الجزيرة:
2024-06-12@14:39:01 GMT

كيف يقضي النازحون السودانيون رمضان في مصر؟

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

كيف يقضي النازحون السودانيون رمضان في مصر؟

غادر أكثر من 10 ملايين منازلهم إثر اندلاع الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023 ونزحوا داخل البلاد وخارجها. وبحكم الجيرة شكلت مصر إحدى المحطات الأولى للفارين من القتال.

بحسب إحصاءات الأمم المتحدة، لجأ إلى مصر نحو 460 ألف نازح من السودان، ويرتفع الرقم إلى أكثر من مليون في بيانات المجلس الأعلى للجالية السودانية في مصر، التي تذكر أن أعداد أفراد الجالية يصل إلى 4 ملايين.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4منها شطب "دفتر الذمم" و"إيجار الأسنان".. تقاليد رمضانية متوارثة في تركياlist 2 of 4مساجد الولايات المتحدة في رمضان.. أكثر من مجرد مكان للصلاةlist 3 of 4رمضان اليمن.. شهر مبارك بالتكافل والفرحة رغم المنغصاتlist 4 of 4الحرفيون في تونس يتطلعون إلى التعويض في رمضان عن سنوات الكسادend of list

وقد حرمت الحرب وأهوالها أغلب النازحين من الاندماج مع طقوس الشهر الكريم، وحاليا يعيش النازحون رمضانهم الثاني، الذي يلمح فيه بعضهم اختلافات بين رمضان في مصر وفي السودان، ويتذكرون تفاصيل ارتبطت بشهر الصوم في بلادهم.

نساء سودانيات يحضّرن وجبة الإفطار خلال شهر رمضان المبارك بالقاهرة (رويترز) إلى حدود السماء

لرمضان السودان طقوس خاصة تبدأ قبل بداية الشهر بأسابيع، بحسب نهى رضا في حديثها للجزيرة نت.

تقول السيدة الأربعينية إنه مع بداية شهر شعبان تنبعث من المنازل السودانية رائحة جميلة تصل إلى حدود السماء، وهي رائحة "الأبري" أو "الحلو مر"، وهو بمثابة المشروب الوطني على مائدة الإفطار في السودان.

تقول نهى إن تحضير "الحلو مر" يحتاج إلى أسابيع، وهو عبارة عن خليط من التوابل ونوع معين من العجينة وخليط من دقيق الذرة المخمرة وبعض الأعشاب.

بجانب "الحلو مر" هناك أنواع أخرى من العصائر السودانية مثل "العرديب" وهو مقابل عصير "التمر هندي" المصري، وكذلك عصير "التبلدي أو الجونجليز"، لكن نهى تؤكد أن العصير الأساسي الذي لا يمكن الاستغناء عنه طوال الـ30 يوما، هو عصير "الحلو مر".

تقول نهى، إن من أشكال الاستعداد لرمضان في السودان، أيضا، "تجفيف البصل والبامية واللحم بطريقة معينة لعمل أكلات تقليدية خلال الشهر الفضيل".

ووجدت نهى صعوبات في الحصول على المواد الأساسية لصنع عصائر وأكلات سودانية، وتقول: "بحثت كثيرا وتعبت، حتى وصلت إلى تاجر سوداني يبيع العجين والتوابل وكل الأشياء المخصوصة بطعامنا والعصائر السودانية".

حسب إحصاءات الأمم المتحدة لجأ إلى مصر نحو 460 ألف نازح من السودان (رويترز) أطباق مميزة

تختلف مائدة الإفطار السودانية عن المصرية. وفي الوقت الذي تذكر فيه نهى أن الإفطار المصري يعتمد بصورة أكبر على اللحوم والدجاج والطبخ، فإن المائدة السودانية مميزة بأكلات لا تفارقها طوال شهر رمضان.

تقول نهى: "الفول والطعمية أطباق أساسية على مائدة الإفطار السودانية، في حين أن المصريين يتناولونهما في السحور، ومن المستحيل أن يتناولوهما في الإفطار".

وتذكر نهى أشهر الأكلات السودانية على مائدة الإفطار، منها "العصيدة" التي توجد على مدار 30 يوما على المائدة، وتؤكل بـالـ"ملاحات" وهي أنواع من "الصلصة". "ملاح النعيمية" أو "ملاح التقيلية" وهو عبارة عن لحم مفروم وبامية مجففة ومسحوقة مع صلصة الطماطم والبصل، و"ملاح الروب" يصنع من الزبادي والبصل والتوابل.

وتكمل نهى: "يجب أن يوجد أيضا اللحم أو الدجاج، والدمعة السودانية سواء كانت باللحم أو الدجاج وتطبخ بالبصل والطماطم والثوم والكزبرة".

الفول والطعمية أطباق أساسية على مائدة الإفطار السودانية (بيكسابي)

كما تعد "البليلة" طبق رئيسي على مائدة الإفطار، ورغم تشابه اسمها مع "البليلة" المصرية المصنوعة من القمح المجروش، فإن "البليلة السودانية" هي فاصوليا حمراء ويطبخ معها الذرة و"التورة" أي الخبز الجاف والشمار والملح والليمون.

"القراصة" أيضا، طبق رئيسي على المائدة السودانية، وهو نوع من الخبز يصنع بعجينة تشبه عجينة "القطايف" لكنها أقل سمكا منها، إضافة إلى الحساء.

وبعد الإفطار بـ4 أو 5 ساعات يتناول السودانيون العشاء، تقول نهى: "قبل الساعة 12 مساء، نتناول العشاء وعادة ما يكون الطعام الفائض من مائدة الإفطار. وقبل الفجر نتسحر رقاق ولبن فقط".

تختلف مائدة الإفطار السودانية عن المصرية (رويترز) في مواجهة الغربة

على الرغم من افتقاد نهى، التي تسكن في حي التجمع الخامس بالقاهرة، الاجتماع بالأهل والجيران كما اعتادت في السودان، "لأن بعد الحرب تفرقت العائلة والأصدقاء إلى دول كثيرة، فصعبت علينا اللمة الحلوة التي كانت تميزنا في السودان"، فإنها تجد في مصر عوضا وتقاربا لم يشعرها بالغربة.

تقول: "رمضان في مصر جميل وفيه روحانيات عالية، أشياء كثيرة فيه تذكرنا بالسودان، مثل موائد الرحمن، والحقيبة الرمضانية لمساعدة الأسر المتعففة، وكذلك، مساعدة المساكين بالصدقات وأعمال الخير موجودة في مصر، وكذلك الفرحة والاحتفالات بقدوم رمضان من زينة معلقة على البيوت وفي الشوارع تذكرنا بالسودان، لكن زينة رمضان في مصر أحلى ومتنوعة أكثر".

وحتى تشعر المواطنة السودانية أنها تقضي رمضان في بلدها، تتناول الإفطار معظم الأيام مع أسرتها وأصدقائها الذين وصلوا إلى مصر، وتضيف: "بعد الإفطار نتجمع معا ونذهب إلى المسجد مع الأطفال نصلي العشاء والتراويح ونذكر النبي محمد عليه الصلاة والسلام كما كنا نفعل في حلقات الذكر في الجوامع في السودان".

وتتابع: "نفتقد السودان بشدة، لكننا نشعر أننا في بلدنا الثاني ونحاول نعوض ذلك من خلال تقديم المساعدات، والتراويح ولمة الأهل".

"البرش" هو افتراش الأرض أمام البيوت بـ"السجاجيد" الكبيرة التي تصل بيت بآخر (رويترز) "البرش".. إفطار الجيران والأهل

مائدة الرحمن، عنصر أساسي في رمضان مصر ورمضان السودان، على حد سواء. وهي عبارة عن مائدة إفطار تقام في الشوارع والميادين لإفطار العابرين والفقراء. لكن عبد العزيز هارون، تاجر أربعيني، يفتقد "البرش" الذي اعتادها في السودان.

يقول هارون، الذي يسكن في حي الرحاب في محافظة القاهرة، إن أكثر ما يفتقده هو الإفطار مع الأهل والجيران في "البرش"، ويحكي لـ"الجزيرة نت" أن "البرش" هو افتراش الأرض أمام البيوت بـ"السجاجيد" الكبيرة التي تصل بيت بآخر، حيث يتجمع الجيران والأهل للإفطار معا طوال شهر رمضان، و"في مصر التجمع محدود على نطاق الأسر الصغيرة أو الأقارب فقط".

ويذكر المواطن السوداني نهار رمضان في بلاده، وكيف يقصد الشباب ضفاف الأنهار، خصوصا قرب ملتقى النيلين عند جزيرة توتي التي تتوسط مدن العاصمة السودانية في الخرطوم وأمدرمان، للتخفيف من حرارة الطقس، "لكن الطقس في مصر بارد".

أما "المسيد" الذي يوجد طول العام، فيكون له نشاط أكبر في رمضان. ويصف هارون "المسيد" بأنه عبارة عن قطعة أرض كبيرة في أكثر من منطقة، تضم مسجدا، وفصولا للطلبة لتحفيظ القرآن وتعلم أمور الدين، ومضيفة للزوار، إضافة إلى "التكية"، وهي مطبخ كبير لصنع الطعام للوافدين والزوار والدارسين والشيوخ.

ويقول: "في شهر رمضان يكثر مدح النبي والذكر، ويقام في المسيد احتفاليات حفظ القرآن ومسابقات دينية وإطعام، فكان هو وجهتنا بعد الإفطار حتى صلاة التراويح".

ورغم افتقاد عبد العزيز قضاء رمضان في السودان التي يتمنى أن تستقر فيها الأوضاع حتى يعود مع أسرته، فإنه يصف رمضان مصر بـ"الغني، فالشوارع مستيقظة طوال اليوم، والإضاءات والزينة في كل مكان، حتى البرامج التلفزيونية والدراما المصرية أكثر بكثير من السودانية. رغم بعض الاختلافات، لكن رمضان في مصر شبيه برمضان السودان إلى حد كبير، يجعلك تشعر بالألفة حتى لو بعيدا عن الجيران والأصدقاء".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات على مائدة الإفطار رمضان فی مصر فی السودان شهر رمضان فی رمضان عبارة عن أکثر من

إقرأ أيضاً:

بعد معارك عنيفة.. خروج المستشفى الرئيسي في الفاشر السودانية عن الخدمة

اقتحمت قوات من الدعم السريع مستشفى الفاشر الجنوبي في السودان، السبت، قبل أن تدور معارك عنيفة في محيطه.

وأفاد أطباء في المستشفى الجنوبي بأن قوة من الدعم السريع "اقتحمت المستشفى وصادرت هواتف ومقتنيات الكوادر الطبية، كما أُصيب مدير المستشفى والمدير الطبي خلال الاقتحام"، وفق موقع "سودان تربيون".

وتحدث شهود عيان عن تسلل قوة من الدعم السريع إلى الفاشر واقتحامها المستشفى، قبل أن تدور معارك بينها وبين الجيش وقوات الحركات والمقاومة الشعبية.

من جهتها قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، الأحد، إن المستشفى الرئيسي في مدينة الفاشر الذي تدعمه المنظمة تعرض للهجوم وخرج عن الخدمة بحسب وكالة "رويترز".


وتؤوي المدينة الواقعة في إقليم دارفور بشمال غرب السودان أكثر من 1.8 مليون ساكن ونازح، وهي أحدث جبهة في القتال الدائر منذ نيسان/ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وتسعى قوات الدعم السريع، التي تسيطر على العاصمة الخرطوم ومعظم المناطق في غرب السودان، إلى التقدم أكثر في وسط البلاد، فيما تقول وكالات تابعة للأمم المتحدة إن الشعب السوداني يواجه "خطر مجاعة وشيكا".

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 130 ألفا فروا من منازلهم في الفاشر بسبب الأعمال القتالية في أبريل نيسان وأيار/ مايو.

ولم تذكر المنظمة اسم الجهة التي هاجمت المستشفى، وهو الوحيد في مدينة الفاشر القادر على التعامل مع ما تصفه المنظمة بأنها أحداث يومية تشهد سقوط أعداد كبيرة من القتلى والمصابين.

وقالت المنظمة إن نحو 1315 جريحا دخلوا المستشفى فيما توفي 208 بداخله خلال الفترة من 10 أيار/ مايو إلى السادس من يونيو حزيران، لكن عددا كبيرا من الأشخاص لا يقدر على الوصول إلى المستشفى بسبب القتال.

وصرح ميشيل-أوليفييه لاشاريتي، رئيس عمليات الطوارئ بالمنظمة، لـ"رويترز" بأن المستشفى بدأ في وقت سابق إجلاء المرضى بعد أن تأثر بالقتال ثلاث مرات منذ 25 أيار/ مايو.

وذكرت غرفة طوارئ الفاشر والمعسكرات، وهي مجموعة من المتطوعين، الأحد، أن مقاتلي قوات الدعم السريع داهموا المستشفى، السبت، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدة أشخاص ونهب أدوية وسيارة إسعاف وإجبار المستشفى على غلق أبوابه.

وقال شاهد لـ"رويترز" إنه رأى أشخاصا يخرجون من المستشفى، وقال شهود آخرون إن قوات الدعم السريع أطلقت صواريخ على المستشفى والمناطق المجاورة له.

وقالت تنسيقية مخيم أبو شوك ومتطوع إن هجوما آخر وقع أمس على المخيم الواقع إلى الشمال من المدينة، مما أثر على مركز طبي آخر وأدى إلى مقتل اثنين على الأقل وإصابة أكثر من 30 شخصا.


ونشر مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية تقريرا الأسبوع الماضي قال فيه إن نحو 40 تجمعا سكنيا خارج المدينة تعرض لحرائق متعمدة منذ آذار/ مارس.

وقال سكان محليون إن قوات الدعم السريع مسؤولة عن الهجمات.

ويواجه الأشخاص الذي يتركون المدينة خطرا كبيرا، إذ يقول السكان إن الفارين يتعرضون للهجوم وحتى القتل على الطريق الرئيسي المؤدي إلى خارج المدينة والذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.

وذكر عامل إغاثة وسكان إن معظم الفارين إما يتجهون جنوبا إلى معسكر زمزم أو غربا إلى منطقتي طويلة وجبل مرة، اللتين تسيطر عليهما جماعات مسلحة منها فصيل جيش تحرير السودان الذي يرأسه عبد الواحد محمد نور.


الفاشر تحترق
قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، في مؤتمر صحفي عقده بمدينة بورتسودان شرقي السودان، إن الدعم السريع هاجمت الفاشر السبت “في أكثر من اتجاه وتسللت إلى المستشفى الذي يحتضن عددًا من المصابين جراء القصف المتعمد“.

وأشار إلى أن الجيش وقوات الحركات استطاعوا التصدي للهجوم، مشددًا أن المدينة تحترق.

وتحدث مناوي عن أن التقييم الذي يجريه نهاية كل يوم من المعارك يخلص إلى ارتفاع عدد القتلى المدنيين مقارنة بالعسكريين من الجيش والقوة المشتركة، مفسرًا ذلك بأنه "محاولة لإبادة جماعية وتطهير عرقي بحق سكان الفاشر".


مقالات مشابهة

  • أبو الغيط: استمرار الحرب السودانية يعني تآكل قدرات الدولة على أداء مسؤولياتها
  • أبو الغيط في إفتتاح الاجتماع التشاوري لتنسيق مبادرات السلام في السودان: انهاء الحرب مسئولية ابناء السودان في المقام الاول
  • الجامعة العربية تحذر من استمرار الحرب بالسودان وتأثيرها على الأجيال الحالية والقادمة
  • اجتماع بين روسيا ومصر يؤكد على إنهاء الحرب في السودان
  • الموقف من المائدة المستديرة في مصر اول امتحان امام تقدم!
  • لماذا تكون هنالك حروب في السودان؟
  • الحياد الروسي في حرب السودان
  • الحروب في السودان تؤكد هشاشة التكوين القومي وعجز الحكومات عن الحسم
  • الموقف من المائدة المستديرة في مصر أول امتحان أمام تقدم!
  • بعد معارك عنيفة.. خروج المستشفى الرئيسي في الفاشر السودانية عن الخدمة