الوطن:
2025-06-20@04:15:00 GMT

الدكتور هاني تمام يكتب: الصيام الصالح

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

الدكتور هاني تمام يكتب: الصيام الصالح

الصيام فى الإسلام هو الإمساك عن المفطرات من الفجر إلى المغرب بنية، وعلى هذا فأركان الصيام هى النية، والإمساك عن المفطرات من الفجر إلى المغرب، قال تعالى: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ»، والمراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود: بياض النهار وسواد الليل.

والنية ركن فى الصيام والصلاة والزكاة والحج وكل عبادة يتقرب بها العبد إلى مولاه؛ قال تعالى: «وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ»، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»، والنية ركن فى الصيام؛ لأن الامتناع عن المفطرات فى النهار قد يكون عادة الإنسان أو بسبب مرض ونحو ذلك، فتأتى النية وتحدد أن هذا الامتناع إنما هو عبادة لله تعالى، فالنية تميز العادة عن العبادة، واختلف الفقهاء فى نية صيام شهر رمضان، فقال جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة إن النية تجب لكل يوم؛ لأن كل يوم عبادة مستقلة.

وعلى هذا، فالواجب على كل صائم أن ينوى الصيام كل يوم من أيام رمضان وتكون النية من الليل، وقال الإمام مالك، رحمه الله: إن النية تكفى لصيام الشهر كله فى أول ليلة فقط، فهى واجبة فى أول ليلة فقط، ولا يجب على الصائم تجديدها فى كل يوم، بل يستحب، فمن نوى فى أول ليلة من شهر رمضان صيام الشهر كله كفاه ذلك، والأولى والأحوط أن يجمع الصائم بين القولين فينوى فى أول ليلة صيام الشهر كله ويسأل الله العون والتوفيق والقبول، ثم يجدد النية فى كل يوم، والنية فى صيام شهر رمضان تكون فى أى جزء من أجزاء الليل بداية من المغرب وحتى قبل طلوع الفجر؛ لقول النبى، صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ، أى يعزم عليه فَلَا صِيَامَ لَهُ»، وقال السادة الحنفية: إن النية فى شهر رمضان تجوز من الليل إلى ما قبل الضحوة الكبرى أو زوال الشمس، أى قبل الظهر بدقائق، ولهم أدلتهم فى ذلك، وحملوا حديث النبى السابق الذى يدعو إلى تبييت النية من الليل على نفى الكمال لا الصحة، أى لا يكون الصيام كاملاً إلا لمن بيت النية من الليل، والأولى أن يبيت الصائم النية من الليل، ولا مانع من الأخذ بقول الحنفية فى حالة النسيان. والنية محلها القلب، ويجوز التلفظ بها ولا حرج فى ذلك. ومن تسحر بالليل لأجل الصيام ولو على شربة ماء فهذه نية. وينبغى أن يخلص الصائم فى نيته، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، إيماناً أى مصدقاً بفرضيته وأنه حق، واحتساباً أى يريد بصيامه وجه الله تعالى وحده ويحتسب الأجر عنده ولا ينتظر ثناء الناس. وينبغى على الصائم أن يحرص على فعل الصيام على أحسن ما يكون وأن يجتنب أى شىء يفسد الصيام.

ومن الأشياء التى تفسد الصوم ويجب فيها القضاء: الأكل والشرب عمداً، فمن أكل أو شرب عمداً وجب عليه القضاء عند بعض الفقهاء، وقال الحنفية يجب عليه القضاء والكفارة. ومن أفطر عامداً فى رمضان فقد ارتكب إثماً عظيماً وذنباً كبيراً ولن يعوضه صيام الدهر كله كما قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلَا مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وَإِنْ صَامَهُ»، أما من أكل أو شرب ناسياً فلا قضاء عليه، ولا كفارة، وعليه أن يكمل صيامه، قَالَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَسِىَ وَهُوَ صَائِمٌ، فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ» وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَفْطَرَ فِى شَهْرِ رَمَضَانَ نَاسِياً، لَا قَضَاءَ عَلَيْهِ وَلَا كَفَّارَةَ».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصيام القيام التقوى العمل الصالح فى أول لیلة شهر رمضان کل یوم

إقرأ أيضاً:

شطناوي يكتب: ما أحوجنا لثقافة الحوار

صراحة نيوز- د عبد الكريم الشطناوي

الحوار بأبسط معانيه تبادل للحديث،نقاش بين طرفين،
هو فن من فنون التعامل مع الٱخرين،والمحصلة هو رأي ورأي إخر.
وهو نشاط عقلي ولفظي بين متحاورين ويتم خلاله تبادل أفكار وٱراء،وإجراء المناقشات والمشاورات من أجل الوصول إلى اتفاق،أو حل مشكلةأو معالجة قضية
من قضايا الفكر والعلم و
المعرفة،باسلوب متكافئ يسوده طابع هدوء بعيد عن الخلاف(الخصومة)فإن وجد
اختلاف فهو في الفكر،ليس خلاف بين اشخاص.
وحتى يكون الحوار بناء ويحقق الهدف المنشود فلا بد من وجود شرط أساسي، هو إصغاء كل طرف لما يقوله الطرف الٱخر،حتى يتحقق إدراك العقل لما يسمعه ليتم الإستيعاب،ثم على ضوئه يجيب على ما استوعبه وفهمه من الطرف الٱخر،فإن لم يتحقق كل هذا فإن الحديث بينهما سيكون مثل الحديث بين الطرشان.
ويرد في الذهن تساؤلات متى بدأ الحوار؟وهل هو موروث او مكتسب؟
لقد بدأ الحوار قبل أن يخلق الله الخليقة،ويذكر لنا القرٱن الكريم صورا منه تمثلت في حوار الله تعالى مع الملائكة(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة،قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون)
بعد أن خلق الله المخلوقات
بما فيها الإنسان،فإن القرٱن الكريم يذكر لنا حوار الله
مع النبي ابراهيم:
(وإذ قال ابراهيم رب أرني كيف تحي الموتى،قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي).
وقد تطرق الفلاسفة الى لغة الحوار،فهذا سقراط ابو الفلسفة اليونانية فقد ابتدع فن الحوار(المايوتيك)مع من
كان يحاوره،وذلك بطرح سؤال تلو سؤال ويحصل على إجابات من محاوره،و
هكذاحتى يوقع من يحاوره
بالتناقض مع نفسه كأسلوب لإقناعه،فهو يرى أنه يولد الأفكار في عقول الناس كما تولد أمه النساء الحوامل
(كانت والدته قابلة(داية)
تولد النساء الحوامل)و (يمكن العودة إلى محاورة فيدون تأليف افلاطون،هي
تمثل دفاع سقراط أثناء محاكمته).
هذا ايضا الفيلسوف(كانت)
الألماني يقول:نحن لا نعلم الأطفال الأفكار إنما نعلمهم كيف يفكرون.
ونسأل هل ثقافة الحوار موروثة أم مكتسبة لدى الإنسان؟
فالأنسان الذي خلقه الله تعالى،عندما يولد يكون كائنا بيولوجيا وفي أحسن تقويم ولديه استعدادات و قابلية للتعلم،واكتساب اللغة والمهارات الأخرى كي يكون قادرا بها على التكيف في الحياة.
فالمولود عندما يولد يدخل معترك الحياة،فإنه كمايقول رسولنا الكريم(يولد المولود على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه أو يمجسانه).
وهنا يواجه عوامل البيئة المحيطة به،ويبدأ بصراع إثبات الوجود ويتم ذلك باكتسابه ما يحقق له تكيفا مع البيئة الجديدة ومن أهم
المؤسسات التي تساعده على التكيف وتحقيق حياة ٱمنة:
– الأسرة:فهي مصدر أمنه
الغذائي والإجتماعي ومنها يكتسب اللغة،طريقة الحوار
العقيدة،العادات،التقاليد،كل
ما يؤهله للحياة،فينتقل من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي.
– المدرسة:هي الحاضنة له بعد الأسرة،ودورها تصحيح ما تلقفه الطفل من بيئته من أخطاء،وتوجيهه كي يكتسب السلوك السوي،كما
تزوده بالعلوم والمعرفة.
-وهناك مؤسسات اخرى في المجتمع تشمل دور الحضانة
رياض الأطفال ودور العبادة
الأندية،الجمعيات،الحدائق،
أماكن الترويح وغيرها من المؤسسات ذات الأنظمة و
القوانين فتسهم في بناء شخصية متوازنة بأبعادها الأربعة:الجسمية والعقلية
والعاطفية والإجتماعية.
ومن الجدير بالذكر فإنه كلما كان التنسيق بين هذه المؤسسات موجودا وعلى ضوء خطة علمية واضحة مدروسة،كلما نجحت عملية
تكوين شخصيةسليمةللفرد.
ونستطيع القول بأن عملية التربية والتعليم من قبل هذه المؤسسات تعمل على توفير بيئة ٱمنة تمكن الفرد من تكيفه وتفاعله مع مجتمعه،وتعزز ما لديه من صفات ومهارات،وذلك ضمن خطة علمية مدروسة.
وتعود أهمية عملية التربية
إلى انها تمكن الفرد منذ طفولته،الإعتماد على نفسه، ومن قدرته لإتخاذ قراراته.
كذلك تعزز احترامه لذاته
مما يدفعه إلى احترام غيره.
وتحقق عيشا سليما ضمن نمط حياة منظم وصحي.
هذا بدوره يؤدي الى إيجاد مجتمع متكامل منسجم.
ولما كنا بصدد ثقافة الحوار
فإن أول اتصال للطفل بعد ولادته يكون مع الوالدين، وتكون علاقته بهما متينة وقوية لشدة التصاقه بهما، كما أنه يحب وجه الشخص الذي يعتني به،ويحب تقليد تعبيرات الوجه والأصوات
الصادرة عنه،والذي يشعر بقربه بالأمن والأمان.
فعلى الوالدين الأهتمام به،
وأن يكثرا الحديث معه
بصورة سليمة في النطق، حتى يتقن نطق الكلمات، ويكتسب الخبرة والقدرة على الكلام والشعور بالإهتمام.
وخلاصة القول إن ثقافة الحوار تبدأ مع الطفل من المراحل الأولى لطفولته كما تستمر ببقية مراحل الحياة الأخرى،فكلما اتسعت مدارك الفرد وتعددت البيئات التي يخالطها كلما اكتسب شيئا جديدًا في ثقافة

مقالات مشابهة

  • تعلن محكمة بني الحارث ان على المدعى عليه هاني صالح صالح عبدالإله الحضور إلى المحكمة
  • إسحاق أحمد فضل الله يكتب: (نحن….٢)
  • معجزات قيام الليل بسورة البقرة.. 5 مكافآت ربانية لا تفوتك
  • شطناوي يكتب: ما أحوجنا لثقافة الحوار
  • محمد رمضان يعلن الصلح مع أسرة الطفل المعتدى عليه من قبل نجله.. صور
  • هل يجب تقديم النية في أعمال الخير حتى أحصل على الثواب؟.. الإفتاء تجيب
  • أفضل دعاء في قيام الليل.. أدركه بـ50 كلمة للرزق وقضاء الحاجة
  • كيف تحمي نفسك من الشياطين؟.. 11 آية للوقاية من شرهم في الليل
  • كيف أدعو الله بعد قيام الليل؟.. 8 كنوز تحقق الدعاء المستجاب لا تفوتها
  • تعقيبا على الدكتور عبد الله النفيسي!