غزّة، بماذا ألهمت التعليم ؟!
الدكتور #محمود_المساد
لا تزال حرب #غزة مستعرة بشواظ من لهب، وقد مرّ عليها ستة شهور عجاف لكن بكبرياء الشموخ، وتغير بسببها الكثير، وتهاوت بها عنجهية دولة الكيان، وتصدعت جبهتها الداخلية، وفقدت القيادة وحدة القرار، على الرغم من تدفق الإسناد المستمر،والمشاركة الفعلية بالرجال، والسلاح، والمال، والتغطية الدبلوماسية من دول الشرّ العالمية التي تتستر بغطاء حضارتها المزيّفة.
وأبواقها المسعورة، والمنتفعين منها، لغرس أسافين الفتنة في الدولة الأكثر دعما لغزة، أملا منها بالنيل من #المجاهدين وظهيرهم القوي…..ويخيب ظنها بعون الله.
لقد تواتر الحديث عن #أساطير_حقيقية حول #حرب_غزة، وصلت حدًّا غير معقول، بل وغير مألوف في معايير المنطق والممكن، في صمودها الذي حفظ للأمة ماء الوجه، وبث فيها روح الحياة، وأعاد لها شموخ كرامتها التي أضاعتها منذ عقود.
مقالات ذات صلة رؤساء الجامعات..والتغييرات المصطنعة..! 2024/03/31وهذه الحرب غير المتعادلة عُدّة وعتادا وتقنية، أفرزت الناس فئات متعددة، فمنهم مع غزة، وهم الذين يضعون الأمور في نصابها الصحيح، ومنهم ضدّها، وأغلبية صامته بدأ يحركها ويستميلها كل طرف ببطء وحذر، وهناك الفئة الأخطر التي لها ألوان قزح تتسلق، وتبالغ في النفاق، وهي تركض وتلهث بدناءة وترخّص خلف مصالحها.
لله درك يا غزّة العزّة!! لقد بتنا بفضلك نشاهد بأم العين العالم وهو يتغير، ويعيد الألق والتفهم للقضية الفلسطينية مقابل تهاوي دولة الكيان الكرتونية، حيث بدأ حجم سيطرتها وسيطرة الحركة الصهيونية من خلفها يتراجع، وينحسر في عيون العالم، بما في ذلك أمريكا العظمى، بعد أن استفادت من بشاعة حادثة المحرقة وكسبت عطف العالم، لكن هذا التعاطف العالمي انقلب رأسا على عقب بعد أن تكشفت نازية هذا الكيان العنصري المزيف، وهو يمارس الفعل الأبشع في الإبادة الجماعية، والتهجير القسري لأهل غزة، وحرقها الأرض بما فيها ومَن عليها، وتلويث هوائها النقيّ الطاهر بسموم قنابلها.
لكن للأمانة والتاريخ نقول: إن السرطان الصهيوني انتشرفي كل أقطارنا، وعشعشت مفردات الاستسلام في أجسادنا، وانزلقت عقولنا نحو الطريق الخطأ بفعل فاعل أو أكثر، ومُسِخت مفاهيمنا التي عاش أجدادنا عليها، وعشنا بعض الوقت من أعمارنا على بقاياها، ووُجِّهت سلوكاتنا لخدمة المشروع الصهيوني. وهنا لا أريد الغوص في جلد الذات، فليس في هذا العالم كله مَن سلِم من شرّ الصهيونية التي تنكر على الآخر حق الحياة الكريمة!!
باركك الله يا غزّة الصمود، وأنت تنهضين بأمة العرب، والإسلام من سُباتها العميق، بعد سنين طِوال. لقد فعلت بكل فخر وكبرياء ما لم تفعله دول عظمى، فقد أيقظتِ قيم الكرامة والتحرر لدى شعوب الأرض المتعطشة للحرية والاستقلال، وأذللت كل أسباب العجرفة الإسرائيلية، ومن بينها إغراءات التطبيع من أجل الحماية. وهذا يعني أن حرب غزة قلبت الموازين، وغيرت اتجاه البوصلة عكسيّا تماما، فأفشلت كل أخاديد التآمر، وفضحت كل منافق ومُتاجر بالقضية.
من هنا، وأمام مشهد المواجهة الأسطورية التي يقوم بها المقاومون في غزة وفلسطين، ومن الموجَب على القائمين على أنظمتنا التربوية الوقوف والتأمل فيما حدث، ولا يزال يحدث من أجل الاستفادة من دروسها المعلنة، وغير المعلنة، ومن مجالات هذه #الدروس ما يأتي:
1- مجال بناء الإنسان وفق قواعد صُلبة ومتينة، نحو استعادة الحرية والكرامة، وبناء بنية تحتية متعددة البدائل سرّية، وآمنة.
2- توظيف الفكر النقدي، وحل المشكلات لدى مواردنا البشرية، صاحبة الرؤى الاستراتيجية في العمل في المتاح لدينا من إمكانات، والقائمة على أرضنا وفوق تربتنا المعجونة بقيمنا الأصيلة، وقدراتنا الذاتية من أجل التحدي والوصول إلى إنجازات الغلبة، بل والتفوق المستند إلى روح التصميم، وبيع النفس بالنصر وفق قاعدة ” الكف لا بدّ أن يواجه المِخرز “.
3- استثمار سلاح العدوّ في الإعلام الشامل، بذكاء وحِرَفية عن طريق توظيف علم النفس وعلم الاجتماع، والدراسات المتعمقة بديناميات الجماعة؛ من أجل تصديع جبهة العدو الداخلية، وتغليب مصالحه الشخصية على مصالح كيانه العليا، وزرع إغراءات النفاق والكذب في كسب الجولات، وإتقان التسلق القائم على أسس مغلوطة، من أجل نشر الحنق، والضغينة المفتتة لعزائم دولته المزيّفة.
4- بناء تحالفات إقليمية قائمة على مصالح متبادلة، نجدها وقت الضيق، وليست قائمة على رجاء بلا مضمون واقعي مثل: عروبة، وإسلام، وقومية.
5 – مراقبة دقيقة لضعاف النفوس الممكن شراؤهم من قبل العدو، والعمل على رصد تحركاتهم، وتعشيبهم.
6 – العمل الجماعي القائم على ديموقراطية الحوار، وإذكاء العقل، وترك اتخاذ القرار مستقلّا لقائد، أو قيادة من دون تبرّم أو تشكيك.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: غزة المجاهدين حرب غزة الدروس من أجل
إقرأ أيضاً:
قادة 7 دول أوروبية: لن نصمت أمام الكارثة التي تجري في غزة
طالب قادة 7 دول أوروبية، الاحتلال بوقف عداونه على قطاع غزة، مشددين على رفضهم الصمت أمام كارثة إنسانية، ورفع الحصار عن القطاع.
جاء ذلك في بيان مشترك لقادة إسبانيا والنرويج وآيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا وسلوفينيا، أعلنوا خلاله رفضهم لأي خطط للتهجير القسري من القطاع أو إحداث تغيير ديمغرافي.
وقال القادة في البيان: "لن نصمت أمام الكارثة الإنسانية المصنوعة بأيدي البشر، والتي تجري أمام أعيننا في غزة".
ولفتوا إلى أن "أكثر من 50 ألف رجل وامرأة وطفل فقدوا حياتهم في غزة".
وحذر القادة الأوروبيون من أن "كثيرين آخرين قد يتعرضون للموت جوعا خلال الأيام والأسابيع القادمة ما لم تتخذ إجراءات فورية".
وفي هذا الصدد، دعوا حكومة الاحتلال، إلى التراجع الفوري عن سياساتها الحالية، والامتناع عن تنفيذ عمليات عسكرية إضافية في غزة.
كما دعوها إلى "رفع الحصار بالكامل عن غزة، بما يضمن إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق إلى جميع أنحاء القطاع، من قبل الجهات الإنسانية الدولية ووفقا للمبادئ الإنسانية".
وشددوا على "ضرورة دعم الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، بما في ذلك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وضمان وصولها الآمن وغير المقيد" إلى المحتاجين في غزة.
كما دعا القادة "جميع الأطراف إلى الانخراط الفوري، وبحسن نية، في مفاوضات تهدف إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى، مع الإقرار بالدور الهام الذي تلعبه الولايات المتحدة ومصر وقطر في هذا الشأن".
من جانبه أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة أنه يشعر بأن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة غير مقبولة، وأضاف أنه يأمل مناقشة الأمر قريبا مع رئيس حكومة الاحتلال، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال خلال حضوره اجتماعا للزعماء الأوروبيين في ألبانيا "الوضع الإنساني في غزة لا يحتمل".
وأضاف ماكرون "نبلغ مستوى لم نشهده من قبل، من حيث الأثر الإنساني، منذ بداية هذا الوضع"، وتابع: "الأولوية هي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في القتال بين إسرائيل وحركة حماس واستئناف دخول المساعدات الإنسانية".
وقال "ستتاح لي فرصة التحدث في هذا الشأن مع رئيس الوزراء نتنياهو، وأثرت هذه المسألة أيضا مع الرئيس ترامب".
وكان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الأربعاء، وصف دولة الاحتلال، بأنها "دولة إبادة جماعية".
جاء ذلك خلال جلسة مساءلة في البرلمان بالعاصمة مدريد، ردا على انتقادات وجهها النائب الكتالوني غابرييل روفيان، الذي اتهم الزعيم الاشتراكي بالإبقاء على العلاقات التجارية مع الاحتلال رغم حرب الإبادة المتواصلة في غزة.
وقال سانشيز مؤكدا: "أريد أن أوضح أمرا هنا، سيد روفيان. نحن لا نتعامل تجاريا مع دولة ترتكب إبادة جماعية، لا نفعل ذلك".
وأضاف: "أعتقد أنني أوضحت قبل أيام، من على هذا المنبر، ما كنا نتحدث عنه تحديدا عندما تم طرح بعض الأمور التي لا تتوافق مع الحقيقة".
وبحسب تقارير إعلامية إسبانية، فهذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها سانشيز علنا مصطلح "دولة إبادة جماعية"، وهو تعبير يستخدمه باستمرار شريكه في الائتلاف الحاكم، حزب "سومار" اليساري.