صناعة الجبن البلدي التعزي المدخن في زمن الحرب… معاناة وصعوبات لا تنتهي
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من سهيل الشارحي
مشيًا على الاقدام وعلى رأسه طبقًا من الجبن البلدي، يقطع الحاج عوض المقطوب ما يزيد عن 18 كيلو للوصول إلى اقرب قرية لبيع الجبن البلدي، والذي اصبح مصدره الوحيد لإعالة أولاده الخمسة، ولتوفير لقمة عيش تسد رمق أسرته.
يقول عوض المقطوب صاحب 70 عام، المنحدر من منطقة المزرق غربي محافظة تعز، أقطع مسافة كبير جداً للوصول إلى قرية الأشروح لبيع الجبن البلدي، والذي يعتبر بالنسبة لي المصدر الرئيسي لتوفير القوت اليومي لأسرتي.
وبتجاعيد التعب والإرهاق،يضيف المقطوب،” مايقارب 30 عامًا وأنا اعمل في شراء الجبن البلدي من رعاة الأغنام والذهاب إلى القرى لبيعة.
وتشتهر المناطق الريفية لمحافظة تعز بصناعة الجبن البلدي ” المدخن”، وتعتبر من الصناعات القديمة والتقليدية المتوارثة بين الأجيال، ولها عائد مادي على أصحابها.
تراجع الاقبال على الجبن البلدي
فالجبن البلدي يصنع من حليب الأغنام و الأبقار، ويتم تبخيره بجمر ودخان شجرة معينة بهدف تماسكه وتعقيمه وإعطائه رائحة زكية، فيما تستغرق عملية إنتاجه يومين على الأقل، حد قول الحاج عوض المقطوب.
ومقارنه انتاج الجبن البلدي قبل نشوب الحرب وبعده، يقول الحاج عوض المقطوب، “قبل تسع سنوات الحرب كنت ابيع كل ما بحوزتي من جبن، “إي انه يبيع في اليوم 24 جبنه”، واعود للمنزل بمحصول وفير يكفي لسداد احتياجاتنا الاسرية.
ويضف المقطوب، اما اليوم اقطع مسافات كبيرة جداً، واتجول بين القرى المجاورة واحمل نصف ما كنت احمله سابقًا ” قبل الحرب “، لكن لم استطيع بيع الكمية كامل، بل واعود بمردود أقل لا يكفي سد الأحتياجات الأساسية للأسرة، الامر الذي جعل حياتنا تزداد تعقيدًا.
معوقات تواجه صناعة الجبن البلدي
تواجه صناعة الجبن البلدي ” المدخن “،صعوبة ومعوقات حدت من انتاجه منذُ اندلاع الحرب في البلاد، وتظخم الاقتصادي الوطني يومًا بعد اخر، وتدهور الوضع المعيشي للمواطنيين .
في هذا السياق يقول قاسم على، وهو احد اكبر مصدرين الجبن البلدي في مديرية مقبنة، إن الإقبال على شراء الجبن البلدي تراجع بشكل كبير، نتيجة الاوضاع السئية التي تعيشها البلاد من حرب وتراجع مستوى العملية المحلية وتدني مستوى دخل الفرد.
وفي سياق حديثه يضيف قاسم، أن من أبرز الصعوبات والعوائق التي تواجه صناعة الجبن البلدي، عدم وجود مراعي خاصة لتربية الأغنام التي يعتمد على ألبانها في إنتاجه الجبن البلدي، كما أن القدرة الشرائية للمواطن اصبحت ضعيف جداً.
ويشير علي، أن الصراع العسكري والذي امتد إلى الأرياف، تسببت في نزوح الكثير من راعات الأغنام، مما جعلهم غير قادرين على انتاج كمية كبيرة من الجين البلدي، بعد أن فقدوا معظم ثروتهم الحيوانية.
مناطق محدودة لرعي الأغنام
تسببت الحرب في البلاد بمعانات كبيرة اثقلت كاهل مالكي الاغنام، وجعلت عملية التنقل بالنسبة لرعات الاغنام،بين المناطق محدودة ومحفوفة بالمخاطر، بسبب زراعة الالغام والعبوات الناسفة بشكل كبير في المناطق الريفية.
يقول محمود الراعي، إن الحرب المستمر في المناطق الريفية فاقمة من حيات رعات الاغنام، وذالك من خلال عدم قدرنا كرعاة اغنام التنقل من مكان لاخر لرعي الأغنام، مما جعل منسوب الالبان والذي يتم من خلاله صناعة الجبن البلدي يقل بشكل كبير.
ويشير الراعي محمود، أن شقيقته كانت ترعي الاغنام في منطقة القوز بقرية الاشروح غربي تعز، وفجًا انفجر به لغم من مخلافات الحرب في عام 2018، مسبب في بتر قدمها الأسفل وفقدان اصابع اليد اليسرى، مضيفًا، أن عمه سيف اصيب بطلقة قناص حوثي في نفس العام الذي اصيبت به شقيقتة اثناء رعي الاغنام .
ويؤكد محمود، أن اغلب رعات الأغنام فقدوا الكثير من موشيهم بسبب زراعة الالغام والعبوات الناسفة بشكل كبير ومسافات شاعة في المنطقة التي يتواجد فيها الحشيش والاعلاف الزراعية .
وفي تصريح سابق” ليمن مونيتور” اوضح محمود القاحلي وهو احد رعات الأغنام في مديرية مقبنة، أن الأغنام التي كانت تعدُ المصدر الوحيد الذي تعتمد عليه معظم الأسر في تسيير حياتها اصبحت بين لهيب الحرب، مؤكدًا أنه في يوم واحد فقط فقد اهالي القرية كثر من 30 رأس من الاغنام نتيجة انفجار شبكة من العبوات الناسفة اسفل جبل عاطف الواقع تحت سيطرة الحوثيين.
وتعتبر مديرية مقبنة وجبل حبشي ومنطقة وهجدة وموزع والبرح في محافظة تعز، من اكثر المناطق الريفية التي تتميز في صناعة الجبن البلدي، وتصديره إلى مختلف المدن، لكن الحرب المشتعلة تسببت في تراجع كمية الانتاج بشكل كبير وغير مسبوق.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةWhat’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...
الله يصلح الاحوال store.divaexpertt.com...
الله يصلح الاحوال...
الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: المناطق الریفیة البحر الأحمر شروط الجماعة بشکل کبیر
إقرأ أيضاً:
معاريف: هل باع ترامب إسرائيل مقابل مصالح وصفقات تكتيكية مع الحوثيين في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
سلطت صحيفة "معاريف" العبرية الضوء على الخلافات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكذلك على الاتفاق الذي أعلنه ترامب، مع جماعة الحوثي في اليمن الذي يتضمن وقف إطلاق النار.
وقالت الصحيفة في تحليل للكاتب الإسرائيلي أورييل داسكال وترجمه للعربية "الموقع بوست" إن ترامب باع إسرائيل لصالح مصالح اقتصادية وصفقات تكتيكية مع الحوثيين في اليمن، بل ربما مع الإيرانيين قريبا، وذلك في إطار مساعيه لتجنب أزمة اقتصادية داخلية تهدد رئاسته الثانية.
وحسب التحليل فإن تفاهم ترامب مع الحوثيين التي فضلها لى الالتزام بمصالح إسرائيل قد تكون نقطة تحوّل مفصلية تهدد الموقع الإستراتيجي للأخيرة، وتضعها خارج اللعبة الجيوسياسية التي اعتادت أن تكون طرفا محوريا فيها.
وبشأن الانطباعات في الأوساط الإسرائيلية وفق التحليل فإن التقدير السائد في إسرائيل هو أن ترامب "ألقى بها تحت عجلات الحافلة"، ليس فقط بسبب خلافاته مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بل لأن إسرائيل لم تعد تحتل الأولوية في حساباته الجديدة".
يرى التحليل أن ترامب حول إسرائيل إلى ورقة تفاوض قابلة للتجاهل إن اقتضت مصلحة البيت الأبيض ذلك.
وأكد أن تفاهم ترامب مع الحوثيين لوقف الهجمات على السفن الأميركية والسماح بمرور الشحن التجاري قرب مضيق باب المندب، يسعى للتوصل لاتفاق مع إيران بخصوص برنامجها النووي، كما يهدف إلى الحفاظ على استقرار أسعار النفط، وبالتالي تقليص أسعار الوقود داخل الولايات المتحدة، في ظل بوادر أزمة اقتصادية خانقة.
ولفت إلى أن تحولات ترامب لا تتعلق فقط بالشرق الأوسط، بل بمنظومة الهيمنة الاقتصادية التي قادتها واشنطن منذ الحرب العالمية الثانية، والتي باتت مهددة الآن.
وتطرق التحليل إلى تقارير صندوق النقد الدولي تتوقع تباطؤ النمو الأميركي إلى 1.8% عام 2025، مما ينعكس على مجمل حلفاء واشنطن، في حين تحقق الصين نموا أعلى رغم التحديات.
ويشير التحليل إلى أن هذا التراجع الاقتصادي يدفع ترامب إلى البحث عن حلول سريعة ومباشرة مثل تأمين طرق التجارة وخفض أسعار النفط والبنزين.
في التحليل أيضا تتوقع "معاريف" أن تكون هذه الصفقات مقدمة لتراجع دور إسرائيل في الحسابات الأميركية، لا سيما في منطقة أصبحت فيها دول النفط والغاز قادرة على تقديم حوافز مغرية لواشنطن أكثر مما تفعله تل أبيب.
وخلصت الصحيفة العبرية إلى أن الركيزة الأساسية للعلاقة بين واشنطن وتل أبيب لم تكن المصالح العسكرية فقط، بل "القيم الديمقراطية المشتركة"، وبفضل هذه القيم حصلت إسرائيل على تفوقها الجوي، وعلى دعم متواصل في مجلس الأمن، وصفقات عسكرية متقدمة مثل منظومة "السهم" الدفاعية، التي جاءت ثمرة اتفاق إستراتيجي مع واشنطن منذ عام 1987.