثوابها وأجرها، وألّا يقلل من قيمة أي خيرٍ يفعله، فقد أوصى النبي أحد أصحابه فقال: «عَلَيْكَ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ، وَلَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ لِلْمُسْتَسْقِي مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَائِهِ، أَوْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ مُنْبَسِطٌ»، وهي وصيته للنساء أيضاً، فقد قال: «يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ، لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا، وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ». أي: لا تستصغرنَّ شيئاً تقدمْنَهُ هبة أو هدية، فهو من المعروف الذي يُديم الودّ ويؤلف بين القلوب. ومن قدّم معروفاً في الدنيا أثابه الله به في الآخرة، قَالَ رسول الله: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: رمضان الصيام شهر رمضان صلى الله علیه وسلم الله تعالى شهر رمضان رسول الله

إقرأ أيضاً:

عجائب الصلاة على النبي فى أول جمعة فى العشر من ذي الحجة.. لا حصر لها

عجائب الصلاة على النبي فى أول جمعة فى العشر من ذي الحجة، تحدث العلماء عن فضل الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وأجمع الكثير من المفسرين على أن الليالى العشر التى ذكرت فى قوله تعالى «وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ»، هي العشر من ذى الحجة.

وعلى كل مسلم ان يغتنم وينتهز هذة الأيام ويكثر على من الطاعات والعبادات من الصلاة على النبي والاستغفار والتكبير والتهليل والتحميد والصدقة وقيام الليل وصلة الرحم، خاصة فى يوم الجمعة فى يوم عيد لمسلمين، و قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي) فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أَرِمْت (قال: يقول بَلِيْتَ) قال: (إن اللَّه حرم على الأرض أجساد الأنبياء) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح، فالصلاة على النبي- عليه الصلاة والسلام- نوع من أنواع التمجيد والتعظيم ورفع لدرجته، وهي ميزة خصّها وحصرهّا الله - سبحانه وتعالى- بخير الأنام سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم-، لذا يقدم موقع صدى البلد عجائب الصلاة على النبي يوم الجمعة فى العشر من ذي الحجة.

عجائب الصلاة على النبي

1. امتثال أمر الله بالصلاة عليه.

2. موافقته سبحانه وتعالى في الصلاة عليه.

3. موافقة الملائكة في الصلاة عليه.

4. حصول عشر صلوات من الله تعالى.

5. أن يرفع له عشر درجات.

6. يكتب له عشر حسنات.

7. يمحى عنه عشر سيئات.

8. ترجى إجابة دعوته.

9. أنها سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم.

10. أنها سبب لغفران الذنوب وستر العيوب.

11. أنها سبب لكفاية العبد ما أهمه.

12. أنها سبب لقرب العبد منه صلى الله عليه وسلم.

13. أنها تقوم مقام الصدقة.

14. أنها سبب لقضاء الحوائج.

15. أنها سبب لصلاة الله وملائكته على المصلي.

دعاء لزوجي في العشر من ذي الحجةدعاء الامتحانات.. كلمات تبعث الطمأنينة وتفتح أبواب التوفيق لكل طالب

16. أنها سبب زكاة المصلي والطهارة له.

17. أنها سبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته.

18. أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة.

19. أنها سبب لردّه صلى الله عليه وسلم على المصلي عليه.

20. أنها سبب لتذكر ما نسيه المصلي عليه صلى الله عليه وسلم.

21. أنها سبب لطيب المجلس وألا يعود على أهله حسرة يوم القيامة.

22. أنها سبب لنفي الفقر عن المصلي عليه صلى الله عليه وسلم.

23. أنها تنفي عن العبد اسم البخل إذا صلى عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم.

24. نجاته من دعائه عليه برغم أنفه إذا تركها عند ذكره صلى الله عليه وسلم.

25. أنها تأتي بصاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها.

26. أنـها تنجـي من المجلس الذي لا يذكر فيه اسم الله ورسوله صلى الله عليـه وسلم.

عجائب الصلاة على النبي فى العشر من ذي الحجة

27. أنها سبب لتمام الكلام الذي ابتدئ بحمد الله والـصلاة على رسولـه صلى الله علـيه وسلم.

28. أنها سبب لفوز العبد بالجواز على الصراط.

29. أنه يخرج العبد عن الجفاء بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.

30. أنها سبب لإلقاء الله تعالى الثناء الحسن على المصلي عليه صلى الله عليه وسلم بين السماء والأرض.

31. أنها سبب رحمة الله عز وجل.

32. أنها سبب البركة.

33. أنها سبب لدوام محبته صلى الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها، وذلك من عقود الإيمان لا يتم إلا به.

34. أنها سبب لمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم للمصلي عليه صلى الله عليه وسلم.

35. أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه.

36. أنها سبب لعرض المصلي عليه صلى الله عليه وسلم وذكره عنده صلى الله عليه وسلم.

37. أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط.

38. تأدية الصلاة عليه لأقل القليل من حقه صلى الله عليه وسلم وشكر نعمة الله التي أنعم بها علينا.

39. أنها متضمنة لذكر الله وشكره ومعرفة إحسانه.

40. من أعظم الثمرات وأجل الفوائد المكتسبات بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم انطباع صورته الكريمة في النفس .

طباعة شارك عجائب الصلاة على النبي عجائب الصلاة على النبي فى أول جمعة فى العشر من ذي الحجة الصلاة على النبي فى ذي الحجة

مقالات مشابهة

  • 5 أفعال في عشر ذي الحجة عقوبتها مغلظة.. احذر غضب الله
  • حكم الإنابة في الحج لمن تعذر عليه أداء الفريضة.. يسري جبر يجيب
  • نسق الحِجاج القرآني
  • نهار عشر ذي الحجة.. خطيب المسجد النبوي: أفضل من العشر الأواخر من رمضان
  • هل يجوز صوم القضاء في عشر ذي الحجة؟
  • سنن يوم الجمعة.. ما يستحب فعله قبل الصلاة وبعدها
  • عجائب الصلاة على النبي فى أول جمعة فى العشر من ذي الحجة.. لا حصر لها
  • فضل صلاة الضحى.. لا تتكاسل عن أدائها في هذه الأيام المباركة
  • أيهما أفضل عند الله العشر الأواخر من رمضان أم عشر ذي الحجة؟
  • موقوف فرّ من المستشفى... والأمن يُلقي القبض عليه خلال ساعات (صورة)